الفصل مائة وعشرة

38.7K 2.5K 500
                                    


مساءكم زي الورد

حاولت متأخرش عليكم، بس الفصل ليه تكملة مشهدين، لكن الوقت للأسف مش هيساعدني لارتباطي بحاجات تانية تخص شغلي ..

فلو ربنا يسر هاحاول أكتبهم بكرة وانشرهم، لو لأ يبقى هضيفهم على فصل الجمعة ..

أسيبكم مع الأحداث


الفصل مائة وعشرة

وازن بين أدائه لعمله، وبين شروده في التفكير فيما حدث من مقابلة جده معها، حاول الالتهاء بإشغال نفسه قدر المستطاع بأعمالٍ لا حصر لها، حتى لا يدع لعقله الفرصة في توقع الأسوأ؛ لكن دومًا فضوله يطغى على أي شيء آخر. بدا "تميم" مشتت التركيز معظم الوقت، رغم سعيه لإظهار العكس، فأوكل إلى أخلص رجاله مهمة مراجعة تعبئة إحدى الشاحنات، وأمسك بدفتر الفواتير محفزًا نفسه على قراءة الأرقام؛ لكنها تداخلت وبدت معقدة وغير مفهومة.

ترك ما في يده، وفرك جبينه بيده مرددًا مع نفسه:

-إنتي عاملة فيا إيه بس؟!

حالة التخبط المسيطرة عليه لم يمانعها؛ لكنه لم يحبذ لفت الأنظار إليه، تحركت عيناه نحو هاتفه المسنود إلى جواره، امتدت يده لتمسك به، كان مترددًا في مهاتفة والدته، وظل يرجئ الأمر بضعة مراتٍ حتى انتهى رصيد الصبر لديه، نهض من خلف المكتب الخشبي، والتقط الهاتف بيدٍ، ثم اتجه إلى زاوية هادئة نسبيًا من الدكان، واتصل بها، ترقب إجابتها عليه. سرعان ما توترت ملامحه حينما سمع صوتها، سألها بنبرة جاهد لتبدو ثابتة غير كاشفة لأمره:

-إيه الأخبار عندك يامه؟

جاوبته بصوتها العادي:

-أه يا ضنايا، كله تمام عندنا.

سألها على مهلٍ، وكامل نظراته مرتكزة على نقطة وهمية بالأرضية:

-وجدي رجع من مشواره؟

جاءه ردها طبيعيًا:

-أيوه من شوية، "هيثم" طلعه، وأنا عملتله القهوة بتاعته.

حمحم متسائلاً بترددٍ لطيف؛ كأنما يبحث في كلامها عما يشبع حيرته:

-وهو كويس؟ قالك حاجة يعني؟

أخبرته بتريث:

-قالنا إنه اطمن على "فيروزة"، وبقت أحسن شوية، وبعدين دخل على أوضته ...

ذكرها لاسمها طرب أذنيه، وأشعره بسعادة خفية تغمره، للحظة صمتت "ونيسة" قبل أن تبادر بسؤاله:

-إنت عايزه في حاجة؟

أمسك التخبط بصوته على الفور، وقال نافيًا مستشعرًا بفضولها ناحيته:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن