الفصل مائة وثلاثة عشر

39.3K 2.5K 507
                                    



مساءكم ورد ..قبل الشروع في قراءة الفصل، أو التوجيه بالنقد لقصره، لكون البعض يتطلع لاستباق الأحداث، فأنا حابة أقول كلمة بسيطة، استعجال حدوث الشيء يعني إفساد حلاوته، صح الفصول تخطت المائة بشوية، بس العمل بيتكلم في كذا أسرة، وكذا حاجة مختلفة، مش مجرد عمل رومانسي، لأ ده قالب اجتماعي يمس حاجات بنحس إنها قريبة مننا مع اختلاف الظروف والشخصيات ..خلال الكتابة بتطرأ بعض الظروف، ممكن فعلاً تخلي الواحد عنده الأفكار، لكن فاقد شغف الكتابة، وده بيخليك ككاتب مش عارف تتناول الفكرة إزاي، بتحس بفتور وإنت بتسرد، مش زي الحماس المعتاد، وده بديهي لأن احنا بشر أحوالنا المزاجية بتختلف من وقت للتاني.فبأكد لو فقدتوا الشغف ده، سيبوا الرواية ..حاليًا باكتب على قدر طاقتي وتفرغي حاجة أخيرة الرواية هتقف في شهر رمضان الكريم ..



الفصل مائة وثلاثة عشر

أسكرته النظرات الساهدة من جوهرتيها، فغار القلب من فطرة جمالها، وجعل اللسان الأحرف تتشكل بمعسول عباراتها، لتنطق عفويًا بما يعمر الروح الخاوية. لم يبدُ "تميم" نادمًا على تصريحه النزق، كان يعني كل ما عبر عنه بمختصر الكلام ويفيض عنه أضعافًا، تطلعت إليه "فيروزة" بعينين تضيقان في حيرة، لم تحتج على ما سمعته، ولم تستاء منه، بدت وكأنها استمدت طاقة خفية من مشاعره النقية. لسعادته أعطته بسمة أخرى أقل في مدتها؛ لكنها أرق في نعومتها.

كاد يرقص فرحةً وهو جالس قبالتها، تحول في غمضة عين لطفل صغير فاز لتوه بتذكرة مجانية لمدينة الملاهي، حمحم يسألها وهو يشير نحو علبة العصير الممسكة بها:

-تحبي أفتحهالك؟

أخفضت نظراتها تلقائيًا نحو العلبة، وعادت لتحدق فيه بترددٍ، فأصر مشيرًا بيده، وللغرابة لم تمانع إعادتها إليه ليفتحها لها! ابتسامة عريضة ممتزجة بحماسٍ ووله طغت على كامل قسماته، انتفض مع لمسة غير مقصودة من أناملها وهو يناولها إياها مجددًا؛ كأنما لامس جسده تيارًا كهربيًا، مع فارق أنه من النوع المنعش للحواس.

نظرات خاطفة بين الحين والآخر سددتها لهما "هاجر"، كذلك كانت تتعمد إطالة الوقت مع "همسة" في الحديث عن مواضيعٍ شتى، لتلهيها عن توأمتها، علَّ شقيقها يحظى بفرصة طيبة مع من أنسته الأحزان، وأوجدت الآمال. تحولت كافة الأنظار نحو باب الغرفة عندما أطل منه الطبيب وهو يلقي التحية:

-مساء النور.

تحركت "همسة" لتستقبله قائلة:

-مساء الخير، اتفضل يا دكتور.

اضطر "تميم" آسفًا أن ينهض من مكانه، ويتراجع بعيدًا عند الزاوية، ليمنح الطبيب المساحة للقيام بفحصه الروتيني لمريضته، خفق قلبه سرورًا عندما سمعه يردد في رضا:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن