41_ النهاية

338 18 22
                                    

بعد مرور شهرين على حادثة الإجهاض و انكشاف الحقائق، كانت ايلين قد قررت أن تبتعد للأبد عن مصدر عذابها...لم تعد تتحمل البقاء بقرب مايك من دون أن تمسك يده...ففي الواقع حاول جاهدا الإمساك بها و لكن ذاكرتها منعتها عن الاستجابة له أو الرضوخ أمامه...لم تجد سببا مقنعا يمنعها عنه و لكنها لم تستطع...فقد شعرت بالعار من نفسها على كل ما جرى...شعرت بأنها المسؤولة الوحيدة عن ضياع الجميع...

  انتهى الأمر بعرض من والدها يشجعها على السفر برفقته لإنكلترا...و وجدت عرضه هذا أنسب شيء في هذه اللحظة...حدثت نفسها بأن تخفي الأمر عن الجميع طالما تعلم بأنهم لن يدعوها و شأنها...و ماذا عن مايك؟! أجل...لن يتحمل غيابها...فهو بالكاد يصبر على بعدها و هي بالقرب منه فكيف و هي بعيدة عنه كل هذا البعد؟!

  في الوقت الذي مر حدثت أمور كثيرة...فبعدما اكتشف مايك الحقيقة و علم أن جورج كان السبب في ظلمه لايلين و فراقهما، لم يكتف بإظهار الكراهية و الغضب منه...لأنه كثيرا ما كانا يتشاجران و يضرب أحدهما الآخر...و ربما هذا أكبر الأسباب التي أقنعت ايلين بالرحيل...فعلى الرغم من طلاقها لجورج في تلك الفترة...إلا أنها أجبرته على إخفاء ذلك و خاصة عن مايك...أرادت الإنسحاب بهدوء من حياته...

تحسنت علاقة ليزا بدانييل و بدآ بالمواعدة فورا...كما أن رافاييل قد قام بعرض الزواج على لورا و التي بدورها أعلنت موافقتها بفرح غامر...و لربما السؤال الآن هو...ماذا حدث لسارة بعد موت كريس؟! لقد تجاوزت الأمر...عادت لطبيعتها و لكنها كانت أقوى من ذي قبل، فغدت أشبه بامرأة كبيرة ناضجة...

غالبا ما نسمع أن الألم سر القوة...و بالفعل هذا ما حدث...أصبحت سارة فتاة قليلة الكلام، كثيرة التفكير...و أحيانا، كثيرة البكاء في الليالي المعتمة، حيث ترقد بمفردها و تخفي ضعف قلبها عن الجميع...و ربما لا...فالبعض قد سمع صوت بكائها و لكنهم امتنعوا عن الدخول إليها...فهذه كانت حربها...و كان عليها أن تتجنب الإصابة و الموت بنفسها...كان عليها أن تقف على قدميها صباحا و كأن شيئا لم يكن...أن تظن بأنها قد نجحت في إخفاء ألمها عن الجميع...و ربما مع الوقت تكف عن إظهار ضعفها لفراشها أيضا...فتعود لحياتها بقدر كبير من القوة...

كان مايك شديد الحرص على أن لا تفارق ايلين ناظريه، و الأمر الذي كان يعزيه و يخفف عنه، هو أنه يشاركها بطولة فيلم كانت ليزا قد أعدته من أجلهما، و كان هذا الفيلم يحاكي قصتهما إلا أن النهاية كانت باجتماعهما ثانية...رضيت ايلين بتمثيل دور البطلة من دون معرفتها أن شريكها سيكون مايك، و إلا كانت لترفض، و لكن فات الأوان على التراجع فقد حرصت ليزا على الحصول على توقيعها قبل أي شيء، طبعا بالاتفاق مع مايك...أراد أن يجبرها على البقاء بجانبه لساعات طويلة، و كانت قد بدأت تلين قليلا، و لكن شجارهما المستمر قد حال دون عودتها إليه...

انتهى تصوير الفيلم و اكتفت ايلين بالمغادرة من دون أن تقول له أي كلمة...ودعت فريق العمل و شكرت ليزا على هذه الفرصة ثم رحلت بعد أن ألقت نظرة أخيرة على مايك و قد انتظر منها أن تتراجع عن موقفها و يأخذها في حضنه المشتاق، إلا أنها كانت قد تلقت عرض السفر من والدها قبل أيام و الذي وافقت عليه...ستسافر برفقته لتعمل خارجا...ستعيش ألم البعد و هي مدركة لذلك و لكن...هذا الحل الذي فضلته من أجل الجميع...

ضحايا في ظل القدر|قيد التعديل|Where stories live. Discover now