كما يحلو لي (حوار بالعامية ال...

Por Batoulg7

4M 91.1K 15.2K

لم يكن متباهياً بغروره وعلاقاته كالرجال، كان فقط رسمياً.. صارماً بكل شيء بحياته.. علاقاته لم يعلم عنها أحد وك... Más

مقدمة وتنويه
شخصيات الرواية
فيديو الرواية
النسخة القديمة للرواية
حقوق الطبع والنشر
- ١ -
- ٢ -
- ٣ -
- ٤ -
- ٥ -
المناقشة الأولى
- ٦ -
بعض النقاط الهامة وخبر حلو
- ٧ -
- ۸ -
- ٩ -
تعالوا اقولكم حاجة
- ١٠ -
استفتاء هام لمصير الرواية
- ١١ -
- ١٢ -
- ١٣ -
- ١٤ -
- ١٥ -
- ١٦ -
- ١٧-
- ١٨ -
- ١۹ -
- ٢٠ -
- ٢١ -
- ٢٢ -
- ٢٣ -
- ٢٤ -
طلب صغنن بخصوص الرواية
- ٢٥ - الجزء الثاني -
اعتذار والفصل القادم
- ٢٦ -
- ٢٧ -
- ٢٨ -
- ٢٩ -
- ٣٠ -
-٣١-
- ٣٢ -
- ٣٣ -
استفتاء مهم تاني
اخبار هامة بخصوص الرواية وتوضيح
- ٣٤ - الجزء الأول -
- ٣٤ - الجزء الثاني -
- ٣٥ والأخير-
توضيح ومناقشة ختامية
الجزء الثاني
اعلان هام

- ٢٥ - الجزء الأول -

62K 1.6K 205
Por Batoulg7

معلش خدوا بالكم من السرد لأن فيه التفاصيل لكل اللي روان عملته وكل اللي حاسة بيه!

- استنى يا اهبل يا مجنون.. انت رايح فين؟

حاول عدم الإستماع لذلك الصوت بداخله بينما أمسك بهاتفه ليُبلغ سائقه الخاص بالحضور وارسل له الموقع الذي استقبله من واحدًا من طاقم الأمن الذي عينه لمراقبتها وحمايتها بعد أن حاول أن يصل إليها عن طريق الهاتف ولكنه وجده مُغلقًا لينطلق الصوت بداخله من جديد:

- اسمعني يا عمر، لو خليت عصبيتك تدخل صدقني بنت زيها استحالة تقبل اللي هيحصل!

ولج للسيارة التي انطلقت حيث موقع ذلك المنزل الذي في منتصف الطريق اكتشف أنه منزل خالتها، وكل ما التخيلات بعقله لا تدفعه سوى لتخيلها بصحبة ابن خالتها المدعو "يونس".. يقسم لو أن الأمر صحيح سيقتلها!

- انت برضو هتفضل فاكر كل الستات خاينين، يستحيل روان بالذات تخون!

زجر نفسه أن يستجيب لهذا الصوت الذي ينادي دائمًا من اجلها بأعماق رأسه، لماذا لا يتوقف جزءًا منه بمساندتها منذ أن رآها؟  

- بص بقى أنا سيبتك الكام يوم اللي فاتوا وأنا فاكر أن الحب ممكن يغير شوية من تصرفاتك معاها، بس خليني اوضحلك، أنت بقيت بتحبها يا غبي! 

زفر بضيق وكاد أن يصرخ بنفي الأمر ولكنه أدرك أنه بصحبة السائق ليكتفي بالصراخ بعقله:

- اخرس يا متخلف أنت!

دوى صوت ضحكاته داخل عقله ثم استمع لصوت نفسه يتكلم هاكمًا:

- فيه ايه يا عمر، ليه بتصد مشاعرك ليها؟ علشان هي واحدة ست، ولا علشان فيها شبه من يُمنى، ولا علشان شخصيتها اقوى من شخصيتك، ولا يا ترى ده من الخوف؟ لوعند ذرة شجاعة جاوب على السؤال ده وأنا أوعدك مش هضايقك تاني الأيام الجاية.. شهرين بحالهم يكون كويس؟! 

شرد بالمقعد أمامه وهو يطنب بتفكيره في هذا التساؤل المطرح عليه من قِبل افكاره، ولسوء حظه لا يستطيع الإجابة بأن المصداقية وكل الصراحة هو كل ما سبق! 

- كمل في سكوتك يا غبي، بس بنت زيها هتسيبك، لو يمنى كانت خاينة، فالبنت دي كرامتها فوق كل حاجة، مش هاتستحمل راجل سادي يا عمر!

حاول أن يكظم غيظه قدر ما استطاع لمجرد تخيل تركها اياه، ولماذا لن تفعل، لقد طالبت مرة بالطلاق، ومرات بالإنفصال، واليوم تركته بالفعل دون سابق انذار! ربما صوت نفسه يُنبهه، ولكنه لن يتركها!

- تعرف، وبما اني اقرب صاحب ليك والوحيد اللي ملازمك من سنين بعد يُمنى، أنا بجد زيي زيك، بحب السادية زيك جدًا، الكلابشات والضرب والصويت، العقاب، قوتك الجسدية قدام كل ست، بالذات الست اللي بتفهمك وبتقبلك زي ما انت ومستنية ترضيك.. عشت معاك ايام عمري ما انساها.. 

بس ببساطة يا صاحبي روان مش كده، مش زيهم، يمكن مكنش المفروض تتجوزها من الأول، أو فيه حل تاني، ابعد عن السادية واقبلها زي ما هي.. كل اللي بيدور في راسك مش هيناسب سيدة اعمال زيها.. وانا هازعل اوي لو بعدت عنها.. صدقني مش عايزك تبعد عنها وتعيش من غيرها..



ازداد شروده بإطناب مبالغ فيه حتى سائقه "محمود" قد لاحظ الأمر وقد حاول أن ينظف حلقه لمرات ثم رمقه بالمرآة الجانبية ليجده جالسًا محدقًا في اللا شيء بالرغم من أن السيارة توقفت منذ دقائق ليتدخل صوته مُعلنًا:

- احنا وصلنا..

استيقظ على صوته ليأخذ جزءًا من الثانية متفقدًا المكان حوله ليجد الثلاث سيارات أمامه وترجل سريعًا ليُقبل عليه واحدًا من الطاقم الأمني بينما أشار له ألا يفعل واكمل طريقه نحو بوابة هذا المنزل الذي كان عبارة عن منزل خاص متواضع من طابقان وبالرغم من عدم ضمانه بداخله ما الذي سيحدث عندما يراها ولكنه لا يطيق انتظار إطلاق كل ما تحمله لأجلها ودونها! 

لم تمر سوى ثوانٍ حتى قامت احدى العاملات بفتح بوابة المنزل وبعد حديث مُقتضب لم يُرد أن يتبادله معها سمحت له المرأة بالدخول عندما علمت أنه زوج ضيفة أهل البيت!

لم يأخذ سوى عدة خطوات وضحكتها الرنانة جعلت عينيه تسقط عليها جالسة بباحة الإستقبال ليجدها جالسة بمنتهى الأنوثة وفتنتها المعهودة، بنفس مظهرها منذ ساعات، تتحدث لإمرأة لم يستطع التعرف على ملامحها بعد:

- ياااه، فاكرة! طبعًا فاكرة، كنت دايمًا مبحبش الصحوبيات الكتير.. كنت مقفلة اوي!

حاولت من أن تُهدئ من واقع رنات ضحكتها التي لم يرها قط منذ أن عرفها وأكمل سيره متجهًا صوبها لترفع له وجهها غير متفاجئة أبدًا بحضوره ونهضت لتقابله بإبتسامة رائعة:

- كويس انك جيت، كنت فاكراك مسمعتش الـ voice note.. يارا بنت خالتي، عُمر.. جوزي..

التفتت ابنة خالتها التي لم تتفاجئ وقابلته بإبتسامة ودودة وقدمت يدها لتصافحه وهي تقول:

- اهلًا وسهلًا.. ازيك عامل ايه؟.. أنا سعيدة جدًا إنك جيت واننا هنقعد سوا، روان مكانتش عارفة انت فاضي ولا لأ!

تعجب من كلماتها بصُحبة كلمات "روان" بشأن قدومه ولكنه قدم يده ليُصافحها بإيماءة دبلوماسية مقتضبة كما أردف بنفس اقتضابه:

- اهلًا..

قصد أن يولي لها ظهره ونظر نحو ابنة خالتها التي حدثته بودٍ شديد وابتسامة لبقة:

- بصراحة كان نفسي اتعرف عليك أنا وراشد جوزي بشكل شخصي من ساعة الفرح.. الف مبروك.. وأكيد هنيجي أنا وهو نزوركم، بس للأسف هو مش موجود، راشد ويونس أخويا سافروا من كام يوم وهيرجعوا قريب.

أومأ من جديد ثم سلطت "روان" نظراتها عليه ولكنه شعر بها دون حتى أن يتفحص وجهها الذي لو شاهده الآن لن يجد نفسه سوى صافعًا اياها!

شعرت "يارا" بقليل من الإستغراب لصمته منذ أن قدم ولكنها تعاملت برسمية:

- اتفضل ارتاح، تحب تشرب ايه؟

اشارت له أن يجلس بجانب زوجته ليلتفت حيث الأريكة ثم تحدث بهدوء قائلًا:

- خليها مرة تانية، الوقت اتأخر وعندي شغل كتير بكرة.. 

كادت "روان" أن تنفجر ضاحكة، هو يهتم بعمله الآن ويتخذه كذريعة كي يذهب، يا له من مُضحك.. أما ابنة خالتها فتعجبت لذلك الزائر الذي لم يقض سوى ثوانٍ بمنزلهم ويريد المغادرة لترمقه بقليل من الإرتياب لتصرفه غير اللائق حيث أنها أول مرة يدخل منزلهم ليقول بثبات وابتسامة لم تتجعد لها عينيه:

- أكيد هنقعد مع بعض اكتر، لما اخوكي وجوزك يرجعوا، تصبحي على خير..

وجدت نفسها أمام اعين ابنة خالتها المتسائلتان لتدخل بنفسها مُعلنة بدبلوماسية:

- يارا، اتبسطت اني شوفتك، بس عمر دايمًا مشغول.. مش هنقدر نقعد اكتر من كده.. اتبسطت اوي لما شوفتك..

لم يكن لديها سوى الكذب الخالص، فهي لا تراه أبدًا يعمل، ولكن بعد ما تأكدت منه بمجيئه دون انذار فقد علمت أن كل هذا الطاقم من الرجال ذو الأجساد المُخيفة سيخبروه دائمًا وأبدًا بكل مكان تذهب له! وهي بداخلها تريد الفرار من أمام ابنة خالتها حتى تقوم بمواجهته، فكل هذا اللقاء بين كلتاهما لم يكن سوى لمعرفة إلي أين سينتهي عرضه الخاص بالسيطرة والتحكم، ومما فعله منذ قليل تتيقن أن لا حد له!

ودعاها ثم توجها للخارج بعد أن اخبر سائقه الخاص أن يترجل كي يعود بسيارة أخرى وقام هو بالقيادة بنفسه عائدان لمنزله لتبدأ هي في إكمال ومتابعة خُطتها كما خططت لها منذ البداية..

التفتت نحوه واخبرته بإبتسامة:

- مكونتش اتوقع أنك بعد ما بعتلك، بس بصراحة اتبسطت جدًا إنك جيت..

أية رسالة التي تتحدث عنها منذ رؤية وجهه، هو يتذكر أنه جرب التحدث لها مرتان وهاتفها كان مُغلقًا.. هل تتذاكى عليه وتظن نفسها حاذقة بفعلتها، ما لعنتها اليوم معه؟ 

حاولت تلمس يده وتصنعت أن كل ما يحدث حولها تلقائي وتحدثت بعفوية زائفة:

- تعرف، النهاردة كده لما كنت في الشغل وفكرت وفهمت ايه معنى أن الواحدة تكون متجوزة وعندها جوزها وبيتها، ده خلاني أُفكر في كل الأوقات اللي خليتها تضيع من ايدي ومشوفتش فيها قرايبي واصحابي وزمايلي اللي اتجوزا قبلي.. انا اتبسطت اوي النهاردة لما اتقابلت أنا ويارا واتكلمنا، مع إن كان نفسي تقعد معانا اكتر شوية..

استمر بصمته الذي كان اكثر من المألوف بالنسبة لها ولم يُبادلها ولو نظرة واحدة وسلط نظره على الطريق أمامه محاولًا التماسك بآخر ذرات صبره عليها لأنه لا يُفكر سوى بعصيانها الدائم وظنها بأنه تملك زمام الأمور وثقتها بأنها تستطيع فعل كل ما يحلو لها! هذا لن يستمر، لن يتحول هو للمرأة الضعيفة التابعة بهذه العلاقة!

تفقدته بأعين مُستفهمة وبالرغم من معرفتها أن الرسالة لم تصله من الأساس بسبب افسادها لرقاقة شبكة رقمها الذي لن يُرسل ولن يستقبل أي مكالمات وبالطبع لن يسمح بتشغيل البيانات فعلمت أن لابد أحدًا قد اخبره أين هي بل وأرسل له موقعها بالتحديد كي يحضر ولكنها سألته بنبرة مُكترثة:

- فيه ايه؟ أنت ليه مش بترد عليا ولا بتتكلم معايا؟

رمقها بطرف عينه بلمحة سريعة ولم يُجبها وانتظرت هي للحظات وهي تتفقد ملامحه التي تُذكرها بذلك الرجل الغريب الذي رآته ببداية زواجهما لتزفر بإحباط وتمتمت:

- اه، انت دلوقتي شغلت الـ silent mode.. بص، مش ضروري ترد ولا تتكلم، اعمل اللي أنت عايزه

التفتت لتنظر أمامها ثم امتدت يدها إلي حقيبتها لتخرج هاتفها ثم تفقدته لتغمغم بتعجب تصنعته:

- فيك ايه انت كمان، هو مالي كده فجأة كل حاجة بتحاول تنكد عليا؟!

لفتت انتباهه ليتفقد بطر عينيه ما الذي تفعله ليجدها تعيد تشغيل هاتفها عن طريق اغلاقه ثم تشغيله مرة ثانية ووجدها تفعل شيئًا بالإعدادت ولكنه تابع الطريق كي يُنهي هذه المسافة التي تفصله عن الأخذ بثأره من تصرفاتها التي لم يعد يتحملها، وكذلك؛ وضع بعض القواعد التي إن لم تتبعها سيكون عليه اجبارها على الأمر! 

تصنعت الإنزعاج ثم التفتت له ثم حدثته بنبرة نافذة للصبر:

- عمر ممكن موبايلك.. عايزة اجرب حاجة! 

لهجة آمرة!! حقًا! لن تتوقف هذه المرأة عن عبثها معه، ولكن هو المخطئ! لو كان عاملها بما تستحقه منذ البداية لكانت علمت كيف تتحدث له جيدًا..

تفقدته بتعجب ثم صاحت بإنزعاج:

- فيه ايه بقا ليه مش بتجاوب ولا بترد على اي حاجة بقولها؟

أردف مجيبًا اياها ببرود مستفز:

- لأني لو رديت هضربك!

التفت بفحميتين تعج برمقات جعلتها تتوجس:

- اسكتي خالص لغاية ما نوصل! ومتخلنيش اكرر كلمتي..

ابتلعت بخوفٍ وهي تراقب ملامحه التي لم تظهر لها بأكملها بسبب قيادته للسيارة وعلمت أنها دفعته للغضب بفعلتها، ولكن ماذا كان عليها أن تفعل؟ لقد ارادت أن تتأكد وقد فعلت، ولكنها لم تظن أن سيغضب إلي هذه الدرجة، ربما كانت خطة في منتهى الغباء منها!

حاول تنظيم أنفاسه التي تندفع بصحبة افكاره المُتخيلة لتلك الدقائق القادمة بينهما وقد ساعدته كثيرًا بصمتها ليسيطر سريعًا على المزيد من شتاته بكل ما يتعلق بها واضعًا قولًا واحدًا أمام عينيه.. هو الرجل، هو الذي تُنفذ كلماته، هو المسيطر على الأمور.. لن يقبل سوى ذلك ولن تستجيب هي سوى لذلك أيضًا ولس أمامها اختيارًا آخر!

بمجرد توقف السيارة وجدها تترجل إلي الخارج على عجالة متجهة لداخل المنزل فتبعها ليراها تتوجه للغرفة الأخرى وليست خاصته ثم فتح الباب الذي اغلقته هي منذ ثوانٍ ليدخل ووجدها تخلع ملابسها وتُلقي بها على الفراش لينزعج من عدم تنظميها حتى لذلك والتفتت نحوه وهي لا تزال مُرتدية صدريتها وبنطالها لتعقد ذراعيها وهي تتفقده بشراسة عسليتيها بينما هو واجهها برمقاتٍ مُعترضة وجمع كلتا يداه خلف ظهره وظلت نظراتهما تتقاتل سويًا للحظات إلي أن قرر أخيرًا التحدث لها..

- تعالي ورايا..

رفعت احدى حاجبيها لتلقي آمره الذي جعلها تشعر بالغيظ ولكنها تكلمت بهدوء:

- أنا مُرهقة وعايزة انام..يا ريت نأجل كل حاجة لبكرة..

تفقدها بنظراتٍ جامدة لا تدل سوى عن عدم تقبله لكلامها ليقول ببرود جعل خفقات قلبها تتصاعد تلقائيًا:

- جربي كده متعمليش اللي قولت عليه.. وافتكري اننا كنا كويسين وانتي اللي بدأتي، انتي حرة، اعملي اللي انتي عايزاه!

التفت ليُغادرها فتفقدته هي إلي أن غاب عن مرمى بصرها وشعرت بالتردد داخلها لتزفر حانقة وسرعان ما بدلت ملابسها إلي أخرى مُريحة لقميص نوم أنثوي يعانق جسدها الرشيق ويعلوه رداءه المماثل له ثم توجهت إلي غرفته لتجده بنفس هيئته ويداه لا تزال خلف ظهره ينظر خلال نافذة غرفته لتحدثه مستفهمة، متصنعة الإرهاق بنبرتها:

- نعم يا عمر! عايز ايه؟

لم يلتفت نحوها واكتفى بالرد متسائلًا:

- فاكرة كلامنا امبارح بليل؟

ابتلعت وهي تتفقده وفهمت أنه يقصد أمر "يمنى" وما يتعلق بماضيه ولكنها لن تترك عقلها للشتات فأجابته مُستفسرة:

- تقصد لما كنا برا وحكيتلي عن يُمنى واللي حصلك زمان؟

اجابها بهدوء مستفز متريثًا بنطق كل حرف:

- مش ده بس!

تنهدت بإرهاقٍ حقيقي لأنها لم تعد تستطيع فهم ما الذي يُريده وتوجهت لتجلس على الفراش خلفه بينما تحدثت بنفاذ صبر:

- قول طيب تقصد ايه بالظبط، احنا اتكلمنا في حاجات كتيرة..

لم تتأثر ملامحه البتة ولم يحاول النظر لها ثم قال بصوت مسموع نافذًا من أي مشاعر:

-  الطاعة المُطلقة منك.. في كل حاجة، الثقة، عدم الرفض، الإحترام، الإستشارة في كل افعالك، إذني وموافقتي على كل اللي بتعمليه في حياتك، الصراحة .. فاكرة الكلام ده؟

اطلقت زفرة متأففة استطاع سماعها بمنتهى الوضوح ثم استمع لنبرتها التي نقلت كل الملل:

- لا مش هنعيد الكلام ده تاني بجد!

ترقب سماع التالي منها فهو لن يُثرثر بالمزيد وبعد لحظات دامت من انتظارها هي الأخرى حتى وصلت لحد الكفاية من كل هذا البرود الذي ينبعث منه سألته:

- تمام، تقصد ايه يا عمر؟ وأرجوك رد بإجابة واضحة مختصرة اقدر افهمها!

التفت أخيرًا نحوها ثم قال بأعين بالكاد تثبتت مكانها ألا تفتك بها:

- أنتي خالفتي كل اللي اتفقنا عليه!

رفعت حاجبيها بدهشة لتنهض وهي تتجه نحوه عاقدة ذراعيها ثم تسائلت بإبتسامة ساخرة غير مُصدقة الذي تستمع له:

- تقصد علشان روحت ليارا الموضوع ضايقك؟ 

اكتفى بإعطائها نظرات جعلتها تبتلع ريبة من ملامحه لتهتف به بخوفٍ حاولت أن تُخفيه:

- ارجوك تنطق وتقولي ايه اللي مضايقك، أنا مش هافضل طول الليل بحاول اخمن انت متضايق من ايه! 

أومأ بالتفهم ليقترب نحوها وهي لا تدري لماذا تريده أن يبتعد عنها بدلًا من اقترابه ولكنها حاولت أن تثبت مكانها واظهار ملامح تلقائية إلي أن قدم يده وتكلم بهدوء آمرًا:

- تعالي معايا..

نظرت إلي يده المُنتظرة ثم إلي فحميتيه التي لا تفشل ولو لمرة بإصابتها بالشتات، والآن تصيبها بالتردد والخوف ولكنها تلمست يده بأنامل باردة مرتبكة ليشعر هو بها والتفت جاذبًا يدها وهي تتبعه إلي أن توقفا أمام الغرفة المُلحقة بغرفة نومه لتشعر بالرعب من مجرد الفكرة بأنها هربت بأعجوبة منه صباحًا والآن، بصحبة ملامحه تلك، هي لا تثق به أبدًا.. 

نظفت حلقها ثم تحدثت بصوتٍ مهتز دفع الحروف للتردد بحنجرتها:

- أنا بجد تعبت وعايزة أنام!

شعرت بقوته تزداد على يدها وهو يفتح الباب ثم أردف ببرود جعلها تقشعر:

- استني شوية!

ابتلعت وهي تتفقد تفاصيل الغرفة الجحيمية الموحشة لتجده ترك يدها بعد عدة خطوات بعد عبورهما الباب الثاني ثم التفت ناظرًا لها بجمود واتجه ليذهب خلفها وفهمت أنه يُغلق الباب لتهتف به:

- عمر ارجوك.. أنا مش عايزة اعمل اي حاجة دلوقتي!

تركها بعد أن شاهدها بفحميتين دفعا انفاسها لتتصاعد وتوجه ليجلس على كرسيه بينما شاهدتها هي من أسفل اهدابها ليتحدث بلهجة آمرة:

- تعالي.. اقفي قدامي..

ترددت لوهلة وهي تتفقد هيئته لتحاول التفكير سريعًا، هي لا تريد الوصول سوى للسلم معه، ولا تأمن تقلباته التي لا تدري لماذا عادت فجأة، حسنًا ستحاول تجنب أن يحدث ما لا يُرضيه دون أن تفقد ما تقبله هي الأخرى!

اقتربت بخطوات حاولت أن تُظهر بها تلقائيتها ولكن في حقيقة الأمر هو يرى خوفها وهو يراقبها بسوداويتيه الثاقبتين وبمجرد توقفها أمامه تكلم مرة ثانية:

- اقعدي يا روان!

ابتلعت وهي تتفقده وكرهت أنه يُصمم أن يُجلسها أرضًا ولكنها فعلت على مضض حاولت أن تُخفيه بينما قرأه هو بعينيها بمنتهى السهولة ليُسلط نظرة مُرعبة على اعينها قائلًا بتساؤل:

- اسمعيني ومتتكلميش لغاية ما اخلص، مفهوم؟

أومأت بتردد وتابعت ملامحه التي جعلتها تشعر بعدم الراحة ليبدأ هو في الحديث:

- سخريتك وترقتك على العقد، رفضك إنك تمضي عليه، النهاردة الصبح كسرتي كلامي ومسمعتيهوش، روحتي شغلك من غير ما تاخدي اذني، وفي الآخر تخلصي شغلك وتخرجي من غير موافقتي ومن غير ما تعرفيني.. يا ترى ده يُعتبر احترام ليا أو طاعة لجوزك؟ خلصت.. جاوبي يا روان!

تريثت لبرهة مُنتقية كلماتها لتقول بشفتين ارتجفتا حيرة:

- أظن السؤال ملوش علاقة باللي عملته! 

اندفعت شفتاه للإلتواء جانبًا مما جعلها تتوتر لرؤية هذه الملامح منه وقال:

- الإجابة مستنيها منك واللي مش هاقبل غيرها هي كلمة منننن اتنين، يا اه يا لا! 

شاهدته بترقب فهي بداخلها تريد الجدال بشأن كل ما نطق به وقد رآى الرفض الجلي بمُقلتيها فدنا منها مباغتًا لتعود بجسدها للوراء بتلقائية ولكنه رفع وجهها له متلمسًا أسفل ذقنها واعينهما لا تقطع ذلك الإتصال البصري بينهما:

- ردي، وبلاش تمتحني صبري النهاردة..

رطبت شفتاها وهي تشاهده بتوجس ثم قالت بتردد:

- ايوة، أنا بحترمك وبسمع كلامك! 

ابتسم متهكمًا إلي أن استطاعت رؤية اسنانه ولكن ملامحه كانت تبدو مُفزعة بالنسبة لها وما زاد خوفها هو يده التي هبطت لتحيط عنقها وجذبها إليه ليهمس أمام شفتيها بنبرة باردة:

- كدابة! 

دفعها للخلف تاركًا عنقها دون مبالغة منه ثم نهض واتجه واقفًا خلفها ليُسلط نظراته عليها وهو متأكد أنها تشعر بالتوتر فهو يدرك نأثيره جيدًا عليها ثم تحدث سائلًا:

- احنا كنا كويسين الأيام اللي فاتت، مش كده؟ جاوبي..

اعتراها القلق والغضب على حد سواء ولم تنس تلقيبه اياها بالكاذبة لتقول بإقتضاب:

- اه..

القى على مسامعها بنبرة باردة المزيد من التساؤلات:

- واتفقنا سوا نبدأ بداية جديدة، صح؟

هذا الرجل مجنون!! لابد له من أن يُلقى بواحدة من المصحات إلي أن يُصبح أفضل حالًا، ولكن كيف لها أن تُقنعه وهو يظن أن من يحتاج للأمر لابد من أن يكون مجنون تمامًا حتى يخضع لتلقي العلاج؟! 

تنهدت ونظفت حلقها ثم اجابته:

- ايوة صح!

ابتعد خطوة للخلف ثم هتف آمرًا:

- قومي يا روان

يا له من كريم، أحقًا يتذكر الآن أنها كانت جالسة أرضًا.. لماذا عليه أن يكون مختالًا إلي هذا الحد؟ ما باله مع النساء؟ أكانت "يُمنى" تجلس أرضًا أمامه أم ماذا؟

نهضت والتفتت له لتجد فحميتيه تتابعها بتأني لن تُنكر أنه اخافها ولكنه فاجئها بقوله واقترابه منها على حد سواء:

- أنا كمان كنت عايز بداية جديدة معاكي.. بلاش تدخلي بدماغك وتبوظي كل اللي هيحصل الليلادي، واستني للآخر!

شاهدته بريبة استطاع قرائتها بعسليتيها ليقترب منها اكثر ثم تحركت يديه التي كان يوليهما خلف ظهره ليمسح على شعرها واحتوى وجنتيها بين كفيه ليهمس لها بصوتٍ اختلف تمامًا عن كل نبراته القاسية الجامدة سابقًا:

- أنا كمان عايز حقي فيكي، عايز ثقتك، عايز اعيش مبسوط معاكي، واللي عملته الأيام اللي فاتت ده اقصى ما عندي وكل اللي اقدر اقدمه، يا ترى انتي كمان هتعملي زيي وهتقدري تستحملي علشاني؟

بحثت بأعينها المترردة بوجهه لتشعر بمزيد من الإرتياب ليُفاجئها بالمزيد من حديثه الهادئ:

- طول السنين اللي فاتت كنت عايش علشان اقول الكلمة الي بتتنفذ على طول من غير نقاش وجدال، وانتي جيتي وغيرتي ده، أظن الحل إن يكون بيني وبينك تواصل علشان نقدر نسعد بعض، زي ما برضيكي ترضيني.. 

قضمت شفتاها ولم تعد تشعر بالرغبة في التحدث إليه، هي تعلم جيدًا ما الذي يحدث عندما تتكلم معه، يُصيبها الشتات وينتهي النقاش بها وهي خاوية الوفاض، هي فقط ستراقب وستوافق إلي أن تُعط له هذا الشعور بأنها تُصدقه، إلي أن تجد ملجأ منه، ربما ستذهب لطبيب، ربما ستتهرب بعملها، وقد يكون بعد فترة الإنفصال لو قام بإيذائها! على كلٍ الأيام تمر ولم يعد الأمر وكأنها تزوجت البارحة أو من عدة أيام.. 

- أوك..

هذا كان تعقيبها الوحيد لتجد ملامحه تتحول فجأة أسفل عينيها وبالرغم من مُحافظتها على عدم التحدث إلا أنه كان ينجح بتشتيها من جديد، حتى بنظراته ولمساته التي تُشعرها بمزيج من الدفء والبرودة على حد سواء!

تنهد لتشعر بإنعكاس أنفاسه على وجهها ولكن لم تتنازل عينيه عن ترك خاصتها وأكمل وهو لا يزال يحتوي وجنتيها:

- مش ملاحظة إن قبل كده شوفتي مني الراجل اللي لما عاندتيه وغلطتي معاه وقف وزعق فيكي انما دلوقتي انتي غلطانة وواقف بكلمك بهدوء وبحاول اقنعك باللي انا عايزه؟ ده مش بيلفت نظرك لحاجة؟

هزت كتفيها كعلامة منها على عدم معرفة الإجابة ولكنها لا تريد سوى الإنتهاء من هذه الليلة بأي طريقة لتتذكر كل ما يحب ويكره كلما كانا بهذه الغرفة فهمست قائلة:

- مش فاهمة انت تقصد ايه!

سلط نظره على شفتيها لتُصبح الآن ترى انعكاس رغبته واحتداد وتيرة أنفاسه لتبتلع بخوفٍ وهي كل ما تتخيله أنه سيمارس معها علاقة حميمة وهي مُكبلة بشكلٍ ما لتشعر بالرعب داخلها ولكنه لا يفشل في مفاجئتها بإعترافاته الغريبة:

- اللي اقصده اني عايزك، بكل ما فيكي.. عايز اعمل كل اللي بحبع معاك انتي بس.. كوني زي ما انا عايز يا روان علشان..

تردد لوهلة ولكنه عليه التنازل والإقتراب خطوة حتى تقترب هذه العنيدة لها مهرولة فتابع بعد أن ظر لها بمصداقية مُتكلما بتلك المشاعر التي يحاول أن يُنهي نفسه عنها:

- علشان ابقى أنا كمان ليكي! لو عملت كل اللي يرضيني وبحبه وعايزه انتي ببساطة هتملكيني!

ملامحه بصحبة هذه النبرة التي تصرخ بالصدق الهامس، وذلك الدفء الذي تشعر به يندفع من بين يديه التي تحيط وجهها، وهذه الفحميتين التي تبدو لها متوسلتان، كل ما تشاهده وتشعر به تجاهه يدفعها لتتقبل منه الجحيم نفسه.. ولكن عندما يتحول فجأة إلي رجل بغيض تشعر بغبائها أنها سمحت له ولنفسها بأن تصدقه! 

- من غير لا عقود، ولا شروط، وكل الأدوات هتشوفيها قبل ما اجربها معاكي.. بس مش هتنازل عن عقابك ياللي تتحمليه وباللي هيسببلك متعة كبيرة نتبسط بيها سوا وشوية حاجات هتفكرك كويس متكرريش غلطاتك.. موافقة يا روان؟

همسه وانعكاس انفاسه المتسارعة أمام شفتاها جعلها تومأ له بالموافقة واكتفت بالصمت ليقترب ممسدًا شفتاها بخاصته لتتوسع عينيها بخوفٍ ولكنها لمحته مُغلقًا عينيه في استمتاعٍ شديد ولينه وتريثه بقبلته رغمًا عن أنفها جعلها تشعر ببعض المتعة الممتزجة بمشاعرٍ عديدة تجاهه هو نفسه! 

ابتعد ملتقطًا أنفاسه، ناظرًا لعينيها ليهمس لها بتوقٍ يدفعه بداخله أن يفعل بها الكثير من كل ما تمناه يومًا مع هذه الملامح، ببعض المشاعر، ومع هذه المرأة ذات الكبرياء وهي تتقبل كل ما به بل وتعشقه في المُقابل:

- وحشتيني

رطبت شفتاها وهي تنظر له برهبة بين تقلباته الشديدة ثم تابعت يداه التي تترك وجهها وتهبط لتخلصها من ملابسها دون أن يتوقف عن النظر لها إلي أن تبقت بسروالها التحتي ثم كلمها بنبرة آمرة:

- اقعدي على الأرض! 

رفعت عسليتيها إليه لتجد تصلب نظراته مرة اخرى وجمودها ففعلت وهي تبتلع غير متوقعة ما الذي يُريد فعله لتجده يذهب بعيدًا فتابعته لتجده يُمسك بتلك العصا المُنتهية بنهاياتٍ جلدية متفرقة لتتصاعد خفقات قلبها بخوفٍ وتابعت ما الذي سيفعله كذلك لتجده يذهب لإحدى الأدراج مُخرجًا منها أشياء لم تستطع تبينها لينتهي ممسكًا ببعض الحبال المُعلقة على احدى الجدران واصفاد جلدية تفصل بينها سلسلة معدنية صغيرة ليتصاعد توترها خصوصًا عندما رآته مُقبلًا نحوها.. 

سلطت اعينها على ما يُمسك به ثم وجدته يقف امامها ليتكلم آمرًا:

- بُصيلي..

اشرأبت بنظرها نحوه ليرى الخوف جليًا بمُقلتيها ليسألها مُعلنًا:

- هتجاوبي بآه أو لا، تقبلي دي على عينيكي؟

رفع احدى عصابات العينين السوداء لتجد أن الأمر لن يكون مُضرًا لتومأ بالموافقة ثم قالت بتلعثم اندفع من توترها:

- آه اقبل..

أمسك بالعصا الجلدية المُنتهية بأطرافٍ كثيرة ثم تكلم بهدوء:

- ارفعي ايدك وافتحيها

فعلت بيدين اهتزت قلقًا لتجده يقوم بإستخدامها ضاربًا يديها ليرتجف جسدها بغتةً ثم سألها:

- قادرة تستحملي ده؟

قضمت شفتاها وهي حقًا لم تشعر بالوجع لتقول بإرتباك:

- اه قادرة.. 

ترك العصابة وكذلك العصا مُلقي بهما على كُرسيه خلفها وتبعهما بالأصفاد التي اختبرتها من قبل ليقول وهو ينظر لها:

- واظن الكلابشات دي جربتيها قبل كده وموجعتكيش، كده مش ناقص غير حاجة بسيطة!

اخرج قداحة من جيبه لتتوسع عينيها بوجل وانخفضت يديها بتلقائية لينهاها بنبرة مُحذرة هادئة بطريقة مُخيفة:

- مدتكيش الإذن تحركي ايدك!

تعالت انفاسها خوفًا وتوقفت عن التحرك وتصاعد بداخلها المزيد من الخوف وهي تراه يُشعل شمعة مستخدمًا قداحته ليقترب وامسك احدى يداها وعندما بدأ الشمع في الإنصهار امال الشمع الساخن ببضع قطرات على أناملها التي يُمسك بها لتُطلق هسيسًا من الآلم الذي سرعان ما انتهى ذهب سريعًا لترمقه بأعين متوسعة فنظر لها بثقة تنهمر من فحميتيه وسألها:

- تقدري تستحملي ده؟ أنا شايف إنك كويسة ومتوجعتيش!

شاهدته لوهلة وهي تُفتش بعقلها عن اجابة لتساؤل واحد، ما الذي يجعل من قطرات الشمع الساخن مُتعة؟ أين المتعة في هذا؟ هي لا تراها، حقًا لا ترى أي متعة في هذا!

تنهدت بملل استطاع ادراكه هو بسهولة على ملامحها واجابته بتنهيدة معبأة بالسأم:

- اه اقدر!

لم يُعجبه طريقتها ولكنه على كل حال أوشك على الحصول على كل ما يُريده، لن يبالغ سوى بما تتحمله هي فقط، ولن يتركها قبل الحصول على نفس النظرات العاشقة، ولكن بعد أن ينتهي مما يُريده، لن يترك لها سوى الإذعان له! 

قرب الشمعة من شفتاها ورفع حاجباه بإشارة سريعة أن تُطفئها ففعلت ليُحدق بها بصلابة مُدليًا بالمزيد من تعليماته التي لا تخرس بها اوامره:

- الليلة هتكون لينا احنا الاتنين علشان نتبسط مع بعض.. خليكي واثقة من ده.. استحالة اعمل غير اللي تقدري تستحمليه.. واستني لغاية ما اقولك إني خلصت كل حاجة، واضح؟

لماذا خلق الله رجُلٌ مثله يُصيبها بالشتات؟ رجل يُنادي بتراهات مُخيفة يقول بأنه يتمتع بها ويستمتع بفعلها؟ كيف يملك رأسًا تُفكر بالأمر هكذا؟

رطبت شفتاها وهي تشعر بجفاف حلقها بينما اجابته:

- واضح! 

ألقى كل ما بيديه على الكرسي خلفها ثم جمع يداه خلف ظهره وهو ينظر لها ثم تكلم آمرًا:

- نزلي ايديكي واسنديهم على رجليكي

هل وصل به الجنون لأن يتحكم حتى في وضع يديها، حسنًا.. هي قاربت على فقد عقلها وتريده أن ينتهي بأي شكل من الأشكال.. ولم يكن منها سوى أن تفعل بهدوء وصمت واذعان!

اعلن بنبرة جامدة بعيدة كل البُعد عن المشاعر حتى القسوة لم تضح بها:

- تتعاقبي على اللي غلطتي فيه علشان ميتكررش، وأنا مش هاعمل غير اللي تقدري تتحمليه، كلمة الأمان موجودة في اي وقت لما تحسي إنك مش قادرة تستحملي اللي بيحصل.. مفهوم؟

كم من مرة تحدثا، كم من مرة يُشتتها، الكثير من الجدال والنقاش والحديث ولكنها كل مرة تصل إلي اللاشيء، ما الذي عليها فعله كي تنتهي من كل هذا، هل حقًا ما سيُفيد أن تتقبله وتطيعه وتُعاقب.. هل هذا ما سيجعله رجُلًا أفضل؟ ماذا عنها؟ لقد سأمت كل ما يحدث أو أُرهقت، هي لا تدري، ولكنها مُتيقنة أنها شارفت على البُكاء من كل ما يحدث.. 

حاولت ابتلاع تلك الغصة بحنجرتها واجابته بهمس:

- مفهوم..

اقترب نحوها ثم ربت على رأسها برفق وزجرها بهدوء:

- خليكي بنوتة شاطرة ومتنسيش تقوليلي يا سيدي.. ده اللي بحبه يا روان وهتعمليه علشان أنا كمان اتبسط! متنسيش الكلمة دي علشان لو نسيتيها هعاقبك عليها، هتنسي ولا تحبي تمضي على الكلام ده وتقريه مرة واتنين وعشرة؟ لسه عندي نسخة من العقد لو غيرتي رأيك.

شعرت بأنها لا تستطيع التفلت من هيمنته الخفية التي بكل مرة لا تفشل في التسلط عليها والمزيد من الشتات جعل عقلها ينصهر بين فعل كل ما يُريده وبين عدم تقبلها لممارساته الغريبة، لماذا يفعل ذلك؟ هل اخطأت لأنها ظنت أنها يُمكن أن تكون سعيدة معه؟ ولماذا كل شيء معه صعب، التحدث والزواج وكل ما يتعلق بالحياة يُصيبها بهذه الأفكار التي تؤلم رأسها؟

حاولت التغلب على رغبتها في البُكاء لتهمس بحزن:

- مش هانسى يا سيدي..

تنهد براحة ممسدًا خصلاتها وقال برضاء:

- شطورة..

ابتعد ليقف بجانبها وقصد ألا يكون واضحًا أمام عينيها ثم حدثها بلهجة آمرة:

- فاكرة الكرسي الغريب اللي استغربتي اوي منه الصبح.. روحي عنده واستنيني هناك..  وتروحي على ايديكي ورجليكي زي ما بحب! متنسيش ده!

رمق التفاتها بجسدها بعد لحظات علم أنها تتقبل صدماتها المتتالية ولكن هذا ما هو عليه، يكفي أنه فقط يحاول فعل هذا داخل الغرفة وحدها، استمر في مشاهدتها وكل جسدها يرفض ولا يتقبل آوامره، كل تحركاتها تدل على أنها تفعلها على مضض، ولكن كما باتت تؤلم عقله وتضعه بصراعٍ لعينٍ بين افكاره ومشاعره، سيكون عليها أن تُعامل بالمثل! 

ولو لم تكن يومًا الخامة المُناسبة كي تُصبح إمرأة خاضعة، ستصبح رغمًا عن أنفها.. لقد تنازل عن الكثير من ماضيه، تنازل على رفضها الدائم، وتنازل عن الكثير من المشاعر، ربما حان الوقت أن تتنازل هي كي تُصبح خاضعته حتى بين هذه الجدران وتتصرف كما يحلو له!

يُتبع..

ده الجزء الأول من الفصل، والتاني هحاول يكون بكرة أو بعد بكرة بالكتير

مرضتش استنى لغاية ما اخلصه كله على بعضه وقولت انشر اللي كتبته..

متنسوش التصويت

Seguir leyendo

También te gustarán

91.6K 2.9K 32
مرحبا دي الروايه الجديده هنزلها قريبا.... نبذه عنها فتاه لا تريد الزاوج خوفا من شئ حدث لها في الماضي فتقرر تجميد البوبيضات خوفا من بلوغ سن لا تقدر ف...
172K 5.3K 21
هي فتاه قويه لا يهمها اي شئ اختطفت في العاشره من عمرها عاشت مأساه علي يد هذا الرجل ولاكن هي الان مهندسه ذكيه وبارعه في عملها.
10.6K 750 66
الرواية مكتملة 1315 فصل وُلد Su Ruan Ruan ، الذي قُتل حتى الموت بصندوق ، من جديد إلى الستينيات. لم تكن عائلتها تفتقر إلى الطعام والملابس فحسب ، بل كا...
1.8K 55 5
چنا :. فارس يافارس اصحي فارس بنوم :. اي ياچنا مالك چنا :. مش عارفه انام وخايفه اووي فارس :. خايفه من اي ؟؟؟؟؟ چنا بخوف :.كل اما اغمض عيني اشوف مشاه...