الفصل السادس والثمانون

39.3K 2.5K 999
                                    


مساء الورد عليكم ..

لا تبخلوا بالتعليق على الأحداث، كلامكم الداعم بيفرق كتير


الفصل السادس والثمانون

بين المخلفات الآدمية النجسة، غاص جسده الفاني إلى حيث بدأت جرائمه، وانتهت نوائبه، دون أن تُذرف دمعة واحدة على فقدانه؛ وكأن بموته قد أراح العالم من شره. بحرصٍ مختلط بالحيطة سحب الرجال الثلاثة "تميم" بعيدًا عن الحافة، وصوت صراخه المتألم يصدح في سكون الليل، حملوه معًا بحذرٍ إلى مسافة آمنة، ليمددوه على ظهره على الأرضية. تساءل "منذر" أولاً في جزعٍ:

-قولي حاسس بإيه؟

أجابه بصوتٍ تبين منه مدى ألمه الشديد:

-رجلي.. مش قادر.

تفهم ما يمر به بسبب الجذب الشديد الذي تعرض له من الجانبين، وقال بلهجةٍ جادة:

-تحب ننقلك على المستشفى.

رد دون جدالٍ:

-يا ريت.

بعزمٍ أخبره في الحال:

-على طول يا صاحبي، هاجيب العربية قريب من هنا.

بينما أضاف "دياب" بنفس الاهتمام الجاد:

-اطمن، هاتبقى كويس بأمر الله، وكلنا معاك.

رد دون شكٍ:

-عارف.

وزع "تميم" نظراته الشاكرة على من حوله، لتتحرك عيناه بعشوائيةٍ وهو يتساءل:

-فين "سلطان"؟

أتاه صوت "سراج" مطمئنًا، وذراعاه تضمان الرضيع إلى صدره:

-متقلقش عليه، هو معايا وفي أمان.

ابتسم له في حبورٍ، وقد رأه يهدهده في حنوٍ، يعطف عليه وكأنه من صلبه، على الرغم من العداء القديم بينهما إلا أنه كان الأسبق في نجدته في كل موقفٍ يحتاج فيه للمدد. اكتفى بنظرات العرفان بالجميل، ولم يعلق عليه. نظرة جانبية حانت منه في اتجاه "هيثم" الذي بدا شاردًا، وجهه يعكس حزنًا عميقًا، امتدت يده لتمسك بذراعه، فالتفت الأخير ناحيته يطالعه بخزيٍ، قبل أن يخفض رأسه مستشعرًا مدى خذلانه له. استطرد "تميم" قائلاً بصوته المرهق:

-إنت ملكش ذنب في أي حاجة حصلت.

رغم يقينه بصحة ما حدث، بناءً على طبيعة شخصية والدته الطامعة، إلا أنه لم يستطع إعفاء نفسه من الذنب، نكس "هيثم" رأسه متحاشيًا نظراته، ليردد بغصةٍ:

-هو أنا قادر أرفع عيني في عين حد فيكو؟

أخبره بعد لحظة من السكوت:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن