سيف اللي طلع من الغرفة وكان بيمشي بس غلبّه قلبه.. رغم عاصفة المشاعر الي جالس يعيشها من غضب
وقهر وغيره وشك الا ان الحنية لما سمع صوت شهقاتها يعلى ضربت بكل العاصفة عرض الحائط .. وحاوطت كل قلبه .. تنهد وهو يمسح على وجهه بضيق وجلس عند عتبة الباب الباب وهو يسند راسه علييه غمض عيونه بقهر وهو يسمع اهاتها وشهقاتها ، وهو يعاتب نفسه ويعاتبها ! ليييه حدته يسوي كذا ليييه ! ليه أجبّرته يخرج من إطار اللطف .. ويلبس ثوب القسى ولا هو ثوبه !
شد ع قبضة يده وهو يداري خااطره ويحاول يفكر باللي سوته ، لعله يلقى مبرر وسبب مقنع لفعلتها الكااايدة ! لعله يخفف عليها وعليه من حُر هالشعور .. و لما حس ان صوت شهقاتها بدى يتلاشى .. وبدأ صوت بكاها يخف ويهدأ .. عرف انها بدت تنام من شدة التعب .. وقف وهو يستند بيده ع الباب ومشى وهو يطلع من البيت ، ركب سيارته وتحرك لأي وجهة ؟ مايدري ! كل الي يعرفه انه يبي يتلاشى الشعور الي بقلبه باللحظةذي !!
-
-
{ سارة }
ناظرت لفارس الي يمشي قدامها ويدينه بجيبه بحركة انيقة ويناظر قدامه بهدوء بدون ما يتكلن تنهدت وهي تصد ما تدري وش سبب التنهيدة لفت لما سمعت اسمها : هلا فارس
ألتفت لها وهو يصد بعيونه عنها ويناظر لساعته : عندي مكان ابي اروحه قبل ما يقفل ..
ساره نطقت باستغراب :طيب توكل هذا الطريق قدامك .. من اللي مربط يدينك !
فارس ميّل شفايفه وقال : لا تنسين اني مرتبط فيك !
سكتت بصدمة من كلمته وهو ارتبك من إنها فهمته خطأ : اقصد لازم اوصلك للبيت ، لكن لازم امر ع المحل اول
ساره تأفتت وقالت :والحل !
فارس تكلم وهو يمشي وماعطاها مجال للرفض : الحقيني كشرت وماكان لها رد إلا إنها تلحقه .. عقدت حواجبه وهي تناظره وهو التففت لها : تعالي يالله
ساره لحقته وهي تدخل وررااه وتناظر بإستغراب .. وأول ما لاحظظت المكان أبتسمت .. كان عبارة عن " مقهى كتب" !
فارس مشى وهو يوقف قددام صاحب المحل : هل وصلت ؟
هز راسه بايه وهو ياخذ مجموعه كتب ويعطيها فارس ابتسم فارس بففففرحة لما شافها واخذها بين يدينه وهو يجلس ع اقرب طاوله وبدا يتصفحها بدون ما يستوعب اللي حوله .. وسط نظرات ساره الي جلست قدامه بعد ما انتهى من التصفح السريع وهو راضي رفع راسه لها وهو يناظرها
ساره قالت بهدوء : لمحة الحزن الي اشوفها بعيونك طول الوقت ، تختفي لما تببدا تقرا ! وش هالسر العميق !
عدل جلسته وعُيونه كانت على الكتب ثم أبتسم : القراءة أنقذتني من حبال الحزن الي التفت على عنقي، خذتني الحروف على أجنحة الغيم، لملمت
حزني وتعبي في أكثر الأوقات وحدة وعجزا ! أذكر اني كلما
غرقت في عمق الحزن شدت على يدي وسحبتني من ضيقي .. انا ممتن لها والله
ابتسمت لكلامه غصب عنها .. وآثر فيها بشكل ما أستوعبه فارس .. قربت وهي تسحل كتاب من الي على الطاولة فتحت اول صفحه وهي تتأملها وتقرأ المقدمة وهو ابتسم وقال بهدوء : خلاص تعثرتي ، معد لك مخرج من عالمها
رفعت راسها وناظرت له وسألت بإتزان: يصير اخذه ؟
هز راسه بايجاب وهو يوقف وياخذ الباقي بيده وهي وقفت معه وطلعو من المقهى بهدوء.. فارس الي قال بعدما شد على الكيسة الي بيده: شقتك قريبة من هنا ، نمشي لها او ... هزت راسها باييه وهي تبي توصل بأسرع وقت .. لأنها تأخرت كثير اليوم ..
وهو مشى وهي وراه ورغم أن لحظات الصمت ، اللحظات المميزة عند فارس ، الا انه مااحب هاللحظة لذلك كسرها بكلامه تصدقين : ساره الناس عموًما مثل الكتب، ونحن
"نقرأهم". نقرأ واحدهم خلال شهر، ونقرأ ثانيهم خلال شهرين. ما نفهم بعضهم إّلا بعد سنوات. والبعض منهم مارح نفلح في قراءتهم أد . يمكن نقرأ
شخص ولكن ما يعجبنا فنرجعه على الرفّ .. ولا نمسح عنه الغبار إلا نادرا ويمكن نحفظهم في القلب،
ولكن وش الفائدة؟! احنا مالقينا متعة في قراءتهم مرة ثانية.. فيه أشخاص يشبهون بالملاحم، و أشخاص يشبهون روايات
فيه أشخاص قصائد وأشخاص يشبهون بالنثر سكت شوي وهو يبتسم بهدوء ثم قال : تقدرين تختارين الكتاب اللي تميلين له!
ساره شاده ع الكتاب الي بين يدينها وهي تستمع كلامه
بكل حرص ! قالت بتساؤل وهي مصدومة من شدّة تألقه بالكلام : انت كنت نفس هالشخص قبل تقرأ! وقف فارس وناظرها بهدوء ثم قاد : بيوم .. اخترت كتاب من على الرف وقرأته ، ثم رجعته للرف مره ثانيه ، بعدها
ماعاد صرت نفس الشخص الي كنت عليه من قبل
استرسل بكلامه : كنت اذا قريت احس اني اجلس مع صديقي المقرب ، وزي ما تصير الشجرة الوحدة كتاب ، تقدر القراءه تغير حياة .. وفعلاً صارت حياه
كمل كلامه وتقدم بخطواته عليها وهي باقي تناظر له .. معقولة الكتب الي صنعت هالشخص ! لف لها ولقاها باقي واقفة وقال بهدوء : يالله !
هزت راسها وهي تلحقه بخطوات سريعه - -
-
-
ناظر ساعته ولقاها 6 الصبـاح ما درى شلون وكيف ومتى انتهت ليلته المرة ! فرك عيونه بتعب وضيق حال وضيق خاطر وهو يسند راسه على الدريكسون ويحط يدينه عليه
، شددد عليه بقوه وهو يحاول يخفف الصدداع رفع راسه وتنهد بضيق ، وهو يناظر لبيتهم الي واقف قدامه من الفجر بس مو قادر ينزل فيه شيء بداخله يمنعه رغم ظنه بانه ما سوى شيء يندم عليه وان الي سوااه ماهو بشيء قدام سواياها الا ان الندم راكبه من راسه لين اطراف رجوله ! و قلببه يوجعه كثثير كثير ! مرارة الشعور الي يحس فيها أهلكته .. ناظر لسيارة ابوه الي وقفت جنب سيارته وتنهد بضيق مو وقت يجون ! نزل وهو يمشي باتجاههم
سلم ع ابوه وامه ومشى لتوق على طول يبي يتطمن على حالها لكن ضيقته زادت لما عرف انه ماتغير بحالها شيء
غازي لف له وقال بهدوء : وش صار بعمليتك !
تنهد ومسح على وجهه بضيق : ولا شيء
غازي باستغراب : شلون ولاشي !
سيف أردف بنفس النبرة : يبه بعدين نتكلم عن الموضوع ذا تكفى ! مسك يد توق ودخل البيت وهو يمشي معها توق فكت يده وطلعت لغرفتها ع طول وكذلك مريم
وغازي الي كانو تعبانين من السفر جلس بالصاله ويدينه ع راسه يدلكه بخفه وعيونه ع باب غرفتها ، وده يروح يتطمن ويطمن قلبببه الي مو راض ي يهدى وما وده ! ..
-
-
{ نورة }
رفعت راسها وحست باي لحظة انه بينفجر من قوه الصداااع الي تحس فيه غمضت عيونها بقوه وهي ترجع مكانها
منسدحة ع الارض جنب الباب بنفس وضعيتها امس قضت ليلتها بين بكاء وضيق وشهقات تحسست عيونها بيدينها وهي تمسح دموعها الي باقي
ما نشفت حاولت توقف بس ما قدرت ، منهد حيلها وضايقه فيها هالارض على سعتها
رفعت عيونها تناظر للغرفه الي بعثرتها امس مابقت شيء على حاله ، تذكرت وش صار ورجعت ع حالها تبكي وتئن بضيق وهي تعاهد نفسها ان هالمرة اخر مره تبكي بهالطريقة عشانهم ! - -
-
-
{ سيف }
سحب جواله من جيبه ودخل ع طول لاسمه اتصل مرتين وثلاث واربع وبعد الخامسه جاءه صوته الي كللله نووم : حسبي الله ونعم الوكيل ،
ماتخاف ربي انت ؟ انت ماعندك ضمير ما تحس ماتتصل ما تجي الا وقت نومي !! سيففف تكفى قفل وبعد نص ساعه بس دق توني راجع من المطار ولا فيني حيل حتى اكمـ...
سيف تنهد بضيق بدون اهتمام للمقالة الي قالها عزام وقال: تدري وش عرفت ؟ عزام تأفف : هاه وش صار بعد ؟ سيف وهو يسند راسه ع الكنب : عرفت ان علي بن حسين هو الي كان يبي يتزوج نوره ، وهو نفسه الي
هربت منه
فزززز من مكاااانه وهو يوقف على حيله بصصصدمة : ايششش ؟؟؟؟ علي ماغيره
تنهد وغمض عيونه : ايوة
عزام حك جبهته بتوتر من الرابط الغريب والصدفة الي ماهي بسهلة اببببد : يعني الي كان بيجيبها شريكة ع اختك جات شريكة ع اخته ، وش هالصدفة ؟
سيف تأفف وقال : يعني هذا الي هامك بالموضوع ؟ هذا الي حارق رزك ، اقولك كان بيتزوجها ... سكت شوي ثم قال : خلاص ارجع نام لا تهتم
ناظر عزام للجوال بعدما قفل سيف وهو يسند راسه ع المخدة : شلون بنام الحين بعد الصدمة ذي ؟ أما هو زادت ضيقته ضيقة ، محد فاهمه ولا حد
حاس فيه ولا بالشعور الي جالس يحرق صدره فكرة ان نوره كانت ممكن تكون لعلي فكره ممكن تسبب باشياء لا تحمد عقبااها ، فكره تخلي عقله يوقف ويسوي اشياء بدون ما يفكر فيها وقف وهو يمش ي باتجاه غرفتها اخذ المفتاح من جيبه وهو يفتح الباب بهدوء ناظر بارجاء الغرفة الي
ماباقي شيء بمكانه صاحي ، كل شيء بالارض وكل ش يء مكسر ما شافها وانصصصدم وهو يحاول يفتح الباب بس حس بش يء وراه دفه بخفه وهو يدخل وعقد حواجبه وهو يناظرها منسدحة
بالأرض متكوره ع نفسها عض على شفايفه بققهر وهو ينحني ويجلس عندها ناظر لوجهها الي متورم من البكاء وشفايفها الي تغير لونها نزل عيونه وناظر لمعصمها الي انحفرت اظافره عليه مسح على وجهه بضيق وهو يمرر اصبعه ع
معصمها : ليه ضاق الكون من ضيقي عليك ليه،حتى ليه ما تلقى جواب يا نورة ؟
عقله يقول سوى الصحيح وقلبببه يقول قويت
عليها يا سيف ؟ قويت ع الي من لفحة نسيم ينجرح خدها ؟ بعد يده عنها بسسرعه وهو منصدم من نظراتها الحادة له ، وكأنها بتحرقه بنظرها .. رفعت راسها وهي تعدل جلستها وتناظر له بثبات عكس الخراب الي داخلها قالت بسخرية : بعد كسر قلب وكسر عظم جاي تشوفني يعنـي مهتم انت بي؟ و جآي تتطمن علـي !
سكت سيف وما رد عليها وهي قربت منه وورفعت معصمها : ضايق صدرك عليه ؟ على بصماتك وفعايلك ؟ مو كل مرة كنت تقول بتحط وسمك علي لاني لك ، هذاك حطيته
نطقت بسخرية أمتزجت بعصبية : ليه ضايق صدرك عليه ليه !!!
صد بضيق بدون م يتكلم وهي غمضت عيونها بقهر من سكوته اشرت ع قلبها وهي تقول : هالي سويته بمعصمي ولا شيء عند الي كسرته بقلبي -تجمعت الدموع بمحجر عيونها وقالت بغصّة - هذا بينجبر بس كسر قلبي مارح ينجبر يا ابن غازي ! كسرت فيني شي ماهو بمجبور والكسر كسر القلب كيف يتجبر !!
وقف وهو يقرب منها وهي ابتعدت عنه بسرعه وخوف .. رجع خطوه لورى يوم لمح الخوف بعيونها وهو يعاتب نفسه شلون ما لمح هالنظره امس !!
مسحت الدمعه بسرعه عشان ما يلمح ضعفها ويظن انه تمكن منها ورجعت لقوتها وهي ترفع راسها
له وتقول : لا تظن اني بنسى فعلتك وكلامك ، والله للارد الدين اضعاف اضعافه يا سيف
سيف وهو يناظرها بتساؤل غريب بعد الي سوته كله من وين لها قواة هالعين ! ابتسمت تبي تغيضه لما فهمت نظرات عيونه : صدقني رح ترجع تطلب عفوي ورضاي ، لكنه بيكون اصعب من انك تمسك القمر بيدينك -اشرت ع الباب - والحين فارقني ما ابيك ولا ابي شوفتك ولا ابي المحك ، والود ودي مالمحك طول عمري لكن شسوي !
سيف كان ساكت وبباله اشياء كثير بس ماهو قادر يتكلم لاول مره ينحط بالموقف ذا ويحس بالشتات والضياع يبي احد يدله يبي وجهه يرتاح فيها من تفكيره لكن لا مفر من هالمنفى تنهد وهو يتسأل
بباله"من هوالمسؤول عن كل الضياع؟هو أنا ولا أنتي ولا حظنا !! "
مشى وهو يطلع ويقفل الباب وياخذ المفتاح وهي اول ما سمعت الباب تقفل انسدحت عالسرير وخارت قواها الي كانت تكابد عشان تظهرها قبل لحظات

-
-
إنتهى ..

ماعاد يغريني نور القمر صرت اتباهى بنوره . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن