الفصل الرابع والسبعون

Magsimula sa umpisa
                                    

-وربنا "خليل" ما ليه إلا سيرتك على لسانه طول اليوم، وأنا كان نفسي أوي اتعرف عليكي ...

غلف العبوس تعابير "حمدية"، ولم يكن هذا كذبًا، بل صادقًا بدرجة كبيرة، لتعاظم حقدها بداخلها، غالبته بصعوبة، ثم مصمصت شفتيها، قبل أن تتابع بتنهيدة بدت آسفة:

-بس نقول إيه الظروف بقى.

تمتمت "سماح" ببسمةٍ لطيفة:

-الحمدلله.

ضاقت عينا "حمدية"، وأكملت بنبرة تميل للوم:

-مالوش حق جوزك يخبي عليا.

أخبرتها بزفيرٍ مهموم:

-هو اتفق معايا على كده، مانجيبش سيرة لحد من طرفه، مع إن الحكاية دي ضايقتني أوي.

علقت عليها بتذمرٍ:

-هو أنا أي حد؟

ولتبدو مقنعة أكثر في تمثيل دورها، أضافت أيضًا، متجاهلة الغليان الحارق لصدرها:

-وبعدين هاكره لأخويا الخير؟ ده إنتي زي العسل وحلوة ونغشة كده.

كركرت "سماح" ضاحكة على إثنائها، وردت مجاملة:

-ده من ذوقك يا ست "آمنة"، ياما كان نفسي أشوفك من زمان والله.

جاء ردها لطيفًا بشكلٍ مغاير للنيران المحتدمة بداخلها:

-القلوب عند بعضها يا حبيبتي.

لحظة من الصمت سادت بين الاثنتين، قطعتها "حمدية" بقولها الهادئ:

-بس مكدبش عليكي، أنا زعلت أوي لما قالي على جوازته منك، وكانت بالصدفة.

اكتسبت نبرتها إيقاعًا منزعجًا وهي تحادثها:

-هايعمل إيه بس؟ غصب عننا ...

لكن ما لبث صوتها أن تحول للحنق، عندما استكملت جملتها:

-كله من بوز الإخص مراته اللي ماتتسماش، منها لله قرفاه ليل ونهار، إن ما بيقول كلمة حلوة عنها أبدًا، أعوذُ بالله، ست ماتتعاشرش، يتفاتلها بلاد، ما إنتي أكيد عارفاها أكتر مني.

اشتعلت حدقتاها في غضبٍ، لسماعها تلك الإساءات المهينة في حقها، أخفضت أنظارها حتى لا ينكشف أمرها، وعقبت بزفيرٍ ثقيل:

-آه عارفاها.

ضحكة مفتعلة انفلتت من بين شفتي "سماح"، تبعها سؤالها:

-قعدتك الحلوة لهتني، ها قوليلي تشربي إيه؟

من الجيد أنها كانت بارعة في إخفاء مشاعرها المغتاظة، وإلا لفسد ما تخطط له، رسمت "حمدية" تلك الابتسامة الودودة على محياها، وقالت:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon