- ٢٠ -

103K 2.7K 453
                                    

ادعسي نجمة ايتها القارئة رجاءًا..

ابتعد عنها لاهثًا وهو يتفقدها في صدمة منه هو نفسه بما فعله فلقد كانت هذه هي قبلتهما الأولى منذ أن عرفها من أكثر من عامٍ ولم يكن ليتخيل نفسه بمثل هذا العنف الشديد معها فتراجع تراكًا اياها ليهمس بتلعثم:

- يُمنى أنا.. أنا آسف.. مكونتش فاكر إن..

حمحم هاززًا رأسه بإنكار وخلل شعره الفحمي الذي تستقر خصلاته على نهاية عنقه ليعقد حاجباه وأخبرها بصوتٍ مُعتذر:

- أنا بعتذرلك، مكونتش اقصد أن الموضوع يبقى فيه عنف كده..

رفعت زمرديتاها له بإبتسامة ثم هزت كتفيها وهمست له بخجل:

- أنا متضايقتش، دي أول مرة يعني تقرب فيها مني و.. ويعني، مزعلتش، بالعكس..

أخفضت من رأسها ليحدقها بنظرات مُتعجبة لردة فعلها التي لم يكن يتوقعها، فأسلوبه الهمجي منذ قليل معها لم يكن يُصدق أنه سيتعامل بها منذ قليل ولكنه ابتسم لها ولا تزال هي تخفي تلك الأعين التي يعشقها عنه ليحمحم من جديد ثم التفت ليضغط رقم الطابق الذي تقع به شقتها هي وعائلتها فيبدو أنهما استقرا بطابق مختلفًا..

عاد إلي منزله بعد أن ودعها ولا يستطيع سوى أن يُفكر في طريقته التي لم تدل سوى على العنف، لا يدري بما تُفكر هي الآن، ولكنه على الرغم من كل شيء، قد استمتع بالأمر للغاية!

صف سيارته بالمرأب التابع لمنزل والده ثم ترجل من السيارة ودخل متجهًا نحو غرفته وملامحه تحمل العديد من المشاعر السعيدة ولكنها لم تكتمل عندما ناداه والده متسائلًا مما جعله يشعر بداخله بالإرتباك:

- الساعة قربت على اتناشر، مش ملاحظ إن الوقت أتأخر شوية يا عمر؟

التفت نحو مصد صوت والده وحدقه بتردد كما انعقد لسانه ليسأله من جديد مُحدقًا بملامحه بتلك النظرات الثاقبة التي يعهدها منه الجميع:

- كنت معاها مش كده؟

ابتلع وهو يتمنى بداخله أن يتخلص من هذا الإرتباك الذي يندفع به كلما تحدث لوالده ثم أومأ له بالموافقة فوضع والده يداه بجيبيه بغطرسة واقترب نحوه ليخبره بتحذير:

- يُمنى دي هتكون السبب في فشلك في كل حاجة، ولا نسيت المادة اللي انت شايلها من السنة اللي فاتت، البنت دي هتدمرك وحذرتك منها مليون مرة! ابعد عنها! يا إمّا هتصرف بنفسي..

لم يتقبل بسهولة رفض والده الدائم الذي لا ينفك عنه لعلاقته بها ثم حدق به وقال بإقتضاب وصوتٍ مهتز:

- بابا.. يمنى بجد إنسانة كويسة!

رفع حاجباه وابتسم ساخرًا منه ثم زجره بجفاء:

كما يحلو لي (حوار بالعامية المصرية) الجزء الأولWhere stories live. Discover now