2..خلف القناع

1.6K 49 4
                                    

بقيت عيون ياغيز تتابع هزان التي ابتعدت لتوها صحبة زوجها لوهلة ثم اخذ يتجاذب اطراف الحديث مع السيد صدقي الذي دعاه لشرب فنجان من القهوة قبل انطلاق الحفل..فتحت هزان باب غرفتها و دخلت..وقفت أمام مرآتها و نظرت الى نفسها..تبدو من الخارج إمرأة شابة تعيش حياة مرفهة و سعيدة ..حياة مثالية تتمناها أية فتاة أخرى..لكن هل سمعتم في السابق عن حياة مثالية؟ مستحيل..لا تمنحنا الحياة كل ما نريد..و حتى ان منحتنا اياه فلا بد من وجود نقائص تنغص علينا..هكذا هي حياة هزان..فبعد وفاة والديها و هي في سن الخامسة عشر..بقيت لوحدها..دون عائلة أو إخوة..لكنها لن تكون جاحدة و لن تنكر فضل عائلة سراج أوغلو عليها..فصدقي سراج أوغلو كان الصديق المقرب لوالدها أمين شامكران و هو من تولى رعايتها و تكفل بها و بمصاريف دراستها و بتوفير ظروف حياة ملائمة لها..ساعدها على انهاء دراستها في علوم الفندقة و ادارة النزل و وفر لها وظيفة في فندق العائلة الذي يقع في المنطقة الفاخرة في مدينة اسطنبول..ثم فكر فيها كزوجة لابنه الوحيد بولنت الذي جعله يتولى رئاسة الحزب السياسي الذي أسسه منذ سنين..حزب الوطن..و عندما عرض عليها الأمر..لم ترفض..كانت ترى في رفضها نكرانا للجميل و جحودا لرجل انتشلها من حياة مجهولة كانت لتكون بائسة لولا تدخله..و لعل ما ساعدها على تقبل هذا الزواج هو علاقة الصداقة و الاحترام التي كانت تجمعها ببولنت..كان شخصا لطيفا معها..يهتم بها و يحترمها..و لا يبخل عليها بأي شيء..و ها هي اليوم تحتفل بذكرى مرور سنة على زواجها منه..زواج هادئ و طبيعي دون مشاكل أو توترات..لكنها دائما تشعر بأن هناك ما ينقص هذا الزواج..أو ربما كانت تعيش نقصا في علاقتها بزوجها لا تستطيع الافصاح عنه أو التحدث عنه..تحتفظ به بينها و بين نفسها..و تحاول الحفاظ على صورة العائلة المثالية و التي هي محط أنظار الصحافة و الاعلام خاصة بعد أن أصبح صدقي نائبا في البرلمان و بعد أن تولى بولنت رئاسة الحزب..أما هي فصارت مديرة لفندق العائلة بعد زواجها و عملها يساعدها على الخروج من روتين الحياة اليومية و من التفكير في نواقص زواجها..

نزعت هزان عنها الفستان الذي كانت ترتديه و لبست واحدا آخرا بلون خمري جميل ..فستان طويل يلتصق بجسمها الرشيق..دون أكمام و به شق بين الساقين..و يغلق من الخلف بخيوط متشابكة..أطلقت شعرها الطويل على كتفيها و أخذت تعيد وضع مساحيقها..سمعت صوت طرقات على الباب فقالت" ادخل" اطل بولنت برأسه ثم اقترب منها و هو يقول" جمالك أخاذ يا زوجتي العزيزة..و فستانك في غاية الأناقة كالعادة..لكن هناك ما ينقص" رفعت حاجبها باستغراب و سألت" و ما ذاك؟" ابتسم و هو يريها علبة كان يمسكها بيده..فتحها فإذا فيها عقد ألماسي رائع ثم قال" هذا ما ينقص..تقبلي مني هذه الهدية المتواضعة بمناسبة ذكرى زواجنا..لتكن حياتنا معا دائما سعيدة و ناجحة" ابتسمت هزان و ردت" آمين..شكرا لك حياتي..انه رائع" اقترب منها بولنت و ألبسها العقد ثم قبل رأسها بخفة و هو يقول" الحفل على وشك الانطلاق..لا تتأخري جنم" هزت برأسها و ردت" بعض اللمسات الأخيرة فقط..اسبقني و سألحق بك" تحرك بولنت مبتعدا فيما انهت هي وضع مساحيقها و رشت من عطرها الشانيل ثم احتذت حذاءها الأبيض ذي الكعب العالي و أخذت هاتفها و نزلت الى الأسفل..في حديقة القصر الكبيرة احتشد المدعوون و توزعوا هنا و هناك..شخصيات سياسية..فنانون..صحفيون..مشاهير و رجال أعمال..و كذلك بعض الأصدقاء كانوا حاضرين..انظمت هزان الى زوجها و أبويه تحت فلاشات الصحفيين و عيون المتطفلين..قال صدقي بصوت عالي" مرحبا بكم جميعا..نجتمع الليلة هنا لنحتفل بالذكرى الأولى لزواج ابني بولنت من كنتي الجميلة هزان..أتمنى لهما من كل قلبي السعادة الدائمة و النجاح المتواصل..استمتعوا بالحفل..اوقاتا سعيدة للجميع"

حُبّ مُلَوّثUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum