37- هل أحببتني أيضا؟!

396 26 67
                                    

شاء القدر أن تختبر الحياة كل من فيها من بشر...أن تسلم أناسها لأكاذيبهم و خدعهم...و تحوم حول الصدق...في غابة ملؤها الضياع...كالأوهام...تعقدت قصص البعض و تمحورت حول العبرة التي يمكن استخلاصها منها...و لكن...بعض القصص عبرها من العيار الثقيل...

عاد مايك لمنزله غاضبا...دخله مطبقا الباب بقسوة...توجه على الرغم من استغراب الجميع لغرفته...أراد كل منهم معرفة سبب استيائه و لكنهم فضلوا تركه لوحده بعد أن خمنوا أن سبب ذلك هو رغبته الملحة في استعادة ذاكرته...للأسف لم يعلموا أن ما يمر به الآن صدمة قد قتلت الثقة بجميع من حوله...حتى نفسه...كان الضياع الذي عاش به لأيام و أشهر...قد زال بفعل الحديث الذي أجراه مع صديقه ليو...

استطاع من خلاله أن يصل لطرف خيط...أو بالأحرى...قد أمسك الخيوط الطويلة من ذنبها...إلا أنه أراد الوصول لزمام الأمور...وقف على شرفته يحاول التحكم بغضبه...لأول مرة يشعر بالخيانة من أقرب الناس إليه...ليس واحدا...بل الجميع...كم كان صعبا عليه...ثم تذكر شيئا فدخل باحثا عن حاسوبه بأقصى سرعة حتى وجده و أخذ يبحث في مواقع الإنترنت عن أمر ليتأكد منه...

عادت ايلين لمنزلها سعيدة...مليئة بالحياة...و قامت باحتضان صديقتها لورا فور رؤيتها...و الأخيرة استعجبت و قامت بسؤالها عن سبب فرحتها المفرطة...فشرحت لها اقتراب موعد احتضانها لوالدها...شرحت لها كيف أنه أخيرا تقدم خطوة إليها...و كيف أنه أضحى لها كل شيء...كيف أنه من تبقى لها في الحياة و كيف أنها...لا تود خسارته أيضا...

في هذه اللحظة يطرق شخص ما على الباب...تسرع لورا في فتح الباب بعد أن علمت أنه جورج...تفاجأت الفتاتان إذ أنه كان يتمايل يمينا و يسارا...فأسرعتا في إمساكه من الجهتين قبل أن يقع...

ايلين: جورج...ما الذي فعلته بنفسك؟! هيا تعال معي...

جورج: ايلين...جئت إليك حبيبتي...

ضحك بخفة ثم أضاف...

جورج: استطعت الوصول إليك...كما أفعل دائما...لا أدعك...أبدا...

أجلستاه على الأريكة فسارع بإمساك يد ايلين قبل أن تبتعد...أما لورا فقررت الإنسحاب لتتركهما يتكلمان...

لورا: أنا خارجة للقاء رافاييل...فقط اتصلي بي إن احتجت لي...

ايلين: حسنا...

بعد أن خرجت لورا...تنهدت ايلين بقوة قبل أن تجلس بالقرب من جورج...حدقا ببعضهما لثوان...حاول بعد ذلك أن يقبلها إلا أنها أوقفته محاولة إعادته لرشده...

ايلين: لا يا جورج...

جورج: لم ايلين؟! لماذا يا قمري الفضي؟! أنا زوجك...و أنت...زوجتي...

ايلين: لا تنسى...أنا لست إلا عبدتك لا زوجتك...

جورج: لا يا حب حياتي...لا تقولي هذا...أنت زوجتي...و النور الذي أستنير منه...أرجوك...

ضحايا في ظل القدر|قيد التعديل|Où les histoires vivent. Découvrez maintenant