هوس من اول نظرة (الجزء الأول...

By Yasminaaaziz

355K 8.3K 291

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه... More

الفصل الثاني
الشخصيات
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن الجزء الثاني
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ملاحظة مهمة جدا
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء1)
الفصل السادس عشر (الجزء2)
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس و العشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن و العشرون
الفصل التاسع و العشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الأول (الجزء٢)
الفصل الثاني (الجزء٢)
الفصل الثالث(الجزء٢)
الفصل الرابع (الجزء٢)
الفصل الخامس(الجزء٢)
الفصل السادس (الجزء٢)
الفصل السابع (الجزء٢)
الفصل الثامن
الفصل التاسع (الجزء٢
الفصل العاشر (الجزء٢)
الفصل الحادي عشر(الحزء٢
الفصل الثاني عشر (الجزء٢)
الفصل الثالث عشر(الجزء٢)
الفصل الرابع عشر(الجزء٢
الفصل الخامس عشر(الجزء٢
الفصل السادس عشر (الجزء٢
الفصل السابع عشر(الجزء٢)
الفصل الثامن عشر(الجزء٢)
الفصل التاسع عشر(الفصل ٢)
الفصل العشرون (الجزء٢)
الفصل الواحد و العشرون
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث و العشرون (الجزء٢)
الفصل الرابع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الخامس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السادس و العشرون (الجزء٢)
الفصل السابع و العشرون (الجزء ٢)
الفصل الثامن و العشرون (الجزء ٢)
الفصل التاسع و العشرون (الجزء٢)
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثاني و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثالث و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الرابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الخامس و الثلاثون
الفصل السادس و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل السابع و الثلاثون (الجزء٢)
الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

الفصل الأول

22.6K 274 10
By Yasminaaaziz

الفصل الأول من رواية هوس من أول نظرة

ملاحظة هامة:الرواية باللهجة المصرية بس
الفصول الأولى حيكون فيها حوار باللغة العربية)
سيتم تنزيل بقية الفصول حال تعديلها

حكاية سيف و سيلين

قبل سبعة أشهر .....

في ألمانيا و تحديدا في العاصمة برلين حيث
تسكن بطلتنا مع والدتها في منزل صغير

نزلت سيلين الدرج بخطى متعبة و هي تفرك
عينيها بنعاس وجدت والدتها في المطبخ
تعد الفطورعادتها كل صباح قبلتها من وجنتها
ثم إتجهت نحو الثلاجة لتأخذ علبة النوتيلا
التي تعشقها و جلست على الطاولة تأكلها بنهم
مصدرة أصواتا تدل على تلذذها...

هدى(والدة سيلين) بتأنيب : ليه كده يا بنتي إنت مش حتبطلي عادتك دي...حيجيلك السكر إنت لسه صغيرة..

سيلين بالالمانية :"أحبها مام و لا استطيع
مقاومتها فأنا إستيقظ كل صباح من أجلها".

(😂معلش بقى انا معرفش و لا كلمة ألماني
و مش عارفة ليه إخترت إن البطلة تكون
في ألمانيا🇩🇪🇩🇪..غباوة بقى 🙊😂 المهم يلا نكمل و إعتبروني بتكلم ألماني)

هدى و هي تضع الأطباق على الطاولة :"بنت
كم مرة قلتلك تكلمي عربي في البيت...

هزت سيلين كتفيها بدون إهتمام و هي تلعق
بقايا الشوكولا العالقة في الملعقة :"مام إنت عارف
إني مش حلو في المصري....

هدى بضحك :"ماهو لو تبطلي تلعبي في المؤنث
و المذكر حتبقى تمام....

سيلين بضحك :" حاضر حبقى آخذ كورس
في اللغة العربي....

وقفت من مكانها و هي تغلق علبة النوتيلا قائلة :" أنا حطلع اغير هدومي لحسن حتأخر على الشغل...

هدى:" طيب ياحبيبتي حتلاقي الفطار جاهز....

سيلين بصوت عال و هي تصعد الدرج :" لاف يو مام....

هدى بتنهيدة يكسوها الألم :" ربنا يحميكي يا بنتي
و ينور طريقك و يقويكي على الهم اللي إنت
شايلاه من بدري...سامحيني يا بنتي سامحني يا بابا
يارتني سمعت كلامك مكنتش تعذبت في حياتي
بالشكل داه و لا كانت بنتي تبهدلت كده....

أفاقت من شرودها على صوت خطوات إبنتها
لتنتبه لها لتجدها قد غيرت ملابسها البيتي رواية بقلمي ياسمين عزيز بأخرى إستعدادا للذهاب للعمل كانت ترتدي بنطال جينز و شيميز زرقاء مخططة....

إنحنت على الطاولة لتأخذ قطعة بسكويت
من صنع والدتها قائلة:"أنا رايحة عاوز حاجة...

هدى و هي تمسح دموعها :" لا يا قلبي
سلامتك..

سيلين دون إنتباه لوالدتها :"خلي بالك من نفسك
و متعبيش نفسك كثير ححاول ارجع بدري و
حعمل كل شغل البيت متقلقيش و متنسيش
تاخذي الدوا في معاده...

هدى بايجاب :" متشغليش بالك انا حبقى
كويسة...

سيلين مودعة :" أراكي لاحقا...

بعد ساعة في إحدى المطاعم الراقية....

خرجت سيلين من الغرفة الخاصة بتبديل الملابس
و هي ترتدي اليونيفورم الخاصة بالعمل جيبة قصيرة
تحت الركبتين و قميص وردي فاتح و حذاء اسود مسطح ... إلتقت بزميلتها
آنا التي كانت تتمتم وتلعن بتذمر كعادتها...

سيلين بابتسامة و هي تكمل ضفيرة شعرها الأشقر
الطويل حتى لايعيقها عن العمل '"مابك يا بلهاء
تلعنين و تشتمين في كل صباح...

آنا بغضب :"... له ذلك المدير الأصلع اقسم
أنني سوف أفقد صوابي في يوم من الايام
و أقفز على ظهره العفن و أنتف الثلاثة شعرات
المتبقية في رأسه الذي يشبه البطريق المتشرد و أفقأ عينيه ثم أحرق جسده و ارميه في البحر حتى
تشبع القروش في لحمه المشوي مع انني لا أعتقد
انه سيعجبها طعمه...

سيلين و هي تنفجر من الضحك :"إنت غريبة
الاطوار آنا... خاصة عندما تغضبين في كل
يوم تبتكرين طريقة فريدة لقتل ديفيد المسكين....

آنا بشهقة :" مسكين... ذلك القبيح لقد خصم
راتبي اربع مرات هذا الشهر.. لأجل كوب قهوة
لعين ثمنه اربع دولارات...

سيلين :"آنا أرجوكي لا تبالغي ثمن تلك الاكواب
يتجاوز المائتي دولار و إنت في كل مرة توقعين
أحدها على الأرض بسبب إستهتارك....

آنا بتهكم:"لم أكن اعرف انك محامي السيد
ديف المجاني...انا لم أكسر الاكواب عن قصد
و هو يعلم ذلك لكنه في كل مرة يتعمد خصم
راتبي... لن احصل على شيئ آخر الشهر. بقلمي ياسمين عزيز صفحتي على الواتباد

سيلين و هي تحرك رأسها بيأس :" حسنا حاولي
التكلم معه هو ليس شريرا و سوف يسامحك
على الاقل هذه المرة...
ضيقت عينيها بتفكير قبل أن تكمل :" إسمعي
مارأيك بتعويض خسارتك بالعمل لساعات
إضافية... صدقيني انا لو لم تكن أمي مريضة
لكنت إشتغلت... لكنك تعلمين ظروفي....

آنا بفرحة :"يبدو حلا جيدا سوف أتكلم
معه بهذا الشأن...

قاطع حديثها صوت ميخائيل و هو رئيس
الموضفين في المطعم :"سيلين هيا...كفاكي
ثرثرة مع آنا لقد بدأ دوامك في العمل منذ
ستة دقائق.... لا تريدين ان يخصم راتبك
أنت أيضا....

لوت سيلين ثغرها بتهكم و هي تهمس
لآنا :" أضيفي هذا المزعج لقائمة قتلاكي
مع ديفد أرجوكي و انا من سينفذ....

ضحكت آنا قبل أن تعود أدراجها نحو مطبخ
المطعم اما سيلين فقد إتجهت نحو الطاولات
لتأخذ طلبات الزبائن....

مر الوقت مملا كالعادة حتى دقت الساعة
منتصف النهار عندها رأت سيلين ديفيد يخرج من
مكتبه و يغلق المطعم ثم من الداخل الذي كان
خاليا من الزبائن بطريقة غريبة مما آثار دهشة
آنا فهذا المطعم يكون دائما مليئا بالناس
من الطبقة الراقية....

أمسك ديفيد بكأس بلوري ثم نقر عليه بملعقة فضة
عدة مرات ليسترعي إنتباه العاملين الذين
إلتفوا حوله جميعا قائلا بعدها بفخر :" إسمعوني جميعا
اليوم في الساعة الثانية أي بعد ساعتين
سوف يستقبل مطعمنا وفدا مهما من رجال الأعمال
من روسيا... نحن محظوظون جدا لأن صديقي
إيان غابرييل رجل الأعمال المشهور.. أنتم تسمعون عنه طبعا.....إختار مطعمي ليمضي أحد أهم
صفقاته الضخمة و الناجحة.... المهم اريد منكم
ان يكون كل شيئ فوق مستوى المطلوب...
الشيف أليس يعلم بموضوع الوفد منذ البارحة
لذا هو مستعد جيدا...هيا الان إبدؤو بالتنظيف
و تنظيم المطعم من جديد لن نستقبل زبائن هذا
المساء ...

نادى على ميخائيل حتى يعطيه بقية التعليمات
بينما بقيت سيلين و آنا و فتيات أخريات يهمسن
بخفوت (ثرثرة بنات بقى) حتى أتى ميخائيل و عندها بدأ العمل....

بعد ساعتين كانت سيلين و ليزا (زميلتها) يجلسن
باعياء و تعب على كراسي داخل غرفة الثياب الخاصة بهن.....

ليزا :"يا إلهي لقد قمنا خلال هذه الساعتين
بعمل اسبوع كامل.. انا متعبة كيف سأكمل الثلاث
ساعات المتبقية لانتهاء الدوام...

سيلين بضحك :" لا تقلقي إنه ستة أشخاص فقط....

هزت ليزا رأسها باستنكار لتصيح فجأة :"ستة
أشخاص و أربعون قاردز... هل نسيتي....

سيلين :"اوووه غبية يا سيلين لقد نسيتهم
اقصد انهم سوف يأتون دفعة واحدة يعني أننا
سنقوم بعملنا لمرة فقط...

ليزا :" يجب أن نحذر من إن نخطئ أمامهم
فديفيد يقول انهم خطيرون... أخشى انهم
مافيا روسية اوووه يا إلهي انا خائفة..

قاطعتهم آنا :"هيا سيدة خائفة أنت و صديقتك
إلى العمل لقد حضر المدعوون...

سيلين :"مممم و أنت لماذا جلستي بدل مرافقتنا...

آنا بتذمر و هي تخلع حذائها متلمسة قدمها
بألم :"ذلك الأحمق ميخائيل أمرني بالبقاء هنا
حتى إنتهاء الدوام...قال انني سوف استبب
بكارثة و قد أوقع الطعام على أحد الضيوف..

ليزا :"معه حق أنت بلهاء لعينة آنا لقد أحرقت
تلك العجوز المسكينة منذ يومين عندما سكبت طبق
الحساء عليها...

آنا و هي تقفز من مكانها :"ليزا أيتها الصهباء
القبيحة... سوف انتف شعرك الاحمر إن لم تغربي
عن وجهي الان...

سيلين و هي تقف بينها و بين ليزا:"هاي كفا
عن الشجار... أحيانا أشعر انني في روضة... هيا
ليزا لنذهب قبل أن يأتي ميخائيل يوبخنا....

خرجتا من الغرفة ثم توجهتا نحو صالة المطعم لتشهقا بانبهار مما رآتاه خارجا من خلال زجاج الواجهة الخارجية....

عشرات من سيارات رباعية الدفع باللون الأسود
توقفت أمام المطعم لينزل منها عدة رجال ضخام
يرتدون نظارات سوداء و ايديهم تملأها وشوم
غريبة لتهمس ليزا في اذن سيلين :"أنظري ألم
اقل لك أنهم مافيا.....

سيلين :" شششش سيسمعونكي...اصمتي و دعينا
نشاهد....

دخل عدد كبير الحرس و هم يمشطون المكان بأعينهم الشبيه باعين الصقور يتفرسون بدقة المكان
حتى يطمئنوا من خلوه لأي خطر محتمل ...
ثم دخل بعدهم آخرون هو يحيطون بستة رجال
لم تستطع سيلين أن ترى وجوههم جيدا...

بعدها بدقائق بدأ الجميع بالعمل كخلية نحل
داخل المطبخ دخلت ليزا و هي تتنهد بحالمية
قائلة :"يا إلهي لقد خطف قلبي منذ اول نظرة
إنه رائع لم أرى رجلا في وسامته من قبل.....

سيلين و ديمتري(عامل في المطعم) بصوت واحد:"
من هو؟؟ ".

ليزا و هي تضع يدها على وجنتيها :" ذلك الاسمر
ذو العيون الخضراء يا إلهي إنه رائع...لقد قال لي
شكرا لك عندما إنتهيت من وضع الأطباق أمامه".

سيلين بسخرية:" أيتها الغبية إنه بالتأكيد زير
نساء و يريد الإيقاع بك...

ليزا :" سيلين ياوجه الضفدعة... رجل غني ووسيم مثله لن يحتاج تلك الأساليب الرخيصة حتى يوقع
بي.... يا إلهي يكفي ان يشير لي باصبعه
و انا مستعدة أن أكون معه في الفراش و لو لليلة
واحدة....

سيلين بتقزز:"يااع مقرفة...

ليزا بعدم إهتمام :"أسمري الوسيم أحلم بقبلة من
شفتيه الرائعتين....

ديميتري و هو يستدير ليعود لعمله :"اتركيها
سيلين...العا....ليزا مستعدة لتقبيل الشيطان
لو كان وسيما....

ليزا :" اصمت ديم... إنت تغار عزيزي لأنك
لست وسيما مثل أسمري..ياااه لو انكم رأيتموه....

سيلين بضحك :"لا نريد أن نجن مثلك عزيزتي".

دخلت عليهن آنا :" أنا جائعة هل هناك طعام....

ديمتري بسخرية :"اهلا بالمعاقبة لماذا اتيتي سيراكي
ميخائيل و يبخنا جميعا هيا أخرجي من هنا...

آنا و هي تستند على الطاولة الرخامية:"أصمت
أيها الشاذ و جهز لي طبقا من السلطة و شريحة
لحم أريدها نصف مطهوة....

ديمتري و هو يضع يده في خصره كالفتيات:" سيلين عزيزتي قولي لهذه البقرة التي تقف أمامك أن تغلق
فمها او سأرميها في تلك المقلاة العملاقة... حمقاء..

آنا و هي تزم شفتيها :"حسنا سوف احضر لنفسي....

ليزا بضيق :"آنا الاكولة اصمتي دعيني أحكي لهم
عن ذلك الروسي الوسيم... اووه يا إلهي أشك أن إله الجمال ذاك روسي...أنا أعتقد أن أصوله برازيلية او لا أعلم المهم أنه لا يشبه اولئك الحمر الروس.....

أتت آنا و جلست بجانبهم و في يدها طبق من السلطة و البطاطا المقلية :" أنت على حق رواية بقلمي ياسمين عزيز ذلك الوسيم ذو العيون الخضراء ليس روسيا إنه مصري...

الجميع بصوت واحد :" ماذا.... مصري..

أومأت آنا برأسها ثم تابعت أكلها غير آبهة
بتلك الأعين المترقبة لإكمال كلامها...لكزتها
ليزا بذراعها قائلة :"من أخبرك... هيا تكلمي
ديفيد قال أنه من روسيا...

آنا بسخرية و هي تلوك الطعام :"ذلك الاصلع
ألم أخبركم أنه معتوه.... إنه رجال أعمال أحدهم
صديقه إيان غابرييل و الاخر مصري ولا أعرف
إسمه لقد سمعت ميخائيل يتحدث هو و الشيف
منذ قليل....

ليزا بانبهار:"واو.... اخبريني ماذا تحدثا بالتفصيل
هل هو متزوج... هل هو زير نساء هيا هيا أخبرينا
آنا أرجوكي....

قهقهت سيلين على فضول صديقتها ليزا و التي
يبدو أنها وقعت في عشق ذلك الرجل منذ اللحظة
الأولى... لتتفاجئ بصفعة على رأسها من ليزا
و التي صرخت بحنق :" اصمتي... كفاكي ضحكا
لقد كان من المفترض أن تسألي عنه انت.. إنه
مصري مثلك... من نفس بلادك....

سيلين بتذمر و قد توقفت عن الضحك :" اوووف
ليزي...و لماذا سأهتم به...

إلتفتت ليزا لآنا من جديد :"هيا تكلمي
الطعام لن يهرب... أرجوكي اريحي قلبي اريد
إن أعلم هل حبيبي الاسمر متزوج أم لا...

آنا بتهكم: أنت فعلا خرقاء عم ماذا سيتحدث ميخائييل مع الشيف سوى موضوع الطعام
لقد سأله إن كان يريد طعاما عربيا.....

ليزا و هي ترجع ظهرها ييأس :" اوووف
أريد معرفة إسمه على الأقل...

آنا بعدم إهتمام :" إسألي ذالك البدين الأصلع
صاحب المطعم.....

ديمتري بشهقة:"صاحبة لسان سليط اتمنى
إن يسمعك يوما ما و إنت تتحدثين عنه بسوء
هكذا... سيطردك و ستتشردين في الشوارع... حمقاء...

آنا بهمس :" أيها الشاذ... هل يعجبك ديفيد
لذلك تدافع عنه هل تريده معك على ....

سيلين بحدة و هي تقف من مكانها :"أصمتا
كفا عن الشجار.... لقد سئمت حقا...

غادرت سيلين المكان تاركة إياهم يتشاجرون
ثم ذهبت لتجد ميخائييل الذي طلب منها
أخذ بعض الأطباق لإحدى الطاولات....

بعد أن إنتهت سيلين إتجهت نحو الشرفة الخلفية للمطعم لتستنشق بعض الهواء...جفلت حين
سمعت صوت أحدهم لتختبئ وراء أحد الاعمدة
العملاقة لتستمع لما يقوله على هاتفه:"مارتن إستمع إلي أنا لا استطيع فعل ذلك إنه داهية... هذا المصري
لم أرى من قبل من هو في ذكائه إن وضعت تلك
الورقة بين أوراق الصفقة التي سيوقع عليها
أؤكد لك انه سينتبه لها.....

مارتن من الجهة الاخرى:" تصرف أكسل لا يهمني
ماذا ستفعله سيف يجب أن يوقع تلك الورقة
هل تعلم ايها الغبي كم سنكسب من وراء تلك
الصفقة المليارات هل تفهم....

أكسل و هو يلتفت حوله بخوف (مساعد إيان) :" أعلم.... و أعلم أيضا ماذا سيحل بي إن إكتشف إيان او صديقه المصري أمر تلك الورقة....

مارتن بصراخ :" إنها باللغة اليونانية يعني حتى
إن إكتشف أمرها لن يفهم منها شيئا... المهم
أن يوقعها.....

أكسل و هو يمسح يده المتعرقة من شدة
الخوف في ملابسه :"أخشى أنه يفهم اللغة
اليونانية...سيف المصري أنت لاتعرفه إنه
ذكي جدا حتى أنه...

مارتن بحدة :"أصمت أكسل و نفذ الأمر
إن أردت سأعطيك ضعف المبلغ مليوني
اورو سوف اعطيك حالما تحلب لي تلك
الورقة هيا إذهب الان قبل أن ينتبهوا
لغيابك ".

اقفل أكسل الهاتف و هو يحاول تهدأة
روعه عدة دقائق قبل أن يعود إلى
مكانه في الطاولة...

وضعت سيلين يدها على فمها بتعجب
و هي تحاول فهم ما كانت تسمعه منذ قليل
تنهدت قليلا قبل أن تتمتم بداخلها :" يالهذا
العالم الغريب..كم الاغنياء طماعون يريد
مليوني دولار مقابل ورقة بسيطة... يا إلهي
كم أنت غبية سيلين بالتأكيد تلك الورقة تساوي
المليارات... ذلك المصري المسكين... هاه و لماذا
مسكين من الواضح إنه غني جدا... إسمه سيف
كم هو لطيف.....إنه مصري من وطني الأم.. لكنني
لا أحب المصريين إنهم أشرار... فأبي مصري... لقد هجر امي المريضة و تركها وحدها و رحل لم يهتم
بي أيضا... انا أكرهه حتى جدي لم يسأل علينا
طوال هذه السنوات....لكن اوووف سيلين إنتبهي
لعملك و لا شأن لك بما يحصل ذلك الرجل ذكي
و إن حصلت مشكلة فهو سوف يحلها لوحده...
أنا لا يهمني...

نظرت لساعتها قبل أن تكمل ثرثرتها بصوت
عادي:"مازالت ساعتين على موعد إنتهاء الدوام....

قفزت بفزع مكانها عندما حطت يد على كتفها
لتنظر بسرعة وراءها لتجد ليزا غارقة في الضحك
لتصرخ سيلين في وجهها بأنفاس متسارعة
من شدة خوفها:" سحقا ليزا لقد أخفتني...ماذا
دهاكي يا فتاة....

ليزا بضحك :"لقد ناديتك لكنكي لم تستمعي
لي.... لا تقولي انك رأتي حبيبي الوسيم و
أوقعك في سحر عينيه الخضراوتين لذلك
إنت شاردة بتفكيرك.....

سيلين و هي تكشر بضيق :"إطمئني انا لم
أره لقد قدمت الطعام لطاولة القاردز....هيا
أمامي العمل ينتظرنا.....

ليزا بداخلها و هي تتبعها:" لا تفكرين سوى
بالعمل...عربية بلهاء..كم أكرهها إنها جميلة جدا
و إذا رآها أحد هؤلاء الرجال سيعجبون بها
أتمنى أن لا يرسلها ميخائييل الأحمق لطاولة
ذلك المصري الوسيم...لقد اوصيته لكنني اعرفه
سيفعل العكس...يجب أن أراقبها......

وصلا للمطبخ ليلتفت نحوهما ميخائيل قائلا
:"ليزا خذي هذه الصينية للطاولة رقم سبعة
و أنت سيلين الطاولة رقم تسعة....

إبتسمت ليزا بارتياح بعد ان تأكدت أن الطاولة
التي ستذهب إليها سيلين هي إحدى طاولات
الحرس أخذت الصينية ثم خرجت...
اما سيلين فقد أوقفها ديمتري و خطف الصينية
من يدها قائلا بصوت رقيق :"سيلين عزيزتي
ارجوكي...انا أنتظر الذهاب لتلك الطاولة بفارغ
الصبر هيا أعطيني إياها...و إنت إذهبي بتلك
الأطباق للطاولة الرئيسية....

سيلين بضحك و هي تشاهد بمرح حركات ديمتري
الانثوية :" حسنا.. إذهب و إحذر ان تسكبها
عليه.....

ديمتري بضحك :"حسنا... سوف أروي لك ما
سيحصل بعد عودتي....يا إلهي انا متحمس جدا...

أخذت سيلين الصينية و هي تكتم ضحكتها
بصعوبة ثم خرجت في إتجاه الطاولة المنشودة...
إنحنت لتضع الأطباق على الطاولة لتسمع أحد
الرجال يهمس :" بص ياسيف الصاروخ الألماني
يانهار إسوووح خلينا ناخذها معانا لمصر عشان
خاطري...

سيف بغضب من بين أسنانه :" إخرس ياغبي
حسابك معايا بعدين...

كتمت سيلين ضيقها من جاسر من كلامه لتلعنه
في سرها شاتمة إياه رغم أنها لم تفهم جل كلامه لكنها فهمت انه يعاكسها خاصة عندما سمعته
يخبر سيف من جديد :"طب بص عليها و إنت حتعذرني دي إللي غنوا عشانها بونبوني ساقط في نوتيلا".

كز سيف على أسنانه من حماقة صديقه
جاسر ليبتسم إبتسامة صفراء مدعيا
عدم سماعه بينما شهقت سيلين بخفوت
هي تنظر لجاسر بغضب و الذي توسعت
عيناه بدهشة ليتمتم :"هي فهمتني و إلا
إيه؟ على العموم انا مقلتش حاجة غير
إنها قمر...

صمت فجأة عندما شاهد النادلة(سيلين) تفلت
طبق سلطة من يدها لينسكب محتواه على
سيف الذي إنتفض بضيق من مكانه و هو
يزيح بقايا الطعام التي علقت بملابسه...أخذت
سيلين إحدى المناديل لتقدمها له و هي تتمتم
بأسف :"أنا آسفة سيدي.. لم أقصد ذلك إن
أردت سوف ارافقك للحمام حتى تنظف
ملابسك جيدا... انا آسفة...

سيف بضيق و هو يعتذر من الحاضرين :"
خمس دقائق و أعود...أكملوا طعامكم... ".

إلتفت نحو سيلين من جديد و التي كانت
ترتعش من الخوف قائلة :" أنا آسفة.. ارجوك
أعذرني... لم أقصد إفساد ملابسك الباهضة...

سيف بجمود رغم إعجابه بجمالها الملفت لكنه ظن
أنها إحدى الحركات التقليدية التي تفعلها
الفتيات لجلب إنتباهه...

دخل الحمام بينما وقفت سيلين أمام الباب
تنتظره بخوف و هي تتفرس في هيئة القاردز المخيفين الذين كانوا يتبعونه....

خرج سيف بعد دقائق قليلة ليجد سيلين
تنتظره و التي أسرعت تقول بلهجتها المصرية
:"أنا آسف حضرتك...انا و الله مش قاصد
يعمل كده...بس الراجل اللي جنبك قليل الادب
و بتقولي كلام وحش...".

تفاجئ سيف من انها تتحدث المصرية
لتبتسم سيلين ببراءة قائلة :"أنا مامي مصري
هي علمتيني اللغة و انا عارف إنك إنت أيضا
مصري...

رفع سيف حاجبيه ناظرا نحوها باعجاب
قائلا :" تشرفنا يا آنسة...

سيلين بسرعة و هي ترى ديفيد آت من
بعيد :" أنا كنت عاوز يقلك حاجة مهمة
إنت مش توقع على الأوراق كله في ورقة
غلط...الراجل اللي قدامك بالضبط انا سمعته في التلفون بيتكلم مع حد إسمه مارتن هو وحش
عاوز two مليون اورو عشان يخليك توقع
ورقة غلط... إنت لازم تشوف كويس لغة
يوناني...

قاطع حديثها المتلعثم قدوم ديفيد الذي
أسرع يعتذر لسيف قائلا :" أنا أعتذر
منك مستر سيف...سوف أحرص على
عقابها بنفسي.. تفضل معي السيد إيان
ينتظرك... و انا سوف أحضر لحضرتك
بدلة أخرى حالا..... هيا معي ارجوك....

نظر سيف بعدم إهتمام نحو ديفيد حتى
أنه لم يستمع لما يتفوه به بل كان جل تركيزه
على كلام سيلين الذي فاجأه كثيرا لكنه
تمالك نفسه مقررا التريث و الانتظار حتى
يتأكد...

تابع سيره نحو الطاولة لإكمال الصفقة و بداخله
غضب عارم يهدد باحراق الجميع....

اما سيلين فقد إتجهت داخل المطبخ و هي
تتمتم بخوف و قلق :"يا إلهي سيطردني
ديفيد... سيطردني.....

قاطعتها آنا بتهكم :" مابه ذلك الأصلع...

إصفر وجه سيلين قبل أن تجيبها :"لقد سكبت
طبق السلطة على أحد الضيوف المهمين..ديفيد
سيطردني...

آنا بفزع :" حمقاء يا إلهي....

ديفيد بصراخ :"سيلين ورائي إلى المكتب....

تبعته سيلين و هي ترتجف من الخوف مؤنبة
نفسها بين الحين والآخر على غبائها فهي لاتريد
خسارة عملها خاصة مع مرض والدتها و إحتياجها
للمال هذه الفترة....

أغلقت الباب ورائها ثم جلست على الكرسي
الذي أشار نحوه ديفيد...

ديفيد بأسف و هو يمد لها ظرفا من المال
و ملفها الذي قدمته منذ شهرين حتى تحصل
على العمل :"سيلين..إبنتي انا آسف لا أستطيع
مسامحتك... ذلك الضيف مهم جدا و إن لم
اطردك سوف يغضب مني و هذا سيسبب
لي خسارة كبيرة... هذا راتبك ومعه تعويض
تستطيعين تدبير امورك حتى تحصلين
على عمل جديد....".

سيلين برجاء :"سيد ديفيد ارجوك.. انا لم
أقصد فعل ذلك... ثم إنها غلطتي الأولى...
أنا لم أخطئ من قبل....

ديفيد :"اعلم و لكن لسوء حظك لقد أخطأتي
مع الشخص الأهم.... اتعلمين ذلك الرجل ملياردير
عالمي و لقد جعلتني ادفع مبلغا طائلا ثمن بدلته
أشكري الله أنني لم اطالبك بتعويض هيا يجب
إن تذهبي.. لدي عمل مهم و لست متفرغا لك...

أدمعت عينا سيلين بألم بعد أن تأكدت من
إصراره على موقفه لتلملم ما تبقى من كرامتها
لتمنع نفسها من التذلل له مرة أخرى من أجل
والدتها.. لكنها في الاخير قررت المغادرة
على أمل أن تحصل على عمل آخر في مكان
آخر..... بقلمي ياسمين عزيز.

غيرت ملابسها ثم ودعت زملائها و غادرت
المطعم...

اما في الداخل و تحديدا على طاولة
الاجتماع...

وضع سيف ساقه فوق الأخرى بارتياح
و هو يقرأ أوراق الصفقة بتمهل ورقة
وراء الأخرى مما جعل أكسل يبتلع ريقه
بصعوبة عشرات المرات في دقيقة واحدة...
و سيف يراقبه بتسلية

إيان بمزاح :"هيا صديقي لنوقع العقود...حتى
نحتفل....

إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح
وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين
يرمقونه بخوف و ترقب..رفع قدمه ليضعها
على الكرسي الذي كان يجلس عليه ثم فك
رباط حذائه الأسود ببطئ تحت دهشة الآخرين
الذي لم يتجرأ أحدهم على سؤاله ماذا يفعل....

إستدار بهدوء مخيف حول الطاولة ليتوقف
مباشرة وراء أكسل.... و بحركة سريعة
حاوط رقبته برباط الحذاء ليصرخ الاخر
برعب و إختناق....

سيف بصوت مخيف كفحيح الافعى :"كيف
تجرأت على فعل ذلك".

أكسل بصوت مختنق :"ارجوك... انا....

زاد سيف من ضغطه على رقبته مقاطعا حديثه
:" لقد سألتك... كيف تجرأت "....

نازع أكسل دفاعا عن حياته لكنه لم يستطع
تحريك يدي سيف عنه و لو لإنش واحد
ليشعر بدنو أجله... بدأ حينها بتحريك رأسه
يمينا و يسارا و هو يبكي و يتوسل بصوت
مختنق لكن مع كل حركة كان الخيط ينغرس في جلد رقبته اكثر حتى يكاد يذبحه.... أرخي سيف الخيط قليلا ليشهق
الآخر و هو يتنفس الهواء بعمق...

سيف و هو يحرك الخيط على مكان جرحه
ليصرخ أكسل من جديد بألم قاتل قائلا :"أنا آسف
سيدي ارجوك....

سيف ببرودو هو يلف الخيط من جديد حول
رقبته ليزرق وجهه دلالة على نفاذ الأكسجين
من جسده :" يبدو أنك بالفعل غبي و تستحق
الموت...أجب فقط على سؤالي كيف تجرأت
على خداعي ألا تعرف من أنا....سيف المصري
الشبح... وغد حقير مثلك يستغفلني...و مع من
مع مارتن أليكسيس...أقسم أنني سأجعلك
تتمنى الموت انت و هو.....

أنهى كلامه و هو يدفعه بقوة إلى جانبه ليسقط
أكسل بكرسيه على أرضية المطعم و هو يسعل
و يشهق بصوت عال غير مصدق أنه قد نفذ
بأعجوبة من يدي سيف بعد أن رأي الموت
يحوم أمام عينيه...

أما سيف فقد أخرج ورقة من بين أوراق
الصفقة التي كان يقرأها ثم رماها أمام
إيان الذي كان يراقب مايحدث هو و محاميه
بصمت فمن يتجرأ على مقاطعة سيف المصري
الملقب بالشبح.....

سيف و هو يضرب الطاولة بغضب حتى كاد يقسمها لنصفين :"انظر بنفسك.. مساعدك الأحمق إتفق مع احد أعدائي ليجعلني أوقع ورقة باللغة اليونانية
أخبرني مارتن... هل أصبحت عجوزا لدرجة
انك لم تعد تستطيع إختيار مساعديك...اخبرني
كيف لم تستطع إكتشافه... ذلك الخائن..أتعلم
ماذا يعني هذا... أن أحدهم تجرأ و حاول أن يجعلني
مغفلا.....

إلتفت إلى أحد حراسه ليأمره بأخذ أكسل
حتى يعاقبه بنفسه قبل أن يعود بتوبيخ
إيان الذي كان يطئطئ رأسه بخجل....

سيف و هو يشير لجاسر الذي كان ينظر
أمامه بذهول :"هيا لنذهب.. و أنت إيان
سوف يهاتفك مساعدي حتى نتفق على
موعد جديد لإتمام الصفقة.. لكن هذه
المرة بشروطي...

شتم إيان في سره و هو ينظر في أثر سيف
نظر لمحاميه الذي كان يتفرس الورقة المكتوبة
بلغة غريبة قبل أن ينتفض على صراخ مديره
:" ايها الأحمق... هل تفهم اليونانية حتى تنظر
الورقة هكذا مثل الابله... هيا لنعد للشركة
و احضر معك مترجما رواية بقلمي ياسمين عزيز حتى نفهم الحكاية...

في طريقه إلى الخارج تذكر سيف امر سيلين
ليعود أدراجه بحثا عن ديفيد الذي حضر سريعا
(فكرني في سنبل آغا بتاع حريم السلطان 😂)

ديفيد باندفاع :"لقد أحضرت لك بدلة جديدة
سيد سيف كتعويض عما حصل... أكرر إعتذاري....

سيف و هو يقاطعه بجفاء:" أين الفتاة....

ديفيد :"أي فتاة.... اااا تقصد سيلين تلك
الغبية لقد نالت عقابها لا تقلق...".

سيف بحدة :"ماذا فعلت....أين هي أحضرها
الآن".

ديفيد بخوف من هذا الوحش الماثل أمامه
:" لقد... طر.. طردتها مستر سيف...و سأحرص
على أن لا تجد عملا في مكان آخر بسبب غبائها".

تملك سيف غضب أعمى حتى برزت عروق يديه
من تحت جلده و إنتفخت اوداجه و أصبح يستنشق الهواء بصوت عال كثور هائج
ليصرخ بصوت مرعب :" أيها الأحمق... ماذا فعلت
أحضر لي الفتاة حالا هيا و إلا سأحول مطعمك
البائس إلى رماد....

رمقه ديفيد بخوف قبل أن يطلب منه أن يتبعه
إلى مكتبه :"مستر سيف إهدأ اعدك انتي سأجدها...

دلف ديفيد مكتبه بخطى مرتعشة ثم بدأ
بتقليب الملفات بعشوائية قبل أن يتوقف
فجأة و يلتفت نحو سيف الذي كان يرمقه
بنظرات نارية :" أنا آسف حقا مستر سيف
إن سيلين جديدة هنا و هي لم تستلم العمل
سوى منذ فترة قصيرة حوالي شهرين...لقد
اعطيتها ملفها قبل أن أطردها....

قاطعه سيف بصوت حاد :" إبحث ثانية
قد تكون محتفظا بنسخة أخرى هنا أو هناك
أسرع أريد عنوانها حالا....

ديفيد بصوت خافت :"أنا آسف حقا و لكننا
لا نحتفظ بملفات جميع الموظفين عنا إلا بغد
مرور ستة أشهر من قبولها هنا....

هنا ثارت ثائرة سيف الذي ركل الكرسي من أمامه
من شدة غضبه ليهتف من جديد :" إسأل جميع
الموظفين هنا...قد يعلم أحدهم شيئا عنها....

اسرع ديفيد للخارج لينادي على جميع النادلات
و معهم ديمتري.... وقفوا جميعا في صف واحد
بجانب بعضهم ليسالهم ديفيد عن سيلين....

ديمتري بصوت رقيق :" اوووه سيد ديفيد
نحن لا نعلم عنها شيئا.. سوى إسمها سيلين
الفرعونية ههههه....

ديفيد بحدة :" أصمت ديمتري...و إنت آنا
ألم تزوريها في منزلها من قبل...

آنا بنفي:"لا.... و لكن ليزا تعرف رقم هاتفها.....

ليزا بانكار :" هذا ليس صحيحا... انا لا اعرف
ََأي شيئ عنها سوي إسمها..لقد طلبت منها زيارتها
ذات مرة في منزلها لكنها رفضت... سيد ديفيد
أنت تعلم سيلين غريبة الاطوار و ليست إجتماعية
إنها لا تتحدث سوى عن العمل... من سيصادق
فتاة مملة مثلها....

أنهت كلامها بابتسامة لعوبة نحو سيف الذي
تجاهلها ببرود قبل أن يشيح بنظره بعيدا عنها
قبل أن يخرج من المكتب بعد أن يئس من إجابتهم
وصل لموكب السيارات ليستقل سيارته بجانب
جاسر....

جاسر بتعجب من صمت صديقه :"مالك يا سيف
في إيه... حصلت حاجة جوا... قدرت تعرف مين
البنت اللي بتدور عليها.....

سيف و هو يضغط على صدغيه بسبب
إحساسه بالصداع :" معرفتش عنها حاجة
غير إسمها... المسكينة إتطردت بسببي من
شغلها.... ياعالم هي فين دلوقتي...انا مش قادر
أنسى خوفها وقلقها لما كانت بتتأسفلي... كانت. خايفة اوي و كأنها حاسة إنها حتتطرد عشان
كده يمكن تجرأت و قالتلي على خطة أكسل
و مارتن....على فكرة البنت مصرية......

توسعت عينا جاسر بدهشة قبل أن ينفجر ضاحكا
:"عشان كده هي فهمت انا قلتلك إيه ساعتها... ملامح
وشها أكدتلي إنها فهمتني بس مكنتش عارف ابدا
إنها حتطلع مصرية... ياااه يعني كتلة الجمال اللي
كانت جنبنا من ساعة... تطلع في الأخر مصرية انا لو كنت أعرف كنا خذناها معانا...إحنا اولاد بلد بردو و جدعان نسيبها تتبهدل في الغربة؟؟ تؤ ميصحش
بس هي باين عليها صغيرة جدا إيه اللي خلاها
تشتغل هناك ".

سيف و هو يريح رأسه على الكرسي :" يمكن
ظروفها صعبة و بعدين هنا في أوروبا عادي
حتى لو كانوا ولاد اغنياء فهما بردو بيشتغلوا...
بس سيلين....

صمت قليلا و كأنه يتذوق طعم
إسمها قبل أن يكمل :"طريقة كلامها و خوفها
بيدلوا على إنها مكانتش عاوزة تخسر شغلها....
هي أنقذتنا من مصيبة كانت حتحصل و نبهتني
من الكلاب السعرانة اللي بتحوم حواليا اللي انا
كنت غافل عنها و في المقابل انا أذيتها... تسببت
إنها تتطرد بدل ما اكافئها... لو كنت واحدة ثانية
كانت راحت لاكسل و هددته إنها تفضحه لو
ماإدهاش فلوس أو كانت إستنتني عشان تاخذ
مكافئتها بس هي إختفت...

جاسر بحزن :"طيب دور عليها و أكيد حنلاقيها...

سيف بتأكيد :" طبعا حدور عليها و مش حرجع
مصر غير لما الاقيها...أغمض عينيه بتعب و هو
يتذكر ملمس يديها الصغيرتين عندما أعطته
المنديل الورقي.... نظرات عينيها الخائفة
تنظر لملابسه المتسخة برعب...حتى انها لم
تنظر لوجهه و لو مرة واحدة بينما هو لم
يترك إنشا واحدا في وجهها لم يتفحصه
وجهها الأبيض المستدير بشكل طفولي يدل
على إن عمرها لم يتجاوز العشرون...

عيناها اللتان كانتا تلتمعان بسبب دموعها
المتجمعة داخلهما جعلتهما تبدوان كحبتي
لؤلؤ حتى أنه إحتار في لونهما....

أما شعرها البرتقالي فهو حكاية أخرى تذكر
كيف أمسك نفسه و بصعوبة من أن يفك الرباط
الذي كان يأسره حتى يستمتع بجماله....

.. تنهد بندم للمرة العشرون ليته إهتم لها بدل
إهتمامه بتلك الورقة اللعينة....أين كان عقله
عندما تركها لوحدها و سار مع ذلك الابله
ديفيد كم تمنى في هذه اللحظة ان يعود و يحطم
رأسه الغبي الذي تجرأ على طردها....

قبض على يديه بشدة حتى سمع طقطقة
عظامه محاولا تهدأة نفسه لكن دون جدوى
صرخ بعدها بصوت عال و هو يضرب ظهر
الكرسي الذي أمامه :"أوقف هذه السيارة اللعينة
الان.....

صوت عجلات السيارة الذي إحتك بالأسفلت
تبعه توقف السيارات الأخرى التي تتبعه ليفتح
سيف باب السيارة بقوة ثم خرج متوجها نحو
الرصيف...
إستنشق الهواء عدة مرات قبل أن
يضع يديه على السور الحديدي البارد.... أغمض
عينيه لتختفي جميع الأصوات من حوله...
ضوضاء الشارع و أصوات أبواق السيارات...حتى
صوت جاسر الذي كان يناديه إختفى هو الاخر
لم يعد يسمع سوى صوتها الرقيق و كأنها تحدثه
الان و تخبره انها غاضبة منه لأنه تركها و لم يهتم
لها......

أفاق من تخيلاته على يد جاسر الذي كان يضرب
كتفه بخفة حتى ينتبه له.. ازاح يده صارخا بعنف
:"في إيه يا جاسر... عاوز إيه...

جاسر بخوف :" و لا حاجة قلقت عليك بس...

سيف بحدة :"إرجع العربية و سيبني لوحدي
عاوز أشم شوية هوا....

أومأ له جاسر بخفة قبل أن ينسحب عائدا للسيارة
فهو أكثر من يعرف سيف عندما يغضب يتحول
كأسد أعمى يؤذي أي شيئ تطاله يده.....

داخل المطعم كانت آنا و ليزا تبدلان ملابسهما
في حجرة الملابس إستعدادا للمغادرة بعد ان
إنتهى دوام عملهما.....

آنا و هي تلوك العلكة :"هاي ليزي لماذا لم
تخبري ديفيد انك تمتلكين رقم هاتف سيلين
لماذا انكرتي معرفتك بها....

ليزي بلؤم :" أنا بالفعل لا أعرف رقمها فهي
قد غيرته منذ يومين.....

آنا و هي تنظر لها بخبث:"مممم لم أكن
اعلم انك حقودة لهذه الدرجة أيتها الكاذبة
الصغيرة....انت لاتريدين أن يعرف ذلك الوسيم
عنوانها.....

ليزا بتلعثم :"ماذا تقصدين آنا..... عمن تتحدثين".

آنا و هي تقلب عيناها بملل :" اوووه عزيزتي
ليزي كفاكي تمثيلا.... لا تقلقي لن أخبر أحدا
فأنا أيضا لا أريده ان يعلم مكانها....و حينها
ذلك المصري الوسيم سوف يصب جام غضبه
على الأصلع ديفيد...

إبتلعت ليزي ريقها بخوف فهي فعلا أنكرت
معرفة اي معلومة عن سيلين لغيرتها منها فهي
التي سعت ان يهتم بها سيف و يطلبها لكنه
في المقابل أعجب بسيلين.....

ليزي بعد طول صمت :"أنا لا يهمني ما سيفعله
أنا لا أعلم شيئا عن تلك الفتاة و كفى.....

وصلت سيلين للمنزل بعد أن قضت بقية
ساعات الدوام تتمشى في الشوارع بحثا
عن عمل آخر و عندما دقت الساعة الخامسة
إستقلت اول باص يؤدي إلى الحي الذي كانت
تسكن فيه حتى لا تثير قلق والدتها.....

فتحت الباب بالمفتاح ثم دخلت لتجد والدتها
نائمة على الاريكة كعادتها تنتظرها كل يوم
حتى تغفوا بسبب تأثير الأدوية التي كانت
تتناولها....

رق قلبها على حال والدتها المريضة فمنذ
إن هجرها والدها منذ خمس سنوات بقيت
وحيدة كرست حياتها تربى طفلتها الوحيدة
و عندما بلغت سيلين الثامنة عشر اي منذ
سنة تقريبا لم تستطع مواصلة العمل في مصنع
الخيانة بسبب مرض القلب الذي كانت تعاني
منه لتختار سيلين عدم الذهاب للجامعة و فضلت
البحث عن عمل تستطيع به إعالة والدتها....

حتى نجحت في إيجاد عمل في إحدى المقاهي
القريبة لكن صاحبها إضطر بعد مدة لبيعها و السفر
إلى بلد آخر لتجد سيلين نفسها بدون عمل و مال
وجدت بعدها عملا في مطعم ديفيد لكن هاهي
الان فقدت مصدر رزقها بسبب ذلك المصري....

جذبت غطاء خفيفا تغطي به والدتها ثم
طبعت قبلة خفيفة على جبينها قبل أن
تنهض من مكانها و تصعد لغرفتها حتى تغير
ملابسها و تنزل للمطبخ لإعداد طعام العشاء.....

في مصر و تحديدا في مدينة القاهرة.....

في قصر كبير مساحته تفوق ملعبي كرة قدم
يتكون من ستة طوابق و أكثر من مائة جناح
و غرفة و تحيط به حديقة غناء تمتد على
عشرات الكيلومترات... تحتوي على عدة
انواع مختلفة من الأشجار و النباتات النادرة....

يعيش السيد صالح عزالدين و أبنائه و أحفاده
أيضا...بنى هذا القصر منذ ثلاثون عاما بتصميم
خاص حتى يضم جميع عائلته...رغم كبر سنه
الذي فاق السبعون سنة إلا أنه مازال الآمر الناهي
في القصر لا كلمة تعلو كلمته و لا سلطة تفوق
سلطته.. الجميع تحت أمره و مهما قال ينفذون
حتى لو ضد إرادته و من يعصيه فلا مكان له
في إمبراطوريته و هذا ما حصل مع إبنته هدى والدة سيلين .....

حكاية صالح و يارا

قبل 5 سنوات.....

كان صالح يجلس في حديقة القصر مع اولاد
عمه كعادتهم يسهرون مساء كل جمعة و يتبادلون
أطراف الحديث.... كان لايزال طالبا بالسنة الأخيرة
في كلية الهندسة...

هشام بمزاح:"يا إبني إنطق بقى عليك الأمان
سرك في بير يامعلم لا اما و لا سيف حننطق
بكلمة.... ها يلا بقى متبوزش اللعبة....

إبتلع صالح ريقه بحرج و هو يفرك عنقه بتوتر
قبل أن يهتف دفعة واحدة :" يارا... إسمها يارا....

قتعالت قهققات سيف و هشام على مظهره
الخجول و وجهه المحمر و ينطق إسم
حبيبته التي يعشقها منذ اول مرة رآها فيها
في الجامعة...يارا عزمي فتاة اقل مايقال عنها
فاتنة الجمال تبلغ من العمر تسعة عشر سنة تدرس
اول سنة هندسة نفس إختصاصه لكن هو
كان في السنة الأخيرة..... ينتظر ذلك اليوم الذي
ينهي فيه دراسته حتى يبلغ جده عن رغبته
في الزواج منها....

أعاده للواقع صوت سيف الذي كان يسأله بجدية
:"طب و هي بتحبك؟؟؟

هز صالح رأسه بايجاب قبل أن يهمس :" أيوا..
طبعا.....

سيف و هو يربت على ساقه بدعم :"و انا حقف
جنبك في كل اللي إنت عاوزه متخافش....

بادله صالح إبتسامة ممتنة :" تسلم يا سيف
دا العشم بردو...أنا اصلي خايف لجدو
يرفض و إنت عارف بقى...

سيف :" متخافش... لو إنت عاوزها يبقى
خلاص سيب الموضوع داه عليا... إنت بس
شد حيلك و كمل السنة دي و ربنا يحلها من عنده...

هشام بسخرية مرحة :"ياريت يا سيف.... اصلي
بحبها... بحبها.... اااه

تلقى صفعة على عنقه من صالح ليئن بألم
و يقف من مكانه صارخا :"إيدك ثقيلة
ياعم إيه داه... الواحد ميعرفش يهزر معاك....

صالح بضيق :"هزر زي ما إنت عاوز إلا في الموضوع
داه..... إنت فاهم....

هشام و هو يعود لمكانه :"فاهم ياعم فاهم....
خلينا نكمل اللعبة الزفت دي اللي باين
عليها حتجيب أجلي..

بعد أربعة أيام......

في كلية الهندسة تجلس تلك الفتاة برنسيسة
الجامعة كما يلقونها رغم أنها في سنتها الأولى

يارا عزمي إبنة المستشار ماجد عزمي أجمل
فتاة في الكلية و أكثرهم غرورا و تكبرا مع
صديقاتها رؤى و شيرين....

رؤى:"إلا قوليلي يا يويو إيه اخبارك إنت
صالح....

ضحكت الفتيات بصخب بعد أن نطقت رؤي
إسمه الذي يعتبر قديما بالنسبة لهم...

لتضيف شيرين من بين قهقهاتها:" إسمه صالح.... داه إيه الاسم الغريب داه.

رؤى :"ايوا صح انا في واحد قريب مامي إسمه صالح... بس كان عمره فوق التسعين....الله يرحمه...

يارا :"بس بقى يا بنات...متنسوش إن داه
الكراش بتاعي حاليا....

رؤى بسخرية :" لحد ماتخلصي السنة دي
و تدوري على غيره طبعا...

يارا بغرور :" طبعا انا عاملة نفسي بحبه
بس عشان خاطر يساعدني أنجح السنة دي
و بعدها حرميه إنت فاكرة إني أنا يارا عزمي
حرتبط بواحد إسمه صالح...يالهوي انا لو مامي
سمعت حتقلب الدنيا فوق دماغي.... اااخ لو
مكانش الاول بتاع الكلية انا مستحيل كنت ابص
في وشه....

شيرين بلوم :" لا في دي ملكيش حق يا يويو
داه زي القمر... طول و عرض و عضلات يا لهوي
داه يجنن....

رؤى بتأكيد :" فعلت هو مز اوي احلى واحد
في الجامعة بس لو يغير إسمه داه.... صالح.

لوت يارا شفتيها بعدم رضا قائلة :"مش بحبه
أصله خنيق اوي و بيعمل كومنت على كل حاجة
بعملها...لبسي.. ماكياجي..طريقة حياتي كل حاجة
م

ش عاجباه فيا...هو حلو صح بس انا و هو منتفعش
مع بعض داه دقة قديمة عايش زمن السبعينات
بتاع الحب و الرومنسية و انا الجو داه مش
بتاعي... انا عاوزة اكون حرة اعمل اللي انا عاوزاه
في الوقت اللي انا عاوزاه... البس براحتي
اخرج براحتي...من الاخر بحب اكون فري... و صالح
عكس كده خالص....

شيرين بخبث :"طب ماتصارحيه...

يارا بانفعال :" طبعا لا....داه الأمل الوحيد ليا
إني أنجح السنة دي...داه بيساعدني في المذاكرة
بشكل رهيب انا بفهم منه أكثر من الدكتور ذات نفسه...داه دماغ عبقري انا بشك إنه طالب اصلا....

شيرين بنظرات خبيثة تخفي وراءها شيئا ما
:"يعني إنت كده من الاخر بتلعبي بيه و بمشاعره ..

يارا بضحك :" مشاعر إيه يا بنتي إنت إتجننتي...
حب إيه و كلام فارغ إيه.. هو بس معجب بيا
عشان انا بنت حلوة و شيك... لو كنت غير كده
مكانش بصلي من أصله... بكره ينساني متقلقيش...

رؤى بعبوس :"بس هو بيحبك بجد يا يويو....

يارا بملل:"اوووف بقى إنتوا ليه مصرين
تتكلموا في الموضوع داه انا بجد زهقت....

شيرين :"طب خلاص خلينا نتكلم في حاجة
ثانية... عملتي إيه في عيد ميلاد رامي حتحضري؟؟

يارا بحماس:" طبعا و انا مجنونة عشان افوت
عيد ميلاد رامي الحداد... داه ابوه وزير يا بنتي....

شيرين بمكر:"و معجب بيكي جدا....

يارا بغرور :" عارفة بس انا مع صالح دلوقتي
لما أخلص منه حبقى افكر فيه.. هو اكيد
حيستناني....

رؤى بعدم رضا :" رامي داه بتاع بنات و كل يوم
مع واحدة شكل إنت كده حتخسري صالح
و حتندمي...

يارا و هي تنظر لشيرين :" سيبك منها و قوليلي
حتلبسي إيه؟؟

شيرين :" مامي جابتلي مجموعة فساتين
من باريس الاسبوع اللي فات حبقى البس واحد
منهم و إنت حتقنعي صالح إزاي هو اكيد مش حيوافق إنك تتيجي الحفل .....

يارا بلامبالاة :"حبقى أتحجج بأي حاجة انا
عارفة إنه متخلف و رجعي مش حيقبل إني
أخرج ارفه عن نفسي شوية زي البنات اللي
في سني ...

شيرين :" تمام.. انا رايحة عندي مشوار مهم
حبقى اشوفكوا بعدين.... يلا سلام.....

في المساء....

مكالمة بين صالح و يارا....

صالح بلهفة :"إزيك يا حبيبتي.. عاملة إيه
واحشاني اوي..

يارا بفتور :"أنا تمام و إنت...

صالح بحب :" بقيت كويس بعد ما سمعت صوتك
عاملة إيه في المذاكرة انا عاوز إمتياز مش حقبل
اقل من كده".

يارا في داخلها (ليه فاكرني زيك مفيش
حاجة ورايا غير المذاكرة) :"إن شاء الله يا حبيبي
البركة فيك إنت بقى ما إنت اللي حتذاكرلي مش إنت الدكتور بتاعي و إلا نسيت ".

صالح :"متشغليش بالك يا قلبي و هو انا أطول
أدرس أجمل و أرق بنت في الدنيا.. ".

يارا بتصنع :"ميرسي يا حبيبي... ربنا يخليك
ليا انا بجد من غيرك مكنتش عارفة حعمل إيه
اصل الهندسة صعبة جدا و انا بصراحة مش
بفهم حاجة من الدكاترة اللي في الكلية".

صالح بهيام :"و لا يهمك يا حبيبيتي...انا
حضبط كل حاجة و الأسبوع الجاي إن شاء
الله نبتدي مذاكرة مع بعض...عشان الامتحانات
قربت داه فاضل أقل من شهر و نبتدي".

يارا بدلع :" حاضر يا حبيبي...انا أصلي
حسافر إسكندرية مع ماما يومين عشان
نزور طنط مريم..

صالح بحزن :" يعني مش حشوفك بكرة كمان ....

يارا :" يا حبيبي ما أنا قلتلك حسافر يومين
و حرجع على طول...حبقى اكلمك كل ساعة
متقلقش...

صالح باستسلام :"حاضر تيجي بالسلامة...
خلي بالك من نفسك و متكلميش ولاد...

يارا بضحك :" ماشي..يسلملي اللي بيغير ".

صالح :" لو تعرفي بس انا بحبك قد إيه ".

يارا بغرور :" عارفة..رواية بقلمي ياسمين عزيز . عارفة و انا كمان بموت
فيك ".

صالح بسعادة :" أنا بستنى بفارغ الصبر
اليوم اللي أتخرج فيه عشان حطلب إيدك
في نفس اليوم....

يارا بضحكة مرتبكة:" إنت بتهزر صح....

صالح بجدية :" لا طبعا انا بحبك اوي
و إنت كمان بتحبيني...إيه المانع إننا نكون
مع بعض إحنا نعمل خطوبة و كتب كتاب مع بعض و بعدها لما تخلصي دراستك نتجوز..

يارا بعدم تصديق لكنها تحاملت على نفسها
:"يا حبيبي لسه بدري على الكلام داه انا لسه
عندي 19 سنة....

صالح :"ما انا قلتلك نتجوز لما تخلصي دراسة
يعني ساعتها حتبقي ثلاثة و عشرين....

أرادت يارا تغيير الموضوع لتتصنع ان والدتها
تناديها :"طيب يا حبيبي انا لازم اقفل عشان
ماما بتنادي عليا... حبقى أكلمك بعدين
على الفيس....

صالح :"ماشي ياقلبي....

أقفلت يارا الخط و هي تتأفف بشدة قائلة
:"داه اللي ناقص... اتجوزك إنت عشان ادفن
نفسي بالحياة...انا مش مصدقة هو لسه في
ناس بالتفكير داه...لا و كمان لسه شاب يعني
و الله لو كان راجل كبير كنت حتفهم إنما
شاب و بالعقلية دي مش معقول داه ناقص
يقلي نامي من المغرب و ياخذ مني الموبايل
اوووف دي شيرين عاوز إيه دي كمان... ".

أفتحت يارا سماعة الهاتف لتكمل حديثها مع
صديقتها غير عالمة بالمؤامرة التي تحضرها
لها...

بعد يومين في حفل عيد ميلاد رامي الحداد...

رامي حداد مثال للشاب الوسيم و الغني
إبن عائلة معروفة مدلل و مستهتر لأبعد الحدود
رسب سنتين في السنة الثانية هندسة بعد
أن إجتاز السنة الأولى بصعوبة....
حياته عبارة عن حفلات، شرب، و بنات...يغير
حبيباته كما يغير أحذيته... هو معجب بيارا
منذ اول مرة رآها فيها لكنه لم يستطع الاقتراب
منها خوفا من صالح....

دخلت يارا قاعة الحفلة لتتوجه كل الانظار
صوبها ترمقها باعجاب و أخرى بكره و حسد...
كانت بالفعل جميلة جدا بفستانها الأسود
القصير

أشارت نحوها رؤى لتأتي لتبتسم لها يارا
إبتسامتها الخلابة قبل أن تتوجه نحوها....

رؤى باعجاب:"إيه الجمال داه يا بنتي...

يارا بغرور:" طول عمري قمر ههه

رؤى بهمس :"بصي رامي حياكلك بعنيه...

يارا :" عادي يا بنتي سيبك منه امال فين
شيري..

رؤى بعدم إهتمام :"كانت هنا مش شوية...
اهي هناك مع سيدا و فادي العدوي...

يارا و هي تنظر حيث أشارت رؤى :"غريبة
دي عمرها مع كانت صحاب هي سيدرا... دي
بكرهها كره العمى..

رؤى :" لا غريبة و لا حاجة إنت عارفة شيري
دايما مع مصلحتها...متنسيش إن سيدرا
اووووبا يارا إلحقي مش داه صالح عز الدين ".

إرتجفت يارا بخوف و قلق قبل أن تدير
رأسها ناحية الباب لتراه...كان في قمة
الوسامة و هو يرتدي بنطال جينز باللون
الأسود و فوقه قميص صوفي باللون الأزرق
الداكن ضيق يبرز عضلات جسده الضخمة....

وصل إلى جانبها لينحني و يقبل وجنتها
ببرود قبل أن يلقي التحية على رؤى
:"إزيك يا رؤى".

رؤى بتوتر :"تمام و إنت؟؟

صالح بصوت خاو:" الحمد لله ".

انزل يده ليلفها حول خصر يارا ليسير
بها نحو باب الخروج قائلا :" عاوزك في
كلمتين برا .

أومأت له يارا لتمشي بجانبه بهدوء و دماغها
يكاد ينفجر من شدة التفكير... لماذا جاء و كيف
علم انها هنا... هو ابدا لا يأتي لهذه الحفلات
فلماذا هذه الليلة بالذات.....

فتح الباب ثم دفعها بخفة لتركب سيارته
قبل أن ينطلق خارج الفندق....

أوقف السيارة على حافة الطريق ثم اخرج
هاتفه ليضغط بعض ازراره قبل أن يرميه
فوق ساقيها دون أن ينبس بحرف...

يارا بتوتر و هي لا تعرف ماذا تقول لتبرير
فعلتها (كذبها عليه و ذهابها للحفلة) :"صالح
إسمعني انا حفسرلك...

صالح و هو يضع سبابته على شفتيه :" شششش
إسمعي و إنت ساكته...

ضيقت يارا حاجبيها و هي تنصت لصوتها
في الهاتف.. ركزت قليلا قبل أن تشهق بقوة
عندما.

Continue Reading

You'll Also Like

667K 23.1K 42
"الرواية هتتعدل سرد وحوار، لكن المضمون والفكرة هتبقى زي ما هي، دي أول رواية ليا فمكنتش بالقدر الكافي من الجمال، وفيها أخطاء إملائية كتير". رؤية الما...