- ٣٠ -

53.5K 1.6K 346
                                    

في صباح اليوم التالي..

تفقد مظهره بالمرآة وهو يرتدي ملابس غير رسمية مناسبة لزيارة افراد عائلته اليوم، بداخله يميل أنه قد قرر قرار سيء بالفعل لموافقة "روان" على ذهابهما ولكنه لا يريد أن يُثير المزيد من الشكوك.. 

على غير هدى ظن أنه يسير نحو الأفضل معها، هو لا يريد أن يخسر هذه المرأة بكل ما يشعر به تجاهها، وبنفس الوقت لا يريد أن يخسر ذلك البناء الذي شيده لسنواتٍ كثيرة من رسم صورة معينة لنفسه بأعين الجميع.. على كلٍ كان هذا سيحدث عاجلًا أم آجلًا، الواقعية كان لابد لها من التدخل بين طيات الماضي الذي يعيش به!

خلل خصلات شعره التي لم تتعد أي منها طول سبابته ومنذ أمس تتكرر كلمات عدة برأسه، كلمات ظن أنه لن يكون عليه أن ينتبه إليها ولا يكترث لها، وبالرغم من محاولاته أن يُشغل عقله عنها لا يزال صدى صوت والده يستمع له بأذنيه وكأنه لتوه اخبره بكل احكامه ليلة أمس وليس من سنواتٍ كثيرة مضت!

- مش مكسوف وانت عامل فيها زي الستات كده؟ شعرك ده مخليك شبه البنت الصغيرة! امتى هتبقى راجل بقى؟

يومها رد مُجيبًا على سؤال والده المتهكم الذي ظنه حقيقي، لم يكن يُدرك وقتها بعقل صبي في الثالثة عشر من عمره كيف يتعامل بل وسيتعامل عقله مع ما يُخزنه من صورٍ عديدة عن الأمر.. لقد قال أن زملائه بالمدرسة يفعلونها وليس هناك ضرر في ذلك وسرعان ما اتهمهم والده جميعًا بأنهم سيكونوا اشباه رجال بمظاهرهم ولن يحترمهم أحد..

بعدها، بخمس سنوات، وهو في الثامنة عشر، في عامه الثاني الجامعي، بعد أن باتت النظرة وحدها كفيلة بتميزه بجسده المتناسق الرياضي، وبلحيته النامية، كل ما فيه كان يدل على الذكورة بعيدًا كل البعد عن مظهر الفتيات.. فعلها من جديد، لقد كان يكره الشعر القصير منذ أن كان مجبورًا على ازالته بأكمله في المدرسة الداخلية وهو صغير، تركه ينمو وينمو إلي أن عقده مرة ويا لفداحة ما ارتكب، لم يكن يقصد الأمر أبدًا.. ولم يكن ليُحب أن يستمع من والده هذا الكلام الذي ظل مُعلقًا في رأسه إلي الأبد!

- يا فرحتي ببنتي البكرية عُمر وهو مفرقش عن الستات في حاجة، يا ترى هتستنى من القاضي براءة لموكلك وانت عامله فيها واحدة ست؟ ولا عايز اللي يتوشوش من ورا وضهرك وهو بيشاور عليك ويقول يزيد الجندي مخلفش راجل زيه؟ ولا بالمرة يقولوا إنك بتعمل كده علشان بتحب الرجالة؟ 

لغاية امتى هتفضل غبي وانا بعلم فيك؟ لغاية امتى هبطلك فشلك في كل حاجة في حياتك؟ دراسيًا فاشل ومبتعرفش تقول كلمتين على بعض زي الجبان، بتجريلي ورا واحدة بكرة تبهدلك، وكمان شكلك ومنظرك يقرف، كمل يا ابني وماله، قربت تحسرني على ابني اللي بقى ابتلاء من كتر فشله! مبقتش فاهم انت بتعمل فيا كل ده ليه؟ متعلمتش مني ولو حرف واحد؟ ازاي مسمي نفسك راجل لأ والبكري اللي المفروض نعتمد كلنا عليه وانت بمنظرك ده وحالك المايل؟! 

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن