الفصل السادس عشر ج٢

504 10 15
                                    

الفصل السادس عشر :-.
حدق به في ذهول مما قاله ذلك الوقح لثواني تذكر حينما حاولت الإنتحار حتى لا تفضح أمامه قامت بمسح كل شىء من ذاكرة الذكية حتى لا يراها فيكتشف أمرهم الشيطان يوسوس له بأشياء فوق طاقته قطع شروده ومحمود يردف بخبث :
- الفيديوهات معايا وانت لو عملت فيا حاجة هنا المدام هتبقى على مواقع الساخنة .
لم يتحمل كلامه بل أثار الدماء جعلها تغلي بأوردته لكمه بعنف وكأنه يحاول الأنتقام منه ظلت واقفة تدمع بصمت ترتجف بين الحين والأخر ،لمح هيثم طيف السكين على السفرة امسكها في لمح البصر عزم بأن يغرسها بقلبه يجب أن يقضي على ذلك الشيطان .
بلحظة تساقطت الدماء بغزارة من يديها ،اتسعت حدقة عيناه وترك السكين وهو يراها تنزف أمامه في حين بأن محمود قد هرول مبتعداً عنهم وغادر الشقة كفأر قد نجى من بطش القطط ،امسك يديها بلهفة وهو يحاول كبح الدماء صاح بها قائلاً :
- ليه عملتي كدا ؟
اردفت وهي تدمع :
- علشانك يا هيثم .
أجلسها على الفراش وقام بتنظيف جرحها وتضميده فلم ينطق كلمة واحدة بل ظل صامتاً حتى قام ما بوسعه كاد أن يتركها ويغادر الغرفة فأوقفته وهي تمسك يديه بيديها الأخرى قائلة :
- متسبنيش يا هيثم انا محتاجلك اوي .
أبتلع ريقه وأردف بصوت متحشرج :
- انا عاوزك تنامي وترتاحي وبكرة نبقى نتكلم.
وقفت فانتابها الدوار فعادت لتجلس على الفراش وهي تقول له :
- انا عاوزة اتكلم معاك دلوقتي انت لازم تسمعلي زي ما سمعتله .
ازاح وجهه بعيداً عنها وهو يتابع :
- انا تعبان انهارده محتاج انام قولتلك بكرة نبقى نتكلم ياريت ترتاحي انتي كمان .
أمتلىء عيناها بالدموع حينما شعرت به بأنه لا يريد أن يرى وجهها فقالت له :
- انا عاوزة اروح شقة ابويا وديني شقة ابويا من فضلك .
زفر بشدة وهو يجيبها قائلاً بغضب :
- الاء انا على أخري دلوقتي قولتلك ارتاحي .
نزلت دموعها وازاحت وجهها بعيداً عنه فتركها وغادر غرفتهم ليدلف غرفة رؤى كور قبضة يديه بغضب حينما تذكر كلمات ذلك البغيض ولكن قاطعه صوت قفل باب الشقة كانت هي من فعلت بل انها رحلت ...
وقفت أمام باب بيت أبيها فوجدته يلحقها امسكها من ذراعها فازاحت يديه بشدة وهي تردف :
-متلمسنيش .
-الاء بطلي استهبال انتي عارفة الساعة كام دلوقتي .
قالها بغضب فقالت له بإستنكار :
- ان شاء الله حتى الفجر انا داخلة بيت ابويا .
أمسكها بشدة من رسخها وهو يردف :
-طيب تعالي معايا والصبح خبطي عليهم .
ازاحت يديه وهي تجيبه قائلة بتضايق :
- ولا الصبح ولا الضهر خلاص يا هيثم كل حاجة خلصت .
أنتابها الدوار فأمسكت مقبض الباب لتحتمي به من السقوط اسندها وهو يتابع بغضب :
-انتي بتعندي نفسك ليه ؟
اردفت بصوت ضعيف :
- علشان انت في لحظة شكيت في مراتك يا دكتور .
لم تتحمل الصمود أكثر من هذا فضمها إلى صدره من ثم قام بحملها فوق ذراعيه وعاد بها لشقته ،في لحظة وجدتها بشقة محمود نعم أنها هي تقف بالمطبخ تنظف الصحون وقعت عيناها على سكين حاد الخاص بتقطيع اللحوم أمسكته جيداً بقبضتها فأحست به أنه يقترب منها خبأت السكين خلف ظهرها وهو يبتسم لها بخبث قائلاً :
- وحشتيني .
ضمها إليه فشعرت بنيران تحترق بداخلها غرست السكين بمعدته أبتعد عنها وهو يصرخ من الألم حتى هوى أمامها جثه هامدة هرولت لخارج المطبخ فرأته واقفٍ امامها يبتسم لها بخبث وعيناه كالدم قائلاً :
-انتي فكراني هموت بالسهولة دي .
أستيقظت وهي ترتجف لم يكن هيثم بجانبها بحثت عنه بالشقة ولكن بدون فائدة ،حاولت الأتصال به أكثر من مرة وكانت يأتيها الرد :
- هذا الرقم مغلق او غير متاح .
بدلت ملابسها وغادرت الشقة ،أوقفت إحدى سيارات الأجرة وعزمت بأن تذهب له بمحل عمله ،خرج من غرفة العمليات وجدها جالسة بالإستراحة المقابلة له تنتظره فأعتدلت واقفة وقالت له :
- انا كنت عاوزة اكلمك يا هيثم ولازم نتكلم .
نظر لها وأجابها قائلاً بإستنكار :
- انتي شايفة انه مكان مناسب نناقش فيه مشاكلنا العائلية .
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تردف :
- هيثم انا محتاجلك .
أجلسها بسيارته وقال لها :
-هغير وهاجي .
اومأت بإيجاب فتركها ورحل فلم يمر الكثير حتى عاد إليها فتحرك بمركبته فحينها قالت له :
- انا مخنتكش ورحمة ابويا عمري ماعملتها .
ظل صامتاً يستمع إليها وهي تسرد له جميع ما حدث لها فقبض على عجلة قيادته بشدة وهو يردف :
- جاية دلوقتي تحكيلي عن تهديداته ليكي بعد ايه يا مدام ؟
امتلىء عيناها بالدموع وهي تتابع :
-كنت خايفة عليك ليأذيك او تتهور وتعمل زي امبارح .
أبتلع ريقه وهو يجيبها قائلاً :
- انتي متوقعة مني ايه اخده بالحضن واقوله نزل الفيديوهات يا صحبي ميهمكش .
دمعت عيناها وهي تقطع حديثه قائلة :
-اكيد لا بس .
قاطع كلمتها قائلاً :
- بصي يا مدام الاء الموضوع وانتهى بالنسبالك لحد كدا بقى في ملعبي انا وانا هتصرف .
أمسكت يده وهي تردف بقلق :
- انت هتعمل ايه ؟
أزاح يديها عنه ببطء قائلاً :
- اللي ربنا عاوزه هيكون .
أنزلها أمام بيت شقيقها نظرت له وعيناها تمتلىء بالدموع فأزاح وجهه بعيداً عنها فدلفت مدخل العمارة راقبها حتى اختفت من ناظره فتحرك بمركبته ،طرقت باب شقة أخيها ففتحت لها مريم فحينها أرتمت بحضنها باكية رتبت على ظهرها بحنان وهي تردف :
- ايه اللي حصل ؟
امسكت يديها المصابة تابعه :
-مالها ايديك ؟
ضمت رؤى منها حينما نعس الصغير فجلست بجوارها مريم وقالت لها بتضايق :
- الحيوان ليه يعمل كدا ؟
أخذت أنفاسها بضيق وهي تردف :
- عاوزني اطلق ورجعله تاني .
أجابتها قائلة بغضب :
-دا عند امه ورحمة امي لهوريه الوش التاني انا هروحله .
أمسكت الاء يديها وقالت لها بترجي :
-لا بالله عليكي يا مريم بلاش تروحيله متعقديش الامور اكتر ماهي متعقدة وسيبيه قادر ربنا يحلها .
تابعت الأخرى وهي تتسأل :
- هتعملي ايه مع هيثم ؟
طرق باب شقته فلم يجد أحد بالداخل أخبره حارس العقار بأنه لم يأتي للمنزل منذ ليلة أمس ،جلس بسيارته شارداً فلم يشعر بنفسه سوى أنه يغادر المكان .
حل المساء حينما وقفت أمام نافذة الغرفة الماكثة بها بشقة شقيقها حاولت الإتصال به أكثر من مرة ولكنه لم يجيبها ألقت هاتفها على الفراش وعقدت ذراعيها وهي تراقب الطريق شردت وهي تتذكر حياتها معه كل تلك السنوات تتوالى بعقلها كفيلم جميل أبتسمت وهي تنظر للسماء التي طالما راقبوها وهم يحتسون الشاي بشرفتهم الصغيرة مازالت تشعر بيديه الدافئة تمسك يديها أغمضت عيناها دامعة فقطع شرودها صوت اخيها وهو يقف بجانبها قائلاً :
- لولو يلا علشان نتعشى .
مسحت دموعها وقالت له بصوت ضعيف :
- كلوا انتم يا مصطفى الف هنا .
وقف مقابلها ورتب على ذراعيها بحنان وهو يردف :
- حبيبتي مش عاوزك تزعلي من هيثم اكيد عنده ضغط شغل اعذريه .
نظرت له ولم تجيبه بل أن عيناها كانت تريد أن تخبره الكثير ولكن لسانها يعجز عن الحديث لم تتحمل أن تصمد أمامه أكثر من ذلك فانفجرت باكية أجلسها على الكرسي المجاور له وقال لها :
-فيه ايه يا الاء ؟
كادت أن تجيبه ولكن اوقفتها مريم وهي تخبرهم بأن هيثم ينتظر بالخارج تغيرت ملامح وجهها بلحظة فقالت لمصطفى :
- قوله اني نايمة يا مصطفى .
وجدته يقف بجوار مريم قائلاً :
- بس انتي صاحية يا الاء .
صافحه مصطفى مرحباً به فأزاحت وجهها بعيداً عنه فقال له مصطفى مازحاً :
-هتفضل مزعلها كدا كتير يا بيه ؟
أجابه هيثم وهو ينظر لها :
-اختك بتدلع .
نظرت له بغضب فتابع :
- هي عارفة غلاوتها عندي ايه ؟
تنهدت بضيق فحاول مصطفى أن يخفف من حدة توتر الموقف فأردف :
-انت ابن حلال يا دوك مريم عاملة مكرونة بالبشاميل تحفة تعالى بسم الله .
جلس بجانبها على طاولة السفرة نظر لها وجدها تحاول أن تأكل بيديها اليسرى فأمسك عنها الشوكة وكاد أن يطعمها ولكنها أوقفته قائلة :
- انا هعرف اكل بنفسي .
حاولت الإمساك الشوكة بيديها المجروحة فتألمت أخذ شوكتها قائلاً بغضب :
- بطلي عند بقى .
أبتعدت بجسدها قليلاً عن الطاولة قائلة :
- الحمدلله شبعت تسلم ايديك يا مرمر .
نظرت مريم لمصطفي فأمسكها هيثم من يديها فأزاحتها وهرولت نحو غرفتها وأغلقت خلفها الباب بقوة ،شكر مريم على الطعام وترك الطاولة حاول مصطفى أن يوقفه سمعت صوته وهو يرحل أقتربت من النافذة ورأته وهو يركب مركبته نظر لها قبل ان يرحل فأبتعدت عن النافذة وجلست على الفراش دلف مصطفى الغرفة وقال لها بغضب :
-انتي قليلة الذوق الله يرحمهم معرفوش يربوكي .
نظرت له وقد أمتلىء عيناها بالدموع وهو يتابع :
- الراجل ذنبه ايه في كل اللي حصل انتي اللي غلطانه وقليلة الادب ازاي الراجل يبقى قاعد ترزعي الباب بمنتهى قلة الذوق كدا ؟
صاحت به قائلة :
-مش عاوزة اشوفه انتم غصبتوني اني اقعد معاه .
دلفت مريم الغرفة وأمسكته من ذراعه محاولة تهدئته ولكنه قال لها بغضب :
-ماشي يا الاء انتي شكلك ملكيش كبير ترجعيله وانا مبقتيش قادر عليكي وهكلم محمد اقوله يجي ياخدك .
دمعت وهي تردف :
-لدرجادي انا تقيلة عليك ماشي يا مصطفى .
أمسكت عباءتها وقالت له تابعة :
-انا هاخد عيالي ومش هتشوف وشي تاني .
كادت أن تخرج من الغرفة ولكنه دفعها نحو الفراش فوقعت فوقه قائلاً :
-انتي مش هتخرجي من هنا غير في حالتين لاجوزك يجي ياخدك لاخوكي الكبير .
تركها وغادر الغرفة فجلست مريم معها وأخذت تبكي وتنحب من البكاء فحاولت مريم تهدئتها فصاحت بها الاء:
-انا عاوزة امشي من هنا مشيني .
نامت حينما ارهقت من كثرة البكاء فتركتها مريم وغادرت الغرفة وجدته جالس يلهو مع الطفلتين فقال لها :
- الهانم نامت .
اومأت بإيجاب فأخبر الصغار بأنه قد حان وقت النوم تأكدت من تدثرهن جيدًا خرجت من غرفة الفتيات وجدته يتحدث مع هيثم فجلست بجواره وأخذت تستمع لما يقوله .
كان صوت بواق السيارات قوي بما يكفي ليجعلها تستيقظ تفاجأت به بجانبها يقود مركبته فقالت له :
- ايه دا انا جيت هنا ازاي ؟
أجابها قائلاً :
- اظن انه واضح مين جابك .
اردفت بتضايق :
-لو سمحت رجعني مطرح ما جبتني .
أبتسم لها وهو يجيبها :
-هو دخول حمام زي خروجه ؟
أجابته بإستنكار :
-اها زي اقف على جمب ونزلني .
لم يجيبها فقالت له صائحة :
-بقولك اقف على جمب نزلني .
أردف ببرود :
-بس يا ماما متصدعنيش .
حاولت فتح الباب فضحك بشدة بإنه قام بإغلاقه بالفعل فقالت له بغضب :
-هيثم انا مش بهزر .
اجابها قائلاً :
-ولا انا يا قلب هيثم .
زفرت بشدة وهي تقول له :
-بص بقى انا مش هروح معاك لو فاكر انك بتضغط عليا اني هعدي قله ذوقك معايا انا مش هعدي .
ضحك بسخرية وهو يقول :
-لا شوف مين اللي بتتكلم دانتي الهة قلة الذوق عند الفراعنة .
نظرت له وأبتسمت بإستنكار وازاحت وجهها بعيداً عنه فتابع قائلاً :
-وبعدين دا مش بمزاجك ياعسل انك تيجي معايا دا غصب تقدري تقولي بقى خطف .
نظر لها وهو يكمل بخبث :
-والله اعلم ممكن الموضوع يكبر عن كدا مش عارف .
أجابته قائلة :
-مش هتقدر تغصبني على حاجة مش عاوزاها انت بتحلم .
ظلت تتكلم وهو لا يجيبها بل تركها تخرج كل ثرثرتها التي لا تزيده قيمة حتى مر من أمام بيتهم فتركه فقالت له :
-هيثم انت عديت بيتنا ولا انا اللي بيتهيألي ولا ايه ؟
اردف بتهكم :
-يابنتي بطلي رغي صدعتي امي مش معقولة كدا .
تابعت متسائلة :
- مش اعرف وخدني على فين ؟
وقف أمام إحدى الفنادق الخاصة المطلة على البحر الأحمر كانت ناعسة حرك جسدها وهو يقول لها :
- قومي يا الاء وصلنا .
فتحت عيناها وقالت له :
- وصلنا فين ؟
دلف بها الفندق فحينما ذكر أسمه أعطاه موظف الإستقبال مفتاح الجناح فأبتسم له قائلاً :
-نورتوا شرم يا فندم .
امسكته من ذراعيه واردفت بتساؤل :
-جايبني ليه هنا ؟
امسكها من ذراعها وبادل الموظف إبتسامة وهو يقول له مازحاً :
- معلش هي بتحب تهزر .
تحركوا خلف العامل الخاص بالفندق ليدلهم على جناح الخاص بهم فقال لها :
- مش عاوز اسمع صوتك لحد لما نوصل تمام .
مطت شفتيها بإستنكار وقالت له :
- انا مش عاوزة اكلمك اصلا .
وقفوا أمام غرفتهم بعدما أعطى هيثم بضع نقود للعامل دلفت الغرفة أسفل قدميها وروداً
وكأن السجاد مصنوعٍ من الورود تقدمت ببطء وهي تترقب ماذا سترى بالغرفة رأت البلونات المعلقة تزين الفراش الورود منتشرة بكل مكان بالغرفة وقف خلفها وهو يقول لها :
-اسف .
أمتلىء عيناها بالدموع فنظرت له وهي تبتسم فتابع قائلاً :
-انا عمري ماشكيت فيكي لانك مني .
أرتمت بحضنه فرتب على ظهرها قائلاً :
- اسف على كل حاجة اذيتك .
دمعت وهي تقول له :
- كنت عارفة انك مش هتصدقه .
رتب على ظهرها بحنان وهو يردف قائلاً :
-انا جبتلك حقك خلاص .
أبتعدت عنه قليلاً وهي تتسائل بلهفة :
-عملت فيه ايه ؟
حاوطها من خصرها وقال لها متابعاً :
- عملت اللي مفروض يتعمل معاه .
ضمها إليه فأسندت رأسها على صدره وعقلها لا يقف عن التفكير فيما حدث قطع شرودها وهو يبتعد عنها ويمسكها من ذراعها ليدخلها الشرفة فرأت البحر أمامها مباشرة أبتسمت إبتسامة مصطنعة وهو يقول لها :
- انا حاجز يومين بس يا الاء عاوزين نصيع اكبر قدر ممكن قبل ما نرجع تاني .
اومأت بإيجاب ،ربط على ذراعيها وهو يردف :
- انا عملك بروجرم تحفة بس عاوزك تبقي مستعدة .
أردفت بتساؤل :
- مستعدة لي ايه ؟
طرق باب غرفتهم فتركها هيثم وقام بفتح الباب وقفت على مقربه منه فأتى لها وهو يحمل فستانٍ فأبتسم لها وهو يردف :
- هتلبسي دا.
أخذته منه فوجدته فستان زفاف نظرت له بإستغراب فقال لها :
- انا فهمت الفندق اننا عرسان جداد فهما حبوا يرحبوا بينا وهيعملولنا فرح صغير .
ضحكت بشدة وهي تقول له :
-دول لو شافوا رؤى هيضربونا قال عرسان جداد .
ضحك وهو يقول لها :
-معاكي حق .
حل المساء كانت تستعد لذلك الزفاف المزيف تزينت بعدما قامت بإرتداء فستانها الطويل شردت قليلاً حينما أرتدت فستانه الذي احضره لمها ضحكت بعفوية فها هي عروس له للمرة الثالثة حقاً خرجت من المرحاض بعدما أعدلت من وضع التاج فوق حجابها بحثت عنه فلم تجده سمعت صوت الباب يطرق ذهبت لفتحه على امل أن تجده ويذهبون معاً لذلك الحفل ففتحت وهي تقول :
- ماشي يا هيثم كدا .
ولكنها توقفت حينما رأت فتاة من إدارة الفندق تقول لها :
- انا جاية اخدك للفرح يا عروسة .
اردفت بتساؤل :
- فين هيثم ؟
خرجت وراءها وهي تجر فستانها حتى وجدتها في ساحة الفندق تعالت أصوات التصفيق من الجميع شعرت بالحرج وهي تبحث بعيناها عنه ولكنه لم يكن هناك فقالت لها تلك الفتاة :
- اتفضلي معايا .
وقفت أمام بوابة الفندق وجدته سيارة تنتظرها تشبه سيارة سندريلا وقفت لثوانِ وهي تحدق بتلك السيارة حتى قطعتها الفتاة تفتح لها بابها قائلة :
-اتفضلي يا عروسة .
كانت دقات قلبها تخفق بشدة وهي تجلس بمفردها في السيارة فلم يمر الكثير حتى توقفت العربة قالت للسائق :
- هو فيه ايه ؟
حينها قام هيثم بفتح الباب الملاصق لها رأته يرتدي بذلة زرقاء اللون أبتسمت بعفوية وهي تقول له :
-هيثم .
أبتسم لها وهو يمد لها يديه ليساعدها في النزول فحينما أصبحت مقابله قال لها :
-حبيبتي .
صفق الجميع فأمسك يديها ليضعها على ذراعه ليدلف بها الحفل كانت صوت الموسيقى هادئة ترى جميع المتواجدين اجانب امسكها من خصرها وهو يراقصها فاردف بصوت هادئ :
- ايه رايك في المفاجاة دي ؟
أبتسمت له فرحة وقالت :
-انا مش مصدقة انت ازاي عملت دا كله اكيد كلفت نفسك يا هيثم .
نظر بعيناها قائلاً :
- متقوليش كدا انا مقصر في حقك انتي تستهلي كل خير يا حبيبتي .
أحتضنته بشدة وهي تقول :
- بحبك .
همس بأذنها وهو يجيبها :
-انا بموت فيكي .
أنتهى الحفل وعاد بها لجناحهم لم يراها فرحة كهذا اليوم منذ وقت طويل كانها عروس حديثة الزفاف بدل ملابسه وهو يدندن بالمرحاض يضع العطر الذي تحبه خرج لم يجدها تجلس تنتظره خرج للشرفة فوجدها تجلس على الشاطىء أمام البحر اقترب منها وجلس بجوارها امسكت يده فضمها إليه فقالت له :
- لو مكنتيش في حياتي كان ممكن حصلي ايه ؟
اخذ انفاسه وهو يردف :
- مش عارف الصراحة .
أجابته قائلة :
- كان زماني مرمية في مستشفى المجانين اطرافي ازرقت من جلسات الكهربا .
ضغط على أصابعها وهو يقول :
-الاء .
تابعت وهي تقول :
- انا مش عاوزة اشوفه تاني يا هيثم لو فعلا بتحبني خلينا نسافر ومنرجعش غير في المناسبات .
تنهد قائلاً :
- مش هنشوف خلقته تاني .
ابتعدت عنه قليلاً وهي تتساءل:
- انت عملتله ايه يا هيثم .
اتسعت حدقت عيناها حينما اجابها قائلاً :
- بلغت عنه .
أبعدت يديها عنه وقالت له بصوت متحشرج :
- عملت ليه كدا ؟
نظر لها بإستغراب قبل ينطق قائلاً :
- انتي كنتي فاكرة اني هسيبه .
حاولت الإبتسامة فضمها إليه ورتب على ظهرها قائلاً :
- كله هيبقى تمام بس انتي قولي يارب .
تنهدت وهي تنظر للسماء قائلة :
- يارب .
رصفت سيارة الشرطة أمام العمارة الساكن بها محمود خرج منها عدد لا بأس به من ضابط وشرطيين سألوا حارس العقار عن محمود فأخبرهم بأنه لم يأتي منذ يومين راقبهم من بعيد وهم يصعدون الدرج نحو شقته هرول مسرعاً ليمر من الشارع المجاور حتى أطمئن من أنهم رحلوا بأمان فتنهد برتياح ولكن سرعان ما تحولت نظرته إلى نظرة تحمل الكثير من الحقد والغل .
راقبها وهي نائمة بعمق ازاح خصلات شعرها المزعجة التي تزعج حبيبته الناعسة أقترب منها وقبل رأسها بخفة سمع صوت هاتفه المحمول يرتعش معلناً تلقيه مكالمة أمسك هاتفه وابتعد عنها حتى لا تستيقظ نظر لشاشة الهاتف رأى أسمه يظهر عليها أجابه بدون تردد فلم يعطيه الأخر فرصة للتحدث بل أطلق السباب وهو يتابع بغضب :
-انت اللي بدأت اللعب ياهيثم وكان لعبك مع الحكومة دلوقتي جيه دوري في اللعبة مترجعش تقول اه ياحنين .
كاد هيثم أن يجيبه ولكن الأخر اغلق المكالمة وجعله على قائمة الحظر حتى لا يستطيع اعادة مكالمته أقترب منها فوجدها أستيقظت قالت له متسائلة :
- مين يا هيثم ؟
جلس بجوارها وهو يردف :
- النمرة غلط يا حبيبتي نامي انتي .
دثرها جيداً حتى نعست مرة أخرى فأمسك هاتفه وأرسل رسالة لصديقه عمرو .
وصل محمود إلى شقة تلك العاهرة بالمعادي طرق الباب فأتاه صوتها متسائلاً عن هويته فقال لها :
- افتحي انا محمود .
فتحت باب الشقة وعلى وجهها سعادة كبيرة أرتمت بحضنه قائلة :
- واحشتني اووووي .
رتب على ظهرها قائلاً :
-انتي كمان .
افسحت له الطريق ليتمكن من الدخول فجلس على كرسي الكنبة فقالت له :
-اكيد جعان هحضرلك العشا .
تركته ودلفت المطبخ تصنع بعض من الطعام وقلبها يرن أجراسه كادت أن تخرج من المطبخ ولكن أوقفها صوته وهو يتحدث مع شخص ما عبر الهاتف ويقول له بصوت اجش:
- بقولك نفذ اللي قولتلك عليه مش عاوزه يطلع عليه صبح انت فاهم .
يتبع....
#الباشمدرسة_ايه
بعتذر عن التاخير كان فيه ظروف خارجه عن ارادتي يارب يكون الفصل عجبكم توقعتكم ايه ...

رواية كيف لي ألا أحبك Where stories live. Discover now