سر الحانوتى لعمرو المنوفى(مكتمله)

6

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ام الجماجم

يقولون ان النحس عندما يضرب مكانا يغرس جذوره فيه الى الابد ولا يخرج منه حتى يصيب كل قاطينيه بالاذى فيبدل ايامهم واحوالهم من النقيض الى النقيض

وهذا العام كانت قريتنا منحوسه بشكل كبير

الامطار التى ينتظرها اغلجميع من العام الى العام

ليرووا بمياهها محاصيلهم الموسيميه

والتى تتجمع عبر مجارى الامطار فى الترعه الكبيرة

كانت سيولا جارفه اغرقت كل شيئ بشكل فوضوى

لدرجة انها تسببت فى الانقطاع التام للكهرباء لثلاثه اياه على التوالى

واليوم الرابع بدا بدون اى تغير او تحسن فى الطقس

وهذا صعب الى درجة كبيرة مهمه عبدالحميد الغزولى صاحب محل الاقمشه فى البحث عن ابنائه المختفين

حنين البالغه من العمر اربع سنوات وامجد البالغ من العمر ست سنوات

طفلان لايعرفان عن الدنيا شئ يواجهان الظلام والمطر

وربما ما هو اسوأ

باعماقه كان على يقين تام بانهم لحقوا اطفال القريه الثلاثه الاخرين

الذين اختفوا فى مثل هذا التوقيت من العام الماضى وبالاربعه الذين سبقوهم قبلها بعام  ولم يعثر لهم على ادنى اثر

برغم الجهود الحثيثه التى تمت وقتها للبحث عنهم

ولكن هذا لم يفت عضده او يصيبه بالياس 

فلم يتوقف لحظه واحدة عن البحث والهيستيريا

كان منظرة بثيابه التى لم يبدلها منذ يومين واتسخت بالطين يفطر القلوب

وكان عقله هائما سارحا فى مصير زهرتيه

ومن اعماقه كان يتمنى لو ان عصابه ما قد اخطتفتهم وستطالب بفديه

سيبيع ارضه وبيته وثيابه ان تطلب الامر  فقط ليعودا الى حضنه

مر يوم كامل واليوم الثانى قد انتصف دون ان يعثر لهما على ادنى اثر وكانهما تبخرا او لم يولدا  من الاساس