باقى 2

140 13 0
                                    


"هل هى هنا"

اعاد سؤال عبد الهادي وصل حبل افكاري وادخلني مجددا في دوامه القلق التي احرجت نفسي منها بصعوبه .

فاستدرت  أواجهه لألمح على وجه ملامح ذعر مستتر انتقل الى روحي وانا ادير سؤاله المفاجئ في راسي فهو لايؤمن بوجود نواره من الاساس فتساءلت في حذر :

"من هي"

فقال بنفاذ صبر:
" نواره يا اخي نواره التي صدعت راسي بها".

كنت اعلم انها ليست هنا ولكن لا اراديا ساح بصري في انحاء الغرفه بحثاً عنها وعدت اقول بنفس الحذر

" لا هي ليست هنا لم تعد بعد على غير عادتها "

ثم  عدت اتامل وجهه الشاحب وقلت

"انها المره الاولى التي تسال عنها فيها ثم لماذا وجهك بهذا الشحوب ماذا ألم بك يا شقيقي العزيز هل أثرت اصابه يدك على عقلك فاصبحت تؤمن بوجودها الان ؟"

نظر نحوي بعيون زجاجيه تهيم في عالم اخر قبل ان يقول بصوت متلعثم مضطرب واجابه لا علاقه لها بسؤالي:

" لقد تحرك"

نظرت له بغير فهم ثم تساءلت:

" من هذا الذي تحرك"
عاد الاضطراب يكسو صوته وهو يقول:

" عبد الحميد علوان قد تحرك"

لم اعرف هل ابتسمت لحماقته ام لجهله وقلت :

"انها ليست المره الاولى التي تتحرك فيها جثه عند دفنها ان تيبس العضلات ومراحل الغسل و..."

قاطعني وهو يشيح بيديه قائل:

"ا ليست هذه الحركه ولم تكن الجثه ذاتها التي تحركت فانا اعلم كل ما تحدثني عنه واعلم انه ميت كما ينبغي له ان يكون  و..."

قطعته انا هذه المره في حدة وقلت:
"هل  تناقض كلامك بنفسك يا عبد الهادي كيف تحركت الجثه ولم تتحرك"

اجاب في نفاذ الصبر :

:لقد تحركت الجثه لان شيئا من اسفل القبر حركها"

تاملته للحظات في غير فهم ثم قلت عن غير اقتناع:

" ربما ثعبان او فار او ...."

فقطاعني في حسم هذه المره وقال :

"لا لقد رايت اليد العظيم المخلبيه بنفسي وهي تنسل من بين طبقات التراب عائده الى تحت الارض"

صدمني حديثه فقلت :

"هل كنت تقرا رواياتى من ورائي فاثرت علي حسن تفكيرك ان روايات الرعب موحيه بشكل كبير يا عبد الهادي لقد فككت عقد الكفن ووضعت التراب بنفسي فوق الجثه ولم ألمح اي شيء غير طبيعي في القبر"

تجهم وجهه وهو ينظر نحوي فيما يشبه الضيق او الضيق الممتزج بالاستنكار وقال :

"انا لا اقرا هذه التفاهات ان اقرا فقط كتاب الله "

فار الدم في عروقى  عندما نعت ما اقراه بالتفاهات ولكنه لم يكن وقتها لأجادل او اثبت وجهه نظري فقلت:

" حنانيك يا اخي ربما كنت مرهقا وكان هذا وهما"

ودون ان ينبس ببنت شفه كشف كم قميصه  فلمحت الكدمات والخدوش الغائره التي شوهت منظر يده نظرت لها في دهشه فقال:

" كانت يدا عظيمه مخلبيه وهذا هو الدليل فقبل ان تختفي هاجمتنى  واصابت يدى"

لا اعرف لماذا في هذه اللحظه المخيفه بالذات سطعت في راسي صوره نوارة وهي تدخل القبر.

وخيل الى ان هناك نقطه شديده الاهميه قد فاتتني بسبب ردة  فعل اخي عبد الهادي المفاجاه عند اصابته وعدم اكتمال الدفنه .

ف نواره لم تخترق باب القبر بهدوء كما كانت تفعل دائما بل بدا لى  وكأن هناك قوه غير مرئيه سحبتها للداخل.

كنت اظنها تدخل بطريقه استعراضيه كعادتها في محاوله ابهاري .

ولكن الامر قد اختلف الان.

عاد القلق ينهش في روحي وعيناى معلقتان بوجه عبد الهادي الذي يكسوه سواد الدنيا كله وقد اخذ جسده يرتجف  دون ارادته .
فتمتمت في توتر قائلا :

"ما سر غيابك هذه المره يا نواره واي سر يخفيه قبرك يا شيخ عبد الحميد"
ومن نظرات شقيقي ادركتت انه سر خطير سر لا ينتمي لعالمنا.

سر الحانوتى لعمرو المنوفى(مكتمله)Where stories live. Discover now