1- ظننتك لي...

3.6K 97 106
                                    

صادف أن هذا اليوم بارد...و لكن...بهدوء...لا أمطار و لا ثلوج...كأنما...هدوء ما قبل العاصفة...كان هذا الفصل من أجمل الفصول التي عهدتها المنطقة...إنما الغرابة كانت...في الصمت المهيمن عليه...يبدو أنه أخذ يعتمد أسلوبا جديدا في التعامل مع الطبيعة و الناس...و ربما...هو مؤقت...

وصل بسيارته أمام المنزل الصغير الذي تحيط به مجموعة من الأشجار...و التي اعترت من أوراقها بفضل قسوة البرد...أمسك بمعطفه ليسرع في ارتدائه قبل أن يتوجه نحو الباب فيطرق عليه برفق...و انتظر قليلا إلى أن فتحت له امرأة كانت بأوائل الستينات من عمرها...و كالعادة...سعدت كثيرا لزيارته...فأدخلته مستقبلة إياه في غرفة الجلوس ريثما تنادي عليها...

أخذ الشاب يروح و يجيء بتوتر...سمع وقع أقدامها الذي ارتفع صداه في أرجاء المكان ليزيد من توتره...التفت نحو المدخل ليستقبلها أولا بعينيه الخضرواين...ثم بابتسامته الجذابة المعهودة...و ما إن لمحته حتى ركضت لتترامى بين أحضانه...

- مايك...و أخيرا أتيت؟! أخبرتني خالتي أنك هنا فلم أصدق حتى رأيتك...قتلني غيابك عني هذا الأسبوع...أرجوك طمئني...هل...هل خرج؟!

- في الواقع...استطعت مساعدته عبر تقديم بيانات تشهد بأن ما قيل عنه افتراء و كذب...و ستجرى المحاكمة غدا...لذا... تأملي أن يفرجوا عنه...

- يا الهي...الحمدلله...كاد الخوف يقتلني...الخوف من أن تستطيع تلك الأفعى سجنه و هو بريء...الخوف من أن...أخسره للأبد...

- أعلم...إنها فعلا امرأة...ماكرة...استطاعت أن توقع بجورج في فخها الذي رسمت له بدقة تلك الخطة البشعة...و لكن...من الجيد أنا استطعنا العثور على تلك المستندات التي تثبت براءته...و لو أنك تخليت عنه مقابل أن تخرجه...

- من الجيد أن له صديقا مثلك...و من الجيد أنك...كنت بجانبي...لم تترك أحدا منا وحيدا...شكرا لك...

احتضنته مرة أخرى بفرحة غامرة...و لكنه هذه المرة...دفعها عنه ببطئ مخبئا في نفسه حقيقة لم يعد يريد انكارها...

- ما الأمر؟!

- ايلين...أنا...لا أستطيع بعد الآن...

- ماذا تقصد؟! ما الذي...

- عليك أن...تختاري...

- أختار؟! عما تتحدث؟!

- ايلين...استطعت دائما...دائما...أن أخفي تلك الحقيقة التي بدأت تؤذيني...استطعت أن...أدفن هذا السر في قلبي...و لا أحدث به لأحد...لم أرد أن أكون أنانيا و لكن...لم أعد أستطيع التحمل...لذا...سأخبرك بما يجب أن يقال...و عليك بالإختيار...

- مايك...أنت تخيفني...ما هذا السر الذي تتحدث عنه؟! و أي أمر يضايقك لهذه الدرجة حتى أراك مهموما؟! و لماذا تخفي؟! ألسنا صديقين مقربين؟!

- لا ايلين...لا...يكفي...كفاك للآن...أنا...غاضب...غاضب منك...و من جورج...غاضب من نفسي...لكوني كنت جبانا من قبل...كان جورج أسرع مني...استطاع أن....أن...

ضحايا في ظل القدر|قيد التعديل|Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon