51..ماذا فعلت أنا ؟؟

1.6K 33 10
                                    

تجمعت الدموع في عيون ياغيز و هو يسمع من فم هزان كلمة اغتصاب..لوهلة رأى أخاه ياسين يقف أمامه بجسده القصير و بعيونه البلورية و شعره الأشقر..رآه امامه يبكي و يخبره بأن بولنت اغتصبه..سالت دموعه على خديه سخية و رفع يديه و وضعهما على أذنيه و أخذ يصيح بصوت مخنوق" اصمتي..اصمتي..لا تقولي هذه الكلمة..ارجوك توقفي عن قول هذه الكلمة" لكن هزان واصلت حديثها و هي تنظر اليه بعين شامتة" و لماذا أصمت؟ الا تريد أن تسمع؟ الا تريد أن تعرف؟ انت من سأل و انت من حصل على الجواب..انت من زرع كل هذا الخراب و انت من حصد الندم..انت من كنت السبب في كل ما حصل و انت من يدفع الثمن..و سيكون الثمن أغلى مما تتوقع سيد ياغيز..هكذا هي الحياة..كما تضحكك تبكيك..كما تفرحك تؤلمك و تحرق روحك..كما تعطيك تأخذ منك..و كما تنصرك تهزمك و تنهيك..بسبب لعبتك القذرة و انتقامك التافه تسببت في القضاء على عائلة بأكملها..لكن القدر أبى الا أن يترك أحدا من نسل هذه العائلة..لكي يذكرك كل يوم بأفعالك الشنيعة..زوجي حقد علي بسبب خيانتي له و بسبب انفضاح حقيقة زواجنا..صور ارسلتها انت كانت السبب في اشتعال نيرانه و في ايقاد غضبه فأراد أن يعاقبني و أن ينتقم مني لأنني امرأة خائنة..فماذا فعل..لقد اغتصبني..على طاولة كهذه الطاولة..لقد أذلني و عاشرني بطريقة تليق فقط بالعاهرات..لقد أهانني و مسح بكرامتي الأرض..نعم..لقد اغتصبني..و انتهك جسدي الذي كنت قد سلمته لك بإسم الحب..فدفعت الثمن غاليا..و يالسخرية القدر..ها أنا اليوم حامل بطفل اغتصاب كنت أنت السبب فيه..هل رأيت ماذا جنيت على نفسك قبل أي أحد؟ هل أنت مرتاح و سعيد الآن؟ هل انطفأت نيران حقدك و انتقامك؟ ها..اجبني سيد ياغيز..لا تغلق اذنيك و لا تهرب من سماع الحقيقة ..افتح اذنيك جيدا و اسمع المآسي التي تسببت فيها" انهار ياغيز على الارض و هو يضع يديه على اذنيه و يردد دون توقف" اصمتي..توقفي ارجوك..هذا كثير..هذا كثير..ماذا فعلت انا؟ اصمتي ارجوك" رمقته هزان بنظرة باردة و قالت" لقد انتهى عملك في هذا المنزل سيد ياغيز..حصلت على ما اردته و ما خططت له بإحكام..لا أريد أن أراك مرة أخرى في هذا القصر الذي لوثته بما فيه الكفاية..و لا تنسى..مهما حصل معك فهو بسبب ما جنته يداك..هيا اذهب من هنا و لا تعد مرة أخرى..ابواب هذا القصر ستكون مغلقة في وجهك دائما..لا مكان لك فيه..و لا علاقة لك بسكانه" و تركته جاثيا على ركبتيه على الارض و صعدت الى غرفتها..

غادر ياغيز القصر بعد الكلام القاسي الذي سمعه من هزان و بعد الحقائق الموجعة التي أتت متتالية..أتى الى القصر و كله أمل بأن يستطيع طلب الغفران من هزان و من بولنت و بأن ينقذ ما يمكن انقاذه بعد أن تسبب لعائلة سراج اوغلو بمصائب لا تحصى و لا تعد..لكنه فوجئ بأن آخر شخص من هذه العائلة قد مات بعد أن حصره هو في الزاوية و ضغط عليه بلا رحمة..قاد سيارته بصعوبة بعد أن تجمعت الدموع في عينيه و صارت تمنعه من الرؤية..وصل بعد دقائق الى منزله..دخل الى غرفته و اخذ صورة أخيه بين احضانه و أخذ يبكي بمرارة..قال بصوت متقطع" أخي..آه يا أخي..ماذا فعلت أنا؟ ما هذه الخطايا التي ارتكبتها بحق اناس ابرياء لا ذنب لهم؟ ما ذنب صدقي و فريدة في خطيئة بشعة ارتكبها ابنهما؟ ما ذنب هزان في قذارات زوجها؟ لماذا لم أحسب حسابا لكل هذا؟ لماذا لم اكتفي بمحاسبة بولنت و الانتقام منه هو ؟ لماذا اصبحت شخصا بلا احساس و بلا رحمة هكذا؟ لماذا احرقت نفسي و احرقت من حولي ؟ لماذا سمحت لنيران انتقامي بأن تلتهم الاخضر و اليابس دون التفكير في العواقب؟ أنا اكره نفسي كثيرا أخي..أكره نفسي و احقد عليها و أشمئز منها..لقد كنت سببا في مقتل عائلة بأكملها..و تسببت أيضا..في..في..حادثة اغتصاب أخرى..أنا الذي اردت الانتقام من بولنت بسبب حادثة اغتصاب..كنت السبب في حادثة مماثلة..و كانت ضحيتها هزان..تلك المرأة البريئة التي لم يكن لها ذنب سوى أنها احبتني بصدق و استسلمت لي..و الأدهى و الأمر هو أنها حامل بطفل هو نتيجة لذلك الاغتصاب..آه كم هذا قاس و موجع..هذا لا يطاق..هذا ما جنته يداي و ما ادفع ثمنه ندما يكاد يقضي علي..و الأغرب يا أخي..هو أنني ذهبت لطلب الغفران من هزان..عن اي غفران و مسامحة اتحدث انا..كيف يمكن لها ان تغفر لي ما فعلته بها و ما تسببت به؟ كيف ستفعل ذلك؟ من حقها ان تكرهني و ان تنفر مني..من حقها ان تطردني خارج حياتها نهائيا و الا تنظر الى وجهي مرة أخرى..لكن ما لا أستطيع فهمه هو لماذا يؤلمني هذا..لماذا ينتابني شعور غريب بالحزن عندما اتذكر تلك النظرة الباردة و القاسية التي رمقتني بها؟ لماذا اشعر بضيق عندما اتذكر كلامها و قرارها باخراجي من حياتها؟ لماذا غرت عليها من بولنت و كرهته لأنه تجرأ على لمسها؟ لماذا ينقبض قلبي بشدة عندما افكر بأنني لن اراها مرة ثانية؟ لماذا؟ ما هذا الذي يحدث لي؟ ما هذه المشاعر الغريبة التي تنتابني للمرة الاولى؟ و قلبي ..لماذا ينبض بسرعة كلما ذكرت اسم هزان؟ اخي..انا ضائع و تائه..و لا أعرف كيف اتصرف..ما اعرفه فقط هو أنني يجب أن أجد طريقة اكفر بها عن اخطائي.."..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن