الفصل الثاني والسبعون

40.2K 2.3K 1.1K
                                    



في البداية باعتذر لحضراتكم عن تأخيري في كتابة ونشر الفصل .. وتاني شيء ده طلب شخصي، هستأذنكم تدعو لأخي بالشفاء العاجل لتعرضه لوعكة صحية شديدة .. لعل المولى يستجيب ويرفع عنه البلاء ..

أسيبكم مع الفصل


الفصل الثاني والسبعون


لأنه ليس مقيمًا في بلدٍ لا يُطبق القوانين، لذا فأقل ضررٍ يتسبب فيه، يُعرضه بلا شكٍ للمُساءلة القانونية، وهذا ما حدث معه! فخلال تعنيفه الأهوج لزوجته، تقدم أحد الجيران بشكوى إزعاجٍ للمسئول الأمني، عن البناية القاطن بها، يتهمه بممارسة نوعٍ من العنف مع إحدى السيدات، والذي بدا صراخها اليائس مفزعًا للجميع، قبل أن يسكن تمامًا، ليظن ذاك الساكن أنها تعرضت للأذى بشدة، وبناءً عليه تحرك المسئول للتحقق من الشكوى، التي لن تكون فقط نوعًا من الإنذارِ، إن ثبت الضرر البالغ الواقع على المرأة.

لعق "آسر" شفتيه، وبلع ريقه مبررًا بكذبٍ، بنفس لغة الرجل:

-إنه سوء فهم، كان ذلك صوت التلفاز، أنا لم أرتكب شيئًا مخالفًا، صدقني.

كان وجه المسئول جادًا، وتعابيره رسمية، اتفقت أيضًا مع نبرته حينما أخبره:

-نريد التأكد سيدي، فلم تكن الشكوى فردية، بل تكررت، وأنا هنا لإثبات الأمر من عدمه.

لم يكن أمامه أي مفر سوى الرضوخ له، فقال مستسلمًا:

-حسنًا...

همَّ بالتحرك؛ لكنه توقف في منتصف الطريق، ليقول له متحججًا، حتى يكسب المزيد من الوقتِ:

-اترك لي لحظة لأطلب من زوجتي ارتداء ثيابها، فكما تعلم نحن إلى حد ما ملتزمون، ولا يجوز أن تأتي زوجتي إليك بجسدٍ عارٍ.

تفهم ذلك، ورد ببساطة:

-في انتظار مجيئها.

على الجانب الآخر، تسنى لـ "فيروزة" سماع ما قاله الرجل بوضوح، فأعملت عقلها بشدة، لتخرج من هذا الموقف رابحة، تراجعت بخطواتٍ كانت شبه كارثية ضاعفت من ألمها، بعد إعلان "آسر" عن ذهابه لاستدعائها، وجلست على طرف الفراش، مدعية انشغالها بدعك ساقها المتألمة، رفعت أنظارها في اتجاهه، حين اندفع لداخل الغرفة، مواربًا الباب خلفه، رمقها بنظرة خائفة، تأكدت من صحتها من أمارات الفزع المرسومة على تقاسيمه، انحنى عليها، فانكمشت لتكمل مشهد اضطرابها منه، وإن لم تكن كليًا هكذا! فالمصائب علمتها ألا تظهر بمظهر الضعف، لتفسد شعور أعدائها بالزهو وفرحتهم بالانتصار عليها؛ لكن الظرف هذه المرة مختلفًا، امتدت يداه لتمسك بها من رسغيها، وتودد إليها بعاطفةٍ لم تقنعها مُطلقًا:

الطاووس الأبيض ©️ - الجزء الثالث - كامل ☑️Where stories live. Discover now