- ٣٤ - الجزء الأول -

44.1K 1.3K 177
                                    

منذ عدة ساعات..

تابعها بفحميتيه وهي تتشبث بملازمة "هدى" لها وجميع من بالمنزل قاصدة أن لا يحصل عليها بمفردها أبدًا ليبتسم داخل نفسه على تصرفها الطفولي وكأن كل هؤلاء سيستطيعوا أن ينتشلوها منه؛ هذا لو ارادوا حقًا، لن يستطيع أي مخلوق أن يفعلها!

حسنًا ما الذي ستفعله عندما يُصبحا بمفرديهما معًا بالمساء؟ بأي حيلة وبأي كلمات ستستطيع الدفاع عن نفسها؟ هل ستُشبه نفسها بأخطبوط هذه المرة وأن يدها ارتطمت به دون قصد لتدفعه للضحك مرة أخرى؟

لم يستطع نسيان ملامحها حتى بعد أن ذهب الجميع، بالرغم من كل تلك الأحداث التي لا يكره أكثر منها بتواجد الكثير من الأشخاص حولهما ووداع هذا وذاك وما يشعر به تجاه "عُدي" منذ أن تواجها صباح اليوم، لا يزال يتذكر ملامحها التي تدفعه بشدة على الإبتسام!

وقف لبرهة شاردًا فيما سيفعله معها، هو لا يقبل فعلتها أبدًا، ولديه بالفعل الكثير من التخيلات التي يستطيع عن طريقها اصابتها بتوضيح دائم بصحبة ذكرى ستكون الأسوأ لها على الإطلاق أنها لا يُمكنها أن تتعدى حدود جلية لها، ولكن ما العمل بعدها؟ ما العمل بعد أن يُذيقها بعقابه على ما فعلته؟

هو ليس بغبي، هذه المرأة لن تقبله، ستكرهه لو فعلها، وقد عشقها، أُصاب بعشقها دون وعي منه ولا دراية، وأن يُهدد هذا العشق بأفعاله التي لا توافق عليها ستكون بداية لعنة جديدة ولقد سأم هذا العذاب الذي يواجهه كلاهما كل فترة!

ربما سيتحدث معها، بطريقته، لن يقوم بفعل أي نوع من أنواع العذاب الجسدي، ولكن عليه أن يُلقنها درسًا واضحًا أن إن حدث وفعلتها مرة أخرى لن يكون الأمر هينًا..

- تقصد العذاب النفسي يا عُمر؟

زفر بضيق عندما استمع لهذا الصوت بداخله يعاوده من جديد بنبرته الساخرة التي تُشابه صوته هو نفسه فحاول ألا يعيره اهتمامًا يُذكر وحاول أن يتجاهله ولكن في واقع الأمر أن هذه الهلاوس لن يستطيع التحكم بها بين يومًا وليلة مثل ما أراد!

- طب وقرارك أنك هتحاول علشانها؟ مش عقابك ليها ولو بالكلام يُعتبر سادية برضو؟ نسيت اتفاقنا أنك مش هتبقى سادي معاها لأنها مش قابلة بالكلام ده؟

حاول تحاشي ذلك الصوت وذهب بطريقه إليها فللتو غادر الجميع وأخيرًا سيُصبحا بمفرديهما ليوقفه صوت افكاره المهلوس به:

- افتكر يا عُمر كل اللي كتبته ليها، فكر في التقدم اللي بينك وبينها، السادية عمرها ما هتكون مُناسبة ليها ولا تليق بيها، يا إما تتنازل عن ساديتك دي ويا إمّا تكون طبيعي زي ما هي عايزة لأنها عمرها ما هتقبل اسلوبك ده!

هز رأسه حانقًا محاولًا التخلص من هذا البغيض الذي يحثه على فعل الكثير ويكره كثيرًا أن يتعامل مع انتصاراته التي يحققها في توالي سريع وخصوصًا في كل ما يتعلق بـ "روان" وحدها وقرر بداخله أنه لن يفعل هذه التراهات فلقد طفح الكيل من محاولاته أن يُرضي هذا الضمير الخائب وأن يصبر على تصرفاتها وأكمل طريقه ليوقفه مرة أخرى:

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن