3

138 12 0
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لم يصبح علينا النهار على خير الشمس طلعت
وافلت بجوارها شمس صحه شقيقي عبد الهادي
ف اصابته حمي شديده وتورمت يده المصابه واستحاله الى كتله قميئه الشكل ينتج عنها رائحه لا تطاق
وكأنما عقره فيها حيوان سام.
طبيب المركز الذي احضرناه على عجل من هناك بمبلغ فادح
اخبارنا انه يجب نقله الى المستشفى العام حالا فيده بدات في التعفن واصابتها الغرغرينة واي تاخير لن ياتي في مصلحته.
بل وخطرها
هائل على حياته لان التعفن قد ينتشر في الذراع كلها و منها الى باقي الجسم.

وعندما جاءت سيره البتر تحول البيت الى مأتم كبير.

و وسط صراخ أخواتي البنات وامي
اتت سياره اسعاف لتقله الى المركز و اثناء نقله اليها سمعت احد اقاربنا يقول:
لقد اصابته لعنه عبد الحميد علوان .

وبسبب هذه الجمله حدثت مشاده كلاميه بينه وبين احد اقارب الفقيد من اصدقاء عبد الهادي الذين قدموا لعيادته.

ولكني كنت في عالم اخر أفكر في اصابه شقيقي وقصته عن اليد المخلبيه التي هاجمته وعادت الى باطن الارض وغياب نواره.

انها المره الاولى التي تتعقد فيها الامور بهذا الشكل منذ موت ابي و اجد نفسي المسؤول الاوحد عن اسرتي وشقيقي الذي قرر بكل شهامه مع تقاعسى و رعونتى وافكاري الجامحه في هذا الوقت ان يحمل عبئها على كاهله .

ان كلمه البتر كلمه مروعه لا تاتي ابدا على عقل انسان طبيعي الا وزلزالته .

انت فقدت جزء من جسدك ان ان يغادرك الى الابد ان تحيا بعاهة مستديمه  تعجزك عن ممارسه عملك وتقف حائل بينك وبين احلامك ورغباتك وشيء رهيب.

والابشع هنا
ان يتعفن هذا الجزء ليس عن اهمال وليس عن سبب منطقي يمكن قبوله بل بواسطه يد مخلبيه خرجت من اسفل القبر.

لو لم يكن هذا هو الجنون فما هو الجنون؟

اعرف جيدا ان عبد الحميد علوان كان رجلا صعب المراس يخوض المشاكل دون تردد من  اجل الاخرين.

وكانت هذه هي اكبر مساوئه ومميزاته لذا حظى بحب عدد كبير من اهل القريه رافقوه في جنازته الى مثواه الاخير.

وما انا متاكد منه انه لا توجد لعنه مرتبطه به ولم يشتهر بخوضه في عالم السحر او الجان كما انه لم يكن اول ولا اخر من دفناه في هذا القبر دون مشاكل فهل يتعلق الامر بنا نحن .

ابي مات موته عادية وجدي كذلك.
اذا السر  يكمن في القبر نفسه

قبر عائله عبد الحميد علوان

ولابد من زيارته وهذا لن يتم الا بعد ان اطمئن على شقيقي عبد الهادي الذي يرقد الان عاجزا في مستشفى المركز بعد ان كان يسد بجسده عين الشمس.

وفي المستشفى الحكومي العام بامكانياتها البائسه واطبائها اللامبالين كان الامر كارثى.

الطبيب يطلب منى بكل برود ودون اهتمام ان أوقع على اوراق الموافقه على بتر ذراع شقيقي.

بل وحدثني ذلك الاحمق في هذا الامر امام امي وشقيقتاي دون مراعات كونهم نساء او ينزفون الما على مصابهم .

انه متعجل ويريد ان ينهي عمله

صوت صراخ شقيق عبد الهادي لا يتوقف ويخلع قلوبنا منذ وصل الى المستشفى وبدأو في تطهير جرحه وهو على هذه الحاله المفزعه .

ماذا فعل له هؤلاء الاطباء الاوغاد ليصرخ بهذه الطريقه التي تمزق نياط القلوب
الاعصاب في انفلات والحزن كالمطر يغرق كل شيء دون رافه.

صوت صراخ اخواتي ودموع امي لا ينقطعان

" القرار قرارك "

قالها الطبيب وكانه يسالني ان اشعل له لفافة تبغ
لا عن ذراع شقيقي الذي كان من الواضح مع صراخه الذي يرج المكان ان المورفين لا يجدي معه وان الالم لايطاق.
نظرت للطبيب بعين غارقه في الدموع وسالته في يأس
الا يوجد بديل اخر

يرد في نفاذ صبر

البديل الوحيد ان نترك  الغرغرينة تنتشر ليتسمم جسد شقيقك ويموت هل توقع  ام ابحث عن شخص اخر مسؤول.

وقعت ومعها وقع قلبي في قدمي وامي فاقدة الوعي وشقيقتاي على الارض من الذهول ومن المصير المفاجئ الذي واجه عبد الهادي .

ساعه كامله لا اعرف كيف مرت علينا وبعدها خرجت ممرضه كئيبه السحنه تحمل في يدها لفافه ناولتها لي وقالت .

ذراع شقيقك عليك دفنها .

نظرت نحوها في ذهول وانا ارد في غير وعى.

دفنها

نظرت لي بدهشه وكانني اتحدث بلغه منقرضة وقالت

نعم عليك دفنها والافضل...
خفت صوتها وهي تقول

حرقها ان ما رايته بالداخل لا يمكن ان يكون شيئا طبيعيا ابدا
ما الذي اصاب اخاك بهذه الاصابه الملعونه

الصمت ونظره الذهول التي رمقتها بها   اجبرتاها على المضي وهي تمصمص شفتيها متعجبه من ذوي مرضى اخر الزمن.

لم التفت لها او لمشاعرها وهي تتحرك صاحبه خلفها طن من الدهون بينما كان عقلى فى مكان اخر.

كنت افكر فيما قالته وفيما اخبرني به شقيقي عما اصاب يده بهذه الاصابه الفادحه وانا اتسائل في ارتياع

هل سيتحتم على  في النهايه احراق ذراع شقيقي المبتوره

ألن  اكرم بدفن ذلك الجزء الميت من يده والذي يسبقه الى القبر

هل قصه اليد العظيم المخلبيه حقيقيه وهل لها علاقه باختفاء نواره الغامض

وفي النهايه ادركت انه لا مناص امامي من زياره القبر الملعون

قبر عبد الحميد  علوان
فقط علي اولا ان ادفن ذراع شقيقي المبتوره او حرقها .

وفي ركن بعيد خارج المستشفى بالقرب من سورها الجنوبي فتحت اللفافة

وكل ما رايته مفزعا

وسيطاردني في كوابيسي حتى اذهب انا ايضا الى القبر

فقد كانت اليد المشوهه عفنه الرائحه تغص بعروق زﻻليه قاتمه

كما انها كانت تنبض نعم تنبض

وكان لها قلب خاص بها

سر الحانوتى لعمرو المنوفى(مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن