4

101 7 0
                                    

كانت ليلة سوداء قصيتها بين المقابر، وبين
المستشيفى العام
عبد الهادى مازال تحت رحمة
الغيبوبة،
وامي وشقيقتاي قابعات هناك ترفضن
تناول الطعام أو حتى شرب الماء آو الراحة.
او
تركه وحيدا.
لا شي يقمن به سوي الدعاء  والصﻻة والبكاء

قد بدأن الحداد مبكرا،
وها أنا أحمل بين يدي قاتل
آخى على هيئة كتلة من الكفن النابض، التى يزداد
حجمها قى كل لحظة، مما جعل فكرة حرقها
متسداغة. جدا عندي
فا  أنا فى هذه اللحظة، لن احرق جزء من شقيقي، بل
الشى الذي حاول قتله والفتك به. ولكن كلمات
أمى الناحبة تمزق قلبي وترج كيانى.
- «غسل ذراع شقيقك وكفنه، وصل عليه، فأنت
ستدفن معة قطعة من روحى».

التردد يغمر روحى.. من يجرؤ على حرق جزء من روح
أمه

كما انى لن أجرؤ على دفنها فى مقبرة العائلة
لهذا أسباب كثيره، علمت إحداها الآن.

لقد ذهبت بالفعل إلى هناك، احمل هذه المصيبة
بعد ان وضعته فى كيس بﻻستيكى سميك
كانت قد أحضرته أمى من أحد محلات الملابس.

قلل
من حدة الرائحة ولم يقلل من ثقلها النفسى أو
رهبتها.
وكما ذهبت عدت بها وكان قوة اخرى اجبرتنى على فعل ذلك
كما أنى كنت أرفض من داخلي أن يحتويها المكان
الذي يحتض رفات ابى وإجدادع، لن ادندد
مفعرتصم نهدا التمر الخام. كها لن أدندن اي مفبرة
أرى بها.
الفضول يقتلنى لأعرف حميفة ما حدث
عقلى يرفض وجود كائنات حبة تسدكن تحت الأرض.
لها جعد هادع وتبث إلسم من مخالبا.
آنا آتقبل أن يسدكن الجن هناك والشساطين. ولكن
هذه الصفات، ههذا أكبر من
وحش يمتلك مثل
فيالي ذاته. ولم إحدث من فيل.
إن هنت أعلم أن هناك مرة أولى لكل شيء. مرة
اجينة نفقد قيهاايمأننأ بكل التوابت المعنقدات

وأانا لن استسلم ببساطة لهذه الفكرة

على فى البدايه ان اعرف حقيقتها ثم ادفنها تحت الارض اتقاء لشرها

لن استطيع تنفيذ وصيه امى بتغسيلها فامى لم تر الى ماذا تحولت ذراع شقيقى 

حتى جثهزين بن عبدالعال المحترقه كانت مقبوله عنها ولم انف انا او عبدالهادى من غسلها وتكفينها 

لكن هذه البشاعه لا استطيع وصفها لكم اعذرونى

ولذلك ظلت اللفافة الملعونه  تقبع فى غرفتى عدة ساعات وانا اتاملها فى ذعر وتهيب

الرائحة مع الوقت اصبحت لاتطاق

ولا يمكن تصورها ارمقها من بعيد دون ان اقترب منها

والهلع يصنع بينى وبينها سدا منيعا

وبدا يتخيل لى انها بدات تتح-رك وتكتسب بعض الروح

بل هى تتحرك بالفعل 

كلب ينبح فى الخارج فيجف الدم فى عروقى  وانا احاول ان اتخيل الشكل البغيض

الذى سيخرج من هذا العفن

الانتظار حمل ثقيل لم استطع الصبر عليه

فرددت بعض الايات القرانيه وعزمت على فتح اللفافة 

لا بد ان اصل الى قرار معها لاعود الى اخى فى المستشفى  فلن اتركه ليواجه الامر وحده عند افاقته 

ويكتشف انه فقد احد اطرافه




شال ابى الاحمر المنقط بنقط بيضاء والملتف حول فمى  وانفى

والذى احضره معه فى رحلته الاخيرة اصبح عاجزا تماما عن قهر ملكوت الرائحة

اتوكل على الله واتناول من فوق الدولاب الخشبى مفك ذو طرف مستدق وله يد بلاستيكيه يحتوى فى هيكلها الشفاف على مصباح داخلى دقيق


واقترب منها

اقترب منها فى توجس

سر الحانوتى لعمرو المنوفى(مكتمله)Where stories live. Discover now