24

44.1K 518 143
                                    

{ البارت الرابع والعشرون }

[ تُوق وعزام ]
باللحظة إلي تِقفل فيها الباب زادِت دقات قلبها
تحس وكأنها تِسابق الزمن من سُرعتها
نزل شماغه وهو يِبلع ريقه ويجلس جنبها وهي باقي منزله عيونها للأرض
أبببببداً ما تجرأت تِرفعها ولا تناظر فيه ، ماعندها القدرة أبدا
رفع يدينها وهو يحطها على اطراف وجهها ويرفعه لها وهو يِبتسم : إرفعي رأسك وناظريني .. داري قلبي بنظراتك
بلمِت فيه وبقت ساكنة وهي تناظره بهدوء ، وشُعور اللحظة ما يِنوصف أبداً ، إرتباك من قربه وتوتر من كلامه وفراشات بقلبببها ولمعة بعيونها وخوف وفرحة ، باللحظة ذي تِصارع مليون شعور
قال عزام وهو ينزل يدينه من على وجهها ويِشد على يدينها : أدري خايفة من مستقبلك معي .. ومتوترة من قربي ، لكني ما أدري وش الكلام إلي بيطبطب على قلِبك وبيبعد هالخوف مني
كانت بتتكلم وتقول لها إنها ماهي خايفة أبداً ، لو كانت خايفة ما إستمرت أبببداً
لكنه كمل كلامه وقال : مير أفعالي بتثبت لك أنتي إيش صرتي بحياتي .. من اللحظة إلي طِحتي فيها بالمطار بسببي لين أخر جلسة لي معك
وأنا ماني عزام إلي أعرفه ، صِرت إنسان ثاني
توق هنا ناظرت بذهول ماغاب عن عزام ، وشلون تِذكرها بطيحة المطار !
وهو لما طاحت تِبع خطواتها ولقاها توقف قدام سِيف عشان كذا ميّزها
كمل كلامه وقال : كنتي أجمل وجهه مر بذاكرة عمر ، لدرجة إنك تشبهين طُهر الفجر تدرين ؟
أبتسمت بلُطف من كلِماته وخف توترها وهي تناظر له
عزام ما يحب يذكر باقي المواقف إلي جمعتهم ولا حب يجيب طاريها وبما إنه قدر يخليها تبتسم فحس إن الهموم من صدره تلاشت وأنتشر السلام بأنحاء قلبببه والدِنيا إخضرت وأمتلت ضياء ونور
_
_
[ سارة ]
قفلت الجوال وحطته بشنطتها وهي تحط يدها على خدها وتناظر للي رايح والي جاي
من بدأ الزواج وهي معهم خطوة بخطوة
لدرجة إنها أخذتهم معها للجامعة وخلِصت إختبارها ورجعت على طول لهم ، لذلك هي باللحظة ذي مِرتاحة وماهي متضايقة أبدا خصوصاً إنهم كلهم مبسوطين لذلك فرحت لفرحتهم
ناظِرت للكتاب الي حطته على الطاولة وسحبته وهي تبدأ تقرأه ، شدّها عِنوانه كثيير لذلك ما تجاهلته أبداً
أنتبهت للي يحط صحن على الطاولة ويجلس قدامها وهو يبتسم ويرفع صحن الكيكة ويحطه قدامها مع كُوب القهوة : كِيكتك المفضلة مع كوب القهوة إلي تحبينه ، لعله الشيء إلحلو إلي تنتظرينه اليوم
أبتسمت بإمتنان وهي تسحب الصحن وتأكل وهو يراقبها ، أنبسط إنه مالقاها مِتضايقة ، لانه من لمحها تطلع من قاعه الإختبار بعد ساعة وهو يحس إنها متضايقة
لذلك جهز نفسه وجاب له كيكتها لعلها تبتسم بها وفعلاً ماخاب
بعد ما انتهت قالت وهي تناظره : فارِس ، أحد قالك من قبِل إن وجودك بحياة أي إنسان من حسن حظه !


بعدما مر إسبوع هاديء جداً على الجمِيع فِي ظِل اللُطف ..
[ تُوق وعزام ]
مر إسبوع على إحتلال كل شخص منهما تفاصيل حياة الآخر برغبةً كان هذا الإحتلال أم لا
كانت مُنبهرة بلطفه .. والأهم إنبهرت بحنِيته
ما صادف أبداً إنها رأت أحد يحمل كمية الحِنية هذه بقلبببه ، خصوصاً إنها تعرف المعاناة إلي عاشها طوال حييياته .. إبتداءً من موت أبوه وجدته
إلا تخلي أهله عنه .. إلا خُذلانه الشديد من أمه
وخيبته من إخوانه ، كانت دائما بوجوده تتسائل " كيف لشخص عانى مثل هذه المعاناة أن يكون حنوناً لهذه الدرجة ! " أجزمت إن مقولة فاقد الشيء لا يعطيه خااطئة تماماً ولا تمد لتفاصيل واقعها بأي صلة ، بل مما رأته في عزام أن فاقد الشيء يعطيه ويفيض بعد
بما إن سفرهم تأجل بسبب عدم إكتمال الإجراءات قررو يعيشو إسبوعهم الأول بهدوء ، بينما يتعرف كل منهما على شخصية الآخر
تجاهلت تماماً في خلال هذا الأسبوع سبب إقدامه على هذه الخطوة ، وسبب خطبته لها .. وقررت مو بس هالاسبوع تتجاهله بل بما تبقى من عمرها
لأن عزام جاء تماماً على مقاس قلبها ، وما تبي تفرط فيه بسبب تساؤلات لا فائدة مِنها
عزام جالس بالصالة ويشرب قهوته المُرة إلي متعود عليها ، رفع عيونه لما سمع صوت خطواتها متجهة له ، وتبسم لها وهي تجلس جنبه
قالت وهي تناظر قهوته : للأن متعجبة من تقبلك للقهوة المُرة ، يُخيل لي إن ما كان قدرت أشربها ! أبد الأبدين
أبتسم نصف إبتسامة وقال وهو ينزل كوبه على الطاولة : كانت مُرة ولكن صارت بقُربك تِستوي سُكر
بمجرد ما أنتهى من كلماته أكتسى وجهها حُمرة كعادتها ، من ينطق بكلمة وحدة لها تستحي وتدخل بِجيب الخجل
قال وهو يرفع كفينه : دِخيل الله ، اطلعي من هالخجل لأنه بيسوي فيني بلاوي !
ما تكلمت وهو ناظر لجواله الي يرن رفعه على طول وهو يشوف إسم أمه ، رد بإستغراب
أول مرة تتصل فيه من تزوج : هلا يييمة !
عقد حواجبه من طلبها المفاجىء لحضورهم ، بسبب تواجد خواله وجيران أمه والي حابين يتعرفون على توق ، وبما إنهم ماسافرو كانت هذه فرصة لها .. تذكر إنها للآن ما تكلمت مع اي احد من أفراد عائلته بعد موقفهم معها ، وخاف يجرحها بالمواقفة لذلك قال وهو يِجس النبض : نجيك الليلة أنا وتوق ! وليييه ! لايمة ماله داعي خلينا تونا عرسان لاحقين على الجمعات هذي
ليه افشلك ؟ اعتذري وقولي مارضى عزام
كان مثبت نظراته عليها ومن فهمت طلب امه سكتت لثواني ثم أشرت له بمعنى "عادي "
وهو فهم قصدها وأبتسم بفرحة : تماما خلاص لا تتفشلين ولا شيء ، جاايينك بإذن الله
قفل وهو يناظرها وهي ابتسمت ، سبب موافقتها إنها تدري إنها بتختلط فيهم سواءً الآن او بعدين
لانهم أهله وماله غِنى عنهم طول عمره ، لذلك قصرت على عمرها الطريق

إبراهيم ..
هالمَرة غير طرِيقة لبسه وقرر يلبس ثوب أبيض مع نسفه الشماغ ، بما إنه جاي يوقع على العملية إلي رح يسويها بكرة ومارح يطول كثير
إلتفت وهو يشوفها واقفه جنب الغرفة وتحاول تفتح دبة المويه الي ببيدها وواضح مِتقروشة فيها
وقف قدامها وهي من لمحت زول أحد رفعت عيونها وناظرت ثم بلّمت للحظة .. كانت المرة اللاولى إلي تشوفها فيه بالشكل ذا ، من لما تعرفت عليه
تأثيره عليها ماكان عابر أبد .. أبتسم من نظراتها ثم سحب دبة الموية وهو يفتحها ويمدها لها : تفضلي دكتورة ضي .. منتظرتني عند مكتبي ليه ؟
قالت بعد تلعثم وارتباك بكلامته وهي تحاول توازنه : كنت بسأل عن .. سكتت بارتباك لانها نست
قال وهو يضحك : إيييوة ؟ عن !
حكت أطراف وجهها وقالت وهي ترفع عيونها : اخصائي الطوارىء طلب مني أجيب ملف لأحد المرضى ، لكني نسيت إسمه والحالة
هز رأسه : لابأس ، أنا رايح له أصلاً وبسأله وأشوف
ناظرته لثواني ثم لفت بتروح بس أستوقفها : ضيّ
لفت مُستغربة للنبرة ولتطيحه للرسمية بينهم في ثانية بس مع ذلك ما علقت : تفضل
إبراهيم : بسألك عن شيء ، إنما لا تثورين علي !
هزت راسها بمعنى كمل
إبراهيم : بما إني ما لقيت أحد أسأله وأستفسر مِنه بلجأ لك في حله ، لما تتقفل السُبل بوجهك للبوح بشيء كبير جداً .. ما ينقال لا على الواقف ولا على الجالس ، إنما يحتاج لجلسة عميقة عشان يوصل المعنى
ضي : يعني ؟ وش تساؤلك
إبراهيم : الطريقة إلي نِعترف بها للشخص الي نكِن له هالشعور
ضيّ بضحكة أخفت فيه براكِين من غضب في داخلها ولو إنها عطته الامان ما تعصب كان أحرقته بنار كلماتها الحين ، ليه يجي بالذات يسألها هي ؟
ما جهلت أبداً المعنى الخفي ورى كلامه ، والشعور الي يتكلم عنه باللحظة ذي ، بس وش دخلها هي عشان يخليها تعيش هالشعور العصيب باللحظة ذي ؟ : على حسب الشخص دكتور إبراهِيم ، بما إنك تحمل هالمشاعر له وجب عليك تكون عارف شخصيته ، وش يحب وش ما يِحب
الطريقة الي تتسائل عنها تعتمد على مقدار معرفتك بالشخص إلي تبي تعترف له
تنهد وقال : مِشكلتها شخصيتها ماهي سهلة أبدً لأجل نميز وش تبي وش ما تبي ، ولاني أجهل تفاصيل كثير عميقة
قالت وهي تحط يدينها بجيبها بعد ما ملّت من الإستماع لكلامه عن هالشخصية الي ما تدري عنها شيء إلا إنها للحظة كرهتها وجِداً : هذا كان جوابي
إبحث فيها وتعمق أكثر لأجل تحصل مُرادك
قالت كلامها ذا ومشّت وهي تحس بشرار يطلع من رأسها .. وهذي أول مرة تعصب بعد ماكانت فترة طويلة هادية ، ما نقدر نقول إلا أعان الله من بيجادلها اليوم أو بيناقشها أو بيراددها بكلمة
او حتى يناظرها بنظرة عكسية
--
--

ماعاد يغريني نور القمر صرت اتباهى بنوره . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن