في بعض الأحيان...نمر بوقت عصيب...و نشعر بأن وجودنا أو عدمه غير مهمان...و في بعض الأحيان يأتينا ذاك الإحساس المثقل بالألم، ليدمر الأمل رويدا فرويدا في قلوبنا...و كأنه يتقاضى أجرا كبيرا على قدر تحطيمه لنا...على قدر إساءته لنا...
هذا ما حصل فعلا لسارة...تلقت صفعة قاسية حالما وصلها خبر موت كريس من دانييل، و التي انهارت سرعانما فهمت معنى الكلام الذي قاله بحضور جميع أفراد العائلة...لم تستطع تصديق هذا الخبر فراحت تصرخ و تتهجم عليه طالبة منه أن يسحب كلامه و أن يقول الصدق، إلا أن الحقيقة لا يمكن إنكارها مهما حاولت هي ذلك، شعرت فجأة بالإرتجاف، شعرت بالبرد الشديد، و من غير وعي راحت تحتضن ذراعيها بنوع من التمسك، فكأنما تبحث عن روحها هي لا غير لتحكم القبض عليها من جديد...ثم وقعت أرضا فاقدة للإحساس...ثم فاقدة الوعي...
انهيار سارة كان لا شيء أمام انهيار مايك الذي شعر بالمسؤولية تجاه صديقه الراحل، لم يستطع مفارقة قبره لأيام، أحس بما يمكن أن يقول له كريس، كان ليذكره بأنه شخص لا فائدة منه، شخص تخلت عنه الحياة كما فعل الجميع، كان يريد فقط...أن يعيش بسلام...لقد صفح عن المتسببين بتشرده و يتمه، على أن يبدأ حياة جديدة ملؤها التفاؤل و الحلم...إلا أنه لم يقدر له ذلك...
حاول والده اقناعه بترك المكان و بأن الذنب ليس ذنبه إلا أن مايك لم يقتنع أبدا...و منذ أن تم دفن كريس لم يذرف الدمع...لقد كان فارغ الإحساس و يتيم المشاعر...كان ليرغب بالبكاء إلا أن ذلك كان ليملأ روح كريس بالعتب فهو كان دائم الحرص على حياة أفضل لمايك...حاول دائما المحافظة على سعادته...
عاد جورج بعد أن كان يراقب حال مايك في المقبرة من بعيد، لم يستطع الاقتراب منه أكثر فالذنب الأكبر يقع على عاتقه، فلولا طمع صهره لما جرت الأمور على هذا النحو، و لكان كريس لا يزال بينهم الآن...لكان كل شيء أجمل...
دخل جورج منزل ايلين و من دون انذار احتضنها باكيا، و هي بدورها أخذت تمسح على رأسه مواسية...فجأة أخذ يبعدها عنه، و بينما تمسح دموعها قالت له بضعف:
- لقد حضرت أغراضي...سأعود معك للمنزل كما وعدتك، و خاصة بعد أن حلت المشكلة بخصوص والدي...
- لا ايلين...
- ماذا؟!
أجابها بعد صمت قصير:
- ليس أنا من عليك احتضانه ايلين...أعلم أنك...تريدين أن تواسيه...و لكنك خائفة من ردة فعل هذا الوحش الذي أمامك...ايلين...اذهبي إليه...إنه يحتاجك أكثر مني...
- جورج...أأنت جاد؟!
- كريس كان اكثر من أخ بالنسبة اليه...مايك قد تغير كثيرا منذ الحادثة...و أنا أدين له للمرة الألف بحياتي...
- جورج...و ماذا عن...
- لا تقولي أي شيء أرجوك...ايلين...انا ...آسف...قد آلمتك كثيرا...و أعلم أنه مهما اعتذرت منك فلن أمحو من رأسك الإهانات و الضرب...لقد فقدت إنسانيتي بسبب حبي لك فاصفحي عني أتوسل إليك...تعلمين أنك...المرأة الوحيدة التي سكنت قلبي...و بسبب ذلك قمت بأفعال سيئة عن غير قصد...لم أكن أنا...نسيت نفسي...
YOU ARE READING
ضحايا في ظل القدر|قيد التعديل|
Romance(أول رواية/تجربة) شدت ايلين على صدرها بيدها و قد آل بها ألم قلبها لتتراجع خطوة للوراء قبل أن تبتلع ريقها و تجيبه بارتجاف واضح: - ح...حسنا...سأفعل ما تريده...سأرحل...و لكن... صمتت قليلا قبل أن تكمل كلامها بثقة عمياء: - ليس قبل أن أعانقك... أطلق ماي...
