- ٦ -

86.1K 1.7K 339
                                    

- الفصل السادس - 

توقف لوهلة ثم تمعن بوجهها محدقًا اياها بإبتسامة هادئة جعلتها تتسائل بعقلها ما المُضحك في الأمر لينطق مجيبًا:

- شكلك حلو أوي النهاردة!

حسنًا.. شكرًا لك.. ولكن هذه ليست الإجابة المرجوة من قبلها، لقد ظنت أن الإجابة على مثل هذا السؤال ستكون بنعم أو لا، ولكن أن يُطري على مظهرها، هذه ليست إجابتها..

ما لا تعرفه هي بعد هو من تتعامل معه، عقله، طريقته في الحوار والنقاش، لن تنجو أبدًا أمامها، ربما ستدرك ذلك ولكن بعد الكثير والكثير من الوقت.. فهو لا يزال لغزًا لها لا تستطيع حله!

اكتسبت ابتسامته معنى آخر تمامًا وخصوصًا عينيه الثاقبتين جعلتها تتوتر من تواجدها أمامه ليُباغتها بمزيد من الحديث:

- أنا مش سادي، ومن سؤالك يا إما دورتي يا إما تعرفي أصلًا معلومات عن الراجل اللي زيي.. بس شكل معلوماتك مش كفاية، يبقى انتي تسأليني وأنا اجاوبك.. كملي.. عايزة تعرفي إيه؟

نظفت حلقها وهي تتفقده في حيرة والإرتباك بداخلها يتصاعد بطريقة غريبة، ولكنها عليه أن تجد حلًا لهذا الأمر، وفي نفس الوقت وجودهما مقتربان بهذه الطريقة يوترها ويسلب أنفاسها خاصةً بنظراته تلك لتشعر أنها بداخل قفص محاصرة بوجوده حولها في كل مكان وبالرغم من أن كلماته واضحة وبسيطة تشعر وكأن كل إجابة ينطق بها غير كافية وليست مُقنعة!

رطبت شفتاها بعد أن ابتلعت وهمست له بملامح مستفسرة:

- هل ده معناه إنك هتكتفني وتجبرني على حاجات أنا مش عاوزاها، يعني هو الموضوع هيبقى فيه عنف وإجبار وخلاص؟

ساذجة، هو بالفعل يمارس معها التجاهل العنيف منذ البداية، لكنها لم تلحظ بعد.. وفي نفس الوقت هي ببساطة لم تتعامل مع رجل مثله بالسابق!

انتقلت شفتاه لإبتسامة ماكرة لأحدى الجوانب وهو يتفقدها مليًا، يداه لا تزال حول خصرها، بل شعرت حتى أنه يحاول أن يُقربها له أكثر ثم اجابها:

- هاعمل حاجات كتير، حاجات من اللي قولتيها هاعملها فعلًا، ولكن أهم حاجة إني مش هاعمل غير اللي توافقي عليه، ولو كنتي عايزة تفاصيل فهنتفق اتفاق محدد جدًا فيه كل حاجة من أصغر التفاصيل لغاية التفاصيل الأكبر والأعم والأشمل، وكله هيكون بموافقتك.. أنا مبجبرش الستات على حاجة!

كاذب.. كاذب.. كاذب.. يتيقن بداخله أنه يكذب، يتيقن لماذا هي بالتحديد الذي يريد أن يؤلمها ويُهينها، فقط ينتظر إشارة البدأ منها وبعدها سترى حقًا من تتعامل معه!

ليس بسادي، ولن يفعل شيئًا دون موافقتها، إذن لماذا يريد أن يعاقبها أو يحاسبها على أفعالها؟ هي لا تفهم.. ربما قد اطمئنت قليلًا بأنها ستكون موافقة على كل ما سيفعله، وفي نفس الوقت بالرغم من كل احاديثهما معًا ولا زال هناك جزءًا مفقودًا لا تستطيع تبينه فسألته:

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولWhere stories live. Discover now