- ٣٣ -

52.7K 2K 454
                                    

لا تنسي التصويت اختي الكريمة يعني!

دخلت لتراه يتجه نحو قهوته وهو يُمسك بها مقتربًا من تناولها فنادته بجدية:

- عمر، أنا عايزة اتكلم معاك..

التفت لها بمنتهى الهدوء الذي استفزها بداخلها فهو لا يبدو بملامحه هذه الآن كرجل لتوه خاض جدال بصحبة أخيه واكتفى بإعطائها نظراته المنتظرة أن تتحدث ولتقل ما تريد واخفى ببراعة ذلك اللهيب المتقد بداخله الذي لم بكل الأحداث التي لا ترأف به منذ معرفتها وهو على يقين إن لم تتعقل معه بكلماتها لا يدري إلي متى سيُسيطر على نفسه أمامها:

- أنا سمعت كل كلامك انت وعدي!

قلب شفتاه وهو يومأ بالموافقة وانتقل ببرود ليجلس على كرسي مكتبه بينما لم يُردف بأي كلماتٍ أخرى ليتصاعد غيظها الكامن بعروقها فهتفت به:

- مش عايز تقول حاجة؟

ادعى الإنشغال بمطالعة بريده الإلكتروني واكتفى بالرد ببرود:

- سامعك..

ضيقت عينيها بغضب واقتربت تتجه منه ثم كلمته بحنق استطاع الإمساك به بطيات صوتها المتكلم:

- عمر، أنت قولتله كلام جامد اوي ما ينفعش يتقال، وبعدين الكل كان مبسوط.. مكنش ينفع تكلمه بالطريقة دي وهو اول مرة يبقى ضيفنا!

رمقها بنظراته المتفحصة وهو يرتشف من قهوته لتنتعش ذاكرتها بسبب جلسته تلك بهذه المرة التي دخلت عنوة عليه بمكتبه ولوهلة شعرت أن حظها سيء لتصرفها يومًا ما بإندفاع، فلولا ذهابها له بنفسها لما كانت انقلبت حياتها رأسًا على عقب بسبب معرفته وقررت بداخلها أن تعدل عن غضبها وغيظها وأن تحاول التحدث بطريقة أفضل حيث أن تحدي رجل مثله، وبعد تجربتها للكثير معه، لن يكون تصرف ذكي منها!

وضع قهوته جانبًا ثم عقب ببرود أبدع به وهو لا يزال يتفحصها برمقاته الثاقبة:

- ده اخويا ومن حقي اكلمه بالطريقة اللي اشوفها صح، اطرده أو اضايقه أو ازعله، متدخليش في الموضوع!

اشعل احدى سجائره وتظاهر أنه لا يكترث بينما بداخله اوشك على الإحتراق ليُسبب لها المزيد من الإستفزاز ولكنها حاولت التماسك ثم قالت:

- عندك حق، علاقتكم خاصة بيكم بس ده بيتي وبيتك، وأنا عزمتهم يقعدوا معانا يومين، كانوا في منتهى السعادة هنا طول الأيام اللي فاتت، وعدي متعرفش قد ايه فخور بيك وبيحبك وبيحترمك وبيشوفك مثله الأعلى، أنت كنت قاسي اوي بكلامك معاه، وكمان اللي بتعمله معاه فعلًا مش طبيعي، يا ترى فكرت للحظة واحدة أن عدي ممكن يكون معاه حق في كلامه، كراهيتك ليه وبعدك عن أُسرتك وأسلوبك وطريقتك، كل ده مش طبيعي..

يا لها من غبية، لا تعرف بعد كيف تتعامل مع محامي مثله، حيلته هي الكلمات وإيجاد الثغرات بالكلمات المكونة للقواعد والقوانين، ولقد أصبح مخضرمًا بهذا الأمر.. هيا، فلتبدأ هذه الجلسة ليرى إلي أين تريد الوصول!

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولWhere stories live. Discover now