الفصل الثامن والثمانون

39.7K 2.5K 1.1K
                                    


مساءكم زي الورد

النهاردة كان عندي وقت فراغ والحمدلله، قولت استغله في كتابة فصل جديد ..

حابة كمان أشكركم على كل تعليقاتكم الجميلة واللي ادت روح للرواية

أسيبكم مع الأحداث


الفصل الثامن والثمانون

كان يراهن –بقوةٍ- على سجيتها الساذجة، فأمثالها من النساء محدودات التفكير، لن يستطعن -بما اعتبره عقولهن الناقصة- مضاهاة ذكائه الخارق، سيطرت عليه فكرة بغيضة، كان واثقًا بشدة أن "آمنة" لن ترتاب في أمره، إن أفسد هاتفها المحمول عن قصدٍ. وبكل ما فيه من خسةٍ ونذالة قام "فضل" بالعبث فيه، ليصبح قطعة من الخردة، لا تصلح لشيء. ابتسم في انتشاءٍ، وقال بزهوٍ مريض:

-زي الفل! الله على دماغك يا "أبو الأفضال"!

استمر في التفاخر الزائف بنفسه قائلاً؛ وكأنه يصنع المعجزات:

-آه لو كان البلد دي فيها اتنين منك، كنت عملت العجب.

وقبل أن تستريب زوجة عمه فيه، ترك الهاتف موصولاً بشاحنه، وعاد إليها متسائلاً بلهجةٍ جادة:

-أومال مافيش أخبار عن بنتك "فيروزة"؟

تنهدت قائلة بتعاسةٍ معكوسة على قسماتها:

-لا والله يا "فضل"، ربنا يرد الغايب.

تحدث من زاوية فمه قائلاً:

-تلاقيها مصدقت يا مرات عمي...

وزاد الطين بلةٍ باتهامها كذبًا:

-ما هو في ناس بطرانة، أول ما القرش يجري في إيديها تنسى أصلها، وفصلها.

استاءت من إساءته لابنتها، ودافعت عنها بضيقٍ:

-بس "فيروزة" مش كده.

استفزها بأسلوبه الوقح، فقال ليوغر صدرها ناحيتها:

-وتسمي تطنيشها ليكي إيه؟ ده حتى المثل بيقول اللي مالوش خير في أهله مالوش آ....

لم يكن ينقصه سوى صراحته الفجة ليثير أعصابه، والظروف لا تحتمل مضايقاته المستمرة، لذا قاطعه "اسماعيل" محذرًا، بتعابيرٍ غير راضية:

-ملكش دعوة يا "فضل".

رد بتذمرٍ:

-هو أنا قولت حاجة غلط؟

نهض والده من جلسته، وصاح بلهجةٍ اكتسبت الجدية، منهيًا سخافاته اللا محدودة:

-لا غلط ولا صح، بينا من هنا، لسه مشوارنا طويل.

بامتعاضٍ كبير غمغم؛ وكأنه طوع بنانه:

-ماشي يا حاج، اللي تشوفه.

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️Where stories live. Discover now