11..خبر صحفي

1K 37 5
                                    

في انقرة..كان بولنت جالسا صحبة تورغوت ..كانا قد انتهيا قبل قليل من اجتماعاتهم الحزبية و عادا الى منزل العائلة الموجود هناك..قال تورغوت" سيدي..لقد حجزت للعودة غدا الى اسطنبول..و الأمور هنا تحت السيطرة كما طلبت مني..أعتقد بأننا جاهزون كما ينبغي للانتخابات المنتظرة" ابتسم بولنت و رد و هو يملأ كأسه بالويسكي" هذا ما أريده..أن نفوز بالانتخابات..و أن أحقق حلمي بأن أصبح وزيرا او رئيسا للوزراء" صب كأسا آخرا قدمه لتورغوت و اضاف" اسمعني جيدا تورغوت..لا أريد أية أخطاء..أبدا..الخطأ ممنوع..خاصة في هذه المرحلة الحساسة..أي خطأ قد يفسد كل شيء و يجعلني أخسر حلمي..و أنت تعلم جيدا بأنني أكره الخسارة" أخذ تورغوت الكأس من يد بولنت و هو يقول" لا تقلق سيدي..لن تكون هناك أخطاء أبدا..ثق بي" هز بولنت برأسه و اجاب" لو لم أكن أثق بك و اعتمد عليك لما كنت ذراعي اليمنى..و بخصوص ذلك السر..احذر أن يعلم أحد به..و خاصة هزان..لا أريد أي شيء يفسد زواجي منها..أي حديث عن طلاق او انفصال سيهز صورتي في عيون الناس ..و أنا لن أقبل بهذا أبدا..هل فهمت؟" رد" نعم..فهمت..السر سيبقى سرا..و لن يعلم به أحد أبدا..إطمئن" نقر بولنت كأسه بكأس تورغوت و احتسيا معا مشروبهما..في الصباح..استيقظت هزان متأخرة لأنها لم تستطع أن تنام جيدا ..استحمت و ارتدت سروالا قماشيا أبيضا و قميصا بلون الكراميل ثم احتذت حذاء مناسبا و رفعت شعرها في شكل ذيل حصان ثم فتحت باب الجناح و خرجت..قامت بجولة تفقدية سريعة ثم نزلت الى الكافتيريا حيث كانت تحبذ شرب قهوتها الصباحية..هناك..وجدت ياغيز جالسا برفقة سيفجي ..كانا يتناولان فطور الصباح..جلست هزان في طاولة بعيدة عنهما و أخذت تنظر عبر النافذة الى الحديقة الخارجية..ارتشفت رشفة من قهوتها و واصلت النظر عبر زجاج النافذة..انعكست صورة ياغيز على البلور أمامها..كان يطعم سيفجي بيديه و يهتم بها..و كانت هي تبتسم بسعادة غامرة جراء اهتمام حبيبها بها..قطبت هزان جبينها و أخذت تمرر يدها على عنقها بعصبية ..كانت تلك المشاهد تزيد من احساسها بالنقص و توجع قلبها اكثر مما هو موجوع...

أنهت هزان قهوتها على عجل و غادرت الكافيتيريا مسرعة و كأن شياطين الكرة الأرضية تركض خلفها..كانت كل كلمة أو تلميح او تصرف من ياغيز يضرب على الوتر الحساس لديها و على نقطة ضعفها..شعور مقيت بالنقص..بالوحدة..بالاهمال..و بالضعف أيضا..مشاعر سلبية تنهشها من الداخل..و حقائق تتجلى امام عينيها كأنها تراها للمرة الأولى..أو لربما كانت تراها و لكنها كانت تغض الطرف عنها..و تحاول جاهدة ألا تظهر منها شيئا للعيان..تحاول أن تحافظ على صورة العائلة السعيدة و المثالية لكي لا تتنكر لمعروف تلك العائلة عليها و لكي لا تؤذيها بقصد او دون قصد..لكنها تعود و تحدث نفسها بأن ما تطمح اليه و ما ترجوه من زوجها ليس سوى حقها الطبيعي و المعترف به..حق الزوجة في أن تجد من زوجها شيئا من الاهتمام و العاطفة..حق الزوجة في أن تجد كلما اغمضت عينها ذكرى سعيدة للحظة رائقة جمعتها بزوجها..حق الزوجة بأن تكتفي بزوجها و بأن تعيش له و به..دون أن تنظر الى غيرها..او تقارن نفسها بهم..و الأسوأ من ذلك أن تتمنى أن تكون في مكان لم يخلق لأجلها و لا يليق بها..وصلت هزان الى مكتبها..فتحت الباب و دخلت..وجدت اونور في انتظارها هناك..قالت" صباح الخير اونور..هل كل شيء على ما يرام؟" رد بصوت مرتبك" نعم هزان هانم..كل شيء على ما يرام..اردت فقط أن أخبرك بأن الأفواج السياحية الألمانية ستبدأ اليوم في الوصول الى اسطنبول..و نحن جاهزون لاستقبالها" ابتسمت هزان و قالت" جميل..يجب أن يكون كل شيء مثاليا..لا أريد تقصيرا أو شكاوى..اعتني بكل شيء بنفسك لو سمحت" اجاب" كوني مطمئنة سيدتي..و الآن عن اذنك" نظرت هزان الى المكتب و سألت اونور الذي كان يهم بالمغادرة" اونور..أين مجلات و جرائد اليوم؟ لماذا لا أرى أيا منها على مكتبي؟" ارتعش صوت اونور و هو يجيب" انا..في الحقيقة..انا.." رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت بحدة" اونور..مالامر؟ ماذا تخفي عني؟" أجاب" سيدتي..هناك اخبار مزعجة لا أريد أن تريها" قالت" أعطني الجرائد و المجلات..بسرعة" اقترب منها اونور و وضع الصحف على مكتبها ثم غادر مسرعا..أخذت هزان تتصفح العناوين بحثا عن الخبر المزعج الذي تحدث عنه اونور..و ما هي الا لحظة حتى حملقت في احدى العناوين بعيون تجمعت فيها الدموع و هي تقرأ العنوان التالي" رائحة خيانة تفوح في ارجاء عائلة سراج اوغلو الصغيرة" و الخبر مرفوق بصورة لبولنت و هو يقف في نافذة منزله في انقرة و جسده العاري ملفوف بمنشفة تغطي نصفه السفلي و يده تمتد نحو شبح شخص معه لم يظهر من خلف الستائر..

حُبّ مُلَوّثWhere stories live. Discover now