24- رسالة وداع من ايلين

444 40 50
                                    

بعض الأشخاص لا يحصلون على الحب و الاهتمام الذي افتقدوه في الحياة، فيلجؤون للتسوية عبر أشياء أخرى...ربما لم يحصل جورج على اهتمام في طفولته، لكنه ظن لوهلة أنه امتلك سببا ليعيش ثانية بعد أن سلب منه مرة ذاك الأمل، سببا يجعله يستمر في تحدي الماضي و عثرات المستقبل، ايلين، قمره الفضي، لا ريب أنه امتلكها لفترة وجيزة، لكن فاقد الشيء يملكه كما نرى عكس المقولة الحقيقية، فهي انما كانت ملكه بدون قلب يرأف به...قلب أضاعه و احتاج لامتلاكه، انه قلب سرق و لم يعد له أية فائدة الا بين يدي سارقه...

عاد جورج حاملا ثقلا و هما أثقل على ظهره، دق على باب غرفتهما، دخل، و نظر لناحية ايلين التي اتخذت قرارا لا عودة عنه، انها قد حضرت حقيبتها و هي جاهزة لتخبره بقرارها المصيري للمرة الثانية.

جورج: أرى من أمتعتك و وجهك الجدي، أنك قررت أخيرا أن...تتركيني...فبالطبع لم تحضريها لتفاجئيني بأنك تريدنني أن آخذك لشهر عسلنا مثلا...أو نسافر للسياحة...

ايلين: لا...طبعا ليس كذلك، لا أشك أنك فهمت ما أريد بشكل واضح...

جورج: هكذا؟! بكل بساطة؟! (قالها بهدوء)

ايلين: هذا صحيح...آسف لقول هذا لكن...كان يجدر بنا عدم التسرع في قرار الزواج...

جورج: (ابتسم بسخرية) هاه هذا صحيح ان كنت أنت لفكرت بمثل منهجيتك لكني أنا...الأحمق الذي يحضر لكي باقات الورود الحمراء(نظرت للباقة المرمية على السرير باهمال و حزنت لأجلهما)...فأنا لم أعلم بأنك تفكرين كثيرا بهذا الموضوع و تبحثين عن الوقت المناسب للفرار...ألن تخبريني ما سبب قرارك الآن؟!

ايلين: أنا لست أبحث عن الفرار...كما أنا...ألم نتحدث كفاية؟!

جورج: لكنك لم تتنازلي لتعطيني سببا مقنعا...

ايلين: أليس ضعف حبي لك سببا كافيا؟!

جورج: لا...فأنا، أود معرفة كيف استنتجت ضعف هذا الحب السخيف(علا صوته أكثر من قبل محافظا على هدوئه)...كلميني(أمسك بذراعيها و هزهما بقوة)...ألن تخبريني الحقيقة؟! قوليها...أرجوكي هوني علي مصابي و اقض على صورتك اللامعة في مخيلتي كي أتمكن من نسيانك...أخبريني أنك...حبيبتي لن أرضى بما يحدث لعلاقتنا...لا لن أتنازل عنك أبدا...

ايلين: آسفة جورج...حقا مهما قلت لك أني آسفة أو اعتذرت فلن تتغير حقيقة أني آذيتك، و هذا ما لا أود ان نذكره عندما ننفصل، أود أن نذكر الأيام المفرحة، و صداقتنا المسلية و ضحكاتنا و أمسياتنا معا... أن نستفيد من تجربتنا هذه!

جورج: أهذا حقا ما تريدينه؟! أن تكوني بعيدة عني لهذه الدرجة...فكري ثانية في العقوبات، و خاصة أن الصحافة تنتظرنا على غلطة، انهم يتابعون قصتنا بشوق، يتمنون تفريقنا، لكنا أقوى من ذلك و من محاولاتهم الفاشلة، سنثبت لهم أن اشاعاتهم كاذبة...هل تريدين أن يظنوا بأن طلاقنا و طلاق مايك من ليزا له علاقة بالاشاعات التي تجري؟!

ضحايا في ظل القدر|قيد التعديل|Where stories live. Discover now