50..حامل

1.6K 34 1
                                    

تقدم ياغيز خطوتين نحو هزان و واصل كلامه قائلا" هزان..أنا آسف..من كل قلبي..موت صدقي و فريدة أيقظا في تلك المشاعر الانسانية التي كانت ميتة بفعل الرغبة في الانتقام..فقررت أن اتوقف و ان انهي خطة الانتقام هذه لذلك اتيت و احضرت معي الصور..كنت سأعتذر من بولنت و سأعطيه الصور..أقسم أنني كنت سأفعل ذلك..و انت..كنت سأعتذر منك أيضا..لكنك لم تسمحي لي..أعلم بأنني جرحتك كثيرا و بأنني لا أستحق غفرانك..لكنني اردت فقط أن تعلمي بأنني نادم على كل الأذى الذي تسببت لك فيه" كانت هزان تترنح في مكانها و تنظر بضبابية الى ياغيز قبل أن تقع ارضا مغشيا عليها..ركض ياغيز نحوها و حملها بين ذراعيه و هو يقول" هزان..افتحي عينيك..انظري الي..ارجوك..ليلعني الله..انا سبب كل هذا..لا تستسلمي..لا تذهبي انت ايضا..لن اتحمل فكرة غيابك..سيكون ذلك أكبر من قدرتي على التحمل..افتحي عيونك هزان..لو سمحت" مرر ياغيز اصابعه على وجه هزان المتعرق ثم توقفت انامله على شفاهها الممتلئة..قرب انفه من شعرها و سحب نفسا عميقا من رائحتها..ثم تراجع قليلا و هو يستغرب من نفسه..صاح بصوت عالي" ايتها الخادمة..اتصلي بالطبيب..السيدة هزان فقدت الوعي" جرت الخادمة نحوه و شهقت بصوت عالي و هي ترى هزان بين احضان ياغيز مغمى عليها..رفعها ياغيز و وضعها على الاريكة فيما اتصلت الخادمة بالطبيب الذي اتى على جناح السرعة و طلب من الجميع اخلاء الغرفة لكي يفحص المريضة..بقي ياغيز يذرع الردهة جيئة و ذهابا و قلبه ينبض بسرعة خوفا من أن يصيب هزان مكروه..و بعد لحظات..خرج الطبيب فاسرع ياغيز نحوه و سأل بقلق" طمئني دكتور..هل هي بخير؟" هز الطبيب برأسه و رد" لا داعي للقلق..انها تمر بفترة عصيبة بعد وفاة عائلة بأكملها..اضافة الى سوء التغذية و الارهاق النفسي و العصبي..انها تحتاج الى الراحة خاصة في حالتها هذه..يجب أن تتغذى جيدا من أجل صحتها و صحة جنينها" جمد ياغيز في مكانها و قد انصعق من كلام الطبيب..احس ياغيز و كأن سطلا من الماء البارد قد انسكب لتوه عليه..حملق في الطبيب و سأله بصوت مرتعش" ماذا؟ هل هي حامل؟" اجاب" نعم..انها حامل..الفحوصات الأولية اكدت ذلك..لكنني أخذت منها للتو عينة دم لكي أتأكد عبر التحاليل..المسكينة..ستعلم بحملها في اليوم الذي فقدت فيه زوجها..ياللأسف..فلتحضروا لها هذه الادوية و المقويات و لتحرصوا على أن تتغذى جيدا" اخذت الخادمة الوصفة من يد الطبيب و ردت" لا تقلق دكتور..سنتعني بها جيدا..انها آخر شخص بقي من عائلة سراج اوغلو..هي و الطفل الذي في بطنها"...

استفاقت هزان بعد لحظات لتجد ياغيز يقف فوق رأسها..حدجته بنظرة حادة و سألت بعصبية" امازلت هنا؟ ماذا تريد أن تفعل أكثر مما فعلت؟ هل تريد أن تقتلني أنا أيضا مثلما فعلت بكل العائلة؟ هل تريد بأن تراني انهار و اموت ببطء أمام عينيك؟ يؤسفني أن أخبرك بأنك ستنتظر كثيرا..لن انهار و لن أموت..بل سأبقى واقفة بثبات كآخر شخص ينتمي الى عائلة سراج اوغلو..هيا اذهب من هنا..لا أريد أن أراك" جثى ياغيز أمامها على ركبتيه و قال" لا..لا اريد هذا..أريدك أن تكوني بخير..خاصة بعد ما عرفته من الطبيب قبل قليل" انتفضت هزان واقفة و صاحت به" و ما هذا الذي عرفته؟" وقف ياغيز قريبا منها و اجاب" عرفت منه بأنك حامل..حامل بطفلي" نظرت اليه هزان لوهلة ثم انفجرت ضاحكة بأعلى صوتها..حملق فيها ياغيز بعيون خائفة عليها و هي تقهقه بطريقة هستيرية..سألها بقلق" مالأمر؟ هل قلت شيئا مضحكا؟ هل ستنكرين أيضا بأننا أقمنا علاقة معا أكثر من مرة أيضا؟ هل ستدعين بأن الطفل ابن زوجك المرحوم و الذي كان شاذا مثلا؟" توقفت هزان عن الضحك و التفتت اليه و ردت ببرود" لا..لن أدعي ذلك..بل سأقوله بأعلى صوتي..نعم..انا حامل من زوجي" اقترب منها ياغيز و امسك بذراعيها بقوة و قال من بين أسنانه" هزان..لا تفقديني صوابي..انا و انت نعلم جيدا بأن زوجك كان يفضل معاشرة الرجال على معاشرة النساء..و كلانا يعلم ايضا بأنني كنت اول رجل في حياتك و بأن العلاقة بيننا حدثت لأكثر من مرة..لذلك لا تحاولي الانكار لأنني لن اصدقك مهما فعلت و مهما قلت..فأنا واثق بانك فقط تحاولين الانتقام مني و احراق روحي" ابعدت هزان يديه عنها بقوة و قالت بهدوء" لن انكر بأن زوجي يفضل معاشرة الرجال..لكن هل ينفي هذا بأنه رجل؟ هل يمنعه ذلك من ممارسة الجنس مع امرأة اذا اراد هو ذلك؟ طبعا لا..لقد حدث بيننا ذلك و انا حامل منه..و ليس منك انت" هز ياغيز رأيه بالنفي و قال" لا..هذا ليس صحيحا..انت لا تحبينه و هو لا يحبك..لماذا قد يعاشرك اذا؟ انت تكذبين" ابتسمت هزان بسخرية و قالت" السبب هو انت كالعادة..عندما علم زوجي بخيانتي بفضلك انت طبعا..انتقم مني و عاشرني بالقوة كعقاب لي..لقد اغتصبني..هل سمعت سيد ياغيز..لقد اغتصبني..و انا حامل بابنه هو"..

حُبّ مُلَوّثOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz