هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

By Yasminaaaziz

369K 8.7K 297

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الثالث عشر

5.7K 141 4
By Yasminaaaziz

الفصل الثالث عشر من رواية هوس من أول نظرة

عاد فريد للغرفة بعد أن أنهى مكالمته ليجد أروى
تخرج من الحمام...جلس على حافة السرير و هو
مازال يتفحص هاتفه ليأمرها بعجرفةدون أن ينظر لها حتى:
- جهزيلي الحمام....

نفخت بضيق و هي تحدق بغل في جسده الضخم
و ذراعيه المكتلتين بالعضلات الصلبة التي ظهرت
تحت قميصه الداخلي (فانيلا)...لتتمتم و هي تكز
أسنانها بقوة :
-ا بقى إحنا ما اتفقناش على كده
ياياسمين....دي بطني لسه واجعاني من شوال
الحجارة اللي بايت فوقي مبارح... دي دراعه لوحدها توزن أكثر مني إرحميني بقى و الله حدعي عليكي...
و دلوقتي عاوزني أحضرله الحمام دي حتى كاميليا
و ليليان في عز بهدلتهم محضروش حمامات
إش معنى انا....اقسم بالله أتهور و أولعلك في قصر عزالدين كله بالمزة المستوردة اللي فيه إنتي عارفاني مجنونة و أعمل أمها ...اووووف...روحتي فين يا كرامتي ".

رفع فريد بالصدفة راسه ليجدها تحدق فيه
بشرود ملامح وجهها اللطيفة تبدو غاضبة
ليبتسم دون إرادة منه عيناها الكبيرتان الشبهتين
بأعين الريم كما يسميهما و اللتين لم يرى بجمالهما من قبل كانت تفتحهما مرة و تضيقهما مرة أخرى
و شفتيها التين اسرتا قلبه الخائن منذ تلك الليلة
التي تذوقهما فيها عنوة.... مازال طعمهما المسكر
بين شفتيه.....

لام نفسه على تفكيره الاخرق الذي يخرج عن
سيطرته أحيانا ليصدح صوته الساخر عاليا :

-مالك واقفة زي الصنم قدامي بتفكري في طريقة
عشان تقتليني صح؟".

شهقت أروى بصوت عال و تحركت من مكانها
بسرعة داخل الحمام لتجهزه له ثم خرجت لتجده
مازال في مكانه... تحدثت بنبرة عادية محاولة
إخفاء حرجها :
-الحمام جاهز...إتفضل... انا هدخل
أطلعلك هدومك....

إستقام من مكانه ثم وضع هاتفه على السرير ليسيرباتجاه الحمام قائلا بغرور و كأنه ينفي أفكاره التي جنحت منذ قليل :
-لا...مفيش داعي مش بحب ألبس على ذوق حد.....

أقفل باب الحمام بعنف وراءه لترتج في اثره
جدران الغرفة مما جعل أروى تغلق عينيها بخضة
متمتة بهمس و هي تلوي شفتيها و تقلده :
-مش عاوزة ألبس على ذوك حد... يا شيخ
إتنيل مين معبرك اصلا قال ذوقي قال.... اللي
يسمعك يفتكر إنك ..

عبست ملامحها فجأة و هي
تتذكر غرفة الملابس التي تعج بعشرات البدل
الأنيقة و الساعات الفاخرة و الاحذية المصنوعة
يدويا بدقة وحرفية عالية...بالاضافة إلى زجاجات
عطره المستوردة من أرقى الماركات الفرنسية
و ربطات عنقه المرصفة بنظام في الادرج الزجاجية
كانت كلما دخلت لغرفة الملابس تمضي أغلب
وقتها تتأمل ملابسه المرتبة بأناقة بالغة.....

تنهدت بغرور و هي تلتفت نحو باب الحمام
مقررة عدم الاستسلام فلو فعلت ذلك لن
تكون أروى المجنونة... همست و هي ترفع
أنفها بتكبر زائف قائلة بصوت عادي :
-الشرابات... ايوا هي الشرابات بتاعته.... معفنة ووحشة تلاقيها من بتوع خمسة جنيه من عند
عم حنفي اللي في ناصية الشارع...يا بخيل...فاكر
نفسه ابو هشيمة...و أنا بقى ياسمين صبري و حجيبك على جذور رقبتك.....

مصمصت شفتيها و هي تتجه لتفتح ستائر الغرفة
و تبدأ في تنظيمها....إنشغلت في عملها حتى سمعت
باب الحمام يفتح ليخرج فريد كعادته لا يرتدي سوى
بنطال قصير و يضع على كتفيه منشفة كان
ينشف بها شعره...حدق قليلا في أروى التي كانت
ترتب المكان بدقة و مهارة...

تنحنح قليلا قبل أن يسألها :
-سمعت إن مامتك جات إمبارح و إنت رفضتي تقابليها....

أجابته و هي تضع الوسائد في مكانها :
-ايوا صحيح...

تناول فريد علبة سجائره ليشعل واحدة و يبدأ
في إستنشاقها و هو يركز على كل حركة تصدرها
قائلا :
-و ليه مش عاوزة تقابليها".

أروى بعدم إكتراث :" و أقابلها ليه...ما أنا بكلمها في التلفون كل يوم"

فرك فريد جبينه بعصبية من إحاباتها المختصرة
لكنه ما لبث أن سألها من جديد بطريقة مرواغة
يجيد إستعمالها بحكم عمله :
-مهما كانت الخلافات كبيرة بينكم حتفضل دايما مامتك و من حقها تشوفك...و تطمن عليكي ".

شدد على آخر كلمة قالها هو يدرس تفاصيل
وجهها الذي إنقلب فجأة :
- بس هي مش جاية عشان تطمن عليا...
هي جاية عشان تطمن على مخطاطاتها إذا
كان نجحت أولا.....

فريد :"قصدك جوازنا...

أروى:" تؤ...قصدي الفلوس ....

فريد بصدمة ليس من مما قالته فهو طبعا
كان على علم تام بأن خالته كان هدفها من هذا الزواح هو ثروته و كذلك تفوذه لكن ما أصابه
حقا بالذهول هو أن هذه المجنونة لم تسعى
إخفاء ذلك بل إعترفت بكل برود و كأنه أمر
عادي.....

رفعت أروى حاجبيها تحدق في ملامحه الجامدة
التي لا تظهر اي تعبير لكنها أضافت مكملة
حديثها :
-ما إنت عارف كل حاجة...من الاول.....

وقف من مكانه ثم سار قليلا نحو المائدة
لينحني قليلا ليدهس بقية سيجارته في
المنفضة الزجاجية ثم توجه نحو أحد الادراج
التي كانت بجانب سريره... أخرج دفتر
شيكاته ليكتب مبلغا كبيرا من المال ثم
مزق الورقة ووضعها على السرير مقابلا
لها قائلا :
إديها الشيك داه و إساليها لو كانت محتاجة اي حاجة....

توقف عن الحديث عندما شاهد أروى تميل
راسها بطريقة مضحكة و هي ترمقه بنظرات
مصعوقة بينما توسعت عيناها الكبيرتان باستنكار
على لطفه الغريب...

لم يعلق فريد فهو بات واثقا من أن الفتاة مجنونة
رسميا.. أعاد الدفتر و القلم لمكانهما ثم توجه
نحو غرفة ملابسه ليرتدي ثيابه...ثم خرج ليجد
أروى تمسك بالشيك و هي تعيد قراءته للمرة
العشرون بعد الالف....

تمتمت و هي ترفع عينيها من على الورقة :
-المبلغ داه كبير اوي و انا عارفة ماما....مش حتبطل
تطلب فلوس....

نطقت بخجل لكنها في ذات الوقت تعلم أن هذه
... معلومة قديمة ففزيد على معرفة بطباع
خالته...
قاطعها :
-عارف بس مفيش مشكلة...حعتبر نفسي بتبرع
لجمعية خيرية...

نفخت أروى بضيق و هي ترمي الشيك من يدها
ليقع أرضا ثم إتجهت نحو الباب تريد الخروج لكنه
أوقفها ليتحدث بسخرية مكملا إهانتها و هو يشير لتلك البيجاما التي كانت ترتديها :" رايحة فين.... مينفعش تخرجي المنظر كده... إنت مش في بيتكوا...

عادت بهدوء لتدلف لغرفة الملابس و هي
تعض شفتيها بقهر على إهاناته التي لاتستطيع
الرد عليها بسبب أنه يقول الحقيقة دائما...
نسيت انها أصبحت من عائلة كبيرة و غنية و لا
ينبغي لا الخروج من غرفتها بهذا المظهر البسيط
كما كانت تفعل في منزل والدها فجميع نساء
هذا القصر تقريبا يتنافسون في عرض أزيائهم
و جمالهم كل يوم...لذلك يجب عليها أن تتعود
على هذه الحياة الجديدة....

أخرجت فستانا باللون الأخضر الداكن من قماش
الدانتيل الثقيل و معه حجاب باللون الأسود
ليعكس جمال بشرتها البيضاء ووجنتيها الورديتين
سمعت صوت الباب الخارجي لتعلم أنه خرج...

عادت نحو غرفة النوم لتجدها خالية و ذلك
الشيك كان مرميا مكانه ... حدقت فيه بعينين
مشتعلتين و هي تضغط على أسنانها بغضب
.. إلتقطته حتى تمزقه إلى قطع صغيرة و هي
تتحدث بغل :
-ليه في كل مرة بحاول اضحك و أفرفش
و أنسى القرف... اللي انا عايشاه...معاك
مصر تفكرني.. ليه بتحاول في كل نظرة و كل
كلمة و كل نفس تأكدلي إني حشرة ملهاش اي
قيمة...بس ماشي صبرك عليا بس يا إبن
العز و انا حوريك... بنت الشحاتين اللي حضرتك
بتتصدق عليهم من خيرك حتعمل فيك إيه....
لالا...شيل الأفكار دي من دماغك يا بابا مش أنا
اللي حتقعد تحط إيدها على خدها و تعمل فيها
ضحية و مقهورة و تفضل تعيط على حظها..لا يا حبيبي.... فوق كده و حضر نفسك للي جاي عشان
انا نويت اجرب كل الخطط و الحيل اللي انا
قرأتها في الروايات...

رمت القصاصات من يدها على الأرض ثم
توجهت نحو التسريحة لتأخذ أحد زجاجات العطر
الفاخرة و تفرغ نصفها على فستانها و هي تبتسم
بمكر أنثوي متوعدة لذلك البارد بالإنتقام....

طرق فريد باب جناح شقيقه قبل أن يدير مقبض الباب و يدلف للداخل...

زفر بعدم رضا بعد أن وجد صالح نائما على فراشه
و كأنه لم يفعل شيئا منذ قليل....
سحب الستائر التي كانت تحجب أشعة الشمس
لتنير الغرفة في ثاني كما جعل صالح يتأفف
بانزعاج قائلا :
-عاوز إيه عالصبح..

فريد :
-و ليك عين تنام...البنت زمانهم مسكوها و جايبنها
على القسم يلا قوم شرف حتهبب فيها إيه؟؟

إنتفض صالح من نومه بعد أن تذكر تلك المسكينة
التي طلب من أخيه أن يجعل زملائه يقبضون
عليها بأي تهمة حتى يمنع سفرها بعد أن اخبرته
مروى عن خطتها للهروب منه صباحا...

نظر لأخيه بابتسامة و هو يجيبه :
تمام إسبقني إنت و انا ححصلك ".

حرك فريد رأسه هاتفا باستهجان :
هو إنت مش ناوي تعتق البنت دي بقالك سنين
موقف حياتها عشان إنتقام أهبل".

صالح و إكتست ملامحه غضب عارم :"و انا
كنت عملت فيها إيه....خمس سنين و انا سايبها
عايشة حياتها بهدوء دلوقتي بس حبدأ آخذ حقي
مني و إلا نسيت هي عملت فيا إيه زمان ".

فريد :
-لا منسيتش و منسيتش كمان إن إنت مكنتش
سايبها في حالها و كنت بتتحكم في حياتها بس من
بعيد....

صالح بنرفزة:
-يوووه إنت جاي تحاسبني يا فريد و إلا عاوز تذلني
عشان مساعدتك ليا....

فريد ببرود يريد إنهاء هذا النقاش العقيم مع شقيقه العنيد:
-انا رايح القسم... متتأخرش..

قفز صالح من فراشه و هو يتابع خروج شقيقه
من باب الجناح... ليتجه مسرعا نحو خزانته ليخرج
ملابسه و يسارع في إرتدائها ثم يغادر على عجل
ليلتحق بفريد.....

قبل ساعة..

نزلت يارا من سيارة الأجرى ثم تابعت خطواتها
نحو داخل المطار و هي تقبض على حقيبتها التي
تحتوي على أوراقها الرسمية و بعض النقود...
لم تأخذ أي شيئ معها فما أرادته هو فقط الخروج من البلاد و الهرب من صالح....

أسرعت نحو الموظف المسؤول عن إجراءات السفر
لتقدم له أوراقها...تفحصها بريبة و هو ينقل بصره بينها و بين جواز سفرها قبل أن يشير نحو أحد
رجال الأمن الذي همس له بصوت خافت ببعض
الكلمات مما آثار خوف يارا التي إبتلعت ريقها بصعوبة و هي تلاحظ نظراتهما المسلطة عليها....

تكلم الموظف محاولا عدم إثارة قلقها أكثر :
-آنسة يارا... للأسف مش حتقدري تسافري
النهاردة..إتفضلي معانا و إحنا حنشرحلك
أكثر.....

يارا برفض:
-أتفضل معاكوا فين؟

تدخل الظابط بهدوء و هو يشير لها بيده نحو
إتجاه معين :
-حضرتك إتفضلي للمكتب جوا.. ساهر بيه حيشرحلك كل حاجة..

يارا بعصبية و قد تأكدت من وجود خطب ما :
-انا مش رايحة معاك لأي مكان انا لازم أسافر
دلوقتي حالا...

الرجل :
-يا آنسة...لو سمحتي تعالي معايا بهدوء و بلاش
شوشرة حضرتك في أوامر بمنعك من السفر...
إتفضلي...

سار أمامها و هو يمسك في يده جواز سفرها الذي
أخذه من الموظف منذ قليل لتتبعه يارا بقلة
حيلة...و هي تلتفت حولها مخافة ان تجد صالح
او احد رجاله... عندها ستكون نهايتها.

دلفت المصعد مع ذلك الأمني و هي تدعو
بداخلها ان يكون ما تفكر به غير صحيح...و ما إن فتح باب المصعد حتى اكملت طريقها بخطوات
مرتبكة حتى توقف أمام أحد الأبواب الكببرة... فتح الباب و أشار لها بالدخول ثم غادر....لتكمل هي
سيرها إلى داخل المكتب و صوت دقات قلبها تنافس أصوات طرقات حذائها...

رحب بها ساهر و هو مدير أمن المطار و صديق
فريد...و الذي اوصاه بعدم الإساءة إليها .

-إتفضلي يا آنسة يارا ".
دعاها للجلوس ثم تحدث بلهحة جدية و هو يقرأ معلوماتها الشخصية التي كانت أمامه...

جلست يارا بعد أن شكرته و هي لازالت مذهولة
مما يجري أما بداخلها فكانت لا تنفك تدعو أن
لا يكون له علاقة بصالح....

تكلمت بصعوبة و هي تشعر بجفاف حلقها :
-حضرتك في مشكلة في الأوراق...

نفى ساهر و هو يرفع رأسه من على الأوراق
ليبدأ في تفرس هيئتها... كانت جميلة للغاية
رغم ملابسها البسيطة و خصلات شعرها البنية التي ظهر بعضها من خلف طرحتها التي كانت تضعها. على رأسها باهمال كل الدلائل تشير إلى أن هناك شيئا خاطئا فكيف تكون هذه سارقة لكنه و بحكم مجال عمله تعلم جيدا أن المظاهر خداعة و أن أكبر الفاسدين هم من النخبة و أثرياء البلاد ....

حدق بالضمادة التي كانت تغطي ظهر يدها قائلا :
-في شخص مقدم بلاغ بيتهمك فيه بالسرقة
عشان كده إنت ممنوعة من السفر.... ".

تجمدت في مكانها للحظات لكن سرعان ما شعرت
بانقباض قلبها لتسأله رغم صدمتها الشديدة من
هذا الموقف الذي لم تتخيل أن تتعرض له في
حياتها :
-ممكن أعرف مين هو؟؟

أجابها و هو يرسم إبتسامة مستهزئة على
شفتيه فسؤالها هذا أكد له صحة ظنونه..
-الظاهر إنهم كانوا كثير على العموم كلها نص ساعة و حتعرفي مين فيهم ...

أعادت سؤالها مرة أخرى غير مبالية بنظرات
الاحتقار التي كانت تراها في عينيه :
-لو سمحت قلي بس إسمه إيه؟؟

زفر الهواء بغضب و هو ينطق بعصبية:
-فريد بيه...ها عرفتيه.. بس ياترى سرقتي
منه إيه؟؟

تنهدت بارتياح مؤقت عندما لم يذكر إسم
كابوسها...لكنها مالبثت أن عاد شعور القلق يحتل
كامل جوارحها فهي لا تعرف أي شخص في حياتها
يدعى فريد.. و لماذا يتهمها بالسرقة و كأنها الان
إنتبهت لوقوعها في هذه المشكلة رغم أنها طمئنت
نفسها بأنه على الأرجح تشابه أسماء..

ظلت صامتة تفكر في موعد الطائرة الذي
فاتها و من إمكانية إكتشاف ذلك الشيطان
لخطة هروبها....افاقت من أفكارها على سامر
الذي هب من مكانه و على وجهه إبتسامة
واسعة ليرحب بصديقه قائلا بمرح:
-اهلا باللي مش بيفتكرنا غير في المصلحة ".

قهقه فريد و هو يصافح صديقه هاتفا:
-ما إنت عارف ظروف الشغل.. المهم أخبارك
إيه؟؟
توجه به سامر نحو الاريكة ليدعوه للجلوس
قائلا :
-انا الحمد لله كويس..و إنت عامل إيه؟

فريد و هو يجلس :
-كله تمام... المهم طمني خلصت كل حاجة".

سامر و هو يدير رأسه نحو يارا التي كانت
تتابعها من بعيد :
-أيوا...تقدر تأخذها بس منتظر منك تفسير
عشان مش داخل دماغي إن بتت زي دي قدرت
تخدعك و تسرقك....

ربت فريد على ساقه متمتما بعبارات الشكر:
-تمام حبقى أكلمك و أشرحلك كل حاجة بالتفصيل
بس دلوقتي أعذرني عشان مستعجل دلوقتي ...

توجه فريد بعدها ليقف أمام يارا يتفحصها
بنظرات غامضة...قائلا بصوت غليظ غظ:
-يلا يا آنسة... إتفضلي معايا ".

هبت يارا من مكانها قائلة باندفاع و دماغها
يكاد ينفجر من كثرة الضغط :
-مش حتحرك من هنا غير لما أفهم إيه اللي
بيحصل هنا...إنت مين و عاوزني اروح معاك
فين؟

فريد ببرود و هو يحدجها بنظرات متعالية :
-حنروح على القسم عشان نكمل تحقيق في
التهمة الموجهة ليكي".

يارا بغضب :
-انا مش رايحة لأي مكان... انا لازم اسافر
دلوقتي....

فرك فريد جانب ذقنه بحركته المعتادة التي
تدل على نفاذ صبره قبل أن يخرج هاتفه
من جيبه قائلا :
-لو سمحتي يا آنسة... تفضلي معايا بهدوء
و إلا حضطر أقبض عليكي و اسحبك
على البوكس قدام الناس كلها... و تبقى فضيحة ".

قبضت يارا على حقيبتها بتوتر و هي تقف
من مكانها قائلة بتلعثم محاولة التحاور معه
بهدوء فهي طبعا تعلم أنها لو غادرت الان فلن
تحد فرصة أخرى الهرب....و ستعود من جديد
لجحيمها :
-حضرتك انا مسرقتش حد و معرفش أي حد
إسمه فريد.... داه أكيد في غلطة او تشابه أسماء لو سمحت انا لازم أسافر".

تجاهل فريد عيناها الغائمتان بحزن عميق توضحان
مدى معاناتها من شقيقه ليزفر بخنق طاردا كل
تلك الأفكار من رأسه ليجيبها :
-يلا إتفضلي بلاش تضيعي وقتي...لما نوصل على
الاسم حنعرف كل حاجة".

تناول أوراقها من ساهر ثم إستأذنه للمغادرة
و هو يقبض على ذراعها بقوة ليجعلها تسير
بجانبه رغم شعوره الداخلي بأن ما يفعله خطأ....

فتح باب سيارته الخلفي ليرميها بعنف ثم أغلق
الباب ليتجه نحو باب الأمامي للسائق ليقود
سيارته نحو قسم الشرطة التي يعمل به....

طوال الطريق كان يراقبها و هي تبكي
بصمت و ترجوه بأن يتركها محاولة إقناعه
بأنها بريئة لكن دون جدوى...قبض على مقود السيارة
بغضب و هو يرجع بذاكرته إلى الوراء...

منذ أكثر من خمس سنوات في ذلك اليوم المشؤوم
الذي إكتشف فيه شقيقه خيانة حبيبته التي عشقها
بجنون...بعد أن أوصلها صالح إلى منزلها عاد نحو
أحد الملاهي و ظل يشرب حتى ساعات الفجر الاولى
و في الطريق إنقلبت به السيارة بسبب قيادته
المتهورة و هو في حالة سكر....
كان الخبر بمثابة الصدمة للجميع فصالح كان مثال
للشاب الذكي و المستقيم الذي لا يقرب المنكرات و لا يرتكب الفواحش لكن في ليلة و ضحاها إنقلب حاله بسبب هذه الفتاة...

و عندما علم جده بذلك إنتظره حتى شفي و قام
بمعاقبته و جعله يسافر إلى الولايات المتحدة
الأمريكية حتى يمسك احد فروع الشركة هناك...

قضى صالح سنوات غربة بعيدا عن عائلته
و لكنه عاد منذ أسبوعين بعد أن صفح عنه جده
او بالأحرى إنتهت مدة عقوبته...

عاد من شروده ليجدها تحاول أن تتوقف عن
البكاء لكن دون فائدة.. ضحك بداخله باستهزاء
و هو يتفحص ملامحها البريئة و جسدها الصغير
بتعجب...أيعقل انها هي نفسها من جعلت أخاه
بكل قوته و جبروته يقع في عشقها قصد إستغلاله
لا و الاغرب من ذلك أن هذا حصل قبل سنوات
يعني كانت أصغر من الان.. تقريبا طفلة.....

...المسكينة كانت ترهق نفسها جزافا فإن كان صالح شيطان فمن أمامها هو شقيقه....هو تعمد عدم الإفصاح عن هويته حتى لا تقاومه أكثر فمن الواضح انها لو علمت الحقيقة فلن تتردد في إلقاء نفسها من السيارة...

نزل بكل برود بعد أن أوقف السيارة ثم
فتح باب السيارة الخلفي ليجذبها رغم معارضتها
و تشبثها بالمقعد و اخذ يجرها وراءه حتى وصلا
لمكتبه....

فتح الباب ليبتسم بسخرية عندما وجد شقيقه
يقف داخل المكتب و يبدو أنه كان ينتظر وصوله على أحر من الجمر ...دفع فريد يارا نحو صالح
الذي تلقفها قبل أن تسقط على الأرض لتشهق
هي بصوت عال و تصرخ بقوة تريد الهرب :
-ارجوك خرجني من هنا... متخليش الراجل داه
يقرب مني... ارجوك أنقذني منه داه بيهددني
..

كانت تتلوى بهستيريا في أحضان صالح الذي
كان يكبل على جسدها باحكام و هي تنظر لفريد
بتوسل لعله ينقذها :
-سيبني يا حيوان... انا بكرهك سيبني.....

ظلت يارا تصرخ بكل قوتها و هي تقاوم صالح
الذي كان يضغط على جسدها من الخلف بكل قوته حتى شعرت بعظامها تسحق و مع ذلك ظلت
تقاومه و هي تتوسل فريد و تستعطفه بكل الطرق
حتى يساعدها لكنها توقفت في الاخير مستسلمة
و هي ترى فريد يغادر المكتب بكل برود لتنهار
و يرتخي جسدها و هي مازلت تردد بضعف وبكاء:
-سيبني.... ارجوك.. انا معملتش حاجة...حرام
عليك اللي بتعمله فيا...مفيش في قلبك رحمة...
انا بكرهك مش عاوزاك.... إنت شيطان...

تركها صالح لتسقط على الأرض ليرمقها بوجه
متجهم و هو ينفض ملابسه رامقا إياها باشمئزاز....

طوال الوقت كان صامتا ينتظر نوبة الفزع التي
إنتابتها فور رؤيته...جلس على الكرسي يرمقها
بغضب مميت و هو يتوعد لها بداخله فطبعا
هو لن يمرر لها فعلتها هذه بل سيجعلها تتمنى
الموت....

تكلم بصوت هادئ مرعب جعل الدماء تجف داخل
عروقها من شدة الخوف...

-هو انا لسه عملت فيكي حاجة...كل اللي شفتيه
لحد دلوقتي ميجيش حاجة جنب اللي جاي....
يلا قومي عشان الضابط زمانه خليه يكمل شغله...

رمقته بنظرات يائسة كسجين ينظر لجلاده
ليصرخ فيها مجددا بصوت عال :"قلتك إتزفتي
قومي من مكانك...

لم يترك لها حتى مجالا لتستوعب ما قاله ليتوجه
نحوها وبكل حقد وغل جذب شعرها ليرفعها قليلا
و يهوي على خدها بصفعة قوية تردد صداها
في كامل المكتب تزامنا مع تعالي صرخات
يارا المنتفظة...

صرخ صالح و قد تملكه جنون تام :
-بقى بتستغفليني يا ك------ انا صالح عزالدين
على آخر الزمن واحدة ---- زيك تعلم عليا
عاوزة تعيدي اللي عملتيه فيا زمان....و الله
لخليكي تندمي على كل اللي عملتيه يا قذرة
يا زبالة...

رماها على الأرض ليصطدم جبينها بالأرض
و تصرخ يارا بألم..في تلك اللحظة إندفع
فريد داخل المكتب ليبعد صالح الذي تحول
إلى وحش كاسر...و لو لا قوته البدنية لما إستطاع حتى تحريكه إنشا واحدا...دفعه بصعوبة إلى
آخر ركن في المكتب و هو يصرخ بدوره بجنون
-إنت إتجننت يالا عاوز تلبسني مصيبة... إنت
ناسي مين دي؟؟

صالح بصراخ و هو يرمق يارا المرمية على الأرض
بنظرات مشمئزة :"حتكون مين يعني.. دي -----
بنت -----

فريد محاولا تهدئته :
-طب إهدى مينفعش الفضايح دي هنا في الاسم
يلا خذها و إمشي من هنا....

دفعه صالح بعد أن إستطاع التخلص منه قائلا
بغل :
-مش حمشي من هنا....غير لما آخذ حقي من الحقيرة دي و اربيها... مش صالح عزالدين اللي تعلم عليه
حتة عيلة زبالة...

تأفف فريد و هو يشعر بصداع في رأسه
ليسير نحو مكتبه قائلا بهدوء:
-طب و إبه المطلوب يا صالح بيه....

إنحنى الاخر ليمسك يارا بعنف ثم رفعها بخفة
و رماها على الكرسي مجيبا إياه :
-عاوز اقدم فيها بلاغ...سرقة ".

فريد بجهل :
-يا إبني إنت حتكذب الكذبة و تصدقها... سرقة
إيه اللي بتتكلم عنها؟؟ صالح إرجع لعقلك و بلاش
تهور....

صالح بكل ثقة و هي يجلس مقابلا ليارا التي
كانت في حالة يرثى لها :
-و مين قالك إني بهزر... البنت دي فعلا سرقتني
سرقت خاتم ألماس من فيلتي....و كانت عاوزة
تهرب ".

فريد بذهول :
-صالح... انا و سيف تعاهدنا من خمس سنين ووعدناك إننا نساعدك لما جدي طردك من القصر
و اظن إن إحنا مقصرناش معاك في حاجة و إنت عارف إحنا عملنا إيه عشانك طول المدة دي بس
لحد كده و كفاية.....

صالح بحدة :
-فريد باشا... اظن إن أنا حقي كمواطن تعرض
للسرقة إنني اقدم بلاغ...يعني انا لا بهزر و لا بلعب
و لا جاي هنا عشان أتسلى أو أضيعلك وقتك..
انا بتكلم بجد و عندي أدلة و شهود كمان...البنت
دي كانت بتشتغل خدامة عندي... في فيلتي ب---
(مكان الفيلا) سرقت خاتم ألماس من اوضتي
و إختفت.. الحادثة دي وقعت من يومين و كانت عاوزة تهرب و أظن إن حضرتك بنفسك اللي
جايبها من المطار....

حدق فيه فريد بعدم تصديق قبل أن يشير له الاخر
نحو يارا مكملا بنفس النبرة :
-لو مش مصدقني إسألها...و إلا أقلك ثواني...

أخرج هاتفه ليكلم شخصا ما آمرا إياه بالحضور
حالا و ماهي إلا دقائق قليلة حتى دلفت
مروى بخطى مرتبكة أشار نحوها صالح قائلا
-دي اللي ساعدتها عشان تهرب..

إلتفتت يارا لتشهق بصدمة عندما وجدت صديقتها
مروى هي أيضا لم تكن في حالة أفضل منها
فقبل أن تأتي لهنا كانت قد أخذت نصيبها
من غضب صالح...

هتفت يارا و هي تقف من مكانها :
-مروى..... إنت إيه اللي جابك هنا...

خفضت مروى بصرها متحاشية النظر لها
ليتحدث صالح بدلا منها :
-مفاجأة مش كده..متقلقيش في مفاجآت أجمد
من كده مستنياكي..
حول بصره نحو فريد الذي كان يتابعهم بملل
قائلا :
-إيه يا باشا... مستني إيه؟

في قصر عزالدين....

نزلت سيلين الدرج بحثا عن جدها بعد أن قررت
ليلة البارحة أنها ستحاول التحدث معه لمساعدة
سيف...نظرت وراءها بعد أن سمعت صوتا ما يناديها لتتفاجئ بشاب وسيم ذو بشرة بيضاء و عيون
بنية...

آدم بابتسامة جذابة :
-صياح الخير يا آنسة سيلين....

سيلين بتوتر فهي لم ترتاح لنظراته المتفحصة لها :
-صباح الخير....

إستدارت لتكمل طريقها لكنه أوقفها من جديد
قائلا بلهجة مهذبة :
-انا آدم إبن عمك.. بصراحة إحنا كلنا تفاجأنا
من ظهورك إنت و طنط هدى فجأة بس بصراحة
انا إنبسطت جدا...

سيلين :
-شكرا ليكي...

لاحظ آدم تحفظها في الكلام معه ليشعر بالانزعاج
لكنه حافظ على هدوءه و هو يسير بجانبها لينزلا
الدرج سويا..

آدم :
-هو إنت بتدوري على حد معين.. على فكرة انا
ممكن أساعدك ".

سيلين :
-أيوا... انا عاوز جدو.....

آدم ب استغراب :. - جدو؟؟ طيب و عاوزاه ليه؟؟

سيلين :
-عاوز أتكلم معاه.. هو ينفع؟؟

جذبها آدم معه بلطف نحو الحديقة بعيدا
عن الأعين بعد أن تيقن مما تريده...
آدم :
-على فكرة اللي بتفكري فيه داه لا يمكن يحصل
جدي لو شافك حيطردك فورا و مش حتلحقي تتكلمي معاه كلمتين... أعذريني في اللي انا حقولهولك بس هو للأسف مش شايفك قدامه
غير طنط هدى اللي عصته زمان و هربت مع
عشيقها....أنصحك بلاش تتواجهي معاه لأي
سبب عشان حتندمي إنت متعرفهوش.....

سيلين بحزن فآدم يؤكد لها كلام سيف و إنجي
-بس أنا لازم يتكلم معاه.. انا عاوز اساعد سيف
مش ينفع أعد اشوفه كده.... مستقبل بتاعه يتدمر
و جدو طرده من قصر هنا... و من شغله ".

آدم و هو يخفي فرحته بهذا الخبر ليسألها بلهفة
: جدو طرد سيف من القصر و الشركة... إنت متأكدة
مين اللي قالك جدي؟؟ ".

سيلين عن حسن نية و لم تكن تعرف ما يخطط
له هذا الثعبان الذي أمامها :
- سيف قالي و هو حيروح من هنا و انا حيروح
معاه للفيلا عشان جدو طرده... أنا لازم اتكلم مع
جدو خلاص انا حيرجع لألمانيا.... انا عاوز يساعد سيف هو مش حيبقى عنده فلوس ".

تلاشت فرحة آدم و هو يجيبها باستهزاء :
-إنت عبيطة يا بنتي...سيف مين اللي تساعديه
داه بيملك نص أملاك عزالدين... عارفة يعنى
إيه؟ انا حوضحلك عشان الظاهر إنك مخدوعة
فيه.... سيف داه ملياردير ثروته تغطي ديون
دول بحالها...محدش عارف حجمها بالضبط
غير هو بنفسه.... داه غير ورثه من ثروة جدي
اللي هي النص... و يكون في علمك إن هو الوحيد
اللي يقدر يوقف في وش صالح عزالدين مهران
جدنا....

حدجته بنظرات تائهة قبل أن تهتف بخفوت :انا
مش فاهم حاجة ".

تلتف آدم حوله قبل أن يشير لها أمامه ليتجها
نحو كرسي خشبي طويل تحت أحد أشجار الحديقة
دعاها للجلوس ثم جلس بجانبها ليبدأ في الشرح لها
بايحاز خوفا من أن يقاطع حديثهما أي شخص
خاصة سيف
- بصي بقى يا ستي..جدو عزالدين عنده ثلاث اولاد
و بنت... اللي هوما طنط هدى و بابا كامل و عمو
أمين و عمو شريف الله يرحمه والد سيف...
من حوالي خمس سنين او أكثر جدو قرر إنه يوزع
ثروته على أولاده...فكتب نصها باسم سيف و النص
الثاني لبابا و عمي أمين....
جدو عنده شركات كثيرة و اراضي و عقارات... يعنى
يعتبر من أغنى أغنياء البلد... بس كل ثروته
دي متجيش نقطة من أملاك سيف...في الاول كان
فاتح مكتب محاماة بس بعدين لما جدو كتبله
نص الثروة باسمه...ساب المحاماة و مسك الشركات
و سنة بعد سنة بدأ يكبرها لغاية ما ثروته تضاعفت
عشرات المرات في وقت قياسي...يعني ببساطة
حتى لو جدي طرده و داه طبعا مستحيل فآخر
حاجة خيفكر فيها سيف هي الفلوس...انا مش
فاهم هو ليه مفهمك إنه فقير و ماحيلتوش غير
مرتبه.....

تابع بنظرات خبيثة ردة فعلها المفاجأة من حديثه
ليعلم أن سيف يخطط لأمر ما لكنه لم يعلم بعد
ما هو ليسألها :
-هو إنت إيه علاقتك بسيف؟ اقصد عرفتيه إزاي؟؟

سيلين بشرود و هي مازالت تفكر في كلام آدم
: سيف... ساعدني في عملية ماما... إدتني فلوس
عشان كده انا عاوز يساعده ".

آدم و هو يقطب جبينه :
-بس؟؟؟

تجاهلته سيلين و هي تقف من مكانها بعد أن
أقنعت نفسها بعدم تصديقه...فهو بالنسبة لها غريب
قرأ آدم تعابير وجهها الدالة على عدم إقتناعها
ليهتف من جديد محاولا زرع بذور الشك داخلها
:لو مش مصدقاني إسألي أي حد في القصر و هو
حيجاوبك.... صدقيني انا مقدر مشاعرك ناحيته
و إنك بتثقي فيه بس أنصحك بلاش...سيف مش
زي ما إنت متخيلاه...إنت عارفه بيسموه إيه "الشبح"
عشان قدرته الغريبة في إنه يتلاعب بأي شخص
قدامه زي ماهو عاوز...بيخليه يفكر فيه بالشكل اللي
هو عاوزه...و الظاهر إن إنت كمان ضحية من ضحاياه
ضحك قليلا ثم تابع...
أصله شاطر أوي في الخداع...كل اللي يشوفه بيفتكره ملاك نازل من السماء بس هو في الحقيقة شيطان...انا على فكرة معنديش أي مصلحة من إني
أحذرك منه و انبهك عشان متصدقيش كل حاجة
بيعملها عشانك...

برقت عيناه بخبث و هو يهمس لها بتحريض :
-طب مسألتيش نفسك هو بيساعدك ليه؟؟يعني
هدوم و شنط بملايين... ليه يا ترى؟ هو صحيح
إبن عمك و من واجبه إنه يساعدك بس مش بالشكل
داه.. فخلي بالك حيبجي يوم و يطالبك بمقابل....
فياترى حتقدري تسددي؟؟؟

جحظت عيناها بعد أن فهمت مقصده ليستأذن
آدم بلباقة مزيفة و هو يخفي إبتسامته الخبيثة
المعلنة عن إنتصاره...تاركا سيرين تغرق في دوامة
من الضياع ليس لها نهاية... هي في الأصل كانت
تنتابها بعض الشكوك حول تصرفات سيف معها
خاصة أنه في كثير من الأحيان يتجاوز مساحتها
الخاصة و يتعمد لمسها بلا مبرر...

إهتز جسدها بفزع على صوت أروى التي فاجأتها
من الخلف صارخة في أذنها :
-صباح القشطة يا خواجة....

سيلين و هي تضع يدها فوق قلبها :
-صباح الخير...

اروي بمرح :
-خضيتك صح... سوري بس أنا لقيتك سرحانة
قلت أفيقك...

إبتسمت لها سيلين بلطف و هي تعيد خصلات
شعرها وراء أذنها لتهتف أروى و هي ترمش بعينيها:
-يا لهوي على الرقة...مش زي الغفر اللي جوا...عنده
حق اللي إسمه سيف داه يتجنن عليكي...

قطبت سيلين حاحبيها عندما سمعت إسم سيف
فهي طبعا لم تفهم كلام أروى كله لتهتف :
-ماله.. سيف ؟هو كويس؟؟

أروى و قد ظنت أن سيلين معجبة بسيف و تحبه
-كويس يا حبيبتي.. تعالي ندخل جوا قبل ما الحب يولع في الجنينة...

سحبتها معها لتلتقيا بانجي في مدخل الفيلا... و التي
إبتسمت حالما رأت سيلين :
صباح الخير يا سولي...

سيلين :
-صباح الخير يا إنجي...

إنجي بمرح : _على فكرة انا سايبة أبيه سيف
جوا بيدور عليكي...الظاهر إنك وحشتيه....

ضحكت و هي تضغط على خدها بمداعبة لتبعد
سيلين رأسها و هي ترمقها بعدم رضا على ما قالته
لتهتف إنجي من جديد :
-لالا كله إلا زعلك يا جميل.... يلا استأذن انا بقى
عشان ورايا محاضرات مهمة.....

ارسلت لهما قبلة طائرة قبل أن تهرول بفرح
نحو السائق الذي أمره سيف بايصالها... دلفت
للسيارة و هي تتذكر حوارها منذ قليل مع سيف
الذي إتفق معها على إقناع سيلين بالزواج منه
مقابل سيارة جديدة من إختيارها و كذلك مبلغا
كبيرا من المال...
تمتمت بداخلها و قد لمعت عيناها بفرح :
- 200 الف جنيه...مبلغ مش بطال على الاقل
حقدر أتخلص من سي... هشام اللي عامل نفسه
وصي عليا.... ااااوف زهقت منه و من القصر التعيس داه كان عندها حق طنط هدى لما هربت "..

تعلقت أنظار سيف العاشقة بتلك البرتقالية
التي دلفت بهدوء من باب الفيلا غير واعية
بما أحدثته من صراع بين عقله و قلبه الذين
يحرضانه على خطفها الان و أخذها بعيدا عن
الجميع....رفعت رأسها لتجده يحدق فيها بابتسامة
و هو يسير نحوها... لم يستطع الانتظار حتى
تصل إليه... تركتها أروى التي قررت الصعود
للاطمئنان على لجين....

سيف :
-كنتي فين بقالي ساعة بدور عليكي...
سيلين بابتسامة متكلفة :
-كنت في الجنينة انا و أروى....

سيف و هو يلاحظ توترها :
-فطرتي و إلا لسه...

سيلين :
لا...أصلي صحيت متأخر و مش عاوز ياكل....

سيف بصرامة :
-مينفعش كده انا حخلي فاطمة تحضرلك الاكل....
سيلين باعتراض:مش عاوز....

سيف بتبرم:
-انا إمبارح قلتلك اول ما تصحي تكلميني...إنت
متعرفيش حد هنا غيري....

سيلين :لا انا يعرف إنجي و أروى.. و آدم....

سيف بغضب بعد أن سمع إسم آدم :
-آدم.. إنت شفتيه فين؟؟ و قلك إيه إنطقي؟؟؟

لم يشعر بنفسه إلا و هو يقبض على ذراعيها
الاثنتين و يجذبها نحوه و عيناه تشتعل غضبا
ليردد من جديد :
-قلتلك شفتيه فين الكلب داه؟؟

إنتفضت سيلين بخوف تريد الإفلات منه قائلة
بكذب :
-سيبي إيدي... انا شفته...إمبارح مع إنجي....

هتف سيف بهدوء بعد أن شعر أنها تخفي شيئا ما محذرا إياها و هو ينظر داخل عينيها :
-إياكي أشوفك بتتكلمي معاه...داه اول و آخر تنبيه
ليكي إنت هنا ملكيش غيري انا... و انا بس المسؤول
عنك فاهمة.. و دلوقتي روحي أوضتك عشان
تغيري هدومك حنطلع نفطر برا و كمان نزور
طنط هدى ".

تركها لتركض نحو الدرج و قلبها يخفق بقوة
و هي تفكر في كلام آدم الذي حذرها من سيف
الذي إكتشفت بعضا من ملامحه التي يخبئها وراء
قناع اللطف و الرقة....

نظر سيف في أثرها بغضب شديد و هو يلعن
نفسه على إنفلات أعصابه للمرة الثانية أمامها
ركل أحد الكراسي التي وجدها أمامه و هو يتذكر
ملامحها المصدومة و الخائفة...مرر يديه داخل خصلات شعره ليفكر في حل سريع لإصلاح ما أفسده....

يتبع ♥️♥️

اتمنى يعجبكم البارت
بالنسبة للناس اللي بتقول الأحداث بطيئة لا تنسوا
إن الرواية لسه في الأول
و متنسوش كمان تشوفوا رواياتي الثانية على صفحتي  الشيطان شاهين، و مجنونة في بلاد المستذئبين رواية مختلفة خالص على كل رواياتي
اتمنى تعجبكم و عاوزة اقول حاجة كمان و الله
و الله و الله بحاول إني متأخرش بس غصب عني
بلاقي نفسي بتأخر (فهتوا حاجة 😂😂)

بحبكم جدا 😂😂😂😜

Continue Reading

You'll Also Like

7.3M 359K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
5.2M 154K 104
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
5.5K 144 8
صحفيه متمردة .. عنيدة .. متهورة تعشق التحديات .. لا تخشى العقبات وهو مزيج من الغرور والكبرياء يكرة الصحافة ولا يعترف بها فماذا سيحدث عندما تتقابل...
4.2K 190 10
حواديت متنوعة بقلم/ نانسي أشرف ♥️