52..حزن يخيم على الأجواء

1.3K 31 1
                                    

واصل ياغيز كلامه مخاطبا اخاه الذي في الصورة" نعم أخي..هذا ما يجب أن أفعله..يجب أن أجد طريقة لتلافي تلك الأخطاء الشنيعة التي ارتكبتها بحق أبرياء لا دخل لهم في لعبة الانتقام تلك..لا اعلم من أين سأبدأ..لكنني سأجد طريقة ما..اريد أن أمحو تلك النظرة القاسية التي رأيتها في عيون هزان..أريد أن أرى تلك النظرة الدافئة و العاشقة في عيونها من جديد..أريد أن استعيد هزان الحنونة و الرقيقة..لا اريد لهزان أن تصبح نسخة مني عندما كان الانتقام يعمي عيوني و يقتل قلبي..لا اريدها ان تقضي على تلك الانسانة البريئة و الطيبة بسبب حقدها علي و كرهها لي..سأفعل كل شيء من أجل أن تكون هزان بخير..و أن تعود الى سالف عهدها..اعلم انك ستسعد كثيرا عندما تراني افعل الصواب..لأنك كنت ترى في دائما قدوة و مثلا أعلى" قبل ياغيز وجه اخيه و اعاد الصورة الى مكانها ثم ارتمى على سريره و هو يفكر في طريقة يستطيع بها تصويب اخطائه..في قصر عائلة سراج اوغلو..جلست هزان لوحدها على مائدة العشاء..نظرت يمنة و يسرة الى كرسيي صدقي و فريدة ثم الى الكرسي المقابل لها..ذلك الكرسي الذي كان يجلس عليه بولنت..تنهدت بعمق و مررت يدها على عنقها و لمعت في عيونها نظرة حزن..لقد بدا القصر فارغا و هادئا و موحشا و بلا روح..لقد ذهب كل من كان فيه دون رجعة و وجدت نفسها لوحدها من جديد..مثل ذلك اليوم الذي توفي فيه والديها و وجدت نفسها في الشارع..الفرق الوحيد هو أنها الآن وحيدة و لكن ليس في الشارع و انما في هذا القصر الواسع..وقف الخدم امامها ينتظرون اوامرها بسكب الأكل كما تعودوا ان يفعلوا..نظرت اليهم هزان لوهلة ثم وقفت و ابتعدت عن المائدة..اقتربت منها مدبرة المنزل الكبيرة السيدة ندرت و قالت" سيدة هزان..يجب ان تأكلي..الطبيب اوصانا بأن نهتم بتغذيتك و بصحتك..انت الآن في وضع يحتاج أن تأكلي جيدا..ارجوك سيدتي..اعتني بنفسك و بصحتك" امسكت هزان بيدي ندرت و قالت" انه ليصعب علي أن آكل لوحدي بعد ان كنا نجتمع دائما حول هذه المائدة..لقد خيم الحزن على هذا القصر و توالت المصائب و اخذت معها كل العائلة..لا اعلم كيف سأواصل حياتي هنا بعد رحيل عائلتي؟" ربتت ندرت على يدها ثم على بطنها و قالت" الحل هنا..في ابنك الذي هو بقية هذه العائلة..اعتني به و بصحتك و ستجدين فيه كل المواساة و القوة اللازمة لكي تواصلي حياتك بعد كل ما حدث..ليس سهلا علينا جميعا ما حدث لكن الحياة تستمر و حبنا لعائلة سراج اوغلو يدفعنا الى صون ذكراهم و الى حفظ اسم تلك العائلة" قبلت هزان جبين المرأة ثم قالت" اذا اردتم ان آكل فيجب أن تشاركوني الطعام..لا استطيع أن آكل لوحدي..هيا."..

حاول الخدم الاعتراض لكن هزان أصرت فجلسوا و شاركوها الطعام..استطاعت ان تأكل بمشاركتهم و اخذت الأدوية التي وصفها لها الطبيب..بعد العشاء..اخبرتها ندرت بأن الضابط عمر يريد رؤيتها فطلبت منها أن تدخله الى الصالون ثم نزلت اليه..وقف عمر فور رؤيته لها( الممثل ايلكر كاليلي

وقف عمر فور رؤيته لها( الممثل ايلكر كاليلي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

) و مد يده نحوها يصافحها ..صافحته هزان ثم قالت" أهلا وسهلا..تفضل بالجلوس سيد عمر" جلس عمر و رد" اعتذر عن الازعاج سيدة هزان..لكنني أردت أن أخبرك بأن نتائج فحص الحمض النووي اكدت ان الشخص الميت هو زوجك بولنت سراج اوغلو..انا آسف سيدتي..و تعازي الحارة لك" هزت هزان برأسها و قالت" شكرا لك سيد عمر..استطيع الآن اعلان خبر الوفاة و اقامة جنازة تليق بالمرحوم" اجاب عمر" نعم..هذا اكيد..فبعد تأكيد هوية الجثة صار ضروريا اعلان حالة الوفاة و الحصول على شهادة تثبت ذلك" سألت هزان" عفوا..لم أسألك..ماذا تريد أن تشرب؟" اجاب عمر" لا داعي..لن ازعجك اكثر من ذلك..لقد تأخر الوقت..اردت فقط أن أخبرك بنتائج الفحص..و ان اقدم لك واجب العزاء..شكرا لوقتك سيدة هزان..تصبحين على خير" رافقته هزان الى الباب و ردت" تصبح على خير سيد عمر و شكرا لاهتمامك" ...في الصباح..تم اعلان خبر وفاة بولنت و تقرر دفنه بعد صلاة الظهر ثم تقبل العزاء في القصر..كانت هزان تقف ثابتة و متماسكة خلال مراسم الدفن و العزاء ..كانت ترتدي فستانا اسودا يصل الى ركبتيها و تزينه ازرار كبيرة على الجانب الأيسر

جمعت شعرها كله الى الاعلى و وضعت على رأسها قبعة كبيرة سوداء و غطت عينيها بنظارات شمسية من نفس اللون

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

..جمعت شعرها كله الى الاعلى و وضعت على رأسها قبعة كبيرة سوداء و غطت عينيها بنظارات شمسية من نفس اللون..وقف بجانبها اونور الذي كان يعمل معها في الفندق و بعض من اعضاء الحزب لكي يتقبلوا معها العزاء..ثم رافقوها الى القصر و كانوا خير سند لها في تلك اللحظات الحزينة و الموحشة..

حُبّ مُلَوّثOn viuen les histories. Descobreix ara