الجزء الثاني .... الفصل الأول

821 11 0
                                    

كيف لي الأ احبك :-
كيف لي الأ أحبك (الجزء الثاني )
الفصل الاول :
أكان ذلك حباً ؟
صوت طرقات على باب الشقة جعلها تتقدم نحو دون أن تعطي فرصة لهيثم بالقيام بذلك وكأنها قد نسيت أنه متوجد معها بالشقة ولكن من سيأتي أليهم بذلك الوقت المتأخر فإن الساعة تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل
فتحت باب الشقة وليتها لم تفعل، وجدت صندوق صغير مزين باللون الأزرق أخذته بعدما نظرت بالخارج عن صاحب ذلك الصندوق فدلفت مرة أخري لشقتها فتحت سريعاً ذلك الصندوق من جانب فضولها ولكن سرعان ما وقفت تحدق بداخله بزهول أزدادت دقات قلبها بالعلو التي كادت أن تقتلع خارج قفصها الصدري وهي لا تعلم كيف أتي أليها خرج هيثم ليقترب منها قائلاً بتساؤل :
- مين اللي كان بيخبط وأيه الصندوق دا؟
أمدت يديها التي تحمل الصندوق لتعطيه أياه وهي ترتجف بشدة فتناوله بدلاً عنها ونظر به فأتسعت حدقة عيناه هو الأخر قبل أن يردف متلعثمٍ:
- أيه دا؟
نظرت له وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها قائلة :
- هو يا هيثم هو .
قاطع حديثها قائلاً :
-لا متفكريش في الموضوع دا دا مستحيل .
دمعت عيناها فأقربها أليه ليحتضنها لعله يخفف عنها ولكنها لم تكف عن التفكير فيما حدث منذ عدة سنوات فاتت ...
-أنت فين يا محمود انا واقفة مستنياك بقالي كتير ؟
قالتها وهي تراقب الطريق عبر الشرفة بينما هو أخذ يراقبها من شرفة منزله وهي تنتظر صديقه المقرب في ليلة رأس السنة كان الطقس باردًا كالثلج ولكن قلبها دافىء بحبه قلب ينتظره على أحر من الجمر تخيل نفسه محل محمود وهو يعطيها هديتها التي أختارها بنفسه ليعطيها لها صديقه معبرًا عن حبه في تلك الليلة قطع شروده صوت سيارة محمود وهو يضعها بجراج المنزل فنظر لتلك الجميلة وجدها قد ارتسمت السعادة على وجهها كسعادة طفلة رأت أبيها بعد يوم عمل طويل وشاق  .
-اتاخرت ليه يا محمود ؟
قالتها الاء وهي تحاول أن تظهر تضايقها ولكنه سرعان ما أمد لها يديه بالصندوق قائلاً :
-كنت بجبلك أحلى هدية لأجمل لولو في الدنيا .
تبسمت وهي تأخذها من يديه لترى ما بها فإنها مجرد دمية لفيل رمادي صغير ضحكت وهي تعبر له عن حبها لذلك الصغير قائلة بفرح :
-فلفول بحبه اوي .
أمسكه من يديها ليقول بتضايق :
-بتحبي مين يا بت متحبيش غيري أنتي سامعة لإما .
نظرت له وهي تردف بفرحة مترقبة كلمة تسعد بسماعها :
-لإما ايه ؟
- مفيش دباديب تاني ويلا هش من هنا .
تبسمت بخجل وهو يحدق بها فرحاً قطعت شرودها وهي مازالت تحدق بسقف غرفة نومها نظرت بجانبها وجدت هيثم نائم بعمق كمن لم يذوق النوم لأيام تحسست وجهه الناعس ببطء فلم يشعر بيديها الناعمة غير أنها تمسك بيديه أرادت أن تستمد منه بضع القوة فلم تأخذ سوى دموع تتساقط من عيناها ....
في الصباح أستيقظ حينما أستعمرت رائحة الطعام المحترق أنفه وجدها جالسه على كرسي المطبخ شاردة قام بإطفاء النيران صارخاً بها :
-ايه يا الاء حرام عليكي هتولعي فينا كدا .
وقفت  وقد أنتبهت لما تسببته من فوضى أخذت منه الطعام التالف لتلقي به بالقمامة معتذرة :
-انا اسفة يا هيثم هعملكم اكل غيره .
نظر لساعة يديه وهي تشير إلى السابعة والنصف أردف قائلاً :
-ياخبر انا اتاخرت اوي على الشغل جهزي رؤى علشان اوصلها .
هرول لغرفته ليستحم لبداية يوم جديد بينما هي قامت بتغير ملابس الصغيرة وإعداد طعام غير الذي تلف فجلس بجوارها ليتناول القليل وجدها شاردة وكأنها بعالم أخر أمسك يديها ليستحثها على الأنتباه له فقال بصوتٍ هادىء :
-مالك يا حبيبتي ؟
أجابته قائلة :
- سلامتك .
أخذ طفلته وغادروا الشقة بعدما يأس من قولها شىء فتركوها بمفردها تبحر ببحر ذكرياتها ،تركوها لوحش عقلها الذي يقنعها أنه قد عاد لينتقم منها أكثر مما فعل بها من قبل دمعت عيناها وهي تمسك هديته كادت أن تلقيها بالقمامة ولكنها لم تفعل ذلك .
رن جرس باب الشقة الخاصة بمصطفى تقدمت مريم ببطء وهي تمسك بطنها المنتفخة قائلة :
-ايوة مين ؟
أجابها صوت مألوف لقلبها :
-افتحي يا مريم انا الاء .
قابلتها بالأحضان والقبلات قائلة :
-تعالي يا لولو اتفضلي .
تساءلت قائلة :
-مصطفى فين ؟
ضاقت عيناها بتوجس وهي تجيبها قائلة :
-في الشغل ليه ؟
أردفت الاء قائلة بنبرة متوترة:
-انا محتاجة اتكلم معاكي يا مريم .
قدمت لها كوبًا من المشروب الساخن وجلست بجانبها قالت لها بإهتمام :
-خير يا لولو عاوزاني في ايه ؟
وضعت الاء الكوب على المنضدة المقابلها لها قبل أن تردف قائلة :
- امبارح خرجنا انا وهيثم وبعد لما رجعنا بليل حد خبط على الباب وساب لينا دا .
أخرجت من حقيبتها تلك الدمية فأتسعت حدقة عيناها قائلة بتساؤل  :
- هو دا الدبدوب اللي كان جايبه محمود ؟
قاطعتها الاء بقولها مؤكدة :
-ايوة هو يا مريم هو .
أردفت الأخرى بإستنكار :
-يابنتي مستحيل ازاي محمود يجيبه عندك محمود مسجون .
أمتلئت عيناها بالدموع وهي تقول :
-هو قاصد يلعب بأعصابي كدا .
حاولت مريم تهدئتها وبإقناعها بأنه لم يفعل ما يدور بعقلها فهو بالتأكيد سوء فهم من قبلها تركتها ورحلت وهي لم تقتنع بما قالته لها شقيقته فكيف تكون صدفة وهي هديته التي أحضرها لها منذ عدة سنين أهي بلهاء ؟ لا يمكنها أن تتعرف على هديته الصغيرة أم من كثرة ما رأته بحياتها معه أصابها الجنون .
دلفت شقتها بعدما أحضرت الصغيرة من المدرسة ألقت سلسلة مفاتيحها على منضدة المجاورة لباب الشقة وهي تقول لرؤى :
-يلا على أوضتك حطي شنطتك مكانها وجهزي هدوم علشان تاخدي شاور .
هرولت الصغيرة نحو غرفتها بينما بدلت الاء ملابسها وقامت بتحضير الطعام الشهي حتى أتى هيثم لها  لتستعد لتحضير الغداء لزوجها رن هاتفها المحمول فأسرعت لتلتقط هاتفها ظنت
أنه هيثم يهاتفها ليخبرها إن أحتاجت لشراء شىء ما ولكنه لم يكن هو بل رقم غريب أجابت عليه قائلة :
- الو سلام عليكم .
أجابها صوت مألوف :
- أزيك يا حبيبتي .
دلف هيثم الشقة فهرولت اليه الصغيرة صائحة :
-بابيييييي.
أحتضنها وهو يرفعها عن الأرض قائلاً :
-قلبي قلبي عاملة ايه ؟
قالت الصغيرة :
-كويسة .
عاود وضعهها على الأرض وهو يبحث بنظره عنها فتساءل قائلاً :
-مامي فين ؟
دلف غرفته وجدها جالسه على الفراش تبكي بشدة أقترب منها فسرعان ما وقفت لتحتضنه باكية وكأنها تنتظره منذ وقت طويل أردف قائلاً بلهفة:
-في ايه يا الاء مالك ؟
قالت بصوت متقطع ولكنه أستطاع فهمه :
-مح مود كالمنيي.
أتسعت حدقة عيناه في دهشة وكأنه غير مصدق ما يسمعه أذنه فقال بتساؤل :
-كلمك ازاي هاتي التليفون وريني .
أخذ هاتفها وهي مازالت تحتضنه ليتصل بأخر رقم قام بالأتصال بها فحينما سمع صوت بالجانب الأخر قال :
-سلام عليكم محمود معايا ؟
أردفت قائلة :
-لا يابني النمرة غلط .
نظرت له وهي غير مصدقة ما تسمعه فتابع قائلاً :
-انا اسف يا فندم بس النمرة دي اتصلت بيا من شوية .
كاد أن يكمل ولكنها قاطعته قائلة :
-بعتذر منك يابني بس عيال بنتي العفريت بيخدوا موبايلي وبيرنوا على اي حد .
نظر لملامح زوجته التي أصبحت شاحبة صفراء اللون كاليمون قبل أن يغلق مع تلك العجوز المكالمه فصاحت به قائلة :
-الست دي كدابة م محمود كلمني والله العظيم كلمني .
ترك هاتفها وأمسك يديها قائلاً :
-اهدي حبيبتي أنتي أعصابك تعبانه من أمبارح .
تركت يديه وقالت له موضحة  :
-يا هيثم صدقني محمود كلمني أنا مش بكدب عليك .
أتجه ناحية الخزانة وهو يقول بنبرة باردة :
-ازاي كلمك وهو في السجن فهميني ؟
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تمسك هاتفها لتنظر برقم هاتفه فكيف يمكنها أن تنسى ذلك الصوت كيف .
وضعت له الطعام على السفرة بعدما اعدته له أحس بأنه قد ضايقها رغمٍ عنه فهي لم تحدثه منذ أن تحدث مع تلك العجوز كادت أن تتركهم وتدلف غرفتها بهدوء ولكنه سرعان ما أمسكها من يديها وهو يقول :
-مش هتاكلي ؟
التقطت أنفاسها وهي تجيبه قائلة :
-ماليش نفس كلوا انتم .
كادت أن تكمل طريقها ولكنه سده عليها بالوقوف مقابلها قائلاً :
-حلو اوي وانا كمان مليش نفس ومش هاكل من غيرك ترضيلي انزل اروح الشغل من غير ما اكل .
صمتت فتابع قائلاً :
- انا هنزل سلام .
كاد أن يذهب ليتركها بمفردها ولكنها أمسكت به قائلة :
-لا متنزليش من غير اكل تعالى ناكل .
أبتسم لها قبل أن يبدأ بالأكل معها فأدعت بأنها تأكل حتى تشجعه على الطعام نظر لها وجدها مازالت شاردة فأمسك يديها وهو يقول :
-ايه رايك نودي رؤى عند مصطفى ونخرج مع بعض شوية .
أنتبهت له وقالت بتساؤل  :
-طيب والعيادة .
أجابها قائلاً :
-بسيطة يا ستي اتصل بنرمين واقولها تلغي اي كشوفات انهاردة انا عندي كام لولو يعني .
أبتسمت له وهي تردف قائلة :
-لا معليش انا هبقى مبسوطة لو روحت شغلك ذنب الناس التعبانه دي ايه انك متروحلهمش .
قضب حاجييه وهو يتابع قائلاً :
-مانا مش عاوز اسيبك وانتي في الحالة دي .
نظرت له فسرعان ما أكمل موضحاً :
-متفهميش غلط أنا بس حابب .
قاطعته قائلة :
-متقلقش عليا يا دكتور انا هبقى كويسة هذاكر لرؤى وهرتاح شوية تكون رجعت .
-انتي متأكدة انك كويسة .
قالها بتساؤل فأجابته بإيجاب فقترب منها وقبل رأسها قبل أن يتركها ويرحل ،أقتربت منها الصغيرة وهي تقول :
-يلا يامامي انا عندي هوم ورك  كتييير.
دلفت معها غرفتها وشرعت تشرح لها وتتابع دروسها حتى نامت الصغيرة فأخذتها وادفئتها جيدًاخرجت من الغرفة حينما سمعت صوت رنين الهاتف أقتربت منه في حظر وهي تترقب سماع صوته مرة اخرى ...
أوقف سيارته مجبرًا في إحدى اشارات المرور فشرد قليلاً حينما وجد الصندوق الهدايا وذلك الوقت الذي دلف به غرفته وجدها تبكي وتدعي بأنه قام بمكالمتها كيف فعلها وهو بالسجن قطع شروده صوت بواق السيارة تستحثه على التقدم فقد تغير لون الإشارة للأخضر تأمره بالإنطلاق
وقفت بالشرفة تقبض على سورها بقوة كمن يحاول أن يتماسك حتى لا ينهار
تذكرت حينما أجابت المتصل لم يتحدث قط بل أستمعت لصوت أغنية لم تنساها يوم بل لم تنساه هو كذلك .
- مش هتبطل تسمع الأغنية دي يا محمود انا مش بحبها .
قالتها مستنكرة سبب حبه لتلك الأغنية الهابطة ولكنه أجابها مبرراً :
-دي كلها حب وهيام انتي ايش فهمك في الكلام دا .
أردفت قائلة :
-ايه حب حب ايه في الدوشة دي دي بتوتر الاعصاب وبعدين انا مبقتيش احب اسمع اغاني علشان حرام  .
أغلق المشغل وهو يقول لها بتضايق :
-بقولك ايه يا ست الشيخة انتي من بعد ما لبستي الخيمة دي وانا مش مستريحلك هو احنا يعني كافرة مااحنا كمان نعرف ربنا .
قاطعته قائلة :
-فيه ايه يا محمود انت كبرت الموضوع ليه وايه دخل موضوع لبسي في الحوار .
أردف قائلاً بتهكم :
- مفروض اننا بنحب بعض وفي حكم المخطوبين وانا شايف انك مفروض تحبي اللي بحبه وتكرهي اللي بكرهه .
تساءلت بعدم فهم :
-يعني انت عاوز ايه ؟
زفر قبل أن يجيبها قائلاً :
-تخلعي الخيمة دي ومتلبسيش الخمار دا تاني .
دلف الشرفة وقد أقترب منها وهو يقول :
-حبيبتي .
شهقت وهي تبكي فحتضنها في لهفة قائلاً :
- في ايه يا الاء ؟
أرتجفت قائلة :
-و وديني اوضتي .
أسندها لغرفتها فأجلسها وهو مازال لا يعلم مالذي تخفيه عنه فقال بتساؤل :
-انتي كويسة ؟
اؤمات بالنفي فقال لها :
-ايه اللي حصل ؟
نظرت لعيناه قبل أن تقول بتضايق :
- محمود كلمني  .
عندها قضب حاجبيه في تضايق قائلاً :
-تاني .
كان رده كافي لمنعها من التحدث ولكن كل ما قالته وهي تمسح دموعها :
-انا عاوزة انام .
لم يعرف ما يدور بعقلها الأن ولكنه تركها فهو لم يمتلك الإ ذلك الخيار ،نامت او ما ادعت النوم حتى تأكدت من قد نام أيضاً .
لم تتحدث معه منذ ذاك اللحظة حتى مر اكثر من أسبوع وكأنها تتلاشى محادثته فهو يعلم بأنها غاضبة منه فهي لم تعد تنتظر عودته كعادتها بل اصبحت
تحضر له الطعام ولا تتذوق القليل حتى أتى ذلك اليوم .
- أنا من رايي انك تجيبها واشوفها احسن يا هيثم .
قالها عادل وهو يقلب في دفتره ولكن الأخر أردف قائلاً :
-مش هينفع يا عادل هروح اقولها ايه تعالي اوديكي لدكتور نفساني.
لوى الأخر شفتيه بإستنكار قبل أن يتابع :
-لا اكيد مش هتجبها كدا .
زفر هيثم بشدة فأعتدل الأخر بجلسته وهو يقول له :
-خلاص لاقيها طريقة مش هتشك في حاجه خالص .
جلست تتابع أحدى البرامج حينما دلف الشقة وجدها صامته شاردة على الأريكة الجلدية فتقدمت نحوه لا ليست هي من فعلت بل مدبرة المنزل التي احضرها  لتساعد زوجته في البيت لم تهتم بأنها صغيرة بالعمر وأنها سوف تمكث معهم لمدة طويلة قالت له ألفت :
-احضرلك الغدا يا دكتور .
أعطاها معطفه الأسود وهو يشكرها قائلاً بتساؤل :
-الاء كلت؟
أجابته قائلة :
-لا يا دكتور بس الكتكوته الصغيرة كلت ونامت .
نظر لزوجته وجدها مازالت تحدق بشاشة التلفاز وكأنها منتبه لما ترى فأقترب منها ليجلس بجانبها قائلاً :
-حبيبتي .
أنتبهت له فقالت بإستغراب :
-انت جيت امتى ؟
أمسك يديها وهو يقول :
-لسه جاي حالا وحشتيني اوي .
ازاحت يديها عن يده لتعاود متابعة التلفاز غير مكترثه ما يقوله أستفزته جعلته يقف أمامها قائلاً :
- الاء انا بكلمك .
تركت جهاز التحكم بالتلفاز وكادت أن ترحل مبتعدة عنه ولكنه أوقفها قائلاً :
-لحد امتى ؟
ظلت واقفة لثواني وهو يتابع :
- هتفضلي وهمه نفسك كدا قولتلك ميت مرة محمود مرمي في السجن انا بنفسي اللي كنت السبب في قعدته دي يعني اكيد مخرجش انك تسودي عشتي كدا .
أردفت قائلة بحزن :
-أنت ليه مش عاوز تصدقني أنا .
قاطعها قائلاً بغضب :
-أنا زهقت وجبت أخري برحتك يا الاء أبعدي برحتك واعملي كل اللي انتي عاوزاه خليكي عايشة في الاوهام دي لحد لما هتقضي عليكي وعلى علاقتنا .
تركها وغادر الشقة وكأنه لم يأتي هرولت نحو الشرفة وجدته قد ركب سيارته ورحل صاحت تنادي على مدبرة منزلها :
-هاتيلي موبايلي بسرعة .
زفر بشدة وهو يقود سيارته لا يعلم الى اين لما فعل ذلك فهو إن كان بشر لديه طاقة يتحملها لم يشعر بقدميه سوى أنه يذهب لأخيها لعله قادر على ربط جرحه ولكنه لم يفعل بل هاتف عادل واخذ يسرد له ماحدث .
أحضرت لها كوب من العصير حتى تهدىء من أنفعالها أحتاسته ببطء قبل أن تتركها تلك العاملة راحلة عن الشقة بحجة أنها ستذهب لأمها لتعطيها بعض النقود أرادت أن تعتذر له فهي باتت مقصرة بحقه أرتدت أجمل الفساتين التي يحبها وجلست بالشرفة تنتظره هي أصبحت ترتجف من شدة البرد دلف الشقة 
فهرولت أليه لتحتضنه معتذرة :
-أنا أسفة يا حبيبي حقك عليا .
قالتها بصوت ضعيف متحشرج من البكاء مس قلبه فقال لها مهدئاً:
-خلاص حصل خير متعيطيش .
دمعت وهي تقول له :
-هيثم والله العظيم انا بقولك الحقيقة .
قاطعها قائلاً بتضايق:
- تاني يا الاء .
أخفضت عيناها وقالت :
-خلاص يا حبيبي أنا مش هفكر في الموضوع دا تاني .
أبتسم لها ومال برأسه ليقبل جبهتها فأمسكت يديه الدافئة وهي تقول :
- أنا جعانه عقبال ما تغير هحضر العشا الفت عملته وهسخنه  .
أبتسم لها بأن تلك القطة قد عادت لطبيعتها من جديد تركها وقد تقدمت من نافذة الشرفة لتغلقها فأنها مازالت تشعر بالبرد  ولكنها قد رأت شىء لم تكن تتوقعه قط ..
أنه هو واقف في شرفة شقته أبتسم لها تلك الأبتسامة الخبيثة حركت رأسها لا أرادي عدة مرات في محاولة لأستعاب ما ترى ولكن قدميها أبت الوقوف صامته لم تشعر بهما وهي تهرول نحو الخارج وهيثم يركض وراءها يصيح بأن تتوقف ولكنها لم تسمعه فقط تسمع صوت دقات قلبها الصائحة في صدرها دلفت بوابة المنزل مهرولة نحو الدرج حتى وصلت لباب الشقة طرقته بشدة صائحة بأسمه :
-أفتح يا محمود انا عارفة انك جوه أفتح بقولك .
أقترب منها وهو يلهث فأمسكها من يديها بقوة وهو يردف بنبرة غاضبة :
-انتي اتجننتي مفيش حد جوة ازاي تنزلي كدا .
دفعته وهي تصيح به قائلة :
-والله شوفته هو جوه أفتح يا محمود .
صعد محمد الدرج هو وزوجته بعدما سمع صياحها فقال لها بلهفة :
-في ايه يا الاء مالك ؟
-محمود جوه انا شوفته أفتح يا محمود  مش هتضحك عليا .
قالتها وهي تضرب بقبضتها الضعيفة الباب محاولة كسره ولكنه صدمها حينما قال :
-ايه اللي هيجيب محمود هنا يا الاء محمود في السجن والشقة مقفولة .
نظرت لهم وهم يقفون الى باب الشقة التي يكسوه الأتربة وصياح هيثم بها فخرت قدميها واقعة أمام ذلك الباب باكية .
أجلسها على فراشها بشقة والدها بعدما ساعدتها علياء بإرتداء عباءة أكثر أحتشام جلس بجانبها وهو يرى الدموع تفر هاربة من مقلتيها أمسك رسخها فضغط عليه برفق ليشعر بضربات قلبها لم تشعر به فإن عقلها بمكان أخر أنها رأته  كما ترى يديها وقدميها أقتربت منها علياء وهي تمد لها يديها بكوب من العصير لم تستجيب لها ولكنه سرعان ما أمسكه منه شاكرا وكاد أن يناولها أياه ولكنها أزاحت وجهها الناحية الأخرى رافضة تناول القليل من يده لم تعلم ما حدث في ذلك اليوم غير أنها أستيقظت في اليوم التالي بعدما قامت بإيقاظها الصغيرة :
-مامي اصحي الباص مشي وسابني زي امبارح .
نظرت لها حاولت الاعتدال مسيطرة على ذلك الصداع اللعين  الذي أحتل رأسها فتسألت عنه قائلة :
- فين بابي ؟
أجابتها الصغيرة بتلقائية :
- اكيد في الشغل .
تنهدت حينما تذكرت ما حدث قبل ذلك اليوم فأمسكت هاتفها في ثوانِ
جلس على كرسيه في أنتظار أستقبال أول مريض فأرتعش هاتفه مصدراً صوت رنين مميز نظر بشاشته فوجد ( my love ) تركه كما كان بعدما أغلق الهاتف تماماً .
أمتلىء عيناها بالدموع حينما سمعت :
-هذا الهاتف مغلق او غير متاح حاليا برجاء معاودة الاتصال في وقت لاحق .
لم تعرف كيف مر عليها كل تلك الساعات حتى وجدته يدلف الشقة هرولت أليه لتستقبله ولكنه لم يعطيها فرصة لتتحدث معه فقال :
- لو سمحت يا الاء انا عاوز اريح شوية علشان اروح العيادة بليل .
-انا عاوزة أتكلم معاك شوية ممكن .
أستوقفته قولها للحظة فألتفت أليها ليقول :
-خير يا الاء ؟
أقتربت منه وقالت بتضايق :
-انا مش عارفة ابدأ كلامي ازاي بس .
قاطعها قائلاً بتضايق :
- هتقولي لي ان شوفتيه واقف في البلكونه صح .
أمتلىء عيناها بالدموع وأردفت :
-علشان دا الصح .
أمسكها من ذراعها بقوة وقال لها بغضب :
-الصح انك معيشاني في كابوس من ساعة ما شوفتي بوكس الدبدوب .
صمتت فنزلت دمعة من عيناها وهي تحدق به فقال لها بعدما أطلق تنهيدة :
- حضري نفسك هناخد رؤى بعد الغدا هنوديها لمحمد وهنروح مشوار انا وانتي .
تسألت قائلة بفضول :
- على فين ؟
فتح لها باب السيارة أمد لها يديه لكي تمسكها كما أعتاد أن يفعل حينما يخرجون ولكنها لم تفعل أمسكت حقيبتها بشدة وكأنها تريد أن تحتمي بها أتحتمي منه؟ أجل فهو من لم يؤمن لحظة بما تقوله أو حتى يريد أن يستمع لها أنه لا يصدقها .
-دور المدام اللي جاي .
قالتها السكرتيرة وهي تدون أسمها في دفتر المتابعة وهي مازلت كما هي تجلس تحدق بنقطة ما في ساحة الانتظار وجذبها رؤية طفل كثير الحركة قد أقتربها منها وأمد لها يديه بقطعة من الحلوى حاولت الأبتسامة المصطنعة وهي تشكره فهي لا تريد تلك القطعة فصرخ بها وقد أمسك يديها بشدة حتى أستجابت لطلبه وأخذت تلك القطعة فتحولت ملامحه للفرحة قطع تلك الأبتسامه حينما قال لها هيثم :
-يلا يا الاء .
تركت ذلك الطفل ودلفت غرفة الفحص وقعت عيناها عليه فهو شاب في مثل عمر هيثم وسيم لدرجة كبيرة طويل القامة عريض المنكبين قابلها بإبتسامة ودودة وهم أن يصافحها فأمسكت بحقيبتها معترضة على تلك المصافحة فسرعان ما لحقه هيثم وأمسك يديه فقال له :
-اسف يا عادل هي مش بتسلم على رجاله .
تفهم الأخر موقفها فأردف  :
-أتفضلوا اقعدوا اهلا وسهلا  .
جلست ونظرت ليديها بتوتر فتابع :
-تحبي تشربي حاجة يا مدام الاء قبل الجلسة ولا .
قاطعته قائلة بتضايق  :
-انا مش جاية اكل ولا اشرب انا عاوزة اخلص من الموضوع دا بسرعة .
نظر لهيثم فبادله تلك النظرة التى قرأتها في عيناهم قبل أن يطلب من هيثم الأنتظار بالخارج فكاد أن يرحل ولكنها سرعان ما أمسكت يديه قائلة :
- انا عاوزاه يبقى معايا .
-تمام يا مدام الاء أحكيلي ايه اللي حصل بالظبط .
قالها وهو يرتدي نظارته ويمسك قلمه حتى يدون بعض الملاحظات فقالت :
-أنا شوفته زي ما شيفاك قدامي كدا .
أردف بتساؤل وهو يعلم الإجابة :
-هو مين ؟
صمتت قليلاً قبل تردف قائلة :
-محمود .
فرك هيثم بأصابعه وهو ينظر لها وهي تسرد له ما حدث منذ أيام راقب أنفعالها تلجلجها الدموع الهاربة من مقلتيها وهي تقول :
-والله العظيم أنا شوفته وهو كلمني أنا الوحيدة اللي أقدر أميز نبرة صوته أنا الوحيدة اللي أقدر أميزه من وسط الف هو محمود .
تابع قائلاً بإستنكار :
-أزاي هيبقى دكتور محمود وهو في السجن دلوقتي .
صمتت وكأنها لا تجد رد أنه محق كيف لشخص سجين بين أربعة جدران أن يخرج لوهله لكي يغرقها في بحر الشك بلى أنه حقاً محق ولكن كيف تراه وتسمع صوته في كل يوم وكأنه مازال معها قطع شرودها وهو يقول :
-دي مجرد هلاوس سمعية وبصرية لانك لسه بتفكري فيه .
أركبها سيارته من ثم تولى عجلة القيادة وهو يتابعها من حين لاخر وهو يفكر أحقاً مازالت تفكر به ويشغل عقلها كما كان يشغل قلبها  لا يدري  هل يأخذها الحنين لعشقه القديم أم كان ذلك الزهرة التي أخفت أسفلها ماضي حبه .
وقفت في مكان قريب من منزل هيثم تنظر بساعتها بين الحين والأخر تنتظر قدوم شخص ما حتى لمحت طيف سيارته من بعيد وقفت أمامها نظر لها قبل أن يبتسم بخبث قائلاً :
-أزيك يا ألفت ؟
يتبع ....
بعتذر عن التاخير معنديش نت خالص يارب يكون الفصل عجبكم عاوزة اعرف رايكم وتوقعتكم 🥰

رواية كيف لي ألا أحبك Where stories live. Discover now