القبر مفتوح

150 16 3
                                    

بوابه مخيفة لعالم اخر لا نعرف عنه الكثير.
ورغم ضوء النهار وحراره الصيف اللاهبه  فقلبه مظلم وبارد...و...
وينتظر .

نواره بنيتها الهزيله وقدميها الناحيتين تجلس على عتبه القبر تحرك قدميها في بهجه وكانها ليست في جنازه وهو شيء معتاد منها.
اتجاهلها واتناول الجسد الملفوف في كفنه ،انا وشقيقي عبد الهادي من المشيعين المتطوعين بالامر
.

الجسد اثقل من المعتاد وكان الروح هي من كانت تمنحه الخفه.
الذباب الازرق كثيف جدا بشكل مزعج وكأنما القبر قطعه حلوى كبيره تجذبه دون هواده وهذا يحتاج لتفسير حتما ولكن لا وقت لهذا الان.
نزج الجسد المكفن الى داخل القبر الذي تم اعاده ترتيبه  من قبل ،فتم جمع عظام المتوفيين الاقدم ودفنها وازاحه جسد شقيقه الذي سبقه الى العالم الاخر قبل عده ايام والذي يعيق الدفن والذي جعلت جثته المتعفنه رائحه المكان لا تطاق لمن اعتادها ومن لم يعتدها.

كل شيء مريب ومزعج ولا تفسير الحر والرائحه وذباب المقابر  بلونه الازرق المميز والملقب ب العنتر والذي كان ينجذب للقبر بشكل مستمر قبل ان يتساقط ميتا امامنا بشكل غامض.
لذا كان علينا ان ننهي الامر سريعا لتنتهى معاناه الجميع.
فالذباب كان يتساقط  على الرؤوس والوجوه واحد المشيعين سيء الحظ دخل بعضه في عينيه وفمه.

وكان هناك من رش المكان بمبيد قوي له خصائص غير معتاد فجذب الذباب للقبر قبل ان يفتك به.

اثار سلوك الذباب الغريب افكاري وكل ما قراته عنه ولكني تجاهلته مؤقتا على الرغم من عدم قناعتي ان ذباب مثله تعود على لحوم الجثث المتعفنه يلقي حدفه من رائحه جثه شقيق المتوفي الزاعقه وهو التفسير الوحيد الذي حضر الى عقلي وقتها ولم اقتنع به.

وبرغم الرائحه والذباب الذي اصيب بلوثه  غير مبررة

يدخل شقيقي عبد الهادي بنصف جذعه الى القبر ليفك العقد السبعه التي تربط اجزاء الكفن كما هو معتاد.
يغيب للحظات ثم يفاجئني صوته بشقه عاليه و صرخه مكتومه .
المح جسده يهتز للحظه وكأنما اصابه تيار كهربي مفاجئ او لدغة  عقرب قبل ان يخرج جسده بسرعه من القبر وسط نظرات المشيعين المتسائله وهو يضم يده الى صدر في قوه وكانه يعاني من الم حاد ويخبرنى ان اكمل المراسم لان خطب ما اصاب يده متجاهلا دهشه المشيعين .
الحوادث تقع في مهنتنا كل مهنه ولكن شعور بغيض نمى في اعماقي.
ان الامر ليس طبيعيا ابدا .
هناك شيء مريب يدور حول القبر او حول صاحبه.
أتدارك الامر بسرعه الف الكوفيه حول وجهى ﻷيتجنب الرائحه والذباب.

كما انني اكره ان يدخل تراب المقابر في انفي واكمل مهمه شقيقي بقلب منقبض انا اخبرتكم من قبل انني لا اعتبرها مهنتي و اقوم بها على مضض وان كنت اجيدتها كما أجيد التنفس فأبى رحمه الله لم يكن يمزج او يسمح بالتهاون مع أي من ابنائه في ميراثه العائلي .

لذا ادخل براسي الملفوف وسط الظلام غير الدامس اهش اسراب  الذباب دون جدوى او فاعليه .

هناك ثقب اعلى المقبره يتسلل منه بعض الضوء مما يتيح لى  رؤيه جيده الى حد ما والغريب ان الذباب كان يتسرب منه الى الداخل قبل ان يخرج من باب المقبره ليلقى مصرعه.

هذا الثقب يجب ان يغلق اضع الامر كملحوظه في راسي ثم أ فكر ان المقبره بكاملها تحتاج لبعض الصيانه والترميم وهو باب اخر للرزق يمتهنه شقيقي عبد الهادي .

انهي فك العقد .

اضع بعض التراب فوق الجسد المكفن فقبور القريه تم بنائها فوق الارض وليس باطنها ليكون دفنا شرعيا واخرج راسي سريعا .

أسد الباب ببعض قوالب القرميد الاحمر واغلق بابه المعدني بالقفل يغادر اهل الميت.
اقوم وحدى  بتلقين الميت الشهادتين وما بما يجب عليه قوله عند سؤال الملكين له
و عقلى  يفكر فيما اصاب شقيقي عبد الهادي.
ثم هدانى عقلي الى انه قد اصاب يده بشكل ما ربما صدمت بباب القبر المعدني او بحافته القاسيه مع حركه الذباب الازرق الجنونيه لا داعي لاطلاق الخيال في امر بسيط
لا يدعو للقلق اذن.
ميت اخر  يعبر الى العالم الغامض ونحن نسهل المهمه على اهله يوم معتدلا شيء مختلف فيه الا سلوك الذباب العجيب
و اصابه شقيقي عبد الهادي وكما قلت الحوادث تقع وانتهى اليوم كل مره بدخول   نوارة  الى القبر

سر الحانوتى لعمرو المنوفى(مكتمله)Where stories live. Discover now