الفصل الخامس والتسعون

40.4K 2.5K 1.1K
                                    


مساءكم ورد ..

يا رب تكونوا بخير ..

فصل لطيف كده على السريع لحضراتكم

منتظرة تعليقاتكم الحلوة

وماتنسوش رواية (لتكن لي غفرانًا) هاتكون متاحة قريبًا في المكتبات بأمر الله


الفصل الخامس والتسعون

مطت جسدها بإرهاقٍ، مستشعرة وجود الألم في كامل عضلاتها؛ وكأنها قد قضت ساعاتها الأخيرة في ممارسة تمارين رياضية قاسية، غالبت رغبتها بالاستغراق في النوم، لتجبر عقلها على التيقظ. سمعت "فيروزة" همهمات غير واضحة، وقريبة من أذنها، تقلبت على جانبها لتجد ابنة خالها جالسة إلى جوارها تعبث بخصلات دميتها محاولة صنع جديلة مثل تلك التي اعتادت أن تصنعها لها، تثاءبت قبل أن تسألها بصوتٍ ما زال يغلفه آثار النعاس:

-بتعملي إيه يا "كوكي"؟

شهقت الصغيرة في صدمةٍ فرحة، تحركت سائرة على ركبتيها لتقترب أكثر منها وهي تسألها:

-إنتي صحيتي؟

نظرت لها بدهشةٍ، ورفعت جسدها قليلاً لتسنده على الوسادة، ثم أجابتها:

-أيوه، ليه في حاجة؟

دون مقدماتٍ احتضنتها "رقية" بمحبةٍ كبيرة، وتعلقت بعنقها، ضمتها "فيروزة" إليها، والاندهاش ما زال مسيطرًا عليها، لم يفقه ذهنها بعد لتصرفاتها الغريبة، أبعدتها عنها وأعادت تكرار سؤالها عليها:

-هو حصل حاجة يا "كوكي"؟

نظرت إليها بعينين تعكسان براءتها المحببة للنفس، أومأت برأسها قائلة:

-أه، إنتي تعبتي أوي، وأنا عيطت عليكي.

وضعت "فيروزة" يدها أعلى رأسها تفركه محاولة تذكر ما حدث، لمحات مما خاضته بدأت تتسرب إلى عقلها، لتذكرها بالحزن الراسخ في أعماقها، تنهدت ببطءٍ، ونفضت ما قد يعكر صفو مزاجها، ثم ابتسمت تطمئن الصغيرة:

-أنا بقيت كويسة أهوو، متقلقيش عليا.

عادت "رقية" لتحتضنها للحظاتٍ، رافضة تركها، استغربت ابنة عمتها مما تفعله، ومع ذلك ظلت تمسح على ظهرها بحنوٍ، تراجعت الأولى برأسها عنها، وابتسمت لها في صفاءٍ قبل أن تنحني على وجنتها، لتطبع قبلة صغيرة عليها، وهي تخبرها بنبرتها الطفولية:

-دي مني.

ضحكت "فيروزة" ملء شدقيها في سعادة، وقالت:

-إيه الدلع ده!

قفزت الصغيرة للناحية الأخرى، وأعطتها قبلة ثانية وهي تضيف:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن