- ١٢ -

77.2K 2.1K 395
                                    

لا تنسوا التصويت رجاءًا..

بالرغم الأوجاع التي لا ترأف بها ولكن هناك نظرات مرتابة غلفت وجهها بأكمله وهي تتفقده، نفس اللحية، نفس الشعر الفحمي الطويل، ولكن هناك أعين مُرهقة ذابلة، ونظرات غريبة للغاية يرمقها بها، أو لتصوغها بأنها نظرات غريبة عنه، وفي وقت آخر مع رجل آخر كانت لتكون طبيعية وتلقائية، لقد اتضحت مشاعر الآسف بعينيه وجعلها تظن أنه رجل آخر تمامًا..

يا ليته كان بهذا الهدوء وهذه النظرات من البداية!

قارب على التحدث وهو يتفقدها لتوقفه وهي تنظر له بعسليتين متفحصتين وأشارت بسبابتها ألا يفعل وحاولت انتقاء كلماتها جيدًا، هي بالفعل لديها تاريخًا هائلًا من تشتيته اياها، وفكرت مليًا فيما تود أن تعرفه وتسائلت في النهاية بلهجة مُحذرة وضيقت عينيها علها تفهم ما الغرض من وراء كل ما أخبره بها:

- تجاوب السؤال من غير ما تشتتني، ومتكونش اجابة طويلة، بمنتهى الوضوح والإختصار، ليه محتاجني يا عمر؟!

لانت شفتاه بإرهاق ببسمة كادت تكون غير ظاهره بين شاربه ولحيته ولكنها رآت القليل من ملامح السخرية لتتحفز له ووجد الإستفزاز طريقه إليها لتنزعج منه ولكنها تريثت أن تستمع إجابته فقال بنبرة مُرهقة بعد لحظات صمتٍ طويلة كان يبحث بها عن الإجابة:

- من ساعة ما شوفتك، قبل ما تدخلي مكتبي، من الكاميرا وانتي في مكتب باسم، حسيت إني محتاجك، زلما دخلتي وكنتي قدامي وبصيتيلي واتكلمتي واتعاملتي بشخصيتك اللي مش بفضلها في واحدة ست، خلتيني اتأكد إني عايزك، زي ما يكون فيكي حاجة غريبة شدتني، حاجة عمري ما سمعت عنها وانتي لوحدك دونًا عن غيرك اللي فيكي الحاجة دي.. واحنا جربنا سوا ومنجحناش.. علشان كده أنا محتاجك لأن انتي البنت الوحيدة اللي خللتني عايز اقرب منها وعايز أحاول معاها بدل المرة مرات وعمري ما في مرة زهقت من المحاولة! أنتي غير أي حد يا روان..

عقدت ذراعيها وهي تحاول التركيز في كل حرفٍ قاله، يتلاعب بتلك الإجابة الطويلة ولكنها لن تتركه وشأنه حتى لو كان يتثاءب وكل ما به يصرخ للنوم فسألته مجددًا:

- يعني الموضوع كله علشان شكلي، زيك زي أي راجل تاني، مش كده؟

أومأ لها بالإنكار ثم اجاب بصوتٍ مُتعب:

- لو كان الشكل هو السبب كان زماني اجبرتك ونمت معاكي وسيبتك وخلاص!

باغتها بجرأته الصريحة لتُشده ملامحها فردت مُندفعة:

- ومين المتخلف اللي قالك إني هاوافق على ده أو هقبله! حتى ولو كنت معجب بشكلي وحتى لو كنت عايز إن الموضوع بيننا يبقى جسدي بحت، ولو قدمتلي كنوز العالم كلها مكنتش هوافق..

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولWhere stories live. Discover now