- ١٨ -

86.2K 2.2K 389
                                    

لا تنسي التصويت باااليز..

اكتفى بمتابعة هذه الطرق الغريبة التي امتلئت بالكثير من المساحات الزراعية التي لم يرها قبلًا وهو هادئ تمامًا لا يُغادره سوى صوت أنفاسه ووالده بجانبه منشغلًا بكتاب يُطالعه ولم يشكو طول الطريق وهو ينتبه على تلك المناظر الخضراء وهو يتابعها بمنتهى الإهتمام وتناسى تمامًا حديث والده ووالدته قبل أن يغادر المنزل بل وزجر ابيه له العنيف ألا يقوم بضرب الجرو مرة أخرى وإلا سيُعاقبه بالمرة القادمة..

لوهلة ببراءة طفل صغير بالعاشرة من عمره شعر بأن كل ما يراه هو تجربة جديدة له، يُريد أن يذهب ليستكشف المزيد من تلك الحقول التي لم يتواجد بها ولكن بمجرد توقف السيارة شعر بالتردد قليلًا أن يغادر إلي أن سمح له والده بأن يفعل فترجل للخارج..

بعد قليل من الوقت من تلك المصافحات وهو لأول مرة يعلم حتى أنه يملك الكثير من أبناء أعمامه وعماته الذي لا يعلم عنهم شيئًا ورؤية خالته "ماجدة" التي يتذكر يومًا أنه رآها ولك كان هذا منذ سنوات حيث أنها قامت بزيارة إليهم فهي اخت والدته وزوجها هو عمه "سامح" الذي قد اخبره والده أنهما آتيا ليُساعداه بشيء في العمل ولم يكن يُدرك بعد ما الذي تعنيه الإنتخابات!

انتقل ليجلس مع جميع الأولاد ومن هم بعمره وهو يتفقدهم بطريقة غريبة ولاحظ اختلاف ملابسهم نوعًا ما عنه فاكتفى بأن يبقى في ركن وهو يحدق بأعين الجميع وهو كل ما يريده أن ينهض ويغادرهم ليذهب لتلك الحقول التي لم يتواجد بها قط!

تحدث إليه ابن خالته وعمه الذي تعرف عليه للتو وعرف أنه يكبره بخمسة أعوام ثم سأله:

- عارف أنا مين يا عُمر؟

رمقه ببعض الإستغراب ثم أومأ له بالموافقة وقال بتردد:

- ايوة، أنت أنس

ابتسم له ثم حدثه مقترحًا:

- طيب شاطر، تحب نخرج برا شوية، الكل برا بيلعبوا

ازداد تردده بداخله فهو لا يُريد أن يُسبب مشكلة مع والده فأومأ له بالإنكار وحدق بالفراغ ليناشده "أنس" مرة ثانية:

- يالا تعالى معانا.. هتنبسط اوي.. هتعمل حاجات كتيرة جديدة وهخليك تلف البلد كلها!

لاحظ "أنس" تردده الشديد وهو يومأ بإرتباك بالرفض فأخبره قائلًا:

- انت قلقان كده وخايف من ايه؟ محدش بيقعد في البيت دلوقتي واحنا اجازة.. يالا.. ماما قالتي اخدك معانا واوريك حاجات كتيرة وصدقني هتتبسط

ابتلع وهو ينظر له ثم سأله بإهتزاز جلي بصوته:

- هو، هو احنا هنروح عند الزرع ده؟

اشار بسبابته خارج النافذة المُطلة على حقلٍ شاسع لا يستطيع أن يرى آخره ليجيبه الآخر:

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولWhere stories live. Discover now