هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

By Yasminaaaziz

378K 9K 312

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الثامن الجزء الثاني

6K 145 3
By Yasminaaaziz

الفصل الثامن الجزء الثاني من رواية هوس من أول نظرة

ليلا تناول الجميع طعام العشاء بفتور كعادتهم
ثم توجه بعضهم نحو غرفهم كإنجي أروى التي أخذت لجين لتنام و البعض الاخر جلسوا في الصالون
لتبادل بعض الأحاديث المملة بينما إستأدن آدم
للخروج لمقابلة أحد أصدقائه لكنه في الحقيقة ذاهب
لشقته الخاصة التي يجتمع فيها كل ليلة بشلته الفاسدة للسهر و الاستمتاع بفعل المحرمات.....

داخل الشقة كان صديقيه عصام و مازن قد وصلوا قبله كالعادة للتحضير للسهرة حيث قاموا بجلب
بعض الا طعمة المتنوعة و المشروبات الكحولية ..... و طبعا بعض الفتيات من إحدى النوادي الليلة الشهيرة ....

جلس الجميع في صالة الشقة ذات الديكور العصري المجهزة بانوار خافتة مريحة للعين بينما تولي
عصام تحضير الجلسة...إنتهى من وضع مختلف الاطعمة و الفواكه الجافة و المقرمشات ثم بدأ
بترصيف زجاجات الخمر أمامهم كل حسب
نوع مشروبه الذي يفضله...

قطب مازن حاجبيه باستغراب بعد أن لاحظ
إن عصام قد أحضر عدة أصناف باهضة الثمن جدا ليقول معلقا بمرح :" داه إيه الدلع داه كله.... جايبلنا ال..... (إسم نوع كحول).... باين عليها حتبقى سهراية جامدة جديييي... رواية بقلمي ياسمين عزيز

عصام ضاحكا و هو يشير لإحدى الفتيات بالاقتراب منه :" خلينا ندلع شوية ماهو كله من جيبه....(يقصد آدم).

تكلمت إحدى الفتيات بضجر :"هو دومي تأخر ليه؟؟

عصام و هو يلوي شفتيه بسخرية :" وحشك دومي
قطة؟

مازن بضحك :"لا وحشها الكرباج(السوط) بتاعه...داه لسه معلم على جسمها ....

الفتاة بوقاحة :"عادي... على قلبي أحلى من العسل...

كان عصام سيجيبها لكن صوت الباب الذي فتح
قاطع حوارهم ليدخل آدم و هو ينادي عليهم :"ياعالم ياهو إنتوا فين؟

إندفعت نحوه تلك الفتاة لتحتضنه مقبلة شفتيه دون خجل ليحملها آدم بيد واحدة متجها نحو الصالون
رمى مفاتيح الشقة نحو مازن الذي إلتقفها بمهارة
ثم واصل طريقه للداخل قائلا :" استأذن انا بقى...
فاصل و نرجع بعدين....

ضحك الجميع بعد أن فهموا مقصده ليهتف
مازن بجرأة:" داي جاي مستعجل بقى..داه حتى
معملش التسخينات قبل الماتش....

عصام مقهقها:"متقلقش زمانه سجل goal و إلا إثنين".

قاطعهم آدم من الداخل صارخا :" شغل المزيكا يالا...

أمسك عصام بطنه من شدة الضحك و هو يشير
للفتاة الأخرى قائلا بصعوبة من بين صخكاته
:"قومي يا بت علي التلفزيون.. قبل ما نسمع صوت اللي جوا و هي..... بتاكل عسل...

ضحك الجميع على كلامه ثم أكملوا سهرتهم كالعادة....





في غرفة لجين.... فتح فريد باب الغرفة و إندفع
للداخل كثور هائج... باحثا عن أروى التي كانت تقف أمام الخزانة تنظم بعض الثياب....و من دون أي مقدمات هجم عليها ليجذبها من شعرها بعنف
لتصرخ هي بفزع و ألم محاولة دفعه عنها بكل قوتها....

جرها وراءه ليسير بها نحو غرفته... رماها على الأرض
و كأنها خرقة بالية لتصرخ أروى بألم بسبب إصطدام
ركبتيها بالارضية القاسية...

إتسعت عيناها برعب و هي لازالت لا تصدق ما يفعله هذا المجنون...إستندت على كيفها تحاول النهوض
و ما إن كادت تفعل حتى صرخت مرة أخرى
بألم اكبر عندما أمسك شعرها مرة أخرى حتى
اوقفها على قدميها أمامه...وضعت يديها على يده التي كانت تمزق خصلات شعرها دون رحمة و هو يرفعها
للأعلى قليلا حتى أصبح وجهها مقابلا لوجهه....

أغمضت عينيها بخوف و هي تشعر بأنفاسه اللاهثة من شدة سخطه تحرق وجنتها.... همس بصوت هادئ
كالموت :"إنت عاوزة توصلي لإيه؟؟ رواية بقلمي ياسمين عزيز

نفت برأسها و هي تشعر بفروة رأسها ستنقلع في يده في اي لحظة لكن ماعساها تفعل أمام هذا الوحش الهائج هي حتى لاتفهم مايريده منها و ما السبب الذي جعله يثور فجأة هكذا...

حاولت التكلم لكنها لم تستطيع حتى تحريك لسانها لتنهمر دموعها بعجز و هي تحدق بعينيه السوداوتين
التين تزدادان ظلاما مع كل ثانية تمر....

لم يأبه بنظراتها البريئة التي كانت تتوسله ان يرحمها ليتحدث من جديد بنبرة أعلى :"بقى رايحة تشتكي عليا لأمي...عاوزة تبقى مراتي بجد... عاوزة تقعدي
في الاوضة دي...

هتف بجنون و هو يبعدها قليلا عنها ليهوي على
خدها بصفعة قوية جعلت الأرض تدور من حولها
بينما شعرت بأنها فقدت حاسة سمعها...حتي انها
لم تستطع الصراخ بسبب لسانها الذي إنحسر بين
أسنانها ليمتلئ فمها بالدماء و تدمع عيناها من شدة الألم الذي كانت تشعر به.....

إرتخي جسدها باستسلام إستعدادا لمعانقة الأرض من جديد لكنها تفاجأت به يشدها إليه بقوة لتصطدم
بصدره الحجري الذي كاد يهشم وجهها لشدة صلابته ...و كأن هذا ما كان ينقصها حرفيا جسدها كان
مخدرا حتى أنها فقدت السيطرة عليه لتتركه في
قبضته المتوحشة يحركه كيفما يشاء...

فتحت عيناها على وسعهما بعد ان رماها على السرير
و هي تنظر له... كان يقف أمامها بهيأته المرعبة...
لقد كانت ندى محقة عندما أخبرتها انها تخاف منه
رمى قميصه جانبا ليتراءى لها جسده الضخم
الذي كان يحتوي على عدة وشوم زادت من شراسة
مظهره...

جاهدت أروى حتى لا يغمى عليها من شدة الخوف
الذي كان يحتل جميع كيانها حتى انها لم تعد تشعر
بآلام جسدها المحطم....

تراجعت للخلف و هي تنظر في جميع أنحاء الغرفة
علها تجد مخرجا لكن كيف لها أن تهرب و هذا الوحش أمامها... إنه أقوى منها بأضعاف و لن تستطيع حتى
أن تتجاوزه خطوة واحدة...صرخت و هي تراه يقترب
منها :"إنت حتعمل إيه؟؟ إوعى.... إوعى تقرب مني...
إبعدددد......

أجابها بسخرية :" مش داه اللي إنت عاوزاه...

أروى بصراخ :"قلتلك إبعد...انا معملتش حاجة....

غرس أصابعه الضخمة في وجنتيها حتى
شعرت أروى بالاختناق...كورت قبضتيها و بدأت
في لكم ذراعه ووجهه بيديها لكنها اسرع لتثبيت
يديها بيده الحرة قبل أن يدفع رأسها ليصطدم
بظهر السرير و هو يهدر بعنف :" إنطقي... إتكلمي
عاوزة توصلي لإيه بالضبط؟؟ مش بتسمعي
الكلام ليه؟ من أول ليلة ليكي هنا و انا فهمتك كويس
إنت هنا خدامة لبنتي و بس.... حصل و إلا محصلش؟؟ ردي....

همهت أروى بعجز و ألم و قبضة فريد تطحن
وجهها دون رحمة ليستأنف كلامه مرة أخرى
بحدة اكثر :" أمال رايحة لأمي تشتكيليها ليه...
إيه كنتي فاكرة إنها متعرفش و إلا... تكونيش
عاوزاها تقنعني... إنك تبقي مراتي .

همس لها بنبرة مخيفة لتتلوى اَروي بهستيريا
محاولة تخليص نفسها من براثنه....
أبعد كفه الذي كان يعتصر وجنتتيها ثم رفعه
عاليا ليهوى عليها بصفعة في نفس خدها
الذي صفعها عليه منذ قليل...لتسكن حركتها
بعد أن شعرت بتحطم عظمة وجنتها...علا
صوت صراخها و لكنها لم تستطع تحريك
رأسها و هي تراه ينحني برأسه ليبتلع
بقية صرختها في ق....... قاسية جعلتها تتذوق
طعم دمائها التي نزفت بسبب تمزق شفتيها...

توسع بؤبؤ عينيها بينما إمتدت يداه لتنزع
..... عنها ...لم تستطع فعل شيئ
سوى البكاء...في اليومين الماضيين ظنت انها
ستسطيع التمرد و تغييره رويدا رويدا لكن الآن
علمت أن ذلك مستحيل...

إنتفضت تتنفس الهواء بجنون بعد أن إبتعد عنها
لتسعل عدة مرات قبل أن تلفتت تبحث عن قميصها لترتديه لكنها وجدته ممزقا جذبته وضعته بعشوائية بيديها المرتعشتين فوق جسدها ثم إلتفتت للجهة الأخرى تريد المغادرة... لم
تعد تريد شرحا و لا تفسيرا كل ماتريده هو الخروج من هذه الغرفة التي كانت تكتم أنفاسها و تشعرها
باقتراب موتها....

ما إن وضعت رجلها على الأرضية حتى صرخت
بفزع بعد أن جذبها فريد مرة أخرى لتقع على السرير
:"رايحة فين ياروووووح أمك ... فاكرة دخول
الحمام زي خروجه لا...

صرخ فريد بصوت حاد و هو ينحني فوقها مضيفا
بوقاحة:" إيه يا قطة...خايفة مش داه اللي كنتي عاوزاه يلا وريني قدراتك...

غطت أروى وجهها بيديها و هي مستمرة في البكاء
و تشهق في كل مرة يتحدث فيها...

نزع يدها بقوة مكملا بشر :" لالا.. مش وقت كسوف
خالص يلا ياعروسة.. وريني إزاي هترضي جوزك....
قومي يلا ....

صرخ في آخر كلامه لتتنفض أروى بقوة على
إثر صرخته العالية متمتمة برعب :" و الله ماعملت
حاجة... انا مق... مقلتش حاجة... ل...

غصت بدموعها لتتوقف عن الحديث و...زاد إرتعاش
جسدها و دقات قلبها لا تتوقف عن التسارع رعبها يزداد مع كل دقيقة تمضيها معه و الضغط يزداد
على أعصابها بشدة .....

همس فريد
بنبرة هادئة عكس أنفاسه المتسارعة:

- مش قادر عارفة ليه.. عشان قرفان منك....طول عمري بقرف من الستات اللي بتعرض نفسها على الرجالة..

إقشعر جسدها من قسوة كلماته التي
ألقاها على مسامعها دون رحمة لتظل جامدة مكانها و كأن الزمن توقف من حولها حتى انها لم تشعر به و هو هو يبتعد عنها ليدخل إلى أحد الأبواب و إختفى
وراءه...افاقت على إغلاق الباب لترمش بعينيها
بفزع قبل أن تستند على يديها محاولة الوقوف...

صرخت بوهن بعد أن فشلت في تحريك ساقيها
كل جسدها محطم بسبب صفعاته العنيفة الان أيقنت أن الضرب الذي كانت تتلاقاه من والدتها لا يقارن
بصفعة واحدة من كفه الضخم...

في الداخل....

حدق فريد في ملامح وجهه الغاضبة في بقايا المرآة
التي هشمها فور دخوله و كأنه ينفس عن غضبه فيها...
لعن نفسه مئات المرات و على جسده الخائن
الذي أراد الحصول عليها بتلك الطريقة....
لكنها هي السبب في ما حصل لها هكذا بدأ باقناع ضميره الذي بدأ يشعره بأنه شبيه أولئك المجرمين الذين كان يقابلهم في عمله....

كانت مغرية جدا جعلته يفقد صوابه في لحظات
شفتيها اللتان كانتا ترتعشان من شدة خوفها.. وجهها
المحمر كحبات التوت التي تدعوه لأكلها و عيناها
الفاتنتان كانتا ساحرتان بشكل لا يوصف و كأن
دموعها أصبحت مصدر إغراء بالنسبة لرجل نسي
طعم النساء منذ سنين... كانت في غاية الروعة و الفتنة ألهبت قلبه جعلت مشاعره التي جاهد
لدفنها بعد وفاة زوجته الأولى تعلن عن تمردها
من جديد هذا ما أثار جنونه حتى أنه نطق
بأشياء لم يكن يعنيها فقط أراد طمس تلك
الحقيقة التي بدأت تنبثق رويدا رويدا أمام عينيه
أهانها و ضربها فقط ليثبت لنفسه ان ما يشعر به
ليس سوى أوهام أو... مجرد رغبات و ليست بداية
حب،لا ينكر إعجابه بها الذي كان يزيد كل دقيقة
تمضيها هنا جمالها الباهر شخصيتها الواثقة و الطفولية في نفس الوقت حتى أنها كسبت حب
صغيرته في أقل من أسبوع...

ببساطة هو رجل قد حرم من طعم الحب باكرا و هي
أنثى فاتنة غير محرمة عليه ...

زفر بحنق و قد بدأت أنفاسه اللاهثة في الهدوء
رويدا رويدا... إنحنى ليفتح أحد الجوارير ليسحب منه علبة الاسعافات الأولية الخاصة به...أخذ بعض
المناديل ليضعها بعشوائية على يده التي كانت تنزف
ثم خرج...لم يستغرب عندما وجدها على هيئتها
المزرية التي تركها بها... تنحنح قليلا حتى يلفت
إنتباهها لكنها لم تلتفت له كانت فقط تبكي
و تشهق بهستيريا...

تقدم منها ليصعد فوق السرير بجانبها..فتح
العلبة ثم أخرج بعض القطن ثم سكب فوق
الكحول الطبية...مسح جانب شفتيها لتصرخ
أروى بألم و تزداد شهقاتها الباكية...

زفر بحنق و هو يرمي الزجاجة و القطن داخل
الصندوق ثم نزل من على السرير ليغادر الغرفة نحو
غرفة لجين...
تفقد الصغيرة ليجدها نائمة
كما تركها منذ قليل ثم إتجه نحو الخزانة ليبدأ
في تقليب محتوياتها...إختار أحد العباءات الواسعة
باللون الأزرق الداكن سهلة الارتداء حيث تغلق من الامام بأقفال كبيرة و معها حجابا بنفس اللون...

أغلق باب الغرفة بهدوء ثم عاد لأروى التي
كانت تسير ببطئ باتجاه الاريكة بعد أن تمكنت من
النزول من فوق السرير ...مدت يدها حتى تستند على ظهر
الاريكة لكنها تراجعت للوراء عندما وجدته أمامها
كانت تنظر له برعب كمن يرى وحشا أمامه...

سارت بخطوات مسرعة متعثرة كاتمة المها الحارق
الذي كان يجتاح كامل جسدها لتختطف منشفة مرمية
فوق أحد الكراسي لتضعها على جسدها بارتباك
و في كل لحظة ترفع رأسها قليلا لتختطف نظرة
سريعة نحوه لتتأكد من مكانه...
أكملت سيرها تريد الوصول لباب الجناح حتى
تخرج لكنه إعترض طريقها و هو يمد يده نحوها
ليعطيها العباءة و الحجاب قائلا :"إلبسي دول
عشان حاخدك المستشفى....

تراجعت للخلف بخطواتها و هي تشير برأسها
كعلامة رفض المسكينة لم تستطع حتى التحدث
من شدة قهرها...إنفجرت بالبكاء عندما إقترب منها يريد إلباسها العباءة بنفسه لتحاول دفعه رغم نفاذ
قوتها حتى صرخ في وجهها :" إثبتي
و متتحركيش عشان متأذيش نفسك أكثر من
كده...

تطلعت فيه باستهزاء و هي تجذب الفستان
بكل قوتها و ترميه على الأرض قبل أن تتحدث بنبرة شرسة رغم ضعف صوتها :" إبعد عني... متلمينيس عشان... انا كمان
بقرف منك...

بهت فريد من كلامها فرغم ضعفها إلا أنها نظرة
التحدي التي رآها في عينيها أخبرته انها ليست
كما يظنها...

رفعت سبابتها في وجهه و هي تكمل :" إوعى
تقرب مني... إنت فاهم و ملكش دعوة بيا خالص
كفاية اللي إنت عملته... اتمنى تكون إرتحت
و إنت شايفني بالمنظر داه....

أشارت نحو وجهها الذي كانت تغطيه الدماء
و شفاهها المجروحة و آثار أصابعه الذي طبعت على
خدها...
رمقها بجمود قبل أن يلتقط قميصه الذي رماه منذ قليل أحد الكراسي ليرتديه... سار بعدها إلى حيث
رمت العباءة لينحني و يأخذها ثم مدها نحوها هاتفا ببرود مستفز:"يلا إلبسي...

زفزت أروى الهواء بقوة لتتأوه بصوت مسموع
ب

سبب حركة شفتيها الخاطئة ليستغل فريد
إنشغالها و يلبسها الجلباب رغما عنها..كانت حركته
سريعة جدا حتى أن أروى لم تتفطن إليه عندما
إقترب منها...صرخت بألم عندما امسك بذراعها الثانية
ليدخل يد ها في كم الجلباب.... أغلق الازرار ثم
وضع الحجاب بعشوائية فوق رأسها لكنه حرص
على إخفاء جميع خصلات شعرها....

تبعته للخارج بصمت حتى ركبا السيارة متجهين
نحو إحدى المستشفيات الخاصة القريبة من القصر....

بعد أقل من ساعة إنتهت الطبيبة من فحص أروى
تحت نظرات فريد الذي أصر على التواجد معها
رغما عنها...إلتفت ملابس أروى لتساعدها في إرتدائها
و هي ترمقها بنظرات شفقة لكنها فوجئت به يضع
يده على الملابس قائلا : انا حساعدها... رواية بقلمي ياسمين عزيز

عادت نحو مكتبها لتبدأ في تدوين أسماء بعض الأدوية لها و هي تتحدث بعملية محاولة إخفاء
إنزعاجها بعد معرفتها بهوية هذا العملاق....

فعندما دخلت أروى منذ قليل للكشف
كانت تريد إخبار الشرطة فالتي أمامها حالة إعتداء واضحة لكنها فوجئت به يجلس بلامبالاة و يأمرها بفحصها دون إعتراض ثم رمى أمامها الكارت الخاص به كما أنها تلقت إتصالا من مدير المشفى بنفسه يحذرها بنبرة هادئة تخفي في طياتها تهديدا مبطنا بعدم تدخلها في الموضوع ..

الطبيبة بنبرة غير راضية :" انا حكتبلها على شوية مسكنات للألم و مراهم عشان تدهن بيها أماكن الكدمات...الحمد لله الاصابات سطحية و مفيش نزيف داخلي...

نظرت نحو أروى التي كانت تقف أمام المكتب
ترتب حجابها مضيفة بابتسامة مواسية :" داه الكارت بتاعي لو حسيتي بأي أعراض ثانية كلميني في أي وقت .... انا آسفة مقدرتش أعمل أكثر من كده....

أجابتها أروى و هي تمد يدها لأخذ البطاقة منها
مجيبة بصوت مبحوح :

- متشكرة اوي حضرتك ".

قلب فريد عينيه بملل ثم إنحنى ليأخذ الورقة التي تحتوى على أسماء الأدوية من فوق المكتب هاتفا بحدة :" و مش مطلوب منك تعملي أكثر من كده... يلا خلينا نمشي".

تقدم ليفتح لها الباب و هو يرسل شرارات حاقدة
لتلك الطبيبة التي كانت تنظر لزوجته المسكينة بأسف أغلق الباب وراءه بعنف ثم بدأ بالسير وراء أروى التي
كانت تمشي ببطئ شديد و تستند على الحائط... زفر
و هو ينحني ليحملها و يخرج من المستشفى...

لم تعترض على ما فعله لأن طاقتها كانت قد نفذت
حرك السيارة بسرعة معتدلة حتى وصلا للقصر
ليحملها ثانية و من حسن الحظ لم يعترضهم أي
أحد صعد بها نحو جناحه ليضعها على الفراش
قائلا بلهجة لا تقبل النقاش :
-من النهاردة حتنامي
هنا معايا في أوضتي و لجين هجبلها مربية....

قدم لها كوب الماء و قرص دواء مكملا :
- دورك كمربية إنتهى خلاص... دلوقتي هتبقي زوجة.

حركت أروى شفتيها باستهزاء دون أن تجيبه
و هي تعتدل في جلستها لتأخذ منه كوب
الماء قائلة بحقد :
- عمري ما حسامحك على
اللي إنت عملته.... اصلي للأسف انا إنسانة
حقودة و قلبي اسود و مبنساش بسهولة....

إبتسم لها بسخرية و هو يتناول منها كوب المياه
ليضعه مكانه هاتفا باستفزاز :مش مهم المهم إنك
حتبقي مراتي و داه كفاية.. بتحبيني بتكرهيني
مش هيفرق انا هعرف اتعامل معاكي كويس...

أروى :"هتضربني ثاني....

فريد و هو يقف من مكانه :
-لو حتبقي مطيعة اوعدك مش حضربك ثاني....

أروى بقهر :
-بس إنت ضربتني و انا مظلومة معملتش
حاجة... علي الاقل المجرمين اللي عندك مش بيتعاقبوا غير بعد ما تتأكدوا من جرايمهم.. و إلا
متعود على كده بتعاقب و بعدين تسمع .

بهت من كلامها حتى أن يده تجمدت على مقبض
باب مكتبه لتكمل أروى بنبرة واثقة رغم الضعف الذي
كان يتخللها:
- انا من يوم ماجيت هنا و انا كافية خيري
شري... رضيت بأي حاجة تتديهالي و قلت معلش
هو بردو زيي مكانش موافق على الجوازة دي مع
إنك راجل و كنت تقدر ترفض... عندك فلوس و تقدر
تطلع تعيش في بيت غير داه لو ابوك و امك طردوك
من البيت... راجل قوي و عندك مركزك حتقدر
تحمي نفسك و بنتك لو حد تعرضلك...كنت تقدر
توقف في وش أهلك و تقلهم انا مش صغير عشان
تقرروا حياتي زي ما إنتوا عاوزين و تغصبوني على
حاجة انا مش عاوزها... إنت معندكش اي عذر يخليك
توافق إنما أنا... كنت بتصبح بعلقة و بتمسى بعلقة
إتحرمت من كليتي و إتطردت من البيت يومين
و انا عايشة في الشارع...فضلت ليلتين و انا نايمة
للبرد قدام شقتنا بترجى ماما عشان تدخلني جوا
بس هي كانت بتطردني في كل مرة... كنت بجري
بيتخبى تحت سلالم العمارات خايفة لحد يتعرضلي
ببقى مرعوبة و انا بتخيل نفسي مقتولة و مرمية
في خرابة...انا ماما مرحمتنيش ابدا طردتني
بهدوم البيت.... شعري عريان من غير طرحة.. و نبهت على الجيران كلهم محدش يدخلني عشان إتهمتني إني بقابل حد من زمايلي في السر... و إنت عارف بقى الناس متصدق تسمع بفضيحة...رجعتلها ثالث يوم
و انا خلاص مبقتدش قادرة اقاوم قلتلها إني موافقة
و بعدها إنت عارف اللي حصل...رغم إنها امي بس انا
مش حسامحها عشان ظلمتني عشان هي السبب
في اللي حصلي الليلة دي...انا عملت كل اللي إنت
قلتلي عليه إهتميت ببنتك و عاملتها كأنها بنتي
بالظبط و مقصرتش معاها في حاجة... حرمتني
من كليتي و قلت عادي عنده حق مين حيهتم
بلوجي لو أنا رحت الكلية...قلتلي ما تقربيش ناحية
أوضتي... مقربتش... معملتش حاجة و مقلتش
لطنط سناء و متكلمتش معاها في أي حاجة
انا اصلا زي ما إنت قلت... خدامة عشان بنتك
بس معلش كله حيعدي الضربة اللي ما بتموتش
بتقوي... تصبح على خير.

ختمت كلامها و هي تجذب الغطاء لتغطي كامل
جسدها الذي كان يهتز دليلا على بكائها...أما فريد
فقد كان في عالم آخر لأول مرة يواجهه أحدهم
بالحقيقة التي كان يتجنبها طوال الوقت...تلك الفتاة الصغيرة كانت محقة في كل كلمة نطقت بها...
فهو ليرضي امه فقط قام بتدمير حياة فتاة مسكينة بل فتاة قوية قاومت لآخر ذرة
تحمّل تمتلكها... ألقى نظرة أخيرة نحوها قبل أن
يدلف غرفة مكتبه بذهن شارد.

في ألمانيا......

في مكتبه أنهى سيف مكالمته الهاتفية و على
ثغره إبتسامة خبيثة بعد أن أعلمه مساعده إيريك بأن كل تعليماته قد نفذت بالحرف الواحد ...
غدا صباحا عمته هدى
ستنتقل لمصر على متن الطائرة الطبية و معها
طاقم طبي كامل لمتابعة صحتها... تعمد إختيار
موعد إقلاع الطائرة في الصباح الباكر حتى
يفاجئ سيلين و بذلك ستظطر للرجوع معه
لمصر رغما عنها.. قهقه باستمتاع على خطته
البسيطة و هو يتخيل مظهرها المتفاجئ غدا....

طرق باب المكتب ليسمح للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوى كلاوس....
حياه ثم جلس مقابلا له ينتظر بقية تعليماته بصمت
فهذه هي طبيعة كلاوس قليل الكلام و لا يسأل
كثيرا سوى للضرورة و لا يعارض أوامر سيف كما
أنه لا يتدخل فيما لا يعنيه ينفذ الأوامر فقط
و الأهم من ذلك انه شخص غير فضولي
و وفي جدا و هذا ما جعل سيف يثق فيه ثقة
كبيرة حتى أنه يأمنه على أغلب أسراره....

راقب كلاوس سيده بصبر و هو يدير له شاشة
حاسوبه لتظهر أمامه صورة لإحدى الحقائب
النسائية الغريبة... عقد حاجبيه بعدم فهم
و هو ينقل بصره بين الصورة و بين مديره الذي
لم يمهله كثيرا ليتحدث مفسرا له :"دي شنطة
هيمالايا بركين من هرميس...دي تعتبر من أندر و أغلى
الشنط في العالم كله سعرها وصل لحوالي مليون
... دولار....


حرك كلاوس رأسه تعبيرا عن فهمه لكلام سيف
و هو يحاول بكل جهده إخفاء تعبيرات وجهه
الغير راضية عن هذه المعلومة لكن سيف قاطع
تفكيره قائلا :"انا عارف إنت بتفكر في إيه؟؟
فعلا إنت عندك ثمن الشنطة دي يجيب فلتين في أرقى مدينة في مصر....

قلب سيف شفتيه بانزعاج و هو يكمل :" بيقولوا
إنها مصنوعة بالايد و من جلد تمساح الألبينوا و فيها فصوص الماس كمان....عشان كده هي نادرة و غالية
هي شكلها يقرف بصراحة بس نقول إيه ذوق النسوان
أحيانا بيكون غريب اوي و مبيتفهمش.... المهم انا عاوز
الشنطة دي بكرة قبل المساء..عاوز اشوف ردة فعل
الست إلهام لما تشوفها في إيد سيلين ".

أومأ له كلاوس بالايجاب و هو مازال يحدق أمامه في هذه الحقيبة ذات الشكل القبيح بالنسبة له...
هب من مكانه قائلا بهدوء:" أي تعليمات ثانية ياسيف بيه؟؟

سيف و هو يتراجع بجسده على كرسيه :"لا.. تقدر تمشي دلوقتي...و متنساش الشنطة عاوزها بكرة".

كلاوس :"متقلقش بكرة إن شاء الله تكون عند حضرتك.. ".

أكمل كلامه ثم خرج مغلقا الباب ليبدأ منذ الان
في تنفيذ ما طلبه منه..


الساعة الثانية صباحا...في قصر عزالدين....

هبت إلهام فزعة من فوق اريكة الصالون التي غفت فوقها تنظر إبنها آدم الذي تأخر بسهرته في الخارج...
سمعت صوت الباب الخارجي يفتح لتهرول بخفة
تفتحه حتى لا يصدر صوتا همست بغضب و هي ترى مظهر آدم المزري :"ششش وطي صوتك جدك
حيفيق...

إنحنى آدم يلتقط مفاتيحه التي وقعت على الأرضية
ترنح قليلا ليستند على الباب و هو يتحدث بصوت
متثاقل لشدة سكره :" إيه.... يا ست الكل...جدو
مات...مات من زمان اوي...

شهق و هو يضع يده على فمه بغير وعي مكملا :"إنت واقفة ليه برا ياماما ... ادخلي... ممممم جدو العجوز الخرفان طردك ثاني.... صح.... أدخلي جوا الجو برد اوي برا.... جدو.... بس هو مات من زمان أوي....

شهق مرة أخرى لتجذبه إلهام للداخل متمتمة
بنبرة مشمئزة :"أدخل جوا ووطي صوتك....
إنت سكران و ريحتك تقرف..تعالى معايا
حطلعك اوضتك قبل ما جدك و ابوك يصحوا....

جذب آدم ذراعه من يدها لترنح حتى كاد يقع
و هو يهتف بتذمر:" تؤ... مش عاوز انام.... انا عاوز
أغني....

أسرعت إلهام لتضع يدها على فمه لتسكته قبل أن
يبدأ في الحديث من شديد قائلة بوشوشة :"
إخرس يا مجنون... حتوقعنا في مصيبة إتسند عليا
علشان اوصلك لفوق قبل ما ابوك يصحى...

آدم بهذيان :"اوووف بقى هو جدو و إلا ابوك اللي
يصحى...واحد و إلا إثنين و إلا ثلاثة... هي مالها
السلالم عالية كده ليه... تؤ القصر داه لازم يتهد
شكله وحش....

إلهام و هي تجاهد حتى لا يقع عليها بجسده الضخم :"
انا مش عارفة إمتى حتبطل الهباب اللي إنت
بتشربه داه...إنت حتضيع كل حاجة بسبب
إستهتارك داه....

ظلت توبخه حتى وصلت به لغرفته...رمته على
السرير و هي تجاهد لأخذ أنفاسها اللاهثة
نظرت نحوه لتجده قد غط في نوم عميق...ضغطت
على أسنانها بغضب ثم غادرت الغرفة و هي تتوعد
له غدا صباحا....

يتبع ❤️♥️❤️

الفصل اللي جاي حيبقى بداية الأحداث

Continue Reading

You'll Also Like

3.8M 57.3K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
129K 5.9K 18
نوفيلا بالمصرية العامية 🖤🎼 السرد : اللغة العربية الفصحي🖤🎼 عاندت معه فوقعت ف حبه لاحقاً 🖤 أطلق عليها أسم " أسطي المكانيكي " حتي يجعلها تشتعل بالغ...
26.2K 951 36
شدّ يده على خصلات شعرها وهمس في أذنها بهوس : _ انتي بتاعتي، مِلكي، انا أعمل فيكي اللى انا عاوزه، تعيطي وتفرحي بسببي انا بس مش بسبب حد تاني. حاولت فَك...
5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣