كما يحلو لي (حوار بالعامية ال...

By Batoulg7

4M 91.1K 15.2K

لم يكن متباهياً بغروره وعلاقاته كالرجال، كان فقط رسمياً.. صارماً بكل شيء بحياته.. علاقاته لم يعلم عنها أحد وك... More

مقدمة وتنويه
شخصيات الرواية
فيديو الرواية
النسخة القديمة للرواية
حقوق الطبع والنشر
- ١ -
- ٢ -
- ٣ -
- ٤ -
- ٥ -
المناقشة الأولى
- ٦ -
بعض النقاط الهامة وخبر حلو
- ٧ -
- ۸ -
- ٩ -
تعالوا اقولكم حاجة
- ١٠ -
استفتاء هام لمصير الرواية
- ١١ -
- ١٢ -
- ١٣ -
- ١٤ -
- ١٥ -
- ١٦ -
- ١٧-
- ١٨ -
- ١۹ -
- ٢٠ -
- ٢١ -
- ٢٢ -
- ٢٣ -
- ٢٤ -
طلب صغنن بخصوص الرواية
- ٢٥ - الجزء الأول -
- ٢٥ - الجزء الثاني -
اعتذار والفصل القادم
- ٢٦ -
- ٢٧ -
- ٢٨ -
- ٢٩ -
- ٣٠ -
-٣١-
- ٣٢ -
- ٣٣ -
استفتاء مهم تاني
اخبار هامة بخصوص الرواية وتوضيح
- ٣٤ - الجزء الأول -
- ٣٥ والأخير-
توضيح ومناقشة ختامية
الجزء الثاني
اعلان هام

- ٣٤ - الجزء الثاني -

44.2K 1.4K 128
By Batoulg7

ألقت بالأوراق جانبًا وأنفاسها تتهدج بإرتباك عن كل ما وجدته عنه ما الذي يعنيه بالموت! وما لعنة تشويقه اياها بالمزيد من الرسائل الغامضة وسط التاريخ والأساطير!

مزقت الغلاف الذي لا تدري ما الذي قد تجده عنه يؤدي للمزيد من البشاعة فهي بعد كل هذه التفاصيل لا تستبعد أن يكون رجلًا قاتلًا وهي لا تعرف بعد فبدأت اعينها تتلهف بقراءة المزيد..

الخطاب الثامن.. واليوم السادس للجحيم المُقيم الذي احيا به

العمل لا يُفيد، الخمر لا تُنسيني، أريد أن اذهب إليك أطلب المغفرة عن افعالي.. ولكن يقف بيني وبينك سنوات تصرخ بي بأن الرجل لو اظهر ضعفه مصيره سيكون الموت! 

ليس لديك أدنى فكرة كم أنا ملتاع لرؤية عينيكِ العسليتين حتى لو سنتشاجر سويًا.. 

وليس لديك أي فكرة كم أن خائف من اظهار نفسي أمامك على حقيقتي!

سأكرر سؤالي بآخر الخطاب 

هل لا زلتِ تعشقيني روان؟

هل ستهربين من هذا الرجل الدنيء أم ستغفري له عندما تعرفي أنني تركت كل هذا خلفي!

هل ستبقى نظرتك لي نفس النظرة وانتِ تظنين أنني مجرد محامي شاب ناجح حققت الكثير في خلال عمري الصغير!

روان اعلمي أن كلماتي لكِ واعترفاتي ما هي إلا سبيل اعدو به إلي أن اصل إليكِ بكل ما كنت عليه وما أصبحت عليه..

اقتربت من الموت مرتان، مرة وأنا معها بعد خيانتها لي وأنا الازمها لعامين كاملين.. 

ومرة عندما كنت في نهاية عامي الثلاثين بهذه الحياة الكئيبة..

قصدت أن اكتب لكِ كل التفاصيل بهذا الخطاب وانا مستيقظ، بكامل ما اتذكره، وبكامل البشاعة التي لا أدري هل ستغفريها لي أم لا..

ولكنني أثق بكِ.. عشقك النقي سيغفر لي..

وذكائكِ لن يتوقف للحظة أمام إدراك أنني قد تغيرت بالفعل، ابتعدت عن كل القذارة، ولكن بعد ما مررت بالكثير..

هذا الخطاب سأقسمه على جزئين.. يمنى والشيطان الثاني..

يُمنى كما اخبرتك خضت معها - فانتازيا - السادية وأنا مجرد فتى يتحول لرجل بالغ، ولكن بعد ما رأيته من الكثير من الأدوات التي كان يُمكنني الحصول عليها وأنا محامي الشيطان نفسه واعلم ما يدور بناديه الجنسي الذي اخفى مقره عن اعين الجميع وكان لطالما يُغيريه كل فترة كي لا يتحصل عليه أحد بدأ الأمر يتغير بعقلي..

كنت أقف أمامها، احيانًا ينتابني التساؤل الخفي الصارخ بعقلي كيف فعلتِ بي هذا!

كنت ابتسم لها، مُدعيًا الإرهاق من كثرة عملي ولكن عقلي يتمزق مما أريد أن ارهقها به!

عندما كنت اتوجع، كنت انظر لها وأنا أريد أن اصيبها بنفس مقدار الآلم الذي سببته لي يومًا ما!

عندما كانت تخبرني متى سنتزوج، كنت اتحجج بعدم انتهاء المنزل ومداومتي على العمل الذي سيُفيد كلانا بعد سنوات زواجنا الأولى..

بعد كل هذا التشتيت والتفكير في الأمر عقدت العزم على أن اعطيها كل ما تمنته ثم انتزعه منها بغمضة عين!

لا شيء يساوي مقدار آلم الخيانة على الرجل روان..

لا شيء يوازي أن تتعري أمام شخص وتُلقي بكل ما أنت عليه بين يديه ثم يتلاعب بكِ

لا أدري هذا تحذير مني لكِ أم ثقة شديدة، ولكن الأمر صعب أن ابوح لكِ ولقد لقنتني يُمنى درسًا بالفعل شديد القسوة بأن التعري والظهور على حقيقتي أمام أحد أيًا من كان ستُهلكني! 

ولكن العشق يدفعني نحوك، يدفعني لأفعل كل ما لا أصدق به..

لقد آمنت يومًا أن القوة والأموال هما الحل الأمثل ولكن أمامك أنتِ لا أدري ما الذي يحدث لي!

دعوتها يومًا.. كنت احضرت برق، انهيت المنزل، وعزمت على اللهو قليلًا معها! 

قررت أن اعبث برأسها كما عبثت برأسي للكثير من السنوات.. وقتها كنت اعرف يُمنى من ستة أعوام بأكملهم وبدأت معها العام الأخير في علاقتنا ظنًا مني أنني انتقم..

بدأت بيننا تلك العلاقة بالغرفة، نعم غرفة العذاب الجحيمية كما تُسميها أنتِ ..

بدأ الأمر بمجرد ممارسات بسيطة، كعقاب وجلدات ومداعبات، ولكنني لم أقم بمعاشرتها..

توقفت عن السماح لها بعناقي..

كانت تشعر بالإستغراب وكنت اشعر بالخوف لو اكتشفت أنني فقط اتلاعب بها..

ولكنني ادعيت أن العمل هو الأهم كما كانت هي الأخرى تهتم بمنتهى الذكاء بعملها، حتى بعد كل ما امتلكته وأوهمتها أنها ستمتلكه معي.. 

لذا لم يُكفني هذا.. 

بعد شهرين لم نلتق بهما كثيرًا إلا بالاجازات لإنشغالي الدائم وتوسعت اخيرًا بمقر اكبر لعملي، بدأت في تحقيق انتقامي منها.. يُمنى لا تجد إلي الآن أي عمل ولا أي مكتب ليقبل توظيفها، علاقاتي التي اكتسبتها بسبب الشيطان الثاني كانت بدأت في تحقيق غاياتها..

في الشهر الثالث كان ستجن، كانت قاربت على فقد عقلها، بكل ما نجحت به كانت خائبة أمام النفوذ القليل الذي بدأت في امتلاك أنا!

كنت اعانقها، أهدأ منها وهي تبكي، تأتي لساعتان أو يزيد قليلًا بعد بحثها عن عمل أو انتهائها من مقابلات عمل ثم اتشفى برؤيتها ذليلة اسفل قدمي على كل ما فعلته بي.. 

وقتها بدأت اتعرف ما الذي تعنيه استجابة المرأة للمداعبات، اللمسات والهمهمات وكل هذا تعلمته معها هي أولًا.. 

لم أكن افخر كثيرًا بنفسي وقتها ولكن كثيرة ما رآيته بالمستنقع القذر الذي كان يملكه الشيطان الثاني علمني الكثير وأنا أشاهد أحيانًا علاقات كاملة تحدث أمامي.. صدقي أو لا، هناك بعض المتخلفين يريدوا مشاركة ما يفعلوه مع الجميع!

استمر الأمر بيننا لشهرين على هذا الحال، وبدأ الوقت في المرور أكثر إلي أن عبر خمس شهور.. وكنت قد سأمتها هي نفسها، ولكنني لم أسأم أي مرة كنا بها سويًا في غرفتي الخاصة..

ظللت مستمرًا في خداعها، بدأت بالسفر، سافرت إلي ايطاليا واليونان تحديدًا لأرى الكثير والكثير من نشأة التاريخ الذي اعشقه.. تركتها وحدها ولم اكترث بها.. والسبب الحاضر دائمًا كان العمل..

اقنعتها أنني انجز آمرًا مع واحدًا من الرجال الهاربين وأن هذه القضية ستُكسبني الكثير من الأموال لذا صدقتني على مضض..

عدت من سفري لأجدها تشتعل من كثرة الغضب، لقد مر ستة اشهر بالفعل والمنزل مهيأ للزواج واصبحت اعيش به وعملي بات افضل، فما السبب الحقيقي خلف أنني لا أريد الزواج؟

لقد بهتت الكثير من الحجج، لذا كان علي إرتداء الفتي الخائف من الفشل، أنا لا أريد أن افشل بزواجنا، ولا بعملي الذي يتوسع أكثر، ثم لأملك بعض الهدوء بيننا كهدنة غير مُعلنة المدة جعلتها تعمل لدي!

رآتني لأول مرة كيف اتعامل مع كل شخص اوظفه، رأيت الرعب على وجهها، وتمتعت بإذلالها أمام الجميع بالصباح وبالمساء كانت تأتي لتقضي معي بعض الوقت لأذيقها المزيد من الإهانة بالمساء..

بدأت نظرتها لي تتغير، باتت اكثر احتراسًا معي، بات الجزأ الخاضع بها يترعرع واصبحت كدمية احركها بين يدي وهي تراني ازدهر بينما هي آخذة في الذبول!

عندما علم أبي أنها تعمل لدي جن جنونه، وقتها اخبرته أنني فقط اساعد معرفة قديمة.. أبي لم يعلم قط أنها قامت بخيانتي، هو فقط يعلم أنها ورطتني مع الشيطان الثاني!

مرت أربعة أشهر بالإضافة إلي الستة شهور أصبحوا عشر شهور ، ومن جديد سأمتها.. لم يعد هناك ما يُمكنها أن تُعطيه لي أكثر! 

تركتها وسافرت من جديد بنفس الذريعة مرة أخرى، كنت اكتسبت صداقة بإيطاليا، صداقة غريبة وفريدة من نوعها ربما هي الصداقة الوحيدة في حياتي ولكنني لم أكن يومًا من يُكون صداقات..

عدت بعد ثلاثة اسابيع، انهيت بعض الأعمال، ازاح لي الشيطان الثاني عن ستارٍ جديد.. تهريبه للأعضاء البشرية..

لا أكذب أنني كنت اهاب الأمر، ولكنني لم أكن قوي الإيمان وليس لدي سوى مبادئ واهية لم تتكون وتترسخ بداخلي من الأساس، لم يكن لدي شيء يُحفزني سوى أن أكون قويًا، وأن أكون ناجحًا..

وطالما أنني انهي مجرد إجراءات روتينية تتعلق بالأوراق والرشاوي لم أكن احمل نفسي ذنب ما يحدث..

مخدرات، دعارة، وأعضاء بشرية، اسلحة.. هنا تيقنت انني علي العمل بنصيحة أبي.. 

لا تترك أبدًا أي موكل لك يُدينك بأي شيء ولو حتى بقايا غلاف علكة قد تتركه معه اثناء لقاء لكما!

وفي البداية، هذا الشيطان كان موكلي.. إلي أن اصبحت محاميه..

بدأت في تأمين نفسي جيدًا وتجميع الأدلة رويدًا رويدًا حتى لو ظن أنه يمكنه أن يؤذيني أجد ما بحوزتي يُمكنني من الوقوف له بالمرصاد!

مر الوقت اكثر وانا غارق بطيات تجميعي للأدلة وبنفس الوقت علاقتنا تتوطد كثيرًا إلي أن صرخت يُمنى يومًا بوجهي قائلة أن ميولنا أمر وزواجنا أمر آخر وأنها لن تنتظرني أكثر من هذا.. 

لقد بلغ الوقت حينها عامين كاملين من خداعي لها.. 

ولقد كانت النهاية بليلة واحدة استمر صداها داخل نفسي إلي اليوم..

 كنت محترسًا كثيرًا معها دائمًا بكل جلساتنا كي لا تأخذ هذه الأفعى ذريعة أنني قمت بإيذائها وتبلغ عني.. فأنا لم اعد أأمن مكرها ولا خديعتها.. إلا بعد أن صرخت بوجهي!

ذاقت مني عذاب مختلف عن أي مرة سابقة، فلقد اصبحت مخضرمًا الآن بما افعله، وبعد قراءة الكثير ورؤية الأكثر وامتلاك كل ما يؤهلني لإيذائها جعلتها تفقد عذريتها المزيفة بأداة.. ولقد صورت الأمر بأكمله وسجلته لأخيفها ولأتشفى كما خانتني يومًا ما!

لو رأيتِ يومها الصدمة البادية على وجهها وكأنها تظن أنها فتاة بالفعل كنتِ لفقدتِ عقلك من تمثيلها البارع.. أنا نفسي اوشكت على التعاطف معها.. 

ولكنني ابتعدت..

اخذت خطوتان للخلف وشاهدتها بتقزز ثم جذبتها من شعر رأسها وهي تصرخ بالكثير وتنطق بكلمة الأمان ولكن هذا بأكمله لم يكن ليُكفيني.. قمت بحبسها بواحدًا من الأقفاص التي ارتعبتِ عندما سألتِ عنها بالغرفة.. ظلت اسيرة لمدة اربعة ايام..

لم اكترث لعائلتها التي ستسأل عنها، لم أكترث لأي لعنة.. لم اكترث لصوت بُكائها وهي تُناشدني أن اتوقف.. لم أقل شيئًا.. فقط انتظرت إلي أن اختفى عن جسدها كل العلامات التي تؤدي لإدانتي.. 

كانت هذه الأيام هي الأفضل على الإطلاق وأنا آراها تتألم، لم أُصرح لها بأي مما اعرفه عن قذارتها، كنت اريدها أن تظن أنني أنا الجاني بهذه العلاقة.. وعندما تيقنت من عدم وجود أي علامة تدينني وتأكدت من قوة وسلامة وظائفها الحيوية وأنا ملازم للصمت خرجنا سويًا بسيارتي وتركتها بالقرب من منزلها مخبرًا اياها أنني لم اعد اريدها بعد الآن!

وأنا عائد بطريقي آمرت السائق بأن يذهب ويترك لي السيارة.. لم يكن يُلازمني سوى الفتى الضعيف!

بكيت كثيرًا، وانتحبت كما الصبيان، والتزمت ستة أشهر لا اكترث بأي لعنة سوى علاقتي مع الشيطان الثاني بالصباح والخمر بالمساء.. 

وبعدها انغمست في علاقات بالكثير من الخاضعات لكوني محامي الشيطان الذي يملكهن بسهولة.. 

حاولت بعدها تولي الكثير من القضايا، ونجحت بعد مثابرة كريهة على العمل، منعت يُمنى من أن تطأ قدمها أي مكان يخصني سواء العمل أو المنزل وحتى منزل والدي..

جمعت الكثير والكثير من الأدلة تجاه الشيطان الثاني، اتتذكرين برسالتي السابقة تشبيهي له ببوليفيموس.. وهكذا خدعته..

ولكنني لم اخدعه سوى عندما حدث أمرًا قلب حياتي رأسًا على عقب.. سأتركه للرسالة القادمة..

فأنا أريد أن انهي هذه القصة الكئيبة بأكملها ولم يعد لدي المقدرة على تذكر الكثير من الأمور..

بدأت رويدًا رويدًا في الإنسحاب مع بقائي على اتفاقنا في تسهيل الإجراءات له.. وبليلة دعاني بعشاء، ورأيت فتاة لديه اردت أن امتلكها! فآتت معي لمنزلي وبقيت معي لشهور..

لم أكن اثق بها بعد ولكن بعد مراقبة عن كثب تيقنت أنها لا تتكلم العربية ولا تفهم شيئًا وليس على القلق بشأنها، ولكن هذه الفتاة أشد من رآت بي جانبًا غريبًا من ساديتي لم أكن اتوقع أنه يتواجد بداخلي بالفعل..

دعينا نأخذ هدنة قليلًا وسأخبرك بعدها كيف تخلصت منه!

 التسع سنوات التي قضيتها مع هذا الشيطان في حربٍ كان على أن انتبه كثيرًا خلالها - منذ الثالثة والعشرون إلي عامي الواحد والثلاثين كنت قد انهكت كثيرًا من كثرة اعمالي القذرة التي استمر بها معه وحدث لي بصحبة هذه الفتاة أمرًا جعلني استيقظ من مستنقعي الممتلئ بالوحل!

بعد تسع سنوات كان اوديسيوس ملك ايثاكا  عائدًا من حرب طروادة ولاحظ جزيرة كبيرة يُصدر منها أصوات الماعز، وكان معه اثنا عشر فردًا ولقد كانوا جائعين ومنهكين من رحلتهم ولم يكن معهم سوى الخمر فحطوا رحالهم على هذه الجزيرة ظنًا أنهم سيجدوا طعام يسد نهمهم وجوعهم..

دخلوا الجزيرة بالفعل وعثروا على قطيع ماعز ضخم خارج كهفًا وداخله كانت توجد كل أنواع الطعام التي كانوا لا يتوقعوا حتى أن يجدوها وكانوا يسترقون النظر الى الكهف حتى رأوا بوليفيموس قادمًا فشعروا بالفزع لأنه كان عملاق مخيف ذو عين واحدة.. 

وهذا النوع من المخلوقات هو صقلوب من الصقاليب - وباليونانية (سايكلوپس) وتعني دائري العين -  المشهورة بأساطير الإغريق، وكان هو اشهرهم.. وهو ايضًا ابن الإله بوسيدن إله البحر!

بعد أن تناولوا الطعام وحاولوا الفرار منه لم يستطعوا لوجود الفرق الشاسع بين اجسادهم، فلم يجد اوديسيوس سوى الخداع.. 

اخبره أن اسمه لا أحد، وسقاه الخمر وجعله مخمورًا، ثم سمل عينه الوحيدة برمح مشتعلًا اثناء نومه وهرب هو الستة الباقون ببطون الماعز لخارج الجزيرة والستة الآخرون كان قد التهمهم بوليفيموس بالفعل..

استمع له الآلهة وهو يصرخ آلمًا وكلما سألوه من فعل بك هذا قال لهم مجيبًا أن "لا أحد آذاه" ..

وهذا بالفعل ما فعلته.. لقد اصبحت لا أحد بالنسبة للشيطان الثاني.. وخدعته وقتها بأن هناك الكثير تحت إمرته.. وانني اساعده كما أنا، ولكن في حقيقة الأمر أنني القيت به بطريقة غير مباشرة في السجن وحُكم عليه بالسجن المؤبد بعد عام ونصف من المرافعات..

أرسلت بكل الدلائل لرجل يكرهه وينافسه بقذارته دون أن يعرف أحد من أنا بعد الكثير من التخطيط للأمر روان..

شددت الحراسة حولي، خوفًا من أي فعل قد يفعله وخوفًا من يُمنى التي تحاول الوصول لي من وقتها، وجعلت أبي يعمل على الأمر معي ظنًا أنني اريد الإنتقام منه بسبب ما علمته عنه لاحقًا وأنه كان رجل يتاجر بالممنوعات ونفوذ أبي وحده ساعدني اكثر على الإيقاع به..

كنت رجل شريف أمام والدي وأمام الجميع.. ولكن حقيقة الأمر أن من جعلني افعل هذا هو مجرد فتاة..

الموت الذى ادى إليه الشر كنتيجة حتمية..

هذه الفتاة تُشبهها!

ربما خدعت الجميع، وانغمست في الكثير من المستنقعات المليئة بوحل الدنس ولكنني نجون وكفرت عن ذنبي بتسليم هذا الرجل..

لم يتبق سوى القليل بعد..

والآن..

هل ستهربين من هذا الرجل الدنيء أم ستغفري له عندما اصبحتِ تعرفين أنني تركت كل هذا خلفي بالفعل؟!

هل ستبقى نظرتك لي نفس النظرة وانتِ تظنين أنني مجرد محامي شاب ناجح حققت الكثير في خلال عمري الصغير؟!

هل تريدين معرفة كيف غيرت هذه الفتاة حياتي وانقذتني من المستنقع القذر..؟

اتعرفين كيف واجهت الموت؟

أشك في هذا..

ولكنني أعلم أمرًا واحدًا وأنا على يقين تام به

أنا اعشقكِ روان..

ولا يزال هناك بقية للقصة.. ولكن ابطالها سيكونوا أنا وأنتِ فقط..

وهناك أمرًا واحدًا فقط يتبقى لتعرفي الحقيقة كاملة.. ولماذا اجبرتك على الزواج مني..

وهناك دليلًا دامغًا قاطعًا على كل ما قلته.. 

فلقد تعلمت أن كلمة دون دليل ملموس هي مجرد ثرثرة واهية! وأنت التي تستحق هذا الدليل..

هل لا زلتِ تعشقيني روان؟

زوجك.. عمر يزيد

جلست بصدمة شديدة، عقلها لا يستطيع التفكير أكثر من هذا، لقد تاهت بين الكلمات والأدلة والقصص التاريخية والكائنات الغريبة، الخيانة وانتقامه منها بمثل هذه الإهانة، هذا الرجل الذي كان يتاجر بكل الممنوعات.. خاضعات، وموت ماذا الذي يتحدث عنه؟!

وكأنما الشلل الفكري سيطر على عقلها وتفقدت الوقت ناظرة لساعة الحائط بعسليتيها لتجدها قاربت الثانية عشر مساءًا.. وتسائلت كيف يُمكنها حتى النظظر بوجهه؟ وهل ما فعله بأن يُسجن هذا الرجل يشفع له؟! ما الذي يتبقى حتى تعرفه؟ عليها الفرار من كل هذا!

- مش هنروح بقى يا ابني؟ 

افاقه صوت سائقه "محمود" الذي لم يكن ليستمع إليه سوى بعد أن تلمس ذراعه فرفع نظره وحاول تركيز فحميتيه الثملتين متفقدًا من هذا الذي يتحدث له وبعد اعجوبة استطاع التعرف عليه!

ظل ناظرًا له ليُنادي به مرة اخرى برفق:

- يالا.. الوقت أتأخر اوي

أومأ له بالموافقة ثم نهض يترنح فاسنده الآخر بعفوية ليتوسله بنبرة شارفت على البُكاء:

- كفاية.. بلاش ضهري بقى تآني ارجوك

تعجب منه وابتعد بلمسته عن ظهره وحاول أن يوصله للسيارة وبعد مجهود منه فعلها وانطلق به عائدًا للمنزل ولأول مرة يراه سائقه بهذه الحالة الغريبة الشديدة من الثمالة..

تركه بعد عناء معه ليصعد بمفرده نحو غرفته ولم يُرد المساعدة من أحد وبداخله لا يدري ما الذي يحدث له سوى أنه يريد الهرب من والده ومنها ومن كل شيء في الحياة!

ولكن قدماه ساقاه دون دراية منه ليفتح باب الغرفة فانتبهت هي من نعاسها الذي بالكاد لمس عينيها وهي جالسة على نفس الكُرسي بغرفتهما وشعرت بالخوف لوهلة ولكن عندما رآته ثملًا اطمئنت قليلًا أنه ليس غاضب ونهضت وهي تتوجه نحوه فأوقها مناشدًا:

- ارجوكي متقربيش لا اؤذيكي

تعجب بداخلها على قوله ثم رطبت شفتيها وهي تتفقده ثم سألته بحذر:

- وهتؤذيني ليه؟

ظل ناظرًا لها يُشاهدها لبرهة ليراها تقترب من جديد نحوه وكل ما قصدته هو أن تحاول أن تُجلس جسده المُترنح فابتعد هو للخلف وحدثها بنبرة على مشارف البُكاء:

- مش عارف.. زهقت من كل حاجة .. زهقت بجد . بس بحبك ومش عارف أعمل إيه ..

رمقته بإستفسار لينظر لها بصعوبة ثم فجأة انتحب وهو يحاول أن يمنع نفسه عن البكاء لتتعاطف لرؤيته بهذه الطريقة ثم بدأ بُكائه في التعالي لتشاهده وهي لا تدري ما الذي اصابه ولم تكترث لمنعه اياها من الإقتراب واندفعت نحوه متأثرة بما يمر به، وكما قال أوفيد، أحيانا ما تكون الدمعة أقوى من خطاب.

يُتبع..

ناقص فصل وحيد على نهاية الجزء الأول

يا إمّا هيكون يوم الجمعة إن شاء الله يا إما التلات الجاي..

غصب عني معلش ..

دمتم بخير..

Continue Reading

You'll Also Like

6.9K 200 31
فتاه عاشت حياتها لا تشعر بألامان لا احد يهتم بها او يحبها تشعر انها منبوذه الجميع لا يكترث لأمرها البكاء صديقها و الحزن حليفها الوحيد اكثر شخص احب...
56.8K 2.5K 14
"ولو فرضنا أنه من الممكن أن تتلاقى الأرواح فأخبرني كيف من الممكن أن أشعر بجسدك وكأنني أعرفه عن ظهر قلب ؟! " "عائلتان لم يجمعهما يومًا سوىٰ الدماء و...
69.2K 1.7K 19
"لا تتجاهل شخصًا يهتم بك دائماً ، فإنك يوماً ما ستدرك أنك خسرت الألماس ، وأنت مشغول بتجميع الحجارة". لم أكُن أعلم أنه سيأتى اليوم، وتتحول صداقتنا إلى...
5.3M 156K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣