هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

By Yasminaaaziz

378K 9K 312

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الخامس و العشرون

5.4K 128 1
By Yasminaaaziz

الفصل الخامس و العشرون من رواية هوس من أول نظرة

قلتلك مية مرة إبعد عنها.. شيلها من دماغك
نهائي و إنساها.....

-يعني اللي خلقها مخلقش غيرها بنت هدى...
-البنت دي هتكون السبب في خرابنا كلنا
-دي حية زي امها..... يا آدم.. آدم إسمعني.....

رمت إلهام الهاتف من يدها على الحائط بعصبية
لتتناثر اشلائه على أرضية الغرفة ثم تبعته
ببعض الوسائد و هي تصرخ بصوت
منخفض حتى لا يسمع سكان القصر :
- غبي و هيدمرنا معاه... انا مش عارفة انا خلفت
الحمار داه إزاي... داه مستحيل يكون إبني...

توقفت فجأة عن المشي و هي تضيف بعد
ان تذكرت شيئا ما :كله بسببها من يوم
ماجات و الخراب علينا كلنا...بنت الكلب
و الله ما أنا سايباها هي و الحرباية بنتها
فضلت تتمسكن لحد ما تجوزت سيف و
دلوقتي دايرة على إبني عاوزة توقعه...
أنا هوريكي يا زبالة...إما رجعتك مطرح
ما جيتي ما بقاش انا إلهام.....

إلتفتت وراءها فجأة بعد أن سمعت صوت
باب الحمام يفتح لتتأفف بصوت مسموع
عندما رأت زوجها كامل يخرج من الحمام
و هو ينشف شعره المبلل بمنشفة....

تمتمت و هي تتجه نحو الكومودينو لتفتح أحد
الإدراج بعصبية مفرطة :
-داه اللي كان ناقصني...إمتى بس أخلص
منه و من عيلته المقرفة كلها...

أخرجت علبة سجائرها ذات النوع الفاخر
لتدخن إحداها و هي تلتفت نحو كامل
من حين إلى آخر بضيق ....

وقف كامل أمام المرآة يمشط خصلات
شعره التي تخللها بعض البياض...
-مالك...شكلك يقول إن في مصيبة حصلت؟؟

أردف بلامبالاة و هو يدندن بلحن مصري
قديم لتنتفض إلهام من مكانها و قد وصل
غضبها لذروته :
-و هو في حاجة غير المصايب في
القصر داه...انا بجد زهقت و معدتش قادرة
أستحمل أكثر من كده ".

حدجها كامل بنظرات ساخرة و هو يفتح
إحدى زجاجات عطره الثمين :
-و حضرتك زهقانة من إيه يا...لولو هانم
في حد يزهق من العز و الفلوس...

إلهام بغضب :
-عز و فلوس.. هما فين؟ عشان انا مش
شايفة حاجة منهم ....ممم يكونش قصدك
المزرعتين و الثلاث عمارات اللي في إسكندرية و
شركة الحديد المفلسة اللي تنازل عنهم إبن اخوك
لما قرر يرجعلكوا نصيبه من الورث...و اللي
ياحرام إتباعوا بنص حقهم عشان تسدد فلوس
البحيري.....

مط كامل شفتيه قبل أن يجيبها ببرود :
-أيوا عشان نسدد فلوس البحيري الي رحتي
إتفقتي معاه إنت و الفالح إبنك عشان تبيعوله
صفقات الشركة... بعد ما تسرقوها...

إلهام باندفاع رغم انها أيقنت ان كامل قد
إكتشف سرقتها لصفقات الشركة...
-أنا ما سرقتش حاجة داه حقنا اللي
لهفه إبن أخوك و كوش عليه و محدش
فيكوا فتح بقه و لا حاول يوقف قصاده...

كامل و هو يردد كلامها باستهزاء :
- حقك...و إنت بقى رجعتي حقك بالكام
صفقة اللي سرقتيهم من الشركة... إنت و إبنك....

إلهام و هي تطفئ السيجارة بأصابع
مرتعشة:
-على الاقل حاولت...و عملت اللي
مقدرتش إنت و اخوك تعمله عشان
خايفين من ابوكوا....

كامل :
-و إنت بقى عايزانى أسرق شركات ابويا
عشان ارجع حقي...

إلهام :انا عايزاك تعمل اي حاجة تحسسني
إنك واقف معايا و مع أولادك...و ترجعلهم
فلوسهم اللي لهفها إبن اخوك.....

كامل :
لاااا إنت باين عليكي كبرتي و خرفتي
عشان تقوليلي انا بالذات الكلام داه...
هو مين اللي خلا سيف يرجع نصيبه من ثروة
ابويا مش انا؟؟

إلهام : و ثروته هو اللي مفيش حد في الدنيا دي يعرف حدودها حتى جده ....

صمت كامل و قد بدأ لعابه يسيل طمعا عند
ذكر ثروة سيف و التي كان يسعى للحصول
عليها هو و إبنه لتكمل هي بحقد :
؛ - إيه؟؟ سكت ليه؟؟
إنت عارف كويس إن فلوسه و أملاكه دي
كلها من حقنا....و من حق ولادنا عشان
هو عملها من فلوس ابوك ..... ".

وضعت يديها على كتفيه محاولة التأثير عليه
كعادتها لتبدأ في ملأ عقله بأفكارها المسمومة:
-إحنا بنعمل كل داه عشان ولادنا...إنت عارف
إن هشام نفسه يفتح مستشفى خاص بيه
و داه محتاج مبلغ كبير اوي ....
و آدم كمان.... عاوز يبقى
ليه شركاته الخاصة....و إنت يا حبيبي لإمتى
هتفضل كده تحت رحمة ابوك... أبوك اللي
فضل سيف عليك إنت و اخوك و خلاه هو
مدير مجلس إدارة شركات عزالدين رغم
إننا كلنا عارفين إن إنت اكثر واحد يستحق المنصب
داه ...

كامل بملل :
-طب عاوزني اعمل إيه... كل اللي قدرت عليه
هو إني ارجع نصيب سيف من الورث ....

إلهام بغل : و إنت فاكر إن سيف رجع نصيبه
من ورث جده عشان خايف منك إنت و اخوك....
تبقى غبي و لسه مش فاهم الشبح بيفكر إزاي،
بس انا متأكدة إنه رجعهم قاصد و بعدين
انا مش فاهمة يعني إنت فرحان بالكام مليون
اللي رماهملك و سايب المليارات اللي عنده...
تخيل بقى لو أملاك سيف عزالدين بقت تحت
إيدك و بتاعتك...عارف داه معناته إيه...يعني
هتخلص من سيطرة أبوك و تحكماته و تشتغل
حر زي ما أنت عاوز و هتدخل في كل الصفقات
و الشغل اللي ابوك رفضه زمان و إنت عارف بقى
انا أقصد إيه...هتبقى ملك نفسك لا حد يقلك
إشتغل كده و لا اعمل داه...و إلا إنت عاوز
تسيب الثروة دي كلها لهدى و بنتها.....

كامل بغضب عندما ذكر إسم شقيقته :
-مستحيل أسمح بكده...الفلوس دي
من حقي انا.. أنا أكثر واحد تعبت و شقيت
عشان اكبر شركات عزالدين...

إلهام بفحيح كالافعى :
-يبقى تتصرف بسرعة و تتخلص منهم
بسرعة عشان آدم حاطط بنت هدى في
دماغه و إنت عارف إبنك لما بتعحبه حاجة...

كامل :للأسف عارف...بس متقلقيش
قريب اوي هنقرأ عليهم الفاتحة كلهم....

إلهام :طيب و ابوك.....

كامل :داه بقى خليه للآخر...هنرفع عليه قضية
حجر و اكيد هنكسبها..ماهو أكيد مش هنفضل طول
عمرنا تحت رحمته و مستنيين موته عشان
ناخذ حقنا و نتصرف فيه براحتنا...
أنا لو لا سيف ال***** كنت رفعت عليه القضية
من زمان و رميته في أي دار عجزة....خليه هناك يتحكم براحته....

إلهام بتلاعب :و يا ترى اخوك امين...هيوافق....

رفع كامل حاجبيه مستنكرا لسؤالها و هو يجيبها
بمنتهى الثقة :و هو من إمتى امين بيرفض
حاجة أنا بقررها...متقلقيش حتى لو رفض
أنا هقدر أقنعه بطريقتي.....

إبتسمت إلهام بخبث و هي تتجه نحو الخزانة
لتختار له بدلة ليرتديها إستعدادا لذهابه
للعمل و دماغها لا ينفك عن نسج خيوط
تلك الخطة المناسبة التي ستمكنها من
إستغلال ما يحدث لتحقيق هدفها الأوحد
الذي تسعى له منذ سنوات ألا وهو
إمتلاك كل ثروة عزالدين لوحدها...

_______________________________

في جناح فريد

إرتمى فريد على صدرها بأنفاس لاهثة
و هو يقبل أسفل عنقها و كتفها العاري بنشوة
عارمة قبل أن يهتف بصوت متقطع :
-مش قادر أبعد عنك...خليكي جنبي النهاردة
بلاش جامعة....

أروى بخجل و هي تحاول مواراة جسدها
عنه :
بس... إنت كمان عندك شغل..

فريد بتذمر:
-مش رايح....أنا بطلت شغل اصلا...عاوز
أشبع من عروستي الأول....

أروى و هي تحاول إبعاد يده التي تزيح
الغطاء عنها :
- فريد.. إنت بتعمل إيه ... أوعى بقى عاوزة
اقوم البس هدومي...

رفع فريد رأسه قليلا ثم عاد يكمل ما
كان يفعله :
-مفيش خروج النهاردة إنت من اللحظة دي
محبوسة في الاوضة دي و مفيش خروج
غير بكرة الصبح...

أروى بدلال تعلمته مؤخرا : و اهون عليك تحبسني يا حضرة الضابط....

فريد و هو يتنهد بحرارة :
-يا لهوي عليا و على حضرة الظابط...ايوا
ياستي تهوني عليا و مفيش خروج من حضني
النهاردة غير بكرة الصبح عشان مسافرين....
اليونان....

توسعت عينا أروى بذهول قبل أن تردد :
-اليونان مرة واحدة ليه...

فريد :
- يمكن عشان نقضي شهر عسلنا هناك...

حاولت أروى رفع جسدها قليلا لتجلس
لكنها لم تستطع بسبب ثقل فريد فوقها
و الذي كان يضع رأسه فوق صدرها
و باقي جسده فوقها
لتردف و هي تبتسم بسعادة :
-بجد.. يعني بكرة هنروح اليونان...أنا
مش مصدقة... دي أكثر بلد طول عمري
بحلم ازورها....

سعد فريد لرؤية فرحتها ليحتضن وجنتها
بكفه هامسا بحنو :
-و انا هنا عشان أحققلك أحلامك كلها...
و اعوضك عن كل حاجة وحشة شفتيها في
حياتك قبل كده... خصوصا مني....

أروى و قد سالت دموعها من فرط فرحتها :
-دايما بحاول أنسى بس إنت اللي مصر تفكرني...
إنت عاوزني أعيط صح ".

فريد بندم :
- لو داه هيرحيك... عيطي انا عارف
إنك مستحيل تسامحيني بس... هحاول...

إنفجرت أروى بالبكاء بعد أن تذكرت جميع
ما عانته في الأشهر الماضية لتنفجر قائلة
جميع ما خلدها مرة واحدة :

-أنا مكنتش عاوزة أتجوزك و الله ماما هي
أجبرتني و مكانش عندي حل غير إني اوافق...
أنا لو كان ليا عيلة تدافع عني مكنتش
قدرت تذلني بالطريقة دي...و مكنتش
قعدت في بيتك يوم واحد.. بس للاسف
انا وحيدة و مفيش مكان ثاني اروحه
غير الشارع.....

إنتفض فريد من فوقها عندما بدأت أروى
بالبكاء بصوت عال فجأة و هي تخفي وجهها بين يديها ليجذبها نحوه متمتما بحنق من نفسه :
-أنا إيه اللي هببته داه ....كان لازم أعمل فيها
فصيح... إرتحت اهي كل حاجة باضت ....
رورو حبيبتي كفاية عياط يا قلبي
لو مش عاجباكي
اليونان خلاص نغيرها... إيه رأيك في
إيطاليا....

أروى و هي تمسح بوجهها على صدر
فريد العاري :
-حلوة...بس انا عاوزة اروح.. اليونان...

فريد و هو يشتم بداخله :
-طب خفي شوية انا مش حمل دلعك داه...
داه انا مولع لوحدي..من غير حاجة و نفسي
اعمل حاجات كثيرة....

أروى و هي تدفعه عنها :
-إنت قليل الادب.... أوعى....

فريد بضحك و هو يمسك بكلتا يديها :
-طب و الحاجات..يا ريري...

أجابته ببلاهة :حاجات إيه...

فريد و هو يغمزها بوقاحة :اللي كنا بنعملها
من شوية....

رفعت أروى كفها لتخفي به عينيها عن مرأى
فريد حتى تستجمع كامل حرأتها و هي تهتف بحنق:
-مفيش في مخك غير الحاجات القليلة الأدب دي....

أبعد فريد يدها عن عينيها ثم جمع يديها الاثنتين
معا في يد واحدة ثم رفعهما أعلى رأسها
ليمدد جسدها
على الفراش حتى يعلوها من جديد ليصبح
فوقها :
-و هما الناس بيتجوزوا ليه مش عشان...قلة
الأدب....

أروى : تصدق مكنتش أعرف..

فريد و هو يقبل عنقها :اديكي عرفتي.. سيبيني
بقى أشوف شغلي....

أروى و هي تحرك رأسها برفض :
-أنا عاوزة اروح للوجي... وحشتني
وومشفتهاش من إمبارح....

غمغم فريد بانزعاج و هو يثبت أعلى رأسها
بيده الأخرى قائلا :
-و هو داه وقت لوجي بعدين هتشوفيها...

أروى بضيق :طب إبعد شوية خليني أتنفس...مية
مرة قللك راعي فرق الاحجام ياأخي...

فريد و هو يكرر آخر كلمة تلفظت بها ممثلا
الصدمة :يا إيه؟ اخوكي.. نهارك إسود يا حبيبتي
الاوزعة ..

أروى و هي تحاول التملص منه :
-متقلش اوزعة إنت اللي أبو طويلة و.... عريضة
كمان...إوعى بقى جسمي تخدر من ثقلك متى
هتبطل العادة دي....

فريد بضحك : الظاهر إنك خذتي عليا اوي
و مبقتيش تخافي مني زي الاول....

أروى و هي ترمش بعينيها مدعية البراءة : ما أنا
لسه كنت بعيط أهو.. شوف الدموع ".

فريد بضحك و هو يهمس أمام شفتيها :
-غلباوية... و بكاشة و.... بحبك".

تجمدت تقاسيم وجهها من كلامه فهذه اول
مرة يعترف لها بحبه لتحدق فيه بدهشة
و عدم تصديق... ليكرر فريد كلامه قائلا بابتسامة عذبة عكس ملامحه الصارمة:

بقيت عاوزك معايا طول الوقت...عاوز اشوف
وشك الحلو اللي شبه الأطفال و إبتسامتك المشاغبة
و عنيكي الحلوة...ضحكتك اللي نورت حياتي
و إدتها طعم من ثاني بعد ما كنت شبه الميت
مش حاسس بنفسي و لا حتى ببنتي....
بقيت بتخيلك في كل مكان حتي زمايلي في
الشغل لاحظوا إني تغيرت كثير....

شعرت أروى بفرحة كبيرة تغمرها فرحة ممزوجة
بالإطمئنان و الراحة التي إفتقدتها طوال الأشهر
الماضية بسبب تفكيرها الدائم في القادم....

نظرت نحوه بامتنان كبير فهذه الكلمة عنت
لها الكثير....أغمضت عينيها لتنزل دموعها
على جانبي وجهها قبل أن تبتسم رغما عنها
على كلامه و هو يمثل الانزعاج:

- للدرجة دي مش لايق عليا أقول كلام رومنسي...

أروى من بين دموعها : بالعكس...أنا اللي
مش متعودة أسمع كلام حلو كده ".

فريد و هو يمسح دموعها : من النهاردة هتسمعي
و تشوفي و تعيشي كل حاجة حلوة....أوعدك...

_______________________________

مساء....

دفعت أروى باب غرفة لجين المتصل بجناحها
لتجدها تجلس على الأرضية تلعب بألعابها
و غير بعيد عنها كانت مربيتها هانيا تجلس
على كرسي و تراقبها...

تجاهلتها أروى و هي تتقدم لتحمل الصغيرة
من على الأرض قائلة :هو الجميل لسه صاحي
يا خلاثييي عالخدود... تتاكل دي صح...

وضعتها على الفراش وبدأت في ملاعبتها
مدعية أنها ستقضم خديها و تأكلهما لتتعالى
ضحكات لوجين و هي تبعد رأسها عن
أروى....
كانت هانيا تراقبهما بانرعاج فهي منذ أن
سمعت من فاطمة أن أروى تنتمي لعائلة فقيرة
و هي تتعمد إحتقارها و التقليل من شئنها
و هذا ملاحظته أروى...
وقفت من مكانها بملامح متجهمة قائلة بلهجة
منزعجة :
-مدام أروى..لو سمحتي حاولي متتكلميش بالعربي
مع لوجي عشان هي بدأت مرحلة تعلم اللغات الاجنبية ".

إلتفتت نحوها أروى ببطئ لتجد هانيا
تنظر نحوها باستخفاف...رفعت عينيها
لتبادلها بنظرات متشابهة و كأنها حرب
عيون...
تركت أروى لجين على الفراش ثم
وقفت من مكانها لتسير و تعاود الوقوف من
جديد أمام هانيا و هي تقول بنبرة متسائلة:
-هو إنت قولتيلي إسمك إيه؟ سوري عشان
مش فاكراه كويس... ااا هنية...

كانت هانيا ستعارضها خاصة و قد بدأ على
وجهها الانزعاج لكنها أشارت لها بيدها
أن تصمت...

-بصي يا..هنية أنا ليه أحيانا بحس إنك مش
مرتاحة في الشغل هنا.. عندنا....

تعمدت أروى تذكيرها بأن تعمل عندهم حتى
تكف هانيا عن تجاوز حدودها...و قد نحجت في ذلك

هانيا باندفاع :لا يا مدام أروى.. بالعكس انا
مرتاحة اوي في الشغل هنا...

أروى : حلو اوي... يبقى نتفق يا حلوة ماشي....
أنا هنا إسمي أروى هانم يا ريت تحفظي
الجملة دي كويس
و البنت الأمورة اللي هناك دي بنتي...
و إنت بتشتغلي عندنا... و انا بصراحة
مش متعودة إني أقطع عيش حد و إنت
باين عليكي غلبانة و محتاجة الشغل داه...
فاحترمي نفسك و إعرفي إزاي تتعاملي
معايا عشان طريقة كلامك و حركاتك
و حتى بصاتك ليا مش عاجباني....
و انا لو حكيت داه لفريد... جوزي مش
هيتردد إنه يطردك برا...يكون في علمك
داه أول و آخر تحذير ليكي و دلوقتي
تقدري تروحي تنامي عشان لوجي
هتنام مع باباها و مامتها الليلة دي....

حملت أروى لجين ثم دلفت بها
الجناح و هي تبرطم بشتائم عديدة من
معجمها الخاص...متتكلميش عربي قدام
لوجي...عشان ننننن بنت المقشفة انا
هوريكي إما خليتك تتكلمي هندي مبقاش
انا أروى....

وجدت فريد قد إستيقظ للتو من نومه
لتضع لجين على الفراش و التي حبت
مسرعة لترتمي فوق والدها ليضحك
فريد باستمتاع و يبدأ في ملاعبتها....

ظلت أروى تراقبهما بوجوم حتى لاحظ
فريد ذلك ليسألها و هو يواصل ملاعبة
الصغيرة...
-متضايقة من إيه؟؟

أروى بوجوم :و لا حاجة... يمكن عشان
مرحتش الجامعة النهاردة...

فريد و هو يضحك بتسلية:
-قصدك ما رحتيش كافتيريا الجامعة....

أروى و هي تنظر له بدهشة :إنت بتراقبني....

فريد :لا بس سألت الدكتور خيرت عليكي..

أروى : دكتور خيرت نظمي... إنت تعرفه؟

فريد و ينظر لها بنظرات ذات مغزى :داه أخو عادل زميلي في الشغل..

أروى و هي تبتلع ريقها بصعوبة :يادي
الكسوف... على فكرة الدكتور داه رخم
اوي و بيكرهني عشان كده اكيد قلك
عني كلام وحش....

فريد بتمثيل : الحقيقة مقليش أي تفاصيل
انا سألته فهو قلي إنه دخل الكافتيريا
يجيب قهوة شافك قاعدة هناك..بس
إيه السبب اللي يخليه يكرهك...

تنفست أروى الصعداء و صدقت أن فريد
لم يعلم أي شيئ عن مشاغباتها هي و صديقتها
نيرة في الجامعة..و أن ذلك الدكتور لم يخبره
عن فشلها الذريع و علاماتها المتدنية التي
تحصل عليهافي مادة الحضارة التي يدرسها...
لتقول براحة :
- داه دكتور معقد و مريض...سيبك منه و متكلموش
ثاني عشان رخم و دمه ثقيل ....

فريد بتساءل : بجد مكنتش أعرف إنه كده...
هبقى أسأل عادل ".

أروى :أكيد داه أخوه يعني مش هيقلك
الحقيقة...

ترك فريد لجين التي إنشغلت باللعب بهاتفه
ثم بدأ يقترب من أروى التي كانت تتحدث
و لم تشعر به حتى قبض عليها ليجرها
فوق السرير...
أروى بصراخ : يخريبتك قطعتلي الخلف...
في حد يخض حد كده...

فريد :و في حد يكذب على حد كده....عقدتي
الراجل و خليتيه مريض..

أروي :عشان بكرهه... داه رخم اوي
عاوزنا نحفظ تاريخ أمريكا و أستراليا و جنوب
إفريقيا كله...ليه بقى إن شاء الله هو إحنا جاين جامعة و إلا نقدم في الإنتخابات....

فريد :طب و بالنسبة للدكاترة الثانيين...داه
إنت طلعتي مشهورة انا سألته عنك من هنا
و هو قام جايبلي تقرير شامل و كامل عنك...
إنت و صاحبتك".

أروى بفخر :نيرة دي أنتيمتي على فكرة...

فريد :قولي شريكتك في المقالب و المصايب
اللي بتعمليها....

اروي و هي تحاول التملص منه :طب
سيبني الأول و أنا هحكيلك...إنت قابض عليا
كده ليه؟

فريد : تؤ انا هسأل و إنت هتجاوبي... ماشي ".

أروى :حاضر يا بيه...بس و النبي متزعل نفسك
و الله مافي حاجة مستاهلة...

فريد : كم مرة نمتي في جوا المحاضرة....

أروى بتفكير :مش عارفة..أصلهم كثير
بس و الله مش انا السبب... أصل الكاتبات
اللي في الواتباد بينزلوا فصول رواياتهم
متأخر فبقعد استناهم...طب يرضيك انام
مين غير ما أعرف أمير الخطيب هيعرف
إن البنت اللي بيحبها متفقة مع إبن عمه
عشان يخدعوه و ياخذوا فلوسه...و إلا لا
و مين هيقلك الحقيقة يا ترى ريهام و إلا
نرمين و إلا... يمكن وسام صاحبه.. يالهوي
انا إفتكرت وسام هاتلى موبايلي و انا
هوريك صورته داه مز عراقي....اااه.... شعري..

وضع فريد يده على فمها يكتم صراخها
ثم كوم الغطاء حولهماحتى لا تراهما لجين
و هو يقول بصوت خافت :مز إيه يا روح امك...

أروى و هي ترمش بأهدابها محاولة إستعطافه :

فيري حبيبي و الله غلطت مش قصدي...
أنا... أصلي.. أحيانا بنسى إني... يعني متجوزة ".

أمال فريد جانب رأسه نحوها و هو يجيبها
باستهزاء :بتننسي إيه يا زوجتي المصون
اااا بتنسي إنك متجوزة و بتقرئي روايات
مسخرة و قلة أدب و إيه ثاني كمان يا قلبي
يلا إشجيني.... سامعك".

أروى :فريد... سيب شعري..

فريد :يعني داه كل اللي همك...شعرك....

تحدث و هو يهزها من شعرها لكن ليس
بعنف..مما جعل أروى تخجل من نفسها
و هي ترى مدى غضب فريد منها و شعوره
بخيبة الأمل... ثم تركها ليأخذ علبة سجائره و
يسير نحو الشرفة...

أسرعت تقف من هاي السرير لتحمل
لجين و تضعها في سريرها الخاص
الذي تحتفظ به داخل جناحهما...ملأت
السرير بالألعاب ثم خرجت
للشرفة لتجده يستند على السور بذراعه
و يدخن سيجارة و ينطر أمامه بشرود....

شعر بوجودها ليبتعد نحو طرف السور
تعبيرا عن غضبه منها لتلحقه أروى مرة
أخرى و قد عزمت بداخلها على مراضاته
بأي طريقة... وضعت يدها على كتفه و هي
تنظر نحوه قائلة بإستعطاف :
-أنا آسفة.. و الله مكانش قصدي أزعلك
انا بس لساني فلت مني .. أنا طريقة كلامي
كده لما بتكلم مع البنات صاحباتي
كلنا بنقعد نتكلم و بنهزر على الروايات و الأبطال
و كده...

رمقها بنظرات بعتاب قبل أن يتحدث بهدوء
و هو يستنشق دخان سيجارته بتمهل :
-قصدك بتتكلموا على الرجالة.... طيب
و صاحباتك دول يا ترى متجوزين زيك...

حركت أروى رأسها بنفي ليضحك فريد
ضحكة قصيرة مستهزءة قبل أن يعم
الصمت من جديد...مما جعل أروى تصفع
نفسها داخليا على غباءها و لسانها
الذي لا تستطيع السيطرة عليه أحيانا
لتهتف :طب هنسافر و إنت زعلان مني....

لم يجبها لتردف و كأنها تحدث نفسها :
-يعني مش هنسافر؟؟

اجابها بنفاذ صبر و هو يدهس بقايا السيجارة
في المطفأة :داه كل اللي همك..في الأول شعرك
و بعدين السفر...مهمكيش كرامتي و رجولتي
إللي دستي عليهم و إنت قاعدة تقلبي في صور الرجالة مع صاحباتك...أكيد قالوا يا حرام
مسكينة باين عليه جوزها حارمها من حقوقها أو يمكن مش مكفيها عشان كده بقت تبص برا ".

أروى رغم دهشتها من تأويله الغريب و الذي
لم يخطر يوما ما على بالها لتنتفض مدافعة
عن نفسها :إيه اللي إنت بتقوله داه ...رجالة
و كرامة و مش عارفة إيه... أنا عمري مافكرت في
الحاجات دي أبدا لا قبل الجواز و لا حتى بعده
أنا بس زيي زي اي بنت بكون زهقانة
و بحب أتسلى و بحكم إنه مماعييش فلوس
عشان ألف أوروبا و أمريكا زي البنات الثانية
فبلجأ للكتب و الروايات...

فريد و هو يكمل جملتها : الروايات اللي فيها صور
رجالة.... المزز مش داه كلامك ".

طأطأت رأسها و هي تشعر بالخجل منه
فهي بدون قصد قد أفسدت ما أصلحه بينهما
و عادت بعلاقتهما إلى نقطة الصفر..

تنهد بضيق قبل أن يمد يده نحوها يدعوها
للإقتراب منه لتلبي أروى دعوته..أوقفها أمامه
بينما ظلت يديها حبيسة يديه هاتفا بصوت
يملأه اللوم و التأنيب :
- بصي يا أروى انا طبعا من همنعك إنك
تقرئي روايات او تتكلمي مع صاحباتك
و تهزري معاهم زي إنت عاوزة...أي حد
في الدنيا بيحب يبقى عنده أسرار
شخصية متعلقة بيه لوحده ميقولش
عليها او يشاركها غير مع اللي هو عاوزه
مثلا أنا مقدرش أتكلم معاكي في تفاصيل
شغلي عشان دي أسرار خاصة بناس إنت
متعرفيهمش و كمان عارف و متأكد إنك
هتزهقي من أول جملتين.... إنت كمان
في حاجات كثير بتحبي تتكلمي فيها بس مع صاحباتك أو أختك...
مثلا حاجات اللبس و الماكياج.. او الروايات
اللي مش عارف طلعتلنا منين دي...بس لما
تيجي قدامهم او قدامي و تقولي الراجل داه
حلو و مز و تقعدي تعاكسي فيه من غير
ما تدي أي إعتبار لكرامتي او رجولتي...
...تفتكري أنا ساعتها هيكون موقفي إيه؟
ماهو يا إما أعديها و أعمل نفسي مختش بالي
و أقول مش مشكلة دي بتتسلى و بكده أبقى
بسمحلك إنك تتمادي و أي راجل هيعدي من
قدامك في الشارع هتبصيله و الحكاية هتتطور
و مش عارف هتوصل لفين....
أما الحل الثاني بقى.... هو إني أقوم أقلعلك
عينيكي الحلوين دول عشان تحرمي تعاكسي
أي حد قدامي او حتى من ورايا مع صاحباتك ..
و إنت إختاري الحل اللي يناسبك و متقوليليش
أنا بهزر و مش قصدي و وو إنت عارفة إن الكلام
داه ميخشش دماغي...

أروى بصوت منخفض :ما أنا فعلا مقصدش
كل داه ".

فريد :أمال تقصدي إيه؟ و بعدين تعالي هنا
هو انا مش مالي عينك و إلا إيه؟ يعني الرجالة
اللي في الروايات دول أحلى مني...و إلا
عشان عينيهم الزرقاء و شعرهم الأصفر.......

إبتسمت أروى و هي تقف على أصابع قدميها
لتلف يديها حول عنقه بينما إنحنى فريد
ليرفعها للأعلى قليلا و هي تقول :
-فشر...و لا ييجوا أي حاجة جنبك...و على
رأي الأخت أصالة... إنت قمرهم كلهم ".

قهقه فريد ضاحكا على جنونها و شقاوتها
وهو يسير بها للداخل لتزداد ضحكاتهما
عندما وجدا لجين تنظر لهما ببراءة و ترفع
يديها للأعلى حتى يحملها هي أيضا...

_________________________________

مساء في فيلا سيف عزالدين...

تابعت سيلين فرحة صديقها الجديد ياسين
بمكتبه الجديد الذي نال إعجابه كثيرا خاصة
جهاز الكمبيوتر الذي ساعدته في إستخدامه
لأنه لم يكن يمتلك واحدا من قبل...
بقيا لساعة متأخرة من الليل يوضبان
الكتب و الأدوات المدرسية الكثيرة التي
إشترتها في رفوف المكتبة و ياسين لاينفك
يعبر عن فرحته بمكتبه الجديد و وعده لها
بأنه سوف يبذل قصارى جهده في الدراسة
و يحسن من علامته أكثر....

سيلين بتعب : أظن كفاية كده عشان الوقت
تأخر...

ياسين برجاء:طب خلينا نقعد شوية كمان
عشان عاوز أخلص البيزل دي..

نظرت سيلين نحو تلك القصاصات الصغيرة
التي لاتريد أن تنتهي فائلة بتذمر:
-بقالك ساعة و ساعة بتقلي كده و اللعبة المملة
دي مش عاوزة تخلص ".

ياسين و هو يضع إحدى القصاصات في
مكانها الصحيح :
-إسمها بقالي ساعتين مش ساعة و ساعة
إنت لسه قايلك المعلومة دي من دقيقتين".

تأففت من حديثه الصارم معها فهي أحيانا
تشك انه هو من يفوقها سنا نظرا لذكاءه
الحاد و تصرفاته التي تسبق عمره بكثير...
لتنقض على تلك اللعبة و تعثرها هاتفة بحنق:
-اللعبة دي خنقتني.. أنا مش عارفة إنت إزاي
عندك صبر و طولة بال تكملها....".

تنهد ياسين دون أن يغضب منها فهو تقريبا
كان على علم بردة فعلها ليجبها و هو يلملم
القصاصات ليعيدها للعلبة من جديد ثم يغلقها...
-عشان بحب ال games اللي بتحتاج ذكاء و تركيز
عشان نحلها زي الpuzzle....دي مسلية اوي
جربيها و هتغيري رايك اكيد".

سيلين بنفي :تؤ مش بحبها من و انا صغيرة
كانت ماما تجيبهالي بس كنت برميها في ال.... Mülleimer

ياسين يعدم فهم :قصدك في الزباله".

سيلين : ايوا ٠٠٠صح و دلوقتي يلا خلينا
نروح أنا تعبت و عاوزة أنام ".

خرجا مها بعد أن أحكم ياسين إغلاق الباب
ثم أصر على إيصال سيلين حتى باب الفيلا
بدعوى أنه هو رجل و هي في حمايته خاصة
ان الوقت كان متأخرا و المكتب كان في
مكان بعيد نسبيا عن مبنى الفيلا بالقرب
من الملحق الذي يسكنه ياسين مع عائلته
لكن سيلين رفضت و إتفقت معه على إقتسام المسافة...

قفلت عائدة و هي تفكر هل بإمكانها هي
أيضا إكمال دراستها التي إنقطعت عنها
وإن توفرت بعض الجامعات الدولية
التي يمكنها إكمال دراستها فيها هل سيقبل
سيف أن يدفع لها تكاليف دراستها....
من الممكن أن تبحث عن عمل هنا و تكمل
دراستها هذا ماكنت تفكر فيه سيلين قبل
أن يستوقفها أحد الحراس الذي تفاجأت
به يظهر أمامها...

كان مظهره مخيفا كباقي زملائه ضخم
جدا و يرتدي ملابس سوداء وقف أمامها
معترضا طريقها و هو يلتفت حوله بريبة
قبل أن يعطيها هاتفا و هو يقول لها
بصوت خافت :
-آدم بيه عاوز يكلمك.... بصي هو متضايق
جدا عشان سيف بيه حاول يقتله....

شهقت سيلين بخوف و هي تتراجع إلى
الوراء ليتقدم الحارس نحوها من جديد
و هو يضيف : آدم بيه مجنون و أنصحك
تسايريه في أي حاجة يقول عليها تقولي اوكي
و تمام و إتفقنا...لغاية ما يخلص كلامه و بعدين
قولي لسيف بيه كل حاجة....

أنهى كلامه و هو يمسك بمعصمها ليضع
في يدها الهاتف رغما عنها و هو يحثها
على ضرورة الإجابة عليه حتى لا يؤذي
زوجها... حتى أضطرت هي للموافقة
على الحديث معه و قد عزمت بعدها
على إخبار سيف....

تلفت الحارس حوله ليتأكد من خلو المكان
من زملائه و من كاميرات المراقبة و هو
يمد لها الهاتف ثانية لتأخذه هي بيدين
مرتعشتين...

آدم :حبيبة قلبي اللي مش مفارقة خيالي
و لا لحظة... إزيك عاملة إيه؟؟؟

دهشت سيلين من كلامه لكنها تذكرت
نصيحة الحارس بأن تسايره حتى لا يأذي
سيف لتجيبه بصوت مرتعش :
-ت... تمام... أنا..

آدم :
-متخافيش مني أنا عمري ما هأذيكي..و
عاوزك تطمني إني قريب جدا هخرجك
من السجن اللي إنت فيه...هانت يا حبيبتي
كلها ساعات قليلة وكل حاجة هتنتهي.....

سيلين و هي تشهق بخوف : مش.. مش فاهمة..

آدم بنبرة مستمتعة:
-هخلص من سيف نهائي و كل حاجة ملكه
هتبقى ليا و إنت هحررك منه و تقدري ترجعي
تعيشي في ألمانيا زي ما كنتي عاوزة...هترجعي
حرة من ثاني...أنا وعدتك قبل كده و قريب جدا
هاوفي بوعدي.. أنا عارف إنك مش بتحبيه
و قبلتي تتجوزيه عشان عملية مامتك...

إنقبض قلبها و إرتعشت ركبتاها
خوفا على سيف حتى لو لم تكن تحبه فهي
تحب قربه و وجوده و إهتمامه بها و لاتتمنى
له الاذى أبدا لترمي الهاتف
على الحارس الذي تفاجأ بفعلتها ليتركها
معصمها بحركة لا إرادية حتى يلتقط الهاتف
إلتفت ليجدها تركض بعيدا باتجاه الفيلا
ليضع الهاتف على أذنه و هو يقول :
-زي ما توقعت يا آدم ببه هي راحت دلوقتي
عشان تقول لسيف بيه على كل حاجة....

آدم بنبرة آمرة: كويس جدا دلوقتي لازم تطلع بسرعة قبل ما يكشفوك ....

الحارس :
-أمرك يا آدم بيه....

و بالفعل بعد دقائق قليلة كان ذلك الحارس
خارج أسوار الفيلا بينما كانت سيلين تبحث عن
سيف الذي كان بدوره يبحث عنها و يلوم
نفسه على تركها خارجا حتى هذه الساعة
المتأخرة من الوقت فهو كان لديه عمل كثير
في المكتب و ظن أنها قد نامت و لكنه عندما
صعد لجناحهما لم يجدها حتى أخبره أحد
الحرس انها مع ذلك الصغير ليخرج بحثا عنها..

إصطدمت به لتصرخ بملامح خائفة تتراجع
إلى الوراء ظنا منها أنه ذلك الحارس لكنها
حالما رفعت رأسها وجدته سيف...

أجهشت بالبكاء و هي تتمسك به ليحتضنها
سيف بقلب منفطر و هو يراها بهذا المظهر
محاولا تهدئتها و فهم ما يحصل معها.....
لكنه لم يتبين سوى همهمات متقطعة و هي
تشير بيدها إلى الوراء...

بعد دقائق قليلة كان جميع الحرس و معهم
كلاوس منتشرين في كامل الحديقة يبحثون
عن ذلك الحارس بعد أن إلتقطت كاميرا البوابة
صورته..حيث تبين أنه تقدم حديثا لوظيفة
الحارس....

يتبع ❤️❤️

متنسوش النجمة يا نجمات ✨✨

Continue Reading

You'll Also Like

604K 19.9K 35
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
4K 102 10
اقتباس ينظرون بصدمة لذاك الواقف امامهم وهم واقفون كالتماثيل المتحجرة، ينظر لهم بابتسامة ساخرة، وعيناه تكاد تقفز من وجهه الغاضب بعد أن تحولت البسمة ال...
77.1K 2K 37
يظنوت ان تلك الحادثة قد أصابتها جسديا فقط... لكن مالا يعلموه انها كسرت داخلها شئ لن يعود كسابق عهده مهما حاولوا.. فمن بين الماضي والحاضر.. تقف هي مت...
129K 5.9K 18
نوفيلا بالمصرية العامية 🖤🎼 السرد : اللغة العربية الفصحي🖤🎼 عاندت معه فوقعت ف حبه لاحقاً 🖤 أطلق عليها أسم " أسطي المكانيكي " حتي يجعلها تشتعل بالغ...