14..مقارنة

1K 35 16
                                    

ربتت هزان على كتف زوجها و ابتعدت عنه و هي تقول" عن اذنكم..سأذهب الى غرفتي..سأستحم و أغير ثيابي و أعود الى العمل" اقتربت منها فريدة قبل أن تتحرك..أمسكت يديها و قالت" أتعلمين هزان..انك تذكرينني بنفسي..لطالما تعرض عمك صدقي لشائعات من هذا النوع و لمؤامرات مغرضة بسبب المعركة السياسية..لكنني كنت دائما ادعمه و أقف في صفه..لم أسمح لنفسي بأن أكون حليفا لأعداءه حتى و لو كان ذلك دون قصد مني..الثقة المتبادلة كانت موجودة بيننا..و المحبة و الدعم و المساندة هي أسس زواجنا القوي و الثابت..و أنا أرى فيك نفسي..انك تشبهينني بثباتك و ثقتك و دعمك لزوجك..من الجيد أننا اخترناك لتكوني زوجة لابننا..انه حقا نعم الاختيار" ابتسمت هزان و اكتفت بهز رأسها دون أن تقول شيئا..صعدت الى غرفتها و همت بخلع ثيابها عندما سمعت صوت طرقات على الباب..قالت" ادخل" ..دخل بولنت و تقدم نحوها و هو يقول" هزان..هل تسمحين لي بالحديث معك قليلا" جلست و اشارت له بالجلوس و هي تقول" بكل تأكيد..قل" شبك بولنت أصابعه ببعضها و قال" هزان..أعلم بأنك تعانين من اهمالي و انشغالي الدائم عنك..و لا شك بأن الخبر الذي ظهر في الجرائد ازعجك و جعلك تطرحين على نفسك ألف سؤال..لكنني اريدك أن تكوني واثقة مئة بالمئة بأنني صادق في كل كلمة قلتها و بأنني لم أخنك..انت تعلمين جيدا الوضع الصحي الذي أعاني منه و الذي يجعلني دائما أشعر بالنقص..لذلك أشغل نفسي بالعمل لعل نجاحي فيه يعوض عن احساسي بالفشل و بالنقص..و لذلك أهرب منك و من النوم معك في غرفة واحدة..لا أريد أن أبخل عليك بأي شيء و لا أريد أن أرى في عينيك نظرة عطف أو شفقة..احساسي بالعجز يسيطر علي و يخنقني لذلك ادفن نفسي في العمل و انشغل به كثيرا..لكنني أعدك بأنني سأعوضك عن كل التقصير..و سأخصص لك وقتا نقضيه معا..أما بخصوص العلاج..فأريد أن أطمئنك الى أن الطبيب أخبرني في آخر زيارة بأن هناك تحسنا في وضعي الصحي و بأن فترة علاج قصيرة أخرى ستكون كفيلة بجعلي اتجاوز مشكلتي..فهل انت مستعدة لتحمل ذلك و للبقاء معي رغم هذا؟ أم.." و صمت فجأة و قد تغيرت نبرة صوته..نظرت اليه هزان بعيون تتمنى أن يكون ما يقوله صحيحا..فهذا الجالس أمامها هو زوجها..و هو ذلك الرجل الذي تتمنى أن تعيش معه كل المشاعر و كل تفاصيل الحياة..و هو الرجل الذي وعدت نفسها بأن تتحمل كل ظروفه و مشاكله و بأن تقف معه و تدعمه..وضعت هزان يدها على يد زوجها و قالت" لا تقلق بولنت..أنا معك" كانت تلك الكلمات كافية بالنسبة اليه لكي يبتسم و يشكر هزان قائلا" شكرا جنم..اريدك ان تغيري ملابسك و تستعدي للخروج معي..انت مدعوة على الغداء"..

زمت هزان شفتيها و رفعت حاجبها باستغراب ثم قالت" لكن لدي الكثير من العمل في الفندق و .." قاطعها بولنت و هو يقبل خدها بخفة" لا أريد أي اعتراض..أنا انتظرك في الأسفل" و تحرك نحو الباب..فتحه و خرج..بقيت هزان واقفة للحظة في مكانها..كانت تعلم جيدا بأن حرص بولنت على أن يظهرا معا في هذا التوقيت بالذات ليس الا تكذيبا للخبر المنتشر في الصحف و تسويقا لصورة الثنائي السعيد الذي لا يتأثر بالشائعات..لكنها تمنت من أعماق قلبها أن يكون كلامه صادقا عن تعويضه لها عن اهماله و تقصيره..تمنت ان تكون هذه الدعوة على الغداء هي أيضا تعبير عن رغبته بقضاء وقت معها و باعطاءها بعض الاهتمام الذي هي في أمس الحاجة اليه..كان عقلها هو من يحدثها بذلك..لأن صوتا آخر صادر عن قلبها كان قد بدأ يقارن بين عناقين حدثا في يوم واحد..الأول يرجح قلبها و كل حواسها بأنه صادق بكل تفاصيله..و بأنه منحها شعورا بالأمان و الطمأنينة..و شحنها بقوة كانت تحتاجها لكي تقف هذه الوقفة الثابتة..و جعلها تبتسم بسعادة بمجرد ان تذكرت تفاصيله و اشتمت رائحة صاحبه على ثيابها..أما الثاني..فكل الظروف المحيطة به تؤكد لها بأنه يخبئ خلفه مصلحة و استفادة..و بأن صاحبه سخر كل ذكاءه و طاقته لكي يجعلها تصدقه و تخير الثقة به و البقاء معه على احداث زوبعة جديدة هو في غنى عنها خاصة مع اقتراب الانتخابات..فما كان عليها سوى ان تحاول اخراس صوت قلبها الذي بدأ يتحدث بهراء لا معنى له..و بأن تسلم مقاليدها لعقلها الذي سيضمن لها النجاة من الوقوع في دوامة لا خلاص لها منها..استحمت و ارتدت فستانا أحمرا قصيرا تزينه ورود حمراء عند الصدر  و تتموج طياته من الخصر الى الركبتين

استحمت و ارتدت فستانا أحمرا قصيرا تزينه ورود حمراء عند الصدر  و تتموج طياته من الخصر الى الركبتين

Deze afbeelding leeft onze inhoudsrichtlijnen niet na. Verwijder de afbeelding of upload een andere om verder te gaan met publiceren.

..اطلقت شعرها الطويل على ظهرها و احتذت حذاءا أسودا ذا كعب عالي..ثم وضعت مساحيقها و تزينت بمجوهراتها و رشت عطرها ..و بعد ذلك انظمت الى زوجها الذي كان ينتظرها في السيارة..و بمجرد تجاوزهما للبوابة الرئيسية ..وجدا الصحفيين في انتظارهم بأسئلتهم الملحة و فلاشات كاميراتهم التي لا تنتهي..أنزل بولنت بلور السيارة و رد و هو يمسك يد هزان" مرحبا يا أصدقاء..ليسهل الله عملكم..اردت فقط ان اكذب الخبر الملفق و المسيء الذي انتشر صباح اليوم..كما ترون..أنا و زوجتي لا نتأثر بهكذا مؤامرة حقيرة..و أقول لمن يحاول الاصطياد في المياه العكرة لن تنجح في ذلك أبدا..الميدان السياسي بيننا و سيكون هو الفيصل..و الناس ستختار و ستنتخب من تثق به و من تريد أن يكون ممثلها في البرلمان..أعود و أؤكد بأن الخبر كاذب و لا أساس له من الصحة" ..

حُبّ مُلَوّثWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu