25

35.5K 481 125
                                    

{ البارت الخامس والعشرون }

..

أشدت أعصابه وتطايرت الشرار من عُيونه
أيقن أنه باللحظة ذي رح يشهد العالم جُنونه ، تبدلت الصدمة إلي كان عايشها قبل لحظات إلى فوران وعصبية عارِمة جدا ، صار يحس إن الأرض نار وجالسه تِشويه ، النظرات المِرتبكة إلي ماغابت عن باله ، إرتجافه صُوتها ، إخفائها لرسائل حبها بوسط بيته وبدرجها إلي يجمعها معه ، مواقِفهم سوى
كلها ماغابت عن باله ، وإنما زادت الطين بلّه
الصِراع إلي جالس يعيشه مع ذاته الآن ماهو بهيّن ، والموقف الي طاح فيه لن يرضى أي أحد بالسكوت عليه ، موقف المغدور والمخان والغبي .. موقف لا يُحسد عليه ، من طرف أم ولده إلي عيشته هالضيم ، ومن طرف أخوه سسسنده
صرخ صرخة مكتوومة بداخله وهو يضرب بايدينه الطاولة بكل عصبيية وبِكل قُمت وحِقد تجمع بقلبه
ووقف وهو يسحب سلاحه ويثبته بخصره ، لملم الأوراق ورجعها بالملف وهو يطلع من مكتبه صادفه سلمان بس تفاجىء من ملامحه الي بُدلت وكأنه ناوي على قتل أحد هالليلة !
تِجاهل كل من بالمركز ، والفريق إلي بإنتظار أوامره وركب سيارته وهو يتجه بأقصى سرعه قدر فيها ، وصل البيت بلمح البصر ، ولادرى كيف وصل بالسلامة !
نزل بخُطوات مُتثاقلة لأنه خايف ، خايف من نفسه
خايف يتهور ويغلبه الغضب الي يعيشه باللحظة ذي ، خايف ينتصر الغضب عليه وينهيه قبل ينهي مشاعل وإبراهيم باللحظة ذي ، فتح الباب وتوجه على طول لجناحها ، دخل وهو يقفل الباب بقوة ويتجه للدولاب تحت نظراتها المِنصدمة
طلع الاوراق الي خباها فيه وجلس على الكنب وهو يحطها على الطاولة مع الملف الي بيده
أشر على تركي وبنبره حادة وضحت لمشاعل كمية الغضب إلي فيه وما خفى عليها نظراته إلي تنِطق شرار ، ما لمحت هالنظرات مِنه أبداً حتى باليوم الي أفترت فيه على نوره : خذي تركي لأمي ، وأرجعي بلمح البصر
أرتبكت وأرتجفت كُل خلايا جِسمها لسبب تجهله ، إنما عاشت مشاعر الخُوف هذي من نبرته بس ، فشلون لا عرفت سببها ؟ ، ما جادلت ولا ناقشت بل انصاعت لأمره وأخذت تُركي وهي تنزله لمـريم
وطلعت على طول ، وقفت عند الباب للحظات وهي مِرتبكة وتحاول تِجمع قوتها إلي تبخرت
دخلت الجناح ومشت بإتجاهه لكنها شهقت شهقة عالية وهي ترجع بخطوة مليانه خوف لورى
سِيف إلي كان مسدسه بيده ويعبي الرصاص فيه
ناظرها لما شهقت ورفع حاجب ثم أشر على الاوراق بهدوء غريب : وفري شهقتك لها ، تقدمي وإقريها
ناظرته متفاجئة من أفعاله الغريب وبنظراته الهادئة عكس نظرات قبل شوي تقدمت وهي تسحب الأوراق وتقرأ الأوراق ، تعالت دقات قلبها وأرتجفت كل أوردتها وهي تقرأ المضمون ، صار يِنسمع صوت الاوراق بسبب رجفتها ، ماقِدرت ترفع عيونها لِسيف ولا تجرأت ، إلا لما سمعت صوت الأمان ينفك من السِلاح رفعت عيونها مِندهشة ورجولها ماهي قادرة تشِيلها وهي تشوف يتقدم بإتجاهها والسِلاح موجه لها وأيقنت أن هدوء نظرات ، كان الهدوء قبل العاصِفة .
رفع سيف السِلاح وهو يُوجهه بإتِجاهها ويمشي بخطوات ثابِتة ومليانه تحِدي وغضّب وهو يقرب المسدس من بطنها ويضغط بآخر المسدس على بطنها بقوة وهو يشد على أسنانه : ظنّك ببقى بموضع الغبي طول عمري ! وبتمر فعلتك هذه بمُرور الكِرام
غبية لو فكرتي بالطِريقة ذي وأنتي عشتي معي لأكثر من ثلاث سنين وتعرفين وش هو سيف ، ووش بيسوي لادرى بخيانتك وغدرك
ما قدرت تتكلم ، أنتهت كُل الجُمل ، الشيء الي كانت تخاف منه طوال الشهرين الماضية تِحقق وصار واقع ، كانت تظن انها بمواراتها لنفسها خلف السِتارة وبقاءها خلف الكواليس رح تمحي الشُبهة من عقل سيف إلي لمحتها بنظراته وأسلوبه معها
لكنها كانت مخطئة تماماً ، هالشيء عاش مع سيف طوال الفترة الماضية
ناظرت بعُيون مليانه دموع لعله تليّن قلبه عليها باللحظة ذي ، وتخليها يتراجع عن الي قاعد يسويه ولا يتهور بِفعلته لكنه قال : لا تظنيني برضخ عشان دمعه من عينك ، الي ما حشمتني ولا حشمت حياتي معها تظنين بحشم دمُوعها
قالت بنبرة مُرتجفة وهي تناظر لملامح وجهه االي صارت حمراء من قوة العصبية ، ومن عيونه إلي تنطق شرر ، تحاول تبعد من بالها فكِرة إنها ميتة الليلة لا محاله وعلى يده : تكفى يا سيف ، إعتقني لوجه الله ، إعتقني لتركي
إعتقني لأجل ولدك ، لا يضيع بالحياة هذه بدون أب ولا أم
أنا أخطيت لكنك المسامح
شد على قبضة يده لدرجة حس إنه بيهشم السلاح من قوه قبضته ، لا تجيه من الدرب إلي تعرف إنه نُقطة ضعفه ، لا تِلوي ذراعه بطاري وِلده
أردفت : أنا للقبر وأنت للسِجن يا سِيف ، محد متعذب إلا هُو
خذته من الدرب إلي ما يقدر يقول لا ، وهي إن جهلت سِيف لأربع سنين ، ما جهّلت عن حُبه الشديد لِتركي ، ولا عن خوفه من إنه يمسه ضرر
لذلك رمى السلاح على الارض وهو يلفه له ويرفع يدينه وهو يثبتها على عنقها بقوت ويدفها بقوه لحد ما ضرب ظهرها على الجدار ، أنكتمت
أنفاسها وماعاد صارت تِحس بدقات قلبها من قوة نبّضه حركته ألجمتها وما تركت فيها أي شعور بالأمان ، إنما زادت خوف ورهبة
وخُصوصاً إنه نظرات ما تِطمن !
قال وهو يضغط على عُنقها بيدينه وعيونه مثبتها على عيونها وهو يحس إنه مو بوعيّه من حرة إلي قرأه وإلي سِمعه قال بصوت مليان ضِيق ومليان عصبية وبنبرته الحادة إلي زلزلت أمن مِشاعل كله : سرقتي أربع سنين من عمري
شد على قبضه يده وهو يشدد على كلامه : خذيتي نُص عمر أخوي بأفعالك ، عسااك ما أتهنين فيها !
صارت تُكح وتحاول تِفلت منه لأجل يكون لها مُتسع من الأكسجين لكنها ماكانت قادرة بسبب قوة ضغطه ،
لما حس إنه وجهها بدأ يتغير لونه ويزّرق فلت يدينه من على رقبتها وأبتعد خطوة لورى وهو يناظرها بقرف
وهي أنهارت على الأرض وهي تحط يدينها على صدرها وتتنفس بقوة ودموعها على خدها ما وقفت
وهو للآن معصب للآن مُستغيظ غضب ، للآن ما فرغ ولو ذرة بس مو الشعور السيء الي يعيشه باللحظة ذي ، ضرب بقبضة يده الجدار وألحقته ضربات وراها وهو يصرخ ويقول : اااااه لو مانتي بمممرررة يا مِشاعل ، لو ماكان تُركي موجووودد
لووو ماكاااننن إبراهيييم ، يشهد الله علي كان جنازتك وجنازته الليلة ندفنها
كانت تسمع كلامه وللآن تتنقس بقوة وللآن تصارع الخوف من وجوده
لف لها وهو ينزل يده على وجهها ويرفعه له بقوة وهو يمسك فكها بقوة ويحس من قوة مسكته انه بيهشمه باي لحظة: ناظريني ، قولي وبرري ، فضفضي لي ععن مرضك
قولي لي وش كنتي تبييين وش كانت غايييتك !
ليييه قبلتي بي دامك تحبينه ؟ ليييه أنهيتي إبراهيم بالطريقة ذي ؟ لييه حطيتينا بالموقف القذر ذا ؟
لييه تتصرفين كأنك كافرة تنهش بعظام المسلمين !
شد على فكها وهو يقول : أنطقي تكلمي ، قبل أتهور وأكمل االي ابي اسويه
بلعت ريقها وهي تناظره : بسببك
رفع حاجب وهو يفلت فكها : بسببي ؟ وأنا وش سويت لك !! لا ترمين بلاك علي يالبلّية
وقفت وهي تناظره : تزوجتك بسبب رسالتك ورفضك الي لا مبرر له ، بسبب جرحك لكبريائي
واما فِراقي عن إبراهيم كان اختياري
ناظرها بعيون مليانه صدمة ودهشة ثم ضحك بسخرية : لاني لما رفضتك وبينت لي اني ما ابي اظلمك صرت السبب فالموقف الي احنا قاعدين نعيشه ؟ اللعنة عليك وعلى كبريائك وتفكيرك وعلى الورقة إلي ارسلتها ، أنتي لو كان عندك كبرياء ما رميتي حالك على واحد قال لك ما يبيك ، على واحد قال لك لا ترتجين ممنه شيء بسبب عناد أبوه ، بفعلتك الدنيئة هذي دمرتي حياة الكثيرين يا مشاعل
مشاعل بضيق حال : أنت السبب ، أنت لو التفت لي لو اعطيتني شو من اهتمامك كان نسيت كل الماضي معك ، أنت ما وليتني إهتمامك الا لما صرت تبي تتأكد من شكوكك ، سيف اانا طوال حياتي معك ما ابتسمت لي من قلببببك الا مرة وحدة وهي لما حطيت تركي بحضنك
مالقيت لا لمسك يد حنونه ولا كلمة حب ولا مسحة على الشعر
بكت اكثر : كل الاشياء الي تمنيت تصير لي معك كان لنورة الطبق الاعلى فيها ، عمرك فكرت بمشاعري تجاهك ؟ هو اني اغار عليك او اني احبك ؟ انا لو ما اقرب منك ما جيتني لين اموت ! انا حتى لبّس من ذوقك ما لبست ، ولا لقمة من ايدك ما كليت ، انت لو التفت لي شوي كان الحين كلنا مبسوطين
قرب منها وهو مو طايقها أبداً ، لأن كلامها ماهو مبرر أبدا للخيانة بنظره ، ولو كانت خيانه بالنظر والشعور بس ، لكنها تبقى خيانه بنظره ومو مع اي احد ، مع اخوه : جنيتي على نفسك بإيدك بهالعيشة يا مِشاعل ، بسبب كبريائك ذقتي الضيم وذوقتينا إياه معك
وجود رسالته للحين معك ، وبنص جناحنا وبالدولاب إلي اتشاركه معك - صرخ - هذا بحد ذاته خيانه
إرتباكك بوجوده وتلعثمك بالتكلم معه ونظراتك إلي فاضحكتك - شدّد على الكلمه وهو يسحب طرف شعرها - هذييي خييانه ياامشاعل
قال بحرقة أمتلت بصدره وبقلبه وهو يناظرها بقرف وإستهزاء ويفلت شعرها من يدينه : ألا جعل الضيم ما يفارقك طول حياتك
أبتعد خطوة لورى وهي تقدمت له لكنه دفه عنها وطاحت على الارض
ناظرها بدونيّة وإستهزاء وأنحنى وهو يجلس قدامها : بما إن تركي لوى ذراعي عن قولتك
ولاني برجال أمد وأضرب حرمة ، والكلام مع وحدة خسيسة وخاينة لهلها ولزوجها ضايع
بعطيك إياها من الآخر ومنى قلبي هالكلمة ...
قالت وهي تنحني وتتمسك بطرف رجله وهي تبكي : لا سيف تكفففى ، هذا ماضي ومر والماضي يُنسى لا تخرب بيتي وتفضحني بين هلي وناسي
ناظرها بشماته وهو يوقف ويبعد يده برجله الثانية :ان أنتي تحرمين علي طول ما أنا عايش ، روحي أنتي طالق .. طالق .. طالق
ناظرته وهي تبكي بقوة وهو أشر لها بسبابته : يشهد الله علي لو أرجع البيت والاقيك قبالي لاأنهيك عن وجه الوجود ، ومارح أفكر غير بشيء واحد وهو موتك ، اطلعي من بيتي باللحظة ذي دام باقي زول ولدي قدام عيوني
مشى عنها وهو يسحب مسدسه ويشتم بجميع أنواع الشتم الي يطيح عليها لسانه ويسب كل لحظة عاشها في ظل إستغلالها له

ماعاد يغريني نور القمر صرت اتباهى بنوره . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن