هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

By Yasminaaaziz

378K 9K 312

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الخامس

7.7K 190 17
By Yasminaaaziz

الفصل الخامس من رواية هوس من أول نظرة

شهقت يارا بصوت عال و هي تصارع لتتنفس
بعد أن سكب عليها صالح دلو ماء مثلج
مسحت وجهها بعنف و هي تشتمه بصوت عال
:"إنت اتجننت يا ....

صمتت و هي تتأوه بألم شديد بعد أن داس
على يدها الأخرى التي كانت تستند بها على
الأرضية...لتصرخ و هي تتوسله :" اااه ارجوك
إيدي حتتكسر....

حرر يدها من تحت حذائه و هو يرمي الدلو
من يده متوجها نحو كرسيه....لتمسح يارا
دموعها و هي تنظر حولها لتجد نفسها مرمية
على أرضية صالة الرياضة... بدأ جسدها في
الارتعاش بسبب برودة المكان و كذلك المياه
التي بللت ملابسها....

أدارت عيناها نحو صالح الذي كان يجلس
يراقبها بنظرات خالية من اي مشاعر...أشار
لها بأن تقترب منه.... حركت ساقيها بصعوبة
مستندة على يدها السليمة و هي تشتمه بداخلها
بابشع الأوصاف و الشتائم...روحها أصبحت بين يديه و يجب أن لا تعارضه على الاقل الان حتى تجد حلا
لتتخلص منه...

ضمت أصابع يدها المجروحة لصدرها و هي
تمسدها برفق لتقف أمامه ترمقه بنظرات كارهة و حاقدة تتمنى فقط لو تستطيع أن تقتله في هذه اللحظة حتى ينتهي كابوسها....

رأته يبتسم بسخرية و هو يدير نحوها
جهاز الحاسوب قائلا و هو يغمزها بوقاحة:" ابوكي طلع جامد اوي بصراحة الظاهر إنه زهق من ميرفت هانم بس عنده حق البنت حلوة برده و تستاهل انا
بفكر أباركله و بالمرة أبعثله هدية...و إلا اقلك
خليها بعدين...مش يمكن نتفق يا قطة...

هز رأسه لينظر لها جسدها كان يرتعش من شدة
البرد، تكاد تسقط على الأرض في اي لحظة
و وجهها شاحب اصفر لا يحتوي على قطرة
دماء واحدة.... عيناها محمرتان من شدة
البكاء و الإرهاق ليضيف بشماتة و هو يشير لها باصبعه باشمئزاز و قرف:"سبحان مغير الاحوال...
بقي إنت يارا عزمي البنت اللي كنت بحبها
زمان...مش مصدق انا كنت أعمى إزاي بس خلاص
كل حاجة حتتصلح و دلوقتي يلا نبتدي الشغل....

وقف من مكانه ليدور حولها قائلا :" اول حاجة
تغيري هدومك دي طبعا انا ميهونش عليا
تقعدي بيها طول اليوم...رواية بقلمي ياسمين عزيز

يارا بخفوت :" لا حنين...

امسكها من شعرها المبلل لتكتم يارا صرختها
بالرغم من انه كان يشدد قبضته عليها حتى
إنحنت للأسفل ليهدر بغضب:"المرة الجاية
حتقلي أدبك... لسانك حقصهولك فاهمة يا....
يا رباية الشوارع....

يارا بصراخ و هي تتخبط تحاول الفكاك منه
ضربته على ذراعه لكن عوض ان تؤلمه آلمت
نفسها بسبب عضلات ذراعه التي كانت في
صلابة الحديد او الأسمنت....

دفعها على الأرض لكنها تمالكت نفسها حتى
لا تسقط و هي تتنفس بقوة و تحارب حتى
لا تسقط دموعها أمامه...

عاد ليجلس على كرسيه ببرود و كأنه لم يفعل
شيئا و هو يكمل بنبرة واثقة :"حياتك و حياة
عيلتك كلها بقت في إيدي...أي غلطة منك
إنت اللي هتخسري....

صمت قليلا و هو يتفرس مظهرها المزري بابتسامة
متشفية قبل أن ينادي بصوت عال :" يا بهية....
يا عنايات....

تفاجأت يارا بقدوم فتاتين ترتديان ملابس
سوداء و بيضاء خاصة بالخدم...لم تكن تعلم
بوجود اي بشر هنا سوى الحراس المخيفين...

صالح بلهجة آمرة :" دي زميلتكم الجديدة
يارا حتبتدي النهاردة شغل معاكم... إديها
هدوم جديدة و عرفيها الشغل...

يارا بصراخ :" إنت تجننت عاوزني أشتغل خدامة
عندك....انا يارا عزمي أشتغل عند واحد زيك...

اشار صالح للفتاتين أن تذهبا ثم إلتفت نحو
يارا ليقف من مكانه أمامها مباشرة...نظر نحوها
و عيناه تطلق غضبا جحيميا ودت يارا في تلك اللحظة ان تختفي من امامه...

كانت ستتحرك لتفر بجلدها لكنه بحركة سريعة سحبها نحوه لترتطم بصدره الصخري شهقت بصوت عال من هول المفاجأة...احست بأن ذراعها سينكسر
من شدة ضغطه عليها لكنها لم تستطع حتى تحريك
حتى إصبعها اغمضت عيناها برهبة و هي تستمع
لانفجاره حيث صرخ في أذنها بنبرة محذرة جعلها ترتعد و رغم المها و رعبها إلا انها أقسمت انه لو لم يكن
ممسكا بها لكانت وقعت على الأرض....

:"آخر مرة.... آخر مرة تعلي صوتك و إلا تعارضي
أوامري....المرة الجاية أقسم بالله ححاسبك
و إنت عارفة انا ممكن اعمل إيه... و إلا نسيتي
صورك...ضغطة زر واحدة من صباعي و حخليكي
أشهر..... في مصر و العالم كله حخلي الناس
كلها تتفرج و تتمتع و هي بتتفرج على
جسمك...رواية بقلمي ياسمين عزيز

ترك ذراعها و هو يسير نحو حاسوبه ليرفعه
قليلا موجها شاشته نحوها لترى يارا صورها
:"حتبقي مشهورة عالميا و مش بعيد تجيكي
عروض تمثلي....و إنت طبعا عندك خبرة
في التمثيل من أيام الجامعة...بس المرة دي
حتبقى عروض من المواقع.... إنت عارفاها بقى....
حتبقي مطلوبة بالاسم.... إغلطي غلطة كمان
و انا ححققلك أمنيتك مش إنت لوحدك
لا حيكون معاكي ابوكي المحترم و أهو حتبقوا
زملاء مع بعض.....

قهقه بسخرية لترمقه يارا بنظرات متقززة من حديثه لكنه تجاهلها و هو يشير لها بأن تنصرف :" يلا روحي إعملي اللي قلتلك عليه و فتحي دماغك كويس
عشان بكرة حتكوني هنا لوحدك....

غادرت من أمامه و هي تلعنه بصمت تاركة
لدموعها حرية النزول بعد كبت طويل...

في مكتب سيف عزالدين

:" هدى هانم لسه عايشة يا سيف بيه ".

هتف جاسر بينما اومأ له كلاوس يؤكد ما يقوله
ليقفز سيف من كرسيه مسرعا نحوهما و هو يقول
:" إنتوا متأكدين من الكلام داه؟؟

جاسر :" أيوا حضرتك و الملف داه فيه كل
المعلومات...هدي هانم دلوقتي في مستشفى
...... في برلين مستنية تعمل عملية قلب
بس للاسف لسه مدفعتش تكاليف العملية
إيريك هو و الرجالة دلوقتي في المستشفى مستنين أوامرحضرتك .....

امسك سيف الملف ليتفرس أوراقه بلهفة
ليتأكد من صحة الكلام الذي يقولانه...إرتمى
بجسده على إحدى الكراسي و هو يدقق في تلك
الملفات بكل تركيز و كأن حياته تعتمد على ذلك
دقائق قليلة قبل أن يرفع رأسه ببطئ بوجه جامد
خال من اي تعابير...

وضع الملف فوق المائدة أمامه قائلا بثبات:" خلي
ساهر يجهز الطيارة عشان حنسافر ألمانيا....
نظر نحو سيلين ليجدها تسترق النظر نحوهم
ليسترك قائلا :" و إلا أقلك خليها بكرة الصبح
الساعة ثمانية بالضبط.... جهزوا كل حاجة....

حركا راسيهما بإيجاب قبل أن يغادرا الغرفة
تاركين سيف غارقا في تفكيره يكاد يجن مما
إكتشفه للتو.... عاد بذاكرته إلى الوراء حين أخبرهم جدهم قبل سنوات أن عمتهم هدى توفيت هي
و زوجها في حادث سيارة ثم أمر الجميع
بنسيانها و عدم التحدث عنها مجددا....
يعلم أن جده قاسي القلب بل أحيانا يشك انه
لديه حجرا مكان قلبه...لكن لم يتوقع انه
سيكون لهذه الدرجة... كيف ترك إبنته وحيدة
كل هذه السنوات و مريضة لا تمتلك ثمن
الدواء يعلم انها أخطأت خطأ كبيرا عندما عارضت
قراره و هربت مع رجل آخر و يحق له معاقبتها
لكن ليس بتركها تموت دون إهتمام... كان
يستطيع معاقبتها بعدة طرق لكن ليس بهذه
البشاعة.... حكم عليها بالموت و امر عائلتها
بنسيانها و هي مازالت على قيد الحياة...

في تلك اللحظة كم تمنى أن يعود به الزمن
إلى الوراء قليلا... ماكان عليه أن يصدقه ماكان
عليه أن يترك حكاية عمته دون أن يتأكد
بنفسه منها....

مسح وجهه بتعب و رأسه يكاد ان ينفجر
من التفكير ليهتف بصوت خافت و هو يكاد
يعض اصابعه ندما:"إزاي حاجة زي دي تفوتني
إزاي...

إلتفت من جديد نحو الصغيرة ليبتسم متوقفا
عن جلد ذاته عندما رآها نائمة في مكانها تسند
رأسها على ذراعها التي وضعتها على يد الكرسي
وقف من مكانه ليسير نحوها و عيناه تتفرسان
وجهها البريئ و ملامحها الهادئة بحنان غريب
جلس على ركبتيه أمامها ليزيح خصلة شاردة
وقعت على عيناها وخدها... أمسكها بين اصابعه
ليضعها وراء أذنها قبل أن يقترب منها ليطبع
قبلة رقيقة على جبينها و قد اقسم في داخله
أنه سيعوضها على كل ما عانته طوال حياتها....
و سيحميها من الدنيا و من عائلته و سيقف أمام الجميع و أولهم جده...

وقف من مكانه ليعدل ثيابه بعد أن سمع طرقات
الباب... ليأمر الطارق بالدخول.. رواية بقلمي ياسمين
عزيز

نجلاء و هي تخفض رأسها ناظرة للارضية(السكرتيرة) :"الغدا وصل... حضرتك
تحب....

سيف مقاطعا :" وزعيه على الموظفين..
انا خارج دلوقتي لو في اي حاجة مستعجلة
خلي جاسر يكلمني....

أومات له بطاعة و هي تغلق الباب وراءها...
إلتفت لسيلين ليجدها قد إستيقظت تفرك
يديها بتوتر جلس بجانبها قائلا بنبرة لينة
:"خلينا نروح نتغدا دلوقتي و بعدين تنامي
عشان شكلك تعبانة من السفر... و بكرة
حنسافر عند طنط هدى...

إتسعت عيناها بدهشة و هي تنظر له لتتأكد
من جدية حديثه قائلة بابتسامة سعيدة
:" يعني.. إنت صدقتي انا مش بكذب....

قهقه عاليا على حديثها قبل أن يجيبها
بصعوبة :" ايوا صدقتك...يلا خلينا نمشي....

أخذ حقيبة يدها بينما أحاط كتفيها بيده
الأخرى مما جعل جسدها يتصلب لتحاول
الإبتعاد عنه...

فهم ما يدور بخلدها ليوقفها في مكانها أمامه
مقابلة له...أزاح يده من على كتفها ثم رفع
ذقنها ببطئ يتفرس وجهها المحمر و عيناها
المرتبكتان و هي تحاول النظر لأي مكان إلا وجهه
تحدث بجدية و هو يكاد يلتهم ملامحها الفاتنة
التي أسرته من أول لحظة :"عاوز أقلك حاجة
مهمة حاولي تفهميها كويس...رجوعك لمصر
مش حيكون سهل أبدا...حياتك كلها حتتقلب
مرة واحدة عشان كده لازم تتعودي من دلوقتي انا مش بخوفك بالعكس انا بقلك كده عشان تكوني
جاهزة لأي حاجة... و انا حكون معاكي و مش
حسيبك أبدا إنت أمانة طنط هدى من قبل ما تتولدي...

رفعت عيناها ترمقه بنظرات حائرة ليبتسم سيف
مكملا :"حييجي الوقت المناسب عشان تفهمي فيه
كل حاجة...على فكرة انا معنديش اخوات عشان كده حعتبرك أختي الصغيرة....إتفقنا".

نطق بكل هدوء و نعومة لتهز رأسها بموافقة
إبتسم و هو يحيط كتفيها بذراعه من جديد
يحثها على السير بحانبه و لا تسأل في تلك اللحظة
عن حالة سيلين حرفيا كانت في عالم آخر
لم تستطع السيطرة عن إرتجاف جسدها
بسبب ملامسته لها و عطره الجذاب تغلغل
داخل حواسها و شيئ ما بداخلها يطلب
منها أن تثق به و إن تتبع قلبها... قلبها الذي
رفع راية الاستسلام أمام هذا الوسيم الاسمر
الذي لم تتذكر لحد الان أين رأته من قبل...

فتح سيف باب المكتب ليجد أمامه كلاوس
ينتظره و الذي إستطاع ببراعة إخفاء دهشته
لتلك الصغيرة التي كان يحتضنها رئيسه...

عكس ناديا و نجلاء اللواتي تصنمتا في مكانهما
و كأن الزمن توقف بهما و هما يتأملان هذا المشهد
النادر أمامهما...سيف عزالدين لأول مرة في حياته
يحتضن في حياته إمرأة في العلن و ليست اي
إمرأة بل فتاة شبيهة بالباربي كما أسمتها ناديا
(السكرتيرة)...

فتح كلاوس باب المصعد ليدلف سيف و هو مازال
محاوطا لكتفي سيلين بتملك يرفض تركها و لو
للحظة رغم شعوره بانزعاجها...لحظات قليلة
و فتح باب المصعد من جديد لكن هذه المرة
وجدت نفسها في كاراج كبير خاص بالشركة
مليئ بالسيارات....
قادها نحو سيارته الفاخرة الrolls royce
لم تخف عنه عيناها اللتين لمعتا باعجاب
و دهشة و هي تتأمل هذه السيارة الفاخرة
فهي تعلم أن هذا النوع من السيارات باهض
جدا و لا يستطيع شرائها سوى فئة قليلة
من الناس و هم فاحشوا الثراء...

توقف ليفتح لها باب السيارة بعد أن أشار
للسائق بأن يركب إحدى سيارات الحرس
بأن سيتولى القيادة بنفسه..

أغلق الباب بهدوء ثم وضع حقيبتها فوق
ساقيها قبل أن ينتقل للجهة الأخرى
ليركب مكان السائق...بدأ في القيادة و سرب
من السيارات السوداء الصفحة إنطلق وراءه
ليتبعه...
نظر نحو سيلين التي كانت تتأمل الطريق
من وراء شباك السيارة ليتحدث قائلا :"
دلوقتي حنروح اللفيلا بتاعتي... انا عادة
عايش في قصر جدي لكن مش حقدر آخذك
هناك دلوقتي...

سيلين بارتباك :" ليه؟؟

سيف بتفسير :"عشان مش حابب اقعد
أجمع العيلة و افسرلهم إنت مين و جيتي
هنا ليه و الكلام داه كله عشان مش فاضي
حاليا....النهاردة حترتاحي عشان بكرة
حنسافر لطنط هدى و لما تعمل العملية
و نطمن عليها حنبقى نتكلم في الموضوع
داه... ".

أومأت له سيلين دون إهتمام بمعرفة التفاصيل
فحاليا لا تريد شيئا من الدنيا سوى شفاء والدتها
هي اصلا لم تكن تريد المجيئ إلى هنا أو التعرف
على أفراد عائلة والدتها و لذلك لم تهتم كثيرا
بقراره بل شعرت بالراحة فلماذا تشغل نفسها بمعرفة أشخاص لا تريد معرفتهم من الأساس....
.
و كأنه قرأ أفكارها ليقول :" على فكرة داه أحسن
ليكي إنت كمان عشان تريحي دماغك من الدوشة ....

كانت تلك آخر كلمة يقولها بقية الطريق...ليعم
الصمت السيارة... بعد دقائق كثيرة توقفت
السيارة أمام فيلا فخمة بطراز عصري باللونين
الأبيض و يتخللها بعض الرمادي من الأعلى تحيط
بها حديقة شاسعة تسر الناظر....

نزلت سيلين بعد أن فتح لها سيف الباب لتبتسم
بخجل و هو يمسك يدها الرقيقة بين كفه ليسير
بها إلى الداخل... صعدا عدة درجات قبل أن يدلفا
الفيلا و ينادي على إحدى العاملات التي حضرت
أمامه بسرعة :"اوامرك يا سيف باشا".

نظر نحو سيلين ليسألها :"تحبي تاكلي إيه؟؟

أجابته بارتباك و خجل :" عادي... أي حاجة... ".

سيف بتفكير :" طيب...زينات... لو سمحتي
حضري أكل خفيف بسرعة عشان جعان
جدا و لو مفيش خلي كلاوس يطلب لينا
سمك من مطعم....

زينات بطاعة :"حاضر يا باشا دقائق و الأكل
يكون جاهز...".

أكملت كلامها ثم غادرت...

سيف :" أصلي مش باجي هنا كثير عشان كده
مش عارف إذا كان طبخوا سمك النهاردة او لا...
طنط هدى زمان كانت بتحب السمك اوي
ففكرت إنك زيها...".

سيلين بابتسامة :"صح مامي بيحب سمك
جدا...".

سيف بحماس و كأنه عاد طفلا صغيرا :" تمام
دلوقتي تذوقي و قوليلي سمك ألمانيا أحلى
و إلا سمك مصر....

سار بها نحو الداخل لتتأمل سيلين الفيلا
بانبهار كانت فخمة جدا رغم أنها لاحظت
أنها ذات تصميم رجالي من خلال الأثاث
و الديكور

صعد بها الدرج ثم فتح باب غرفة في أول الرواق
ليحثها على الدخول...

لم تستطع إخفاء إعجابها من جمال الغرفة فهي
في حياتها كاملة لم تدخل مكانا بمثل هذه الفخامة
من قبل كانت الغرفة بناتية لديكور ابيض و بنفسجي
مع أحمر حقا مزيج رائع و مريح للعين...

إبتسم سيف للمرة العشرون هذا اليوم و هو يتأمل
وجهها بتمعن و كأنه لازال غير مصدق لوجودها حتى الآن قائلا بحنو :" أتمنى الأوضة تعجبك... دي
حتكون بتاعتك من النهاردة بس للاسف الدولاب
فاضي دقائق و حبعثلك شنطتك عشان تغيري
هدومك و اوعدك لما نرجع من ألمانيا حملالك الدولاب
هدوم على ذوقك....

حركت رأسها بالايجاب دون أن تجادله فهي
حقا آخر ما تريده حاليا التحدث خاصة
بعد رؤية السرير فهي حاليا لاتريد سوى الاستلقاء
عليه و النوم لمدة سنة من شدة تعبها ...

سيف و هو يغلق الباب وراءها:"غيري هدومك و إنزلي
بسرعة".

مشت سيلين نحو السرير لتجلس عليه و هي مازالت
تتأمل الغرفة حتى دق الباب لتدخل الخادمة و معها
حقيبتها وضعتها بجانبها قائلة:" تأمري بحاجة
ثانية يا هانم".

سيلين و هي تنظر نحوها باستغراب :"انا مش
إسمي هاني إسمي سيلين".

كتمت الخادمة ضحكتها خوفا من غضبها
فهي مازالت لاتعرفها و لا تعرف طبيعة شخصيتها
لتومئ لها بالايجاب و تغادر الغرفة... رواية بقلمي ياسمين عزيز.

أخذت سيلين شاور سريع و جففت شعرها ثم غيرت ملابسها لفستان صوفي قصير باللون الأزرق الداكن و إرتدت معه حذاء أبيض مسطح
ثم نزلت للأسفل وجدت خادمة أخرى تنتظرها
في أسفل الدرج لتخبرها ان سيف ينتظرها
على طاولة الطعام....

قادتها نحو غرفة واسعة لتجده يجلس على
طاولة كبيرة تكفى لعشرون شخصا ما إن رآها
حتى وقف من مكانه يتأملها باعجاب إستطاع
إخفاءه ببراعة ليقول :"تعالي اقعدي انا خليتهم
يجيبوا كذا نوع من السمك...".

بعدها جلسا يأكلان بهدوء حتى أنهت طعامها
لكن سيف في كل مرة يصر على أن تأكل المزيد
حتى شعرت بالتخمة :"خلاص مش قادر ياكل
اكثر من كده". تحدثت بأعتراض و هي تضع كفها على ثغرها...

سيف بضحك و هو يقرب كوب العصير من
شفتيها :" خلاص إشربي العصير داه و إطلعي
عشان تنامي....

إرتشفت قليلا ثم دفعت الكأس بيدها قائلة بمزاح
:" حاضر يا بابي ...

سيف :"خلاص إتفقنا انا بابي و إنت بنتي الصغيرة
عشان كده لازم تسمعي كلامي".

سيلين :"حاضر بس مش في الأكل بليز".

سيف بضحك و هو ينادي الخادمة حتى أتت
:" زينات خذي الهانم لأوضتها".

صعدت الدرج بسرعة ثم دخلت غرفتها لترتمي
على الفراش بعد أن نزعت حذاءها لتغط في نوم
عميق....

أما سيف فقد دخل مكتبه لينهي بعض الأعمال
المتعلقة به قبل موعد السفر....

في قصر صالح عزالدين.....

إنتهت أروى من تغيير ملابس الصغيرة و تسريح
شعرها القصير الناعم ثم قبلتها ووضعتها على
السجادة حتى تستطيع اللعب بحرية لتدخل
هي إلى الحمام.....

نظرت لجين حولها لتجد نفسها وحيدة
في الغرفة رمت لعبتها من يدها ثم خرجت من
الغرفة لتتجه نحو غرفة والدها...

حاولت الوصول لمقبض الباب لكنها لم تستطع
لقصر قامتها فجأة فتح الباب ليظهر من وراءه
فريد إبتسم عندما وجد صغيرته وراء الباب
ليحملها و يدخل بها للداخل....

قبلها بقوة و هو يدغدغها لتتعالي ضحكاتها
المرحة...

فريد :" مممم إيه الخدود الطعمة دي انا حاكلها
كلها دلوقتي...اصلا داه وقت الغدا....

وضعت الصغيرة يديها على خديها المكتنزتين
رافضة ان يأكلهما و هي تصرخ بمرح :" دو بتو
مامي....(دول بتوع مامي)....

فريد بمزاح'"طيب إديني انا داه (عض خدها الأيمن
و أشار للثاني) و داه خليه لمامي ".

حركت لجين رأسها برفض و هي تنبس ببراءة:" لا
خدو مامي (خدود مامي)...

مثل فريد الحزن ليقوس شفتيه متمتما بخفوت
:"إنت بتحبي مامي أكثر مني بقى.. ".

أجابته الصغيرة و هي تفتح ذراعيها :" بحب مامي أوى أوي أوي".
(بحب ماما أروى اوي أوي ".

فريد و هو يخفي إنزعاجه :" طب و أنا".

الطفلة ببراءة :" يا يا يا...مامي أوى ".

نفخ فريد بضيق ثم إستقام تاركا الصغيرة
ممدة فوق الأريكة سار نحو احد الرفوف ليفتحه
و يخرج علبة سجائره ليدخنها بانزعاج ثم عاد
و جلس بجانب لجين... نظر إليها قائلا :" يعني
حبيتيها في أربعة أيام...

لم تفهمه الصغيرة و ظلت تلعب بأطراف فستانها
حتى طرق باب الجناح.... فتحه فريد ليتفاجئ
بأروى تدخل بدون إستئذان تبحث عن لجين
هاتفة :" هي لوجي... مجاتش هنا....

أنهت جملتها لتهرول الصغيرة نحوها إنحنت أروى
لتحملها و تقبل عنقها قائلة بلوم:" كده يا لوجي
سبتك خمس دقائق عشان أستحمى...اطلع
ملاقيكيش... على الاقل كنتي قلتيلي....

إستند فريد على باب الغرفة يتأملها باعجاب
واضح بدءا من شعرها الأشقر المبلل و قطرات الماء
تتساقط على رقبتها ثم تختفي تحت برنس
الحمام الذي كانت ترتديه و كم وجد
صعوبة في التفريق بين بشرتها الوردية
و لونه المماثل لها...

خفض بصره نحو أقدامها الوردية الصغيرة التي
ذكرته بقدمي صغيرته لجين...نفث دخان
سيجارته بضيق و هو يطرد تلك الأفكار من
مخيلته ليجدها تحمل الصغيرة متجهة نحوه
تريد الخروج....

وقف أمامه بعد أن تحولت نظراته المعجبة
إلى أخرى مستهزءة خاصة بعد أن تذكر كلام
طفلته منذ قليل :"البنت متعلقة بيكي اوي...
برافو شاطرة في شغلك عشان كده حديكي
مرتبك مسبقا قبل نهاية الشهر...".

صرت أروى أسنانها بغضب مكبوت لتتشبث
بالصغيرة التي كانت تحملها و كأنها مصدر حمايتها
اومأت له بالايجاب دون أن تتكلم و هي تتسمر في
مكانها أمامه تنتظره حتى يبتعد عن الباب...

رفعت عيناها نحوه لتجده يمد لها ببطاقة
بنكية و هو يقول بغرور :" خدي...الكارت دي
فيها مرتب سنة... سحب نفسا من سيجارته
ثم نفثه على وجهها مكملا باستهزاء :" داه
طبعا لو فضلتي هنا... ".

حركت يدها أمامها لتزيح عنها الدخان و هي تجيبه
بحدة :" مينفعش تشرب سجاير لما تكون لجين
في الاوضة... دي لسه طفلة و داه خطر عليها... ".

فريد بسخرية :"حتخافي على بنتي اكثر مني؟
و إلا إنت نسيتي نفسك متعيشيش الدور أحسنلك".

رفعت أروى رأسها بتحدي لتأخذ الكارت من
يده و هي تجيبه :"لا عارفة إني هنا مجرد مربية
و صحة لوجي من أولى اهتماماتي...

بهت فريد من جرأتها فهو لم يتعود عليها هكذا
لذلك أراد إهانتها :"عشان كده ضيعتيها من شوية
و جيتي هنا عشان تدوري عليها رغم إني نبهت
عليكي إنك معتبيش باب اوضتي ....

أروى رغم شعورها بالإهانة من كلامه إلا أنها
قررت مواجهته:" انا دخلت آخذ شاور و سبت
لوجي تلعب مكنتش عارفة إنها حتطلع و بعدين
انا لما ملاقيتهاش عرفت إنها جات هنا عشان
هي متعودة تيجي لوحدها....

فريد و هو يطفئ سيجاره :" بس داه إهمال منك هي كان ممكن تنزل السلم وحدها و توقع... ".

أروى و هي تشدد من إحتضانها :" بعد الشر ربنا
ستر المرة دي بس انا حبقى اقفل باب الأوضة
بعد كدة و دلوقتي انا حنزل عشان اغديها اكيد
جاعت...".

فريد بسخرية :"حنشوف بس ثاني مرة
لو حصلت غلطة منك انا مش حعديهالك
إنت لسه مشفتيش وشي الثاني ".

تنهدت أروى بصوت عال و هي ترمقه بنظرات
حادة تعلم أنه يتعمد إهانتها و يحاول بكل جهده
خلق سبب حتى يذلها لكنها قررت أنها لن تترك
له الفرصة حتى يحقق غرضه... لذلك فضلت
الصمت ليس خوفا منه رغم أنها في الحقيقة
يرتعش جسدها كلما رأته أمامها....

إستاذنت منه مرة أخرى ثم توجهت نحو
غرفة الصغيرة و التي أصبحت غرفتها منذ
اول ليلة لها هنا... نشفت شعرها جيدا ثم
غيرت ملابسها ثم قررت النزول للأسفل....

وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول طاولة الطعام التي بترأسها الجد صالح عزالدين... في العادة
لايسمح لهم بالتخلف عن موعد الغداء لكن بسبب
الأعمال أصبح حضور وجبات الطعام إجباريا فقط
وقت الفطور و العشاء بالطبع سيف ليس ضمن
القائمة فهو لا يحترم كلام جده أو أي فرد من عائلته
سوى والدته....

جلست أروى في مكانها على طاولة الطعام و أجلست
لجين في كرسيها الخاص بجانبها بعد دقائق من الانتظار أتى فريد ليجلس بجانبها في مكانه المعتاد
ليشير لهم الجد ببدأ تناول الطعام بعد أن حضر
جميع الموجودين...فقط سيف و صالح هما من كانا مختفيان...

في تلك الفيلا البعيدة عن العمران.....

مسحت يارا دموعها بقهر للمرة العشرون في
تلك الساعات الطويلة التي أمضتها تنظف و ترتب
غرف الفيلا المليئة بالاتربة و الغبار
لعنت صالح في سرها لأنها متأكدة جيدا
انه تعمد إحضارها لهذه الفيلا المهجورة حتى
يعذبها بتنظيفها...

جلست على أحد الكراسي تمسد ساقيها
المتعبتين و هي تتأوه بألم :"ربنا ينتقم منك
يا وا... يا حقير... بقى انا يارا عزمي بنت المستشار
ماجد عزمي البس هدوم الخدامات و أنظف و أكنس
و الله لنتقم منك و أخليك.....

قاطعها دخوله المفاجئ من باب الغرفة لتكز على
أسنانها بقوة من شدة غضبها و كرهها له و كأنها
ترى شيطانا أمامها....

تجاهلته و هي تكمل تمسيد ساقيها لتستمع
لضحكاته المستهزءة و هو يقول :"سلامتك ياقطة
إيه تعبتي؟ تؤ تؤ داه لسه وراكي شغل كثير
و كمان من بكرة حتبقي تقومي بشغل الفيلا
لوحدك....".

رفعت يارا بصرها نحوه متحدثة بنبرة
ساخرة:"إنت اكيد بتهزر...انا مش عاوزة
اشوف وشك من النهاردة... كفاية اللي إنت
عملته فيا لحد دلوقتي أظن حققت إنتقامك
بزيادة ".

هز صالح حاجبه بتعجب منها قائلا :" إنتقامي
لسه مبدأش صدقيني لسه المشوار طويل
قدامك...و يلا قومي عندك شغل كثير
في المطبخ....".

يارا بنبرة لينة محاولة التخلص منه بجميع
الطرق :" صالح... لو سمحت كفاية انا و الله
تعبت و مش قادرة استحمل اكثر من كده
لو عاوز انا حعتذرلك قدام الدنيا كلها بس
كفاية إنتقا....

صالح بصراخ و قد إحمرت عيناه من شدة
الغضب :" صالح بيه... متنسيش نفسك يا
زبالة...و آخر مرة تتجرئي و تتكلمي معايا
بالشكل داه.. إنت هنا شغالة و انا صاحب البيت
و دلوقتي غوري على المطبخ و إياكي
ثاني مرة الاقيكي قاعدة و مهملة شغلك...

إختفى فجأة مثلما ظهر لتقف يارا من مكانها
و هي تنظر في أثره و عقلها لايكف عن البحث
عن طريقة للتخلص من هذه المصيبة التي
قلبت حياتها و سلبتها الراحة و الأمان....

مساء في فيلا سيف....

نظر سيف لساعته الفاخرة التي كانت تزين
معصم يده ليبتسم دون شعور منه عندما وجدها
الساعة السادسة مساء.... حسنا لازال الوقت
مبكرا قليلا لكنه سيقدم وقت العشاء حتى
يتسنى له رؤيتها....

قفز من كرسي مكتبه الذي كان يجلس عليه
منذ ساعات ليفتح باب مكتبه متجها نحو الأعلى...

وقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب عدة مرات
لكنها لم تجبه لكنه إستمر في طرق الباب و مناداتها
رغم تردده مخافة إزعاجها لكن نداء قلبه الذي
يرغب بشدة في رؤيتها و إشباع حواسه منها...

:"سيلين... يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت
ستة كفاية نوم... بقالك أربع ساعات نايمة....

في الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب
دون أن تفتح عينيها... كانت تستمع بأصوات
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا...

بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
قلقة بعض الشيئ :"إنت كويسة يا هانم...".

حركت سيلين جسدها لتتكئ على ظهر السرير
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها :"انا إسمي
سيلين و ايوا انا كويس".

زينات :"أصل الباشا مسيتنيكي برا عاوز
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة
بينادي عليكي من برا عشان تصحى".

سيلين و هي تعدل ملابسها :" خليه يدخل ".

فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون
أن يستمع لكلامها....جلس على حافة السرير
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
:" إنت كويسة... وشك أحمر.. أجيبلك الدكتورة ".

ضحكت سيلين و هي تضع يدها على كفه لتزيحها
بلطف قائلة:"انا كويسة...إهدي".

سيف و هو يتنفس الصعداء:"كنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي...
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك ".

سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها :"لا
انا كويس و الله... اغمضت عيناها بخجل
قبل أن تكمل :" انا نوم بتاعي ثقيل..

رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده نحو شفتيه ليقبلها
برقة ثم وقف من مكانه قائلا :" طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى...".

سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه
:" حاضر... ".

بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده يقف  أسفل
الدرج يتحدث في الهاتف...وقفت مكانها لتستند
على حافة الدرابزين لتتأمله...

كان في غاية الوسامة
جسد ضخم رياضي و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على
نصفه العلوي.... بشرة سمراء محببة و عينان
خضراوتان و شعر اسود جميل...

جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس...
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي تصارع المرض الآن...كيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها...

لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا
وحيدة مع والدتها جعلتها تعيد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر....

افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
:"سرحانة في إيه قوليلي....".

نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه :"و لا حاجة
كنت بفكر في مامي...".

مد يده نحوها لتمسكها فيجذبها نحو الاريكة
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن :"طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا... انا و إنت و هي و ماما ".

سيلين بطفولية :" إنت عندك مامي؟؟".

سيف بضحك :" انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه...

سيلين بعبوس :" بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش... و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية".

قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة.

توقف بصعوبة قائلا :" لا هي بتقلك يا هانم
بالميم.... مش هاني... لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك... ".

سيلين بجهل :" مش فاهم...

سيف باللغة الألمانية :" أقصد انها تعمل هنا و من
واجبها إحترام أصحاب المنزل... و لذلك تناديكي
هانم... فهمتي ".

اومأت له و هي تتمتم بتفكير :"يعني إنت
كمان تناديكي هانم....

سيف ضاحكا :" يا نهار اسود...داه إنت المصري
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكر...إنت
بهدلتي الدنيا... لا إنت تناديكي هانم عشان
آنسة حلوة و قمر... بس انا راجل فهي تناديني
باشا...

سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده : فهمت
يا باشا....

حاوط كتفيها بذراعه و هو يحثها على الوقوف
قائلا :"يا روح قلب الباشا إنت... يلا خلينا نقوم
عشان العشا جهز من بدري...".

سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه
و يضحك بخفوت.. لا يعلم مالذي حصل له هذا
اليوم حتى يصبح بهذه الحالة الغريبة...
لا يريد أن يفكر في أي شيئ سوى أن وجودها
بجانبه هذا اليوم جعل يومه مختلف جدا جدا.

يتبع ❤️♥️

Continue Reading

You'll Also Like

2.8K 70 5
فتاه يقع في حبها من اول لقاء لهما فما الذي سيحدث؟!
7.3K 513 18
چان: كيف سيعقبنا الله وانتي زوجتي. كانت كالصعقه لرقيه صُدمت كثيرا كيف انا زوجته هل كان يضحك عليها كل هذه المده! آذن والورق التي مضت عليه من اجل الع...
334K 26.9K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
26.2K 951 36
شدّ يده على خصلات شعرها وهمس في أذنها بهوس : _ انتي بتاعتي، مِلكي، انا أعمل فيكي اللى انا عاوزه، تعيطي وتفرحي بسببي انا بس مش بسبب حد تاني. حاولت فَك...