58..مرشحة للانتخابات

1.1K 31 0
                                    

في صباح اليوم التالي..امتلأت الشوارع بصور هزان كمرشحة للانتخابات عن حزب الوطن..و هو أمر فاجئ الكثيرين ممن كانوا يراهنون على هزيمة حزب الوطن و انكساره بعد موت مؤسسه صدقي سراج اوغلو و مرشحه السابق بولنت سراج اوغلو..في قصر العائلة..لم يتوقف الهاتف عن الرنين..و المتصلون كانوا اما صحفيون يبحثون عن حوار حصري مع هزان و اما اصدقاء و مساندون يريدون التأكد من الخبر و مساندة هزان..اتصلت هزان بالسيد اوميت و استشارته بخصوص التصريح الذي ستدلي به فأخبرها بأنه قد نظم لها مؤتمرا صحفيا في المساء بمقر الحزب لكي تدلي بتصريح و تجاوب على أسئلة الصحفيين..كانت هزان متخوفة من مواجهة الصحفيين خاصة و هي تجهل بعض المصطلحات السياسية التي قد تسمعها منهم اضافة الى عدم معرفتها بتفاصيل القانون الانتخابي..طمأنها اوميت بأنه سيكون معها و سيجلسان معا قبل المؤتمر بساعة لكي يشرح لها بعض المصطلحات و يجهز لها الأجوبة و التصريح الذي ستعطيه..ذرعت هزان غرفتها جيئة و ذهابا بعد انهاء مكالمتها مع أوميت..كانت ما تزال قلقة و متوترة فللمرة الأولى تجد نفسها في موقف كهذا و في موقف لا يشبهها و لا علاقة له بطموحاتها و لا باهتماماتها و احلامها..سمعت طرقا على الباب فقالت" ادخل" دخلت ندرت و هي تحمل طردا في يدها و قالت" ابنتي هزان..لقد وصلك هذا الطرد للتو" سألت" ممن؟" اجابت" لا اعلم يا ابنتي..افتحيه و ستعرفين" اخذت هزان الطرد من يدها و فتحته فإذا فيه ملخص قصير للقانون الانتخابي و معجم سياسي به شرح لأكثر من ألف مفردة..ابتسمت هزان و هي ترى هذه الهدية القيمة التي أتت في الوقت المناسب لكن ابتسامتها سرعان ما اختفت عندما قرأت البطاقة المصاحبة للهدية..فيها" مبروك ترشحك للانتخابات..انا واثق من نجاحك..اتمنى ان تقبلي هديتي المتواضعة و التي انا متأكد بأنك ستحتاجينها..غايتي هي مساعدتك و ليست ازعاجك..تحياتي القلبية..ياغيز"..

مزقت هزان البطاقة و هي تقول بنبرة ساخرة" غايته مساعدتي و ليست ازعاجي..و كأنه لا يعلم بأن أي شيء منه يزعجني و يغضبني..و من طلب مساعدته؟ لا افهم..مزعج و بغيض" لكنها اعترفت بينها و بين نفسها بأن هديته تلك قد اتت في الوقت المناسب..فمازال الكثير على موعد المؤتمر و بإمكانها الآن أن تفهم و لو القليل مما يتعلق بالانتخابات..طلبت هزان من ندرت بأن تجهز لها شايا أخضرا و جلست تقرأ الكتب التي وصلتها باطناب و تركيز عاليين..من حسن حظها بأن المفاهيم و القوانين كانت مشروحة بصورة مفصلة و بسيطة و يمكن فهمها بسهولة..بفضل تلك الكتب تمكنت هزان من تكوين فكرة شاملة عن الانتخابات و جهزت بذلك نفسها كما ينبغي للمؤتمر..اخذت هزان تستعد للخروج من القصر بعد أن قضت اكثر من ساعتين و هي تقرأ الكتب و تسجل بعض الملاحظات الضرورية..ارتدت فستانا أسودا يصل الى ركبتيها و يزينه حزام فضي عند الخصر.

جمعت شعرها كله الى الأعلى و لم تبالغ كعادتها في وضع المساحيق ثم احتذت حذاء مناسبا و حملت حقيبتها و خرجت

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.جمعت شعرها كله الى الأعلى و لم تبالغ كعادتها في وضع المساحيق ثم احتذت حذاء مناسبا و حملت حقيبتها و خرجت..أمام مقر الحزب..كان الصحفيون بانتظار وصول هزان و انطلاق المؤتمر..التقطوا لها الصور و حاولوا الحصول على تصريح لكنها اكتفت بتحيتهم و تجاوزتهم الى الداخل حيث كان اوميت ينتظرها..جلسا معا و أخذا يجهزان نفسيهما للمؤتمر..اندهش اوميت من تفوق هزان على نفسها و سرعة بديهتها و قدرتها الفائقة على الاستيعاب و الفهم..و لعل ما فاجئه أكثر هو انها كانت جاهزة و مستعدة كما ينبغي على عكس ما كان يوحي به قلقها و توترها..كانت هزان تعلم جيدا بأن الفضل في جهوزيتها تلك لياغيز و لهديته القيمة لكنها رغم ذلك لم تستطع تصديق حسن نيته و رغبته في مساعدتها و انما رجحت بأنه يفعل ذلك لاستعادة ودها و هو ما كانت ترفضه تماما..

جلست هزان صحبة أوميت أمام الصحفيين و كاميرات القنوات التلفزية و مايكروفونات الاذاعات و عدسات المصورين..استهل اوميت المؤتمر بكلمة ترحيبية بالحاضرين ثم قدم لمحة تذكيرية بتاريخ الحزب و اهدافه و مشاريعه الناجحة دون ان ينسى الترحم على صدقي و بولنت اللذان كان لهما الفضل الأكبر في نجاحات الحزب ..و بعد ذلك اعلن ان الحزب و باجماع من اعضاءه قد اختار هزان سراج اوغلو كمرشحة للانتخابات و ممثلة للحزب..ثم اعطاها الكلمة فقالت بصوت حاولت ان يبدو هادئا و واثقا" مرحبا بكم جميعا..اولا..اريد ان اترحم على عائلتي و افرادها اللذين لولاهم لما كنت جالسة امامكم هنا..ثانيا..اريد ان اشكر السيد اوميت و كافة اعضاء الحزب على ثقتهم الغالية فيّ..و ثالثا..فلأحدثكم عن نفسي قليلا..انا هزان شامكران سراج اوغلو..متحصلة على شهادة في الادارة الفندقية و عملت لسنوات كموظفة استقبال في فندق سراج اوغلو قبل ان اصبح مديرة له..فلأعترف لكم بأنه لم يكن لي في السابق أية طموحات سياسية او اهتمامات حزبية عدا ظهوري في بعض المناسبات المهمة مع زوجي المرحوم..لكن الوضع الآن يحتم علي بأن أتحمل مسؤولية عائلتي التي فقدتها و للأسف دفعة واحدة..انا المتبقية من هذه العائلة التي أدين لها بكل ما حققته في حياتي و بكل المشاعر و اللحظات الحلوة التي عشتها..و من واجبي ان اواصل مسيرة العائلة و ان اطمح الى تحقيق الاهداف التي بقيت غير مكتملة..انا هنا الآن بينكم و امامكم..كمرشحة للانتخابات و كممثلة عن حزب الوطن..اطمح ان اكون ممثلة للشعب التركي في البرلمان و اعدهم بأن اعمل على تحقيق احلامهم و الدفاع عن حقوقهم..و سيكون هذا واضحا في البرنامج الانتخابي الذي سأتحدث عنه قريبا خلال حملتي الانتخابية..اريد دعمكم و ثقتكم التي سأسعى أن اكون اهلا ..و الآن تفضلوا بطرح أسئلتكم" اخذ الصحفيون يطرحون أسئلتهم على هزان التي كانت تجيب بأريحية و بثقة فاجئت الجميع و أسعدت اوميت الذي كان يراهن على هزان بأن تكون الفرس الرابح في هذه الانتخابات من خلال ذكاءها و قوتها و بفضل قدرتها على كسب تعاطف الناس خاصة بعد مصيبة فقدانها لكل عائلة سراج اوغلو..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن