37..خائنة

1.7K 33 0
                                    

في قصر عائلة سراج اوغلو..أنهت هزان حمامها و ارتدت ثيابها و نزلت الى الحديقة لكي تشرب الشاي مع حمويها..كان صدقي قد عاد لتوه من جلسة مغلقة للبرلمان ..كان التعب و الارهاق باديين على وجهه..قبلته هزان و جلست بينه و بين فريدة ثم سألت بقلق" خيرا عمي صدقي؟ تبدو شاحبا للغاية..هل انت بخير؟" مرر الرجل يده على جبينه المتعرق و اجاب" انا بخير..لا تقلقي..لقد كانت جلسة اليوم متعبة و حادة..تناولنا بعض المواضيع الشائكة و تناقشنا بشيء من الحدة فشعرت بالتعب..هذا كل شيء" و ربت على يد هزان..اما فريدة فقالت" حبيبي..لقد صرت تهمل صحتك كثيرا..العمل لا ينتهي..و كل جلسة تحمل معها ما يكفي من التوتر و العصبية و هذا لا يناسبك " ابتسم صدقي و رد" معك حق حياتي..لكن لا تقلقي..دواء الضغط و السكر دائما في جيبي..و لا أنسى تناوله" قالت" تظن بأن كلامك هذا يطمئنني ..لكنه على العكس يزيد من قلقي..لماذا لا تأخذ اجازة و نسافر معا خارج البلاد..مارأيك؟" اجاب صدقي" كنت أتمنى ذلك جنم..لكن لا تنسي بأن هذه الفترة حساسة جدا و الجلسات تكون يومية في البرلمان..لتنتهي هذه الانتخابات اولا ثم سنذهب معا حيث تريدين..تمام؟" هزت فريدة برأسها و قالت" حسنا..ليكن كذلك..و لم لا ..نسافر معا نحن و الأولاد بما انهما اخرا عطلتهما هما أيضا الى ما بعد الانتخابات" احتسى صدقي شايه ثم قال" هذه فكرة رائعة" صمت قليلا ثم التفت الى هزان و سأل" ابنتي..كيف هي علاقتك بزوجك؟ هل أموركما على ما يرام؟" حاولت هزان أن تبدو اجابتها طبيعية و هي ترد" جيدة..كالعادة" وضع صدقي يده حول كتفها و ضمها اليه و هو يقول" أعلم يا ابنتي بأنه يهملك كثيرا بسبب عمله..لكن لا تقلقي..سأحرص أن يعوضك بعد انتهاء الانتخابات..أنت تعلمين جيدا بأنني أحبك حب الأب لابنته و لا أسمح لبولنت او لأي شخص غيره بأن يحزنك او يزعجك" انقبض قلب هزان بقوة و هي تسمع كلام صدقي ..كانت تعلم جيدا بأنه يحبها كثيرا ..لكنها تخون ابنه..و ما أبشع الخيانة..لمعت الدموع في عينيها و اختنقت انفاسها و دفنت رأسها في صدر صدقي ..نظرت اليها فريدة و قالت" لا تحزني يا ابنتي..اعلم بأنك تفتقدين والديك..ليرحمهما الله..لكن كوني واثقة بأننا نحبك كأنك ابنتنا الحقيقية..نحن هنا من أجلك..دائما" و اخذت تربت على شعرها بحنان..لكن ذلك زاد من بكاؤها ثم ابتعدت عنهما و صعدت مسرعة الى غرفتها..

ارتمت هزان على سريرها و هي تشهق ببكاء مرير..ضميرها يؤنبها بشدة على اقترافها لفعل الخيانة..هي لم تخن زوجها فقط بل خانت هذه العائلة التي تحبها محبة الابوين لابنتهما الحقيقية..خانت هذين الزوجين اللذان احتضناها و عطفا عليها و احباها بصدق..خانت المبادئ و القيم التي ربياها عليها..خانت المنزل الذي تربت و نشأت فيه..و هذا يعذبها كثيرا..و يحرق روحها..لكن ذنبها الوحيد انها أحبت و عشقت من كل قلبها..الا انه حب ملوث..لأنه يرزح تحت مسمى الخيانة ..في مكتبه..جلس بولنت مع بعض اعضاء حزبه يجهزون لاول لقاء مباشر مع الناس..مرت نصف ساعة تقريبا و هو ينتظر تقريرا طلب من تورغوت تجهيزه لكنه لم يفعل ذلك..اتصل به ..فلم يرد..ناداه..فلم يجبه..استغرب بولنت ذلك فليس من عادة تورغوت ان يتأخر عليه او ألا يلبي نداءه..تعود دائما ان يكون قريبا منه و ان يساعده في عمله..في الحقيقة..كان يعتمد عليه في كل شيء و يثق به ايضا..استأذن من اعضاء الحزب و ذهب الى مكتب تورغوت ليتفقده لكنه لم يجده..نظر من النافذة الى الاسفل فلم يرى سيارته هناك..ففهم انه غادر مقر الحزب..لكن ما جعله يقلق انه لم يخبره الى أين سيذهب ..فكر لوهلة و رجح بأنه يعمل على اكتشاف الشخص الذي يهدده برسائل الكترونية..و تحرك عائدا الى الداخل و واصل اجتماعه..و بعد حوالي الساعة..انتهى الاجتماع فاتصل بولنت بتورغوت مجددا لكن هاتفه كان مغلقا..اخذ يذرع غرفته جيئة و ذهابا و هو يستغرب ما يحدث معه هذه الأيام..و لعل ما زاد من توتره و اضطرابه هي رسالة جديدة وصلت الى بريده الالكتروني لتوها..اقترب من حاسوبه و فتحها فإذا هي مجموعة من صور لهزان صحبة شخص لم يظهر وجهه أبدا..و مع الصور كتب.".زوجتك تخونك..و هذه الصور هي الدليل..ما رأيك أن أنشر هذه الصور مع المقال السابق الذي ارسلته لك؟ ماذا سيحدث بحملتك الانتخابية عندها؟ هل ستنجح في اقناع الناس بالتصويت لك في الوقت الذي لم تنجح فيه بالحفاظ على زوجتك؟ لا اظن..انصحك بالانسحاب من السباق الانتخابي..سيكون ذلك أفضل لك و لعائلته."....

حُبّ مُلَوّثWhere stories live. Discover now