هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

By Yasminaaaziz

379K 9K 312

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل السادس عشر (الجزء1)

5.7K 144 2
By Yasminaaaziz

الفصل السادس عشر (الجزء الأول) من رواية هوس من اول نظرة

بعد أسبوعين ...... في جناح فريد في القصر.

-لو كنت حبقى قطة حلوة كنت اكيد هختار سيامي
لو كنت حي إسكندراني كنت حبقى أكيد ميامي....

تيرا را رارا.....داه أكيد اللي بيقوله عليه تلوث
سمعي.. أغاني هبلة و مقرفة داه انا الهبلة عشان
بسمع اغاني من أصله....أستغفر الله العظيم يارب...
ياختيييي البسكوتة الألمانية و اخيرا حتتجوز
مز مزاميز مصر ابو السيوف.... والله هموت
و اشوفها حتطلع إزاي في فستان الفرح ....

لم يكن هذا سوى صوت غناء أروى و من غيرها مجنونة القصر التي لا يتوقف لسانها عن الغناء و الثرثرة حتى عندما تكون بمفردها...

كانت تقف على طاولة الزينة تعدل حجابها و ماكياجها
إستعدادا للحفل....حفل زفاف سيف و سيلين...
نعم و اخيرا و بعد مناقشات و إجتماعات طويلة
و تدخل أطراف عديدة و خطط حربية
و إقتصادية ووو 😂😂 إستطاعت الفتيات اخيرا إقناع سيلين بالموافقة على زواجها من سيف لكن
نستطيع أن نقول ان أروى هي من كان لها التأثير الاقوى فهي ظلت "تزن" عليها ليلا نهارا بأنها إن لم تتزوج سيف فجدها سيرغمها على الزواج من آدم..لذلك وجدت سيلين أن الحل الأفضل هو القبول....خاصة بعد تحسن حالة والدتها و خروجها
من المستشفى و إقامتها في فيلة سيف...

و في اليوم التالي لم يتردد سيف في الاعلان عن خبر زواجه في جميع الصحف و المجلات و مواقع
التواصل الاجتماعي....

خرج فريد من الحمام متجها نحو غرفة الملابس
ليرتدي بدلته التي إختارتها له أروى خصيصا
لحفل الزفاف من احد المحلات الفخمة....

هذا صحيح فقد تحسنت علاقتهم كثيرا و تقربا
من بعضهما بعد حواره مع سيف ليقرر فريد بكل جهده تحسين معاملته لها رغم جنون اروى الذي يدفعه دائما للتهور معها...

توقف عن السير و هو يسمعها تقول :
كونسيلر،برايمر، برونزر، بلاش....ممم فين قلم
الغليتر الفضي.... داه كان هنا من شوية.. ".

عقد فريد حاجبيه بغرابة و هو يتمتم :مالها الهبلة دي... بتقول طلاسم؟؟ .... بسم الله الرحمن الرحيم دي باين فيها جلسة تحضير
جن و عفاريت... مممم الظاهر إن في عفريت
منهم ضايع منها و مش لاقياه ".

إقترب نحوها حتى أطل على طاولة التسريحة
من فوق كتفها قائلا بسخرية :هما فين ؟؟

أروى بعدم فهم :هما مين؟؟

فريد و هو يبحث بعينيه :العفاريت".

أروى بخضة :بسم الله الرحمن الرحيم عفاريت
إيه؟؟ إنت سخن و إلا حاجة؟؟

فريد :امال مين اللي كنتي بتندهي عليهم
دول سيلر و برونزر...هما فين؟؟

أروى :ها قصدك دول...و هي تشير نحو
أدوات التجميل أمامها...

أمسك فريد بأحد علب الكريم بطرف إصبعيه
قائلا : يعني علب الألوان و العجائن دي
بقى إسمهم كده؟؟؟

أمسكت أروى العلبة من يديه لتضع القليل
منها على ظهر يدها إستعدادا لإستعماله
على وجهها قائلة بثرثرة:
-أيوا و داه إسمه فاوندايش... يلا بقى
روح كمل لبسك عشان بصراحة وجودك
بيلخبطني....و مش مخليني اركز و ممكن
احشر قلم الايلاينر في عيني و اتعور و ماروحش
الحفل و حضرتك حتضطر تاخذني للدكتور و ياعالم
بقى يمكن....

قاطعها فريد بصراخ و هو يضع يده على
فمها لتتوقف عن الحديث :
-بااااااس إيه داه.... بالعة راديو كل داه عشان
قلم كحل...

أزاحها قليلا عن التسريحة ليجذب أول درج
مضيفا :
-هو فين قلم الكحل داه اللي هيعمل كل المشاكل
دي... يانهار أسود..

إتسعت عيناه بدهشة و هو ينظر لاروى التي
كانت تبتسم ببلاهة :
-إيه كل الأقلام و الألوان دي... شغالة في مرسم...
حول بصره مرة أخرى و هو يتفرس أقلام
و علب ضلال العيون التي كانت تملأ الدرج
باستغراب و هو يضيف :و حضرتك ناوية
تحطي الحاجات دي على وشك....

أومأت له أروى ببلاهة و هي ترفع إصبعها
قليلا هاتفة بصوت متوسل :شوية صغننين
قد كده.....

فريد و هو يدعي التفكير قبل أن تنقلب
سحنته للجدية :مممم شوية صغننين...
ماشي انا داخل دلوقتي عشان اغير هدومي
و راجعلك و خليني بس ألمح خط ملون على
وشك...حتشوفي انا هعمل فيكي إيه؟؟

وجه لها فريد نظرة تهديد قبل أن يشق
طريقه متجها نحو غرفة الملابس ليغيب
داخلها بينما بقيت أروى متصنمة مكانها
و هي تتمتم :يعني إيه ما حطش حاجة
على وشي...داه فرح مينفعش أخرج بالمنظر
داه...

نظرت لوجهها في المرآة و هي تضيف :شكلي
زي العيانين...داه انا شفت وشي في المراية
تخضيت و الباشا عاوزني أخرج كده قدام الناس...
لالا الحوار داه انا شفته قبل كده... أكسوزمي
بقى انا طوطللي مبحبش كده آه حوار متحطيش
ميكاب و برفيوم أغبى فقرة في الروايات اللي
كنت بتنيل على عيني و بقرأها و سايبة مذاكرتي
... دي الواحدة مننا يا عيني بتبقى دافعة دم
قلبها في شوية الإختراعات دي عشان في الاخر
اروح ووشي فاضي... لا يمكن وسعوا كده....
أبدأ بإيه...أبدأ بإيه؟ و الله و ضحكتلك الدنيا
يا ريري و بقيتي تستعملي ميكاب أوريجين ....

رفعت أحد اقلام أحمر الشفاه بين اصابعها
و هي تضيف :أهو دا هدى بيوتي الأصلي
مش زي اللي عند أم سعيد... الولية القرشانة
كانت بتبيعه ب عشرين جنيه قال إيه داه غالي
عشان اصلي... جتها نيلة داه كانت ريحته عاملة
زي زيت العربيات دي لو سمعتها هدى بيوتي
كانت حترفع عليها قضية... يلا اهي ايام فقر و راحت
لحالها ربنا ما يرجعها...يلا يا مواهبي المدفونة
إستيقظي فقد حان وقت العمل....

طفقت تضع من مساحيق التجميل على وجهها
التي أضافت جمالا على ملامحها الفاتنة و خاصة
عينيها الشبيهة بأعين الغزلان.....

كانت منغمسة في وضع آخر لمسة من احمر الشفاه
عندما خرج فريد من غرفة الملابس...إستدارت
نحوه ليتصنم كل منهما في مكانه إعجابا
بالاخر

فريد كان في منتهى الروعة و الوسامة بهذه
الحلة السوداء الفاخرة التي أبرزت بوضوح
ضخامة جسده و كتفيه العريضين...
أما أروى فكانت ترتدي فستان للمحجبات
من إختيار فريد الذي أصر على أن ترتديه
دون إعتراض ...

إبتسمت أروى تلقائيا لرؤيته ثم تقدمت نحوه
لتقف على أطراف أصابع قدميها حتى
تصل لطوله رغم إرتدائها لكعب عال...لتعدل ربطة
عنقه ذات اللون المطابق للون فستانها....

كانت ستتراجع للخلف لكنه أطبق على خصرها بكفيه
و رفعها قليلا نحوهه لتصبح ملتصقة به بينما تأرجحت قدميها في الهواء لتغمض أروى عينيها بخجل هاتفة بتلعثم :نزلني....

أما فريد فكان في عالم آخر حتى أنه لم يستمع
لما قالته لم يلفت إنتباهه سوى حركة شفتيها
و هي تتحدث....
تفرس ملامح وجهها الفاتن التي زينته مساحيق التجميل ليهمس أمام شفتيها :
تؤ... مش قبل ما تتعاقبي......

فتحت أروى عينيها بفزع لترمش بأهدابها
عدة مرات باقتضاب بسبب قربه الشديد
منها...لا يغرنكم لسانها الطويل و شخصيتها
الجريئة كل هذا يختفي حالما تتعرض لموقف
حقيقي كهذا.....

همست و هي تكتم أنفاسها :ت.. تعاقبني...إيه
اقصد ليه؟؟

حرك ذراعه لتلتف حول خصرها كاملا قبل
أن يزيح يده الأخرى ليرفعها نحو وجهها...
مرر أصابعه على وجنتها عرضا حتى وصل
لشفتيها المطليتين بلون أحمر نبيتي...
حركته جعلت دقات قلبها تصرخ معلنة
تمردها داخل قفصها الصدري...الا تكفي
رائحة عطره التي تكاد تذهب عقلها...
لمساته التي أصبحت أكثر جرأة في الآونة
الأخيرة... نظراته المختلفة نحوها....

هذا كثير جدا ليستطيع عقلها الصغير
تحمله هل من المعقول ان رجلا يمتلك
كل صفات الرجولة و الهيبة.... رجل مثل
فريد عزالدين حلم آلاف الفتيات مال و جاه
و عز كما يقولون بالإضافة إلى مركزه ووسامته
المفرطة التي تجعلها دون شعور منها تتأمله
لساعات و هو نائم بجانبها....

أفافت من شرودها و هي تلاحظ رأسه الذي
مال نحوها و يده التي تغير مكانها خلف رأسها
لتتفاجئ به و هو يلتقط شفتيها في قبلة
متمهلة و كأن أمامه وقت العالم كله.....

إزداد خفقان قلبها و بدأ جسدها يرتخي
لولا يديه اللتين كانتا تلتفان جيدا حول خصرها
لوقعت أرضا...لم تكن تبادله قبلته فقد كانت
تغلق عينيها تاركة له زمام الأمور مستمتعة
بدفئ شفتيه الخبيرتين

شهقت و هي تتنفس الهواء بقوة عندما فصل
قبلته ليهمس بأنفاس لاهثة :حاسة بإيه؟؟

أخفضت وجهها دون أن تجيبه لتتعالى ضحكاته
-مكسوفة ليه... دي حتى مش اول مرة ".

هتف بصوت أجش و هو يرفع وجهها المحمر
مركزا بعينيه على شفتيها اللتين تلطختا بأحمر
شفاهها كانت في غاية الجمال و الروعة جعلته
يفكر في نسيان امر الزفاف و تجربة امر أراده
بشدة منذ ايام...

لم يكن في يوم رجلا يتبع شهواته أو كانت النساء
من أولى أهمياته لكنه في النهاية رجل و هي
حلاله... أنثى رقيقة و جميلة ذات روح مرحة
إستطاعت خلال أيام قليلة إرجاع البسمة
لشفاهه بعد سنوات من الوحدة و الحزن....

تململت بين ذراعيه و هي تحاول لف يدها
إلى وراء ظهرها حتى تبعد ذراعه عنها... توقفت
عندما قاطع ما تفعله قائلا :
-مش حسيبك غير لما تجاوبي....

رمشت باضطراب و هي تحاول إيجاد
إجابة معقولة على سؤاله الغريب :مش عارفة..
الدنيا كانت بتلف بيا محسيتش بحاجة...

نطقت كلماتها دفعة واحدة و هي تتنفس بقوة
من شدة إحراجها...تمتمت بصوت خافت ظنت انه لن يسمعها :
-حاسة إني شوية و حسيح...يارب يسيبني....

فريد بضحك و هو يتركها :ماشي حسيبك دلوقتي بس حنكمل
كلامنا بعد مانرجع من الحفلة....

اومأت له و هو تسرع نحو التسريحة لتأخذ
منديلا تجفف به يديها و جبينها المتعرق و هي
تحاول بكل جهدها السيطرة على جسدها
المرتجف....لكن لن يكون فريد من يرحمها
تقدم نحوها و قد إرتسمت على شفتيه
إبتسامة متسلية بعد أن حاصرها بينه و بين
التسريحة....

مد يده ليجلب منديلا مبللا ثم لفها نحوه من
جديد..مرر أصبعه على شفتيها قائلا بصوته
الاجش :إنت مش قلنا منحطش من الحاجات
دي؟ مصرة تعانديني ".

نفت أروى برأسها و هي ترفع عينيها نحوه
ببطئ قائلة :أنا مش قصدي بس داه فرح و
أنا أول مرة أخرج
من يوم ماجيت هنا فحبيت....

قاطعها فريد بهمس و هو يمسح أطراف
شفتيها بإصبعه :ششش أنا عارف إنك عنيدة
و دي أكثر حاجة بكرهها في حياتي إن حد
يعاندني أو يعصي كلامي....

توقف عن الحديث عندما شاهد لمعة عينيها
التي توشك على الانفجار بكاءََ فهي رغم
شقاوتها ووعنادها لكنه يعلم جيدا أنها تخشاه
و ترتجف خوفا و كيف لا تخافه و هي لم ترى
منه سوى قسوة قلبه الأسود....

نطقت بصعوبة و هي تمنع نفسها عن البكاء
الان :و الله مش قصدي أعاند بس عشان
فرح....إلتفتت قليلا و هي تشير نحو أدوات
الزينة مضيفة :و كمان دول حيبوزوا لو
مستخدمتهمش...دول غاليين على فكرة
و الله طنط سناء جايباهملي من برا...آمبورتي
يعني....

منع فريد نفسه بصعوبة عن الانفجار ضحكا
الان..بسبب مجنونته التي لن تتخلى عن
جنونها حتى في لحظات خوفها.....
أعاد كلمتها مرة أخرى بنبرة مستغربة مما
تعنيه :آمبورتي؟؟

أومأت له و هي تكمل بتفسير :ااه و الله
من باريس.....

عض فريد شفتيه و هو يحرك رأسه بيأس
قبل أن يهتف و هو يقاوم رغبته في الضحك
:قصدك importé تمام يلا إلبسي حجابك
و خففي شوية من الروج اللي إنت حطاه
و يلا خلينا ننزل...

سار مبتعدا عنها نحو المرآة الأخرى المعلقة
قرب باب الجناح ليعدل من مظهره مرة اخيرة
تاركا العنان لضحكاته التي كتمها طويلا و هو
يردد كلمة آمبورتي (بحرف ال b) ...

أما أروى فقد إلتفتت نحو المرآة مرة أخرى
لتعدل ماكياجها الذي أفسده ثم ترتدي حجابها
و هي لا تتوقف عن التمتمة : اوووف يعني
حبكت يقل أدبه دلوقتي...رمشت بعينيها
مدعية الخجل و هي تكمل :يا لهوي داه باسن-----
بيج أحييييه بس يا رب ميرجعش عم هولاكو
ثاني.... ".

إنتفظت على صوته و هو يناديها :يلا يا أروى
إتأخرنا.....

ألقت لصورتها المنعكسة في المرآة قبلة في الهواء
قبل أن تسير نحو فريد الذي كان ينتظرها عند
الباب...

في أحد أفخم الفنادق في القاهرة...

كانت سيلين تجلس في غرفتها المخصصة لها
في الفندق و معها إنجي و ثلاث فتيات
احضرهن سيف من أحد أشهر البيوتي سانتر
في المدينة ليساعدوها في تجهيز نفسها
للحفل...تأففت بضيق للمرة الخمسون بسبب
توترها و مازاد الطين بلة هو أن الأتلييه الذي
إختاروا منه فستان الزفاف إرتكب خطأ كبيرا
و أرسل فستانا آخر لم يعجبها و الذي زاد من
توترها اكثر هو صراخ سيف المتواصل الذي
لم يتوقف منذ أن هاتفته والدته و طلبت منذ
المجيئ إلى الغرفة لحل المشكلة....

سيف بصوت حاد :حضرتك عاوزاني أهدأ إزاي..
اللي عملوه داه إسمه إستهتار و قلة مسؤولية
إحنا طلبنا فستان معين...بيبعثوا واحد ثاني
ليه؟؟ هما مش عارفين بيتعاملوا مع مين؟؟
داه شرف ليهم إن مرات سيف عزالدين فستان
فرحها يكون من عندهم بس ملحوقة
انا هعرفهم انا مين لما أقفلهم الاتلييه الزبالة
اللي هما فاتحينه...

توجه نحو باب الغرفة ليغادر لكن والدته أمسكت
بذراعه و هي تترجاه لييهدأ:يا حبيبي خلاص
ملوش لزوم نكبر الحكاية دي حتى سيلين
قالت إن الفستان اللي بعثوه عاجبها يعني مفيش
مشكلة...إستهدى بالله و روق دي ليلتك فرحتك
مش معقول حتفضل مكشر كده بقالك ساعة
و إنت عمال تزعق إهدا و روح أوضتك عشان
تغير هدومك...داه حتى المعازيم زمانهم
على وصول...

نفخ سيف الهواء بقوة دلالة على شدة
غضبه لكنه نظر نحو سميرة التي كانت تبادله
نظرات تحثه على الهدوء و تجاوز هذا الموضوع
التافه من وجهة نظرها لكنه قاطعها مضيفا بصرامة
:مش ههدى غير لما أحل المشكلة دي بنفسي
سيلين مش هتلبس غير الفستان اللي هي
إختارته...و لو إضطريت إني أجل الحفلة مش مهم.....

شهقت سميرة بخضة و هي تجيبه بغضب
: إيه اللي إنت بتقوله داه؟؟ الناس تقول علينا إيه
أجل جوازه عشان حتة فستان...اصلا الحمد
لله إنهم غيروه...الفستان اللي مراتك إختارته
بلدي اوي و وحش و مش عارفة
عجبها فيه إيه ....روح جهز نفسك و بلاش كلام
فاضي

سيف مقاطعا :ماما..لو سمحتي....مش وقت
الكلام داه هي العروسة يعني من حقها تختار
الفستان اللي هي عاوزاه...انا طالع دلوقتي
بس قوليلها إني حكلمها عشان أتأكد إن
الفستان عاجبها و إلا حبقى اشوف أي
اتيلييه من القاهرة يبعثلنا فستان ثاني....

سميرة و قد بلغ منها الغضب مأخذه :
ما كفاية دلع بقى...سيلين... سيلين... سيلين..
في إيه؟؟ مش كفاية إنك ضحيت بسعادتك و مستقبلك وقبلت تتجوزتها غصب عنك عشان
ترضي جدك و إلا كان زمانها مرمية في الشوارع
هي و أمها.... خايف عليها تزعل عشان حتة فستان
و هي سيادتها كانت تحلم تلبس فساتين
زي دي؟؟ و إلا هي خلاص بعد ما نظفت و
بقت هانم نسيت أصلها بنت هدى...

لم يجبها و لكنه رمقها بنظرات معاتبة
على كلامها الجارح الذي لم يتعود عليه
منها فلطالما كانت والدته هادئة و مسالمة
لكن عندما يتعلق الأمر بإبنها الوحيد فهي
تصبح شرسة و يبدو أنها لاحظت دلاله
المفرط و سعيه الدائم لإرضاء تلك السيلين
ظنا منها انه يفعل ذلك مرغما بسبب أوامر
جده لكنها لاتعلم انه عاشق حد النخاع
لتلك البرتقالة الصغيرة.....

أغلق الباب وراءه لتكرمش سميرة وجهها
بضيق قبل أن تغادر هي أيضا.... أما في الداخل
فكانت إنجي تحاول تهدأة سيلين التي
إنفجرت بالبكاء بعد سماع كلام زوجة
خالها..
إنجي : طنط سميرة متقصدش هي بس
قلقانة على سيف و خايف إنه يأجل الفرح
عشان الفستان...عشان خاطري متعيطيش
عشان الميكاب هيبوز....

سيلين ببكاء :انا خلاص تعبت...مش قادر
يتحمل انا عارف إنه سيف قبل يتجوز انا غصب
عنه عشان جدو بس انا كمان مش عاوز
كده.... انا هروح مش عاوز يتجوز.. انا عاوز مامي.....

وقفت من كرسيها و هي تلتفت يمينا و يسارا
تبحث عن أي شيئ ترتديه فوق ذلك الفستان
الأبيض الخفيف الذي كانت ترتديه حتى يسهل
تجهيزها...

وجدت الروب الخاص به لترتديه رغم محاولات
إنجي تهدأتها لكنها كانت مصممة على
المغادرة....

إنجي :سيلين مينفعش اللي إنت بتعمليه
داه الناس تقول علينا إيه؟ داه جواز مش لعبة...

سيلين باصرار و هي تمسح دموعها المنهمرة
التي لطخت وجهها :مش يهمني حد... انا عاوز
يخرج من هنا...هاخذ مامي و اروح ألمانيا
مش عاوز يقعد هنا... زهقت كل يوم مشاكل و
ضغط أعصابي تعبانة عاوز يرتاح... كفاية
انا اصلا ندمت إني جيت هنا... مصر وحشة
و جدو وحش اوي عشان خلانا نتجوز...
انا مش عاوز يتجوز إنت ليه مش عاوز يفهم....

كانت تتحدث بعصبية و جنون مما جعل إنجي
تشعر بالقلق تجاهها لتقرر اخيرا الاتصال بسيف
بعد أن إستشعرت إصراراها الشديد على
إبطال الزواج.....

رفعت هاتفها بين يديها لتتصب به لكنها فوجئت
بسيلين تخطف الهاتف منها و ترميه على أحد
الارائك و هي تصرخ في وجهها :"مش تكلمي
حد... خلاص انا مش حتراجع عن قراري...انا
ليه مش تفهمي....

شهقت إنجي وهي تضع يدها على ثغرها
دون أن تزيح نظرها عن سيلين التي كانت
تتحرك في ارجاء الغرفة بعشوائية بعد أن فقدت
أعصابها بينما تراجعت الفتيات للخلف و إكتفين
بمشاهدة ما يحدث......

طرقات خافتة على الباب تلاه دخول أروى
كالاعصار المدمر و التي صرخت بحماس :أنا
جيت....

أغلقت الباب وراءها و هي ترفع حاجبيها باستنكار
و هي تضيف:الظاهر إني جيت في وقت غير مناسب
في إيه يا جماعة؟؟ خير و مالها دي بتلف حوالين نفسها عاملة زي ثور الساقية؟؟...

همست بخفوت في آخر كلماتها و هي تنظر
بتعجب لما يحصل...لتفيق من صدمتها
على لمسات إنجي المذعورة و هي تمسكها
من ذراعها هاتفة بنبرة خائفة : إلحقيني
يا أروى... سيلين عاوزة تمشي و تلغي الجوازة ".

أروى و هي تلوي شفتيها باستهزاء :نعاااام مين
دي اللي تمشي و ليه؟؟

إنجي بلهفة :بقلك عاوزة ترجع ألمانيا هي
و طنط هدى..

أروى بردح :لااااا بقلك إيه كفاية هزار منك ليها...
يعني إيه تفركش الجوازة طب و انا أعمل إيه دلوقتي داه انا ماصدقت أخرج من قصر الأشباح حتى لو بالليل...طب سيبك من داه و جوزي الغلبان
بقاله شهرين بيحوش من مرتبه عشان يجيبلي الفستان اللميع داه...و حياة عيالي اللي لسه
ماجوش للدنيا الجوازة دي هتم يعني هتم... ".

قاطعتها سيلين التي كانت تبحث عن أي ملابس
لترتديها للخروج :قلت مش عاوز...اصلا الجوازة
دي غلط من البداية..

ضغطت أروى على أسنانها و هي ترمقها بحنق
فهذه العنيدة سوف تتعبها مجددا لذلك حان
الوقت لتذكيرها بعدة أشياء يبدو أنها نسيتها
بسبب نوبة غضبها....اشارت نحو إنجي لتخرج
و تأخذ معها الفتيات و ينتظرنها في الغرفة
الأخرى حتى تهدأها....

أغلقت الباب وراءهم ثم إتجهت كالاعصار
لتمسك سيلين من كلتا ذراعيها و تجلسها
بعنف على الكرسي رغم مقاومة الأخرى لها....
و لأول مرة تتحدث أروى بجدية معها
فقد إنقلبت ملامح وجهها 180 درجة...

أروى بحدة :إنت عاوزة توصلي لإيه قوليلي
عشان متعبش نفسي معاكي عالفاضي...
قوليلي عاوزة إيه و انا هنفذلك كل طلباتك...
عاوزة تلغي جوازك من سيف اوكي ماشي
دلوقتي حالا و في اللحظة دي هنلاقيه الف
عروسة بدالك لو هو خايف من الفضايح و كلام
الناس... عاوزة تسافري مع مامتك.. بردو
اوكي في ستين داهية..ما إنت بوز فقر من
يومك هترجعي تغسلي الأطباق في المطاعم
و تنطفي الطرابيزات و في الاخر ترجعي
بشوية ملاليم مش هيكفوكي لآخر الشهر إنت
و أمك الغلبانة و في الاخر هتلاقي نفسك
في الشارع بتشحتي و إلا بتبيعي نفسك زي
بنات الليل اللي هناك....

صرخت فيها بصوت حاد لكنه ليس عال و هي
تضيف :عاوزة تسيبي سيف عزالدين اللي كل
بنات العالم تتمنى تكون مكانك الليلة دي
عاوزة تسيبي سيف اللي غير حياتك و قدملك
كل حاجة من غير مقابل و لسه بيديكي...
قوليلي مين غيره من عيلتك كلها إداكي
قيمة و مكانة و بيهتم بيكي كأنك بنته الصغيرة
سيلين أكلت.... سيلين شربت.. سيلين نامت...
سيلين مرتاحة.. سيلين تعبانة و ياريت الزفتة
هانم مقدرة.. لا دي كمان بتتشرط... واحدة
غيرك كانت تبوس إيديها وش و ظهر عشان
ربنا وقع في طريقك راجل زي سيف حاطك
في عنيه من جوا و بيحميك من غدر الذيابة
اللي بيترصدولك و بيستنوا إمتى تبقي لوحدك
عشان يقضوا عليكي...و إلا نسيتي.... لا الظاهر
إنك نسيتي و انا مضطرة افكرك....

هزتها بعنف لتشهق سيلين بالبكاء لكن أروى
لم ترحمها بل زادت في الضغط على جرحها
و هي تكمل بنبرة قاسية :هو إنت فاكرة لو رجعتي ألمانيا آدم هيسيبك.... ها.. جاوبيني...للأسف
انا مش هقدر اقلك هو هيعمل فيكي إيه عشان
كلب زي داه هو و عيلته المجرمين تتوقعي منه
أي حاجة بس أنا متأكده إنه لو أقل حاجة هيعملها
فيكي هي إنه يقتلك إنت و مامتك.....

رفعت سيلين عينيها الدامعتين نحوها
و هي ترجوها أن تتوقف عن التحدث و مواجهتها
بتلك الحقائق التي لطالما تهربت منها :
يبقى تعقلي كده و تبطلي لعب العيال داه...
الراجل عداه العيب معملش معاكي غير
كل خير و لسه بيعمل ناس غيرك
إتغصبت على الجواز و ملقتش غير الضرب
و الإهانة و قلة القيمة...انا مش عارفة هو
عجبه فيكي إيه لو على عنيكي الزرقاء
اللانسس مالية الدنيا..... بس نقول إيه ياختي
و على رأي المثل ديك المحظوظ يبيض ....

رمقتها سيلين بغيظ لتنفجر أروى ضحكا
و هي تقول محاولة تخفيف توترها فهي
قد جربت هذا الشعور من قبل و لم تجد من
يقف إلى جانبها و بوجهها :و الله بهزر معاكي
متزعليش داه إنت زي القمر بس لو تفردي
وشك و تضحكي و بلاش بوز انجيلا ميركل
اللي إنت مصدراهولنا من ساعة ما جيت....

إبتسمت أروى بعطف و هي تمسح دموع بأناملها
دموع سيلين مردفة بنبرة حنونة :إهدي و بلاش
تفكري في أي حاجة سيبي كل شي على
ربنا هو الوحيد القادر يطمن قلوبنا....انا مش
بقلك الكلام عشان أوجع قلبك او أقسى عليكي
لا انا بس كنت عاوزة أنبهك للي هيحصل
خصوصا إن عارفة إنك بنت قوية و متحملة مسؤوليتك إنت و مامتك بالرغم من إنك في بلاد غريبة و لوحدكم ....

سيلين بصوت مبحوح بسبب بكائها :بس
هو مجبر إنه يتجوز انا...هو ساعدني كثير
و انا مش قادر يرد الجميل...هو مش يستاهل
حاجة وحشة....

أروى بضحك :طب بذمتك إنت حاجة وحشة
داه إنت بسكوتة ألماني...يلا قومي إغسلي وشك
عشان البنات زمانهم خللوا برا و زي ما قلتلك
مفتكريش كل حاجة هتتحل بإذن الله و لو

إنت فعلا عاوزة ترديله جمايله يبقى تعملي كل
اللي بيقلك عليه و بلاش تغلبيه تمام....

أومأت لها الأخري قبل أن تقف من مكانها
و هي تشعر بأن حديثها مع أروى قد خفف
عنها الكثير....

خرجت من الحمام لتجد الفتيات في إنتظارها
جلست على الكرسي بصمت و هي تحاول رسم
إبتسامة هادئة على ثغرها لتزيل توترها...
رأتها أروى لتهتف بصوت عال قائلة بمرح
-يلا يا بنات بسرعة عشان ننزل كلنا نتصور مع
حماقي تحت ".

شهقت إنجي و هي تردف بحماس مماثل
-حماقي... إنت بتتكلمي بجد؟؟ هو أبيه سيف
جاب حماقي yes yes....أنا نازلة حالا مليش
دعوة...

جذبتها من ذراعها لتجلسها مرة أخرى قائلة
-إستني رايحة فين؟؟ الحفلة فاضلها شوية و تبدأ
خلينا نقعد مع المجنونة دي لحسن تقلب
مرة ثانية...

إنجي بتأفف :و انا مالي يا لمبي... مليش دعوة
عاوزة انزل اشوف حماقي...

أروى :هتشوفيه....بس الاول خلينا نضبط
الميكاب اللي ساح داه.... و بعدين تعالي هنا
إيه الشياكة دي يا قمر... الفستان هياكل منك
حتة متلزق تلزيقة إنما إيه مبين قدك المياس
يا عمري....مفصلك تفصيل....

نظرت إنجي لفستانها الذي إختارته من أشهر
المحلات في القاهرة و هي تقول باستنكار
-أنا ليه حاسة إنك بتتريقي على الفستان...
إنت مش عارفة داه سعره كام...

أروي بلامبالاة:و هو انا قلت إنه بلدي و وحش
ما أنا عارفة إنه هو حلو غالي بس كمان ملزق
و مبين تفاصيل جسمك كلها حتى شوفي...

أشارت نحو منحنيات جسدها البارزة بوضوح و هي
تكمل :جبال و هضاب و....

إنجي بصراخ :باااس أسكتي إيه الكلام الزبالة
اللي إنت بتقوليه داه...

اروي :انا عبرت عن رأيي بصراحة في الفستان
و كلامي يعتبر حاجة بسيطة مقارنة بالناس
اللي هتشوفك برا...و خاصة العيون المريضة التي
حتبصبص عليكي من ورا و قدام لأماكن معينة
في جسمك ....
انا مش قصدي اجرحك و لا هعمل عليكي شيخة و أحيبلك كلام دين عشان أنا مش مؤهلة عشان ادي نصايح و كمان ميهمنيش لو قلتي
عليا بلدي و بيئة و متخلفة و كل الكلام داه
عادي...بس الجمال مش باللبس المحزق و العريان
بالعكس في فساتين بتبقى واسعة و مستورة
و بتبقى في غاية الجمال و الاناقة و مش
بقول كمان إن أنا ذوقي حلو و فستاني جميل
و إن داه هو الحجاب الصحيح و أبين نفسي
إني على صح و إنت غلط لا بالعكس انا كمان
غلطانة بس في درجات من العرى و في درجات
من الخطأ.. فستانك حلو و شيك بس عريان
و محزق اوي و مبين كل حاجة في جسمك
و مبينك حلوة اوي انا قلتلك كل حاجة
و جمعتلك كل الاراء و إنت حرة بقى....

نظرت نحوها إنجي بغموض فهي لا تنكر ان
كلام أروى صحيح و لكنها أحبت فستانها
كثيرا و لا تريد تغييره...و هذا حفل زفاف
و جميع النساء و الفتيات سيرتدين هذه
النوعية من الفساتين
العارية و الملتصقة على الأجساد فأين الخطأ....

قلبت عيناها بملل و هي تقول : بقلك إيه
انا زهقت هخرج اشوف في إيه برا و ارجعلك
و إنت خلي بالك من سيلين يمكن ترجعلها
نوبة الجنان ثاني....

فهمت أروى أن إنجي لم تقتنع بكلامها لكن
لم ترد الضغط عليها فهي في الأخيرة حرة
و ناضجة بما فيه الكفاية حتى تعرف مصلحتها
كما أنها متعودة منذ صغرها على هذه النوعية
من الملابس بسبب البيئة المتحررة التي
ترعرعت فيها و لا ننسى والدتها سناء التي لازالت
رغم تقدمها في العمر ترتدي فساتين ملتصقة
بجسدها حتى الآن...لتجيبها باندفاع
-نعاام خليها تتجنن تاني و هتشوفي
انا هعمل فيها إيه ...هرميها من اقرب شباك
و اريح الناس منها خاصة المتابعين اللي
زهقوا منها و من ثقل دمها و هديكي
شنطة هيرميس تهديها لحماتك أم هشيو دي هتموت
على واحدة زيها... الولية القروبة مش مكفيها مخزن
الشنط اللي في أوضتها اللي يساوي ملايين
تخيلي عندها
خزنة كاملة حاطة فيها الشنط بتاعتها و بتتفتح بس
ببصمة صباعها دي ناقصة تحط عليها كلاب حراسة
كلاب إيه... دي تجيبلها جوز افاعي اناكوندا من
أفريقيا و إلا تروح تعرضهم في مزاد تبيعهم
و تشتري بيهم جزيرة من جزر المحيط الهندي...
ناس فاضية جاتها الهم...
نظرت نحو إنجي لتجدها ترمقها بصدمة لتكمل
بلامبالاة :بقلك إيه متبصليش كده و إتلحلحي
إنت كمان و حصليلك عريس من ام الفرح داه
عشان تعمليلنا شوية أحداث في الرواية
لحد إمتى ياسمين هتقعد ماسكة في امي
متقريفوناش بقى عاوزين نرتاح هو مفيش
غيري في الرواية داه انا بقيت اراجوز
مرة اغني مصري و مرة فرنساوي و المرة الجاية مش بعيد كوري و إلا هندي ....

إنجي و هي تضرب جبينها بيأس :لا إله إلا الله
عيني عليك يا أبيه فريد متجوز هبلة
و خايفة تعديك انا هقلك يطلقك و يخلص
منك أحسن....

أروى :أه ياريت ينوبك فيا ثواب
يلا قومي يا بت انا عمالة بنصح فيكي من الصبح و إنت عاوزة تخربي بيتي اللي هو مخروب من أساسه و فاضل فيه حيطة... إياكشي تولعي انا الغلطانة
عاملة فيها رضوي الشربيني و عاوزة مصلحتك...
عيال متستهلش....

ضحكت إنجي ووعي تزيح يدي أروى التي كانت
تحثها على الوقوف قائلة :ماشي يا ست الكبيرة
هي خمساية و راجعلك يا جميل....

مصمصت أروى شفتيها و هي تدير عينيها
يمينا و يسارا في أرجاء الغرفة متمتمة
بملل : هوومفيش كباية مية في الاوضة الحلوة دي يهدكو يا بنات عزالدين نشفتوا ريقي....أما اقوم اشوف بتوع البيوتي سنتر عملوا إيه في البت
سيلين ...

وقفت من مكانها ثم سارت نحو العروس
لتجدهم قد إنتهوا من تجهيزها و لم يتبقى
سوى الفستان....

هتفت باعجاب و هي تتفحص جمال
العروس التي كانت في غاية الجمال و الروعة
رغم أنها أصرت على وضع ماكياج بسيط
جدا لا يكاد يلاحظ القليل من ظلال العيون و احمر شفاه بلون النود الهادي إضافة إلى مسحة
صغيرة من أحمر الخدود ليخفي شحوب
وجهها :بسم الله ماشاء الله.. زي القمر بس إحنا هنا في مصر مينفعش الميكاب بسيط و الميكاب نو ميكاب.... إحنا هنا يا حبيبتي اللون النبيتي هو الراعي الرسمي لأي عروسة....و بعدين فين الهايلاتير
و الايلاينر و إيه اللون اللي إنت حطاه على عنيكي داه مش باين ابدا ....

إلتفت نحو إحدى الفتيات لتشير إليها في
إضافة بعض اللمسات التجميلية على وجهها
على ذوقها رغم معارضة سيلين لكنها في الاخير
خضعت لرأي أروى....

في الخارج.....

تفاجأت إنجي بعد خروجها من الجناح المخصص
للعروس بهشام الذي كان يقف على مسافة
قريبة و هو ينظر نحوها بغضب عارم ...إتجه
إليها بخطوات سريعة حالما وجدها تخرج من
الباب ليجذبها بقوة من ذراعها هاتفا بصوت
حاد :إنت إتجننتي...عاوزة تحضري الفرح بقميص
نوم...

حاولت إنجي إجابته و هي تكتم غضبها
-سيب إيدي ملكش دعوة أنا حرة ألبس اللي
انا عاوزاه ".

هشام بجنون :لا مش حرة و حتغيري الزفت داه
غصب عنك...متخلينيش أوريكي وشي الثاني
يا إنجي...

إنجي بعناد :الفستان عاجبني و انا هلبسه
و.....اااه

صرخت بألم بعد أن إرتطم جسدها بالحائط
إثر دفع هشام لها و الذي حاصرها بجسده
مانعا تحركها.. نظرت نحوه بحنق قبل أن
تهتف بشراسة :إنت بتعمل إيه؟ إنت تجننت..
إبعد....

إحتدت عيناه كما إحتدت نبرته و هو يلف
إحدى خصلات شعرها و يجذبها نحوهه ليقرب وجهها من وجهه لتختلط أنفاسها الثائرة بأنفاسة
الحارقة الغاضبة و هو يتذكر مظهرها المغري
الذي لفت أنظار جميع من في الفندق و هي
تتهادى بخطوات مهلكة جعلت قلبه يكاد
يخرج من مكانه من شدة غيرته ليهتف
بصوت هادئ يحمل في طياته الكثير من الوعيد
:إنت تخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك
حسابنا بعدين لما نرجع القصر.....

هتفت إنجي بصوت متحشرج و هي تتصنع
الثبات أمامه رغم إرتعاش جسدها و دقات
قلبها التي تسارعت بسبب قربه منها على غير
عادته :قلت--لك ملكش---دعوة و إبعد عني....

قاطعها بصرامة و قد أغشت عيناه غيرة
حارقة و هو يتأمل وجهها الفاتن الذي
زينته مساحيق التجميل : ششش و لا كلمة
الفستان الملزق داه هيتغير و شعرك ترفعيه
فوق و تخففي الروج
اللي على شفايفك و مين غير مناقشة....
و إلا و الله العظيم مهخليكي تعتبي صالة
الفرح.... و بردو حسابنا في البيت....
و إلا إنت فاكرة إنك خلاص بعد سيف إشترالك
عربية جديدة و إداكي فلوس تحررتي مني و بقيتي
تعملي اللي إنت عايزاه...
رواية بقلمي ياسمين عزيز

شهقت إنجي و هي تحاول دفعه عنها بقوة
لكنه كان كلما دفعته ضغط أكثر ليلتصق
جسده طاحنا جسدها الطري تحته بينما
إمتدت ذراعه وراء ظهرها ليقربها منه محتضنا
إياها عنوة مانعا تحركاتها...
أنفاسه الساخنة كانت تضرب بشرة عنقها
بقوة ليهمس في اذنها بصوت أجش :تؤ... كده يبقى
إنت حافظة مش فاهمة... مش فاهمة إنك كلك
على بعضك ملكي انا.... بتاعتي انا لوحدي من
إنت عيلة بضفاير..و انا عارف كويس إنت
بتخططي لإيه و غايتك إيه بالضبط
بس للاسف انا مش هسيبك تنفذي اللي في
دماغك و مش هخليكي تبعدي عني
خطوة واحدة عشان مستقبلك هو انا و حياتك
الجاية هترتبيها على اساس وجودي فيها...
َ و زي ما بيقولوا كل شي متاح في الحب و الحرب....

حاولت دفعه لكنه لم يتحرك إنشا واحدا
لتجحظ عيناها و يرتجف جسمها بخوف و رفض و هي تشعر بأصابعه تضغط على اسفل ظهرها
بقوة بينما تابع هو بنبرة خبيثة و قد طفح
كيله من رفضها الدائم و تجنبها له رغم معرفتها
بمشاعره نحوها :و من الليلة دي هيبقى في
هشام جديد غير اللي إنت متعودة بيه...
و هترضي بيا سواء بإرادتك او غصب عنك".

إبتعد عنها لتشهق و هي تشعر بالتقزز من
لمسته الحقيرة و هي تحفض بصرها لذلك
الكيس الذي رماه تحت قدميها قائلا
بصوت ثابت متجاهلا صدمتها :ادخلي
جوا و غيري فستان الع..... اللي إنت لابساه
داه انا هستناكي هنا خمس دقائق و تطلعي
عشان ننزل سوى...

إنحنت لتأخذ الكيس قبل أن تختفي من
أمامه و هي تشعر بغضب العالم كله يجتمع
داخل صدرها فهذا ما كانت تخشاه منذ زمن
طويل...
هشام رغم شخصيته الدافئة الحنونة التي يتميز
بها عن جميع اولاد عمه إلا أنه يصبح كالاعصار
المدمر إذا غضب فهو ينطبق عليه المثل
القائل :إتق شر الحليم إذا غضب "
و يبدو أن صبره قد نفذ...




يتبع ♥️❤️♥️💜💜

Continue Reading

You'll Also Like

77.1K 2K 37
يظنوت ان تلك الحادثة قد أصابتها جسديا فقط... لكن مالا يعلموه انها كسرت داخلها شئ لن يعود كسابق عهده مهما حاولوا.. فمن بين الماضي والحاضر.. تقف هي مت...
9.6K 1.4K 35
فتاه عاشت طفوله قاسيه اتهمو امها بلخيانه وقبل ان تولد هي واخوتها لم تعطيها الحياه اي شيء لتعيشو بل اخذت منها طفولتها وبرائتها جعلتها الحياه وحش قاتل...
129K 5.9K 18
نوفيلا بالمصرية العامية 🖤🎼 السرد : اللغة العربية الفصحي🖤🎼 عاندت معه فوقعت ف حبه لاحقاً 🖤 أطلق عليها أسم " أسطي المكانيكي " حتي يجعلها تشتعل بالغ...
3.8M 57.5K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...