الفصل السادس ج ٢

452 7 3
                                    

الفصل السادس
جلست هبة بجانب الصغيرة بعدما علق لها صبري محلول مغذي جعلها تغفو قليلاً اخذت تراقب ملامحها الهادئة التي هي أقرب لأمها أزاحت وجهها الناحية الأخرى مخاطبة نفسها :
-لدرجادي بيحبها ساب بنته والدنيا كلها علشانها .
عاودت تحدق بالصغيرة النائمة وهي تتابع بتضايق :
-أمك فيها ايه ازيد مني ليه بيحبها وانا لا؟
قطع شرودها صوت طرقات باب البيت ،خرجت وهي تضع يديها على بطنها قائلة :
- ايوة ياللي برة لحظة .
رأته واقف أمامها لم تمنع نفسها من تلك الأبتسامة الفرحة كادت أن تحتضنه بلهفة ولكنها وجدته يزيح يديها عنه مسرعاً حتى لا تلاحظ الاء ذلك فقال لها بصوت خافت :
-الاء هنا .
سرعان ما أختفت تلك الأبتسامة بل أنكسرت وخفضت عيناها عنه قائلة :
- اتفضل يا دكتور .
اتت الاء وراءه ودلفت البيت  رأى إبتسامتها  التي اعتالت وجهها حينما رأته أمامها فقالت له:
- دكتور هيثم .
سرعان ما أختفت تلك الأبتسامة حينما رأتها أتية من ورأه فقالت لهم :
- اتفضلوا .
قبل يد أمه من ثم شرع في تقديم والدته لزوجته وزوجته الأخرى التي كانت تحدق به وعيناها تلمع معلنة حُبها ،ابتسمت لها الاء بود ورحبت بها فتابع متسائلاً :
- فين رؤى ؟
دلفت الاء الغرفة النائمة بها الصغيرة فأقتربت منها حتى جلست بجانبها وضعت يديها على يديها الصغيرة فقالت بصوت هادىء :
-رورو حبيبتي .
كان صوتها مميز بأن يجعلها تستيقظ  قد بدى رؤيتها لها ليست جيدة ولكن رائحة أمها المميزة أخترق جيوبها الأنفية جعلها تبتسم بفرحة وترتمي بحضنها وهي تقول بإشتياق : -وحشتيني اوي يا مامي .
ضمتها الاء اليها  وهي تقول :
- وانتي وحشتي مامي أكتر بكتير  .
بكت الصغيرة وهي تتابع مترجية :
-بليز متسبنيش انتي وبابي تاني أنا بحبك .
ضمتها لحضنها بشدة فشعرت بدقاتها الفرحة للقاءها أحست وكأنها هي من أحتاجت بذلك الحضن وليست الصغيرة حينها نظرت لهيثم فبدى لها سعيدًا وقال لها بصوت هامس :
- شكرا .
رأت نظراته لها التي كانت تفضح حبه عيناه لم تنزل عنها قط وكأنها قمر مضيىء يجذب أنتباه كانت تحاول أن تجعله يبتعد عنها لثوان حتى يمكنها أن تحدثه وتخبره كم تشتاق له كما يشتاق له جَنينه نظرت لها الاء حينما لاحظت نظراتها لزوجها فقالت بتساؤل :
- أختك ؟
أجابها هيثم قبل أن تخبرها الاخرى شىء أحمق :
-لا دي قريبتي .
أبتسمت لها الاء بود من ثم قالت مرحبة:
- اهلا وسهلا حبيبتي  .
أقرب الصغيرة منه قبل أن يخبرها بأن عليهم الرحيل حاولت والدته أن تجعله ينتظر قليلتً حتى صباح اليوم التالي ولكنه رفض فهو لا يعلم ماذا تخطط له تلك الفتاة بعقلها فنظراتها للأء لا تطمئنه وقفت الاء وهي تقبض على كف الصغيرة كادت أن ترحل معه ولكنها أستوقفتها هبة وهي تقول لزوجها  :
-عاوزاك لحظة يا دكتور هيثم .
نظرت لها الاء ولم تعلم لما شعرت بالضيق حينما تركها واخذ يتحدث بصوت اشبه بالهمس فوجدته يأخذها ويدلف غرفة الخاصة بها .
- انا مبقتيش طايقة نفسي خلاص زهقت .
قالتها هبة بنفاذ صبر من تجاهله الدائم لها فحينها أردف بغضب :
- فيه ايه يا هبة وقفتنا دي غلط الاء هتضايق كدا .
شهقت بصوت مسموع قائلة :
- نعم تضايق ليه يا حبيبي هو انا مش من حقي اني اتكلم مع جوزي كمان  .
نظر لها بغضب أن تتوقف عن التحدث معه بتلك اللهجة قبل أن يجيبها بصرامة:
- أنا مش هرد عليكي واياكي تتصرفي تصرف غبي مش كفاية انك انتي السبب في اللي حصلها .
تركها وتقدم من الاء فقالت له بتساؤل:
- فيه حاجة يا دكتور ؟
أبتسم لها قائلاً :
- ابدا يا حبيبتي يلا بينا .
غادر قبل أن تنطق الأخرى بكلمة دون أن يقول لها وداعاً فجعل قلبها يتمزق ألمًا لم تجد أحد يستطيع أن يواسيها سوى والدته التي توهمها بأنه لن يكون لأحد سواها هي من ستنجب له صبي يحمل اسمه واسم والده من بعده .
في داخل سيارته كانت الصغيرة غافلة على صدر أمها ضمتها اليها الاء حتي تشعرها بالأمان نظر لها هيثم وابتسم قائلاً :
- شكرا يا الاء انك قبلتي انك تيجي معايا هنا متتصوريش رؤى كانت محتاجة لكي ازاي .
صمتت لثوانِ قبل أن تجيبه :
- أنا اللي اسفة يا دكتور اني قصرت في حقها بس باذن الله هعوضها عن كل اللي راح .
أمسك يديها بيديه وقال لها تابعاً :
-وبابا رؤى ملهوش في التعويض دا بقى .
أحمر وجنتيها خجلاً وأزاحت يديها عن يديه وهي تقول :
- باباك عسول ومامتك كمان ربنا يخليهملك .
نظر لها وهو يقول  :
-ويخليكي ليا يا حبيبتي .
لاحظ بأنها تفرك بيديها فشعر بأنها تريد أن تخبره شىء ولكنها مترددة فقال لها متسائلاً  :
-عاوزة تقولي ايه ؟
توقفت عن فرك أصابعها وقالت  :
-هو طلب صغير واتمنى أنك تجاوبني عليه بصراحة ؟
اجابها قائلاً :
- اطلبي يا الاء خير ؟
تنحنحت قبل أن تردف بحرج:
-هي مدام هبة كانت عاوزاك في ايه ؟
صمت قليلاً فشعرت بأنها لم يكن من حقها بأن تسئل ذلك السؤال فحينها قالت له معتذرة :
- اسفة اني اتدخلت في حاجة مليش فيها .
قاطع حديثها قائلاً :
- متقوليش كدا انتي من حقك تعرفي بصي يا ستي هي كانت بتسألني عملت ايه في قضية الخلع اللي رافعاها على جوزها .
أردفت بعفوية :
-وانت مالك ومال قضيتها .
نظر لها فتابعت معتذرة :
-سوري مقصدش بس .
قال لها بصوت منخفض  :
- ياستي دي ست غلبانة جوزها طلع واطي ومطلع عنيها وقصدتني اني اوكلها محامي يجبلها حقها وانا بعمل كدا دلوقتي .
اؤمات بإيجاب بأنها اقتنعت بكلامه فألتقط انفاسه أنها أقتنعت بكذبته التي قد لا تدوم طويلاً .
أكان يخبرها الحقيقة فتعلم كم كان مخادع أحمق ركض خلف رغبات أبيه بأن يكون لديه حفيداً ذكر يحمل أسمه .
صعدت معه لشقتهم كان يحمل عنها الصغيرة أنامها على فراشها وقامت بوضع الغطاء عليها فكادت أن ترحل ولن الصغيرة أمسكت يديها وقالت بصوت ناعس :
-متسبنيش .
جلست بجوارها وأقربت فمها من رأسها لتقبلها بحنو فجلس هيثم مجاور الصغيرة وضع يديه على يديها الممسكة بطفلته وقال :
-بيتك نور بيكي يا حبيبتي .
نظرت له فرأت عيناه فرحة بقربها منه لم ترى تلك اللمعة في عين محمود لها من قبل فلا يفضح العاشق سوى عيناه ،تركها عندما أحس بأنها تريد أن تنال قسط من الراحة وأخبرها بإمكانها تغير ملابسها حتى تستطيع النوم ،اومأت بإيجاب فتركت يد طفلتها ودلفت غرفة النوم ساعدها بالوصول لمكان ملابسها فشكرته وأخذت ما تحتاج فقال :
-ممكن نتعشى مع بعض ؟
أبتسمت حينما تذكرت دعوته من قبل لتناول الغداء فأردفت بصوت هادىء:
- ممكن بس بسرعة لاني عاوزة انام .
أبتسم لها بفرح قبل أن يجيبها :
- عقبال ما تغيري يكون الاكل جاهز يا حبيبتي .
تركته ودلفت المرحاض فوقفت خلف باب أسندت رأسها عليه وضمت ملابسها منها كانت تشعر بخفقان قلبها كطبول العرس أما عنه فقد وقف يعد ما يستطيع صنعه بالمطبخ من طعام لم يكن أفضلهم ولكنه حاول ذلك فإنها عادت إليه من جديد .
وضع الأطباق على طاولة السفرة وجلس بإنتظارها حتى أتت أليه لم تكن ترتدي حجاب يداري شعرها شعر بأنه يراها لأول مرة جلست بجانبه وقالت له وهي تعبر له بإمتنان :
-ايه الاكل الجميل دا يا دوكتور؟
أجابها قائلاً :
-كلي يا حبيبتي الف هنا .
أكلت القليل من ثم تابعت :
- انا الحمدلله كدا تسلم ايديك .
كانت على وشك أن تتركه لتدلف غرفة الصغيرة فلحقها مسرعاً وقف أمامها وقال بتلجلج :
-أيه دا أنتي هتنامي ؟
أجابته قائلة :
- ليه فيه ايه ؟
أجابها قائلاً :
-اصلي زهقان ماتيجي نقعد نتفرج على فيلم حلو كدا على الاي بي تي فيه .
جلست على الكنبة المقابلة للتلفاز وجلس بجوارها وهم يشاهدون فيلم أبيض واسود رومانسي نظر لها وجدها فرحة للغاية فأنعكس ذلك الشعور عليه اخبرها بأنه سيحضر العصير والمقبلات وسيعاود سريعاً لم تعد تتحمل مقاومة النوم حتى لا يتضايق بأنه سيجلس بمفرده ولكنها لم تصمد طويلاً وأراحت جسدها على الكنبة بثبات أقترب منها وهو يحمل الصنية وقال بمرح :
- أحلى فشار وعصير لاحلى لولو.
وجدها قد نعست وهي تتابع الفيلم ترك ما بيديه وجثى على ركبتيه بجانبها يراقب وجهها الطفولي النائم بثبات أبتسم بحب قبل أن ينقلها لتنام بفراشه تلك الليلة .
مر يومين حتى أستطاع أن يعود لعمله مرة أخرى فقد أصبحت الصغيرة على ما يرام واقفت تنتظره في الشرفة حتى رأت طيف سيارته شعرت بالإطمئنان حينما ترجل من السيارة ونظر لها مبتسماً كانت تعد من الطعام ما يحبه السمك فدائماً ما يخبرها بأنه لا أحد يستطيع أن يعد سمك أفضل منها في ذلك العالم لم تعلم أكان ذلك مجاملة أم أنها تحسن طبخه بالفعل أنتهوا من الطعام فأردف :
- حبيبتي غيري انتي ورورو علشان خارجين .
أجابته بتساؤل :
- خارجين  فين ؟
تابع قائلاً :
- هتعرفي يلا بس علشان نلحق الفسحة قبل ما الدنيا تليل .
في مكان أخر وقفت هبة أمام بيت قديم تكدس أناس أمامه وضعت يديها على بطنها والتقطت أنفاسها قبل أن تخطو خطوة للداخل كان المكان مختلف عما هو في الخارج  فالجدران مازالت على الاسمنت الأسود يغزوها الكأبة هناك أناس ينظرون إليها بشدة فما عساها فتاة في مثل عمرها أن تفعل في مكان كهذا سمعت أرتعدت خوفاً حينما أمرتها سيدة مسنة بالدخول كان هناك رجل يبدو في عقده السادس معلق خلف مجموعة من رؤوس الحيوانات البرية والمفترسة وقفت تحدق بهم في دهشة وكأنها كانت مجبرة بالنظر إليهم حتى أمرها بأن تقترب ،جلست مقابله فنظر لها من ثم قال بصوته الأجش :
- جاية ليه يا هبة يابنت تفيدة .
أرتجفت محدقة به فهي لا تعلم كيف عرف أسمها فقالت بصوت مرتجف :
- عرفت أسمي منين ؟
رفع عينه عن النار المقابلة له وتابع بتضايق :
- جاية ليه ؟
أجابته قائلة :
- الاء درتي ياشيخ واخدة مني جوزي مش بيجي يشوفني ولا طايق يكلمني .
قاطع حديثها قائلاً :
- أنتي جيالي هنا علشان أذيها مش كدا ؟
راقبت صغيرتها وهي تلعب بالارجوحة فرحة وقفت بجانبها في أحدى الحدائق فرأى في عيناها الطفلة الصغيرة التي تتمنى مشاركة طفلته اللعب ولكنها مازالت مترددة بأن تجلس بجانب طفلتها على الارجوحة فقال لها :
- تعالي اقعدي وانا هزوقك .
نظرت له بإستغراب كيف أستطاع أن يقرأ عقلها بتلك السهولة فحينما رأها صامتة محدقة به تقدم ناحيتها وأجلسها على الأرجوحة بجانب صغيرته وقام بدفعها رويدا أبتسمت بعفوية كطفلة فرحة بركوب الأرجوحة في ذلك الوقت عندما ملت الجلوس قال مازحاً :
-تعالي خدي هنا هو انا مليش نفس زيك انتي وبنتي هقعد وزوقيني .
حينها ضحكت بشدة فتعالت ضحكات الصغيرة فرحة أنتهوا من اللعب فأخبرته بأنها تريد أن تشاهد فيلم رسوم متحركة يعرض بالسنيمات أردف قائلاً :
- ماهي عيلت خالص هندخل فيلم كارتون على اخر الزمن .
جلس بجانبها وبجانبه جلست الصغيرة على الناحية الأخرى ظلت تتابع مشاهدة فيلم رسوم المتحركة حتى شعرت بيديه تمسك يديها نظرت له فوجدته ينظر لها فقال :
- شكرا يا لولو على وجودك معايا ربنا يديمك في حياتي .
أبتسمت له وأخفضت عيناها عنه وهي تجيبه قائلة :
-انا اللي بشكرك على كل حاجة جميلة بتعملها علشان تفرحني .
أقرب يديها من فمه فقبلها وأسندها إلى صدره وتابع قائلاً بصوت هادىء :
- بحبك .
أنتهى اليوم سريعاً فتمنت لو لم ينتهي حتى يمكنها الجلوس معه مر يوم يليه الأخر أعتادت عليه كل يوم تقف تنتظر رجوعه على أحر من جمر حتى يأتي من عمله وعيادته تعد له الطعام ما طاب وشهى فيقبل تلك الأيدي التي تعبت في صنع الطعام يجلس معها وهي تذاكر للصغيرة فيساعدها.
مر حوالي أسبوع حتى رأت مياة راكنه أمام باب الشقة ضاق صدرها حينما نظرت بها فأسرعت بطلب مريم أخبرتها بما رأت فأخبرتها بوضع ملح فوقه ففعلت ،ذهبت هبة لذلك الدجال مرة أخرى تخبره ماذا فعل فقال لها بتضايق :
-أنتي هتفضلي كل شوية تنطيلي هنا ؟
أردفت قائلةبغضب :
- أنت شكلك نصاب ضحكت عليا واخدت فلوسي ومعملتليش حاجة لسه هو متعلق بيها وقاعد جمبها وسيبني هنا مرمية .
نظر لها وعيناه تكاد تفيض من الشر قائلاً :
-لولا اني عارف انك على نياتك كنت اذيتك دلوقتي ومع ذلك خدي .
أمد لها يديه بقطعة من القماش وتابع :
- حطيها تحت مخدة جوزك وخليه ينام عليها .
أخذتها منه وبعض الاشياء الاخرى وخرجت كانت تفكر ماذا تفعل حنى تجعله يأتي إليها لم يكن لديها حل سوى ..
رن هاتفه المحمول فأعطاته له ذلك الهاتف كانت أمه المتصلة بعدما ألقى عليها السلام لاحظت تشنج تعبيرات وجهه وقد بدى لها متضايق لم يمر سوى دقائق حتى أغلق معها المكالمة ووقف أمام الاء وأردف :
- الاء انا نازل البلد دلوقتي .
-خير يا هيثم بابا وماما كويسين ؟
قالتها في قلق فأجابها :
-بخير يا الاء متقلقيش أنا مش هتأخر كلي أنتي ورؤى ومتستنونيش .
قبل رأسها وتركها وغادر المنزل هرولت ناحية الشرفة راقبته وهو يركب مركبته حتى أختفى عن نظرها ،أما عن هبة فكانت نائمة على الفراش تبكي وصبري بجوارها يعلق لها المحاليل زفر يشدة وهو يقول بغضب :
- أنتي خلاص أتجننتي مخك مش فيكي .
بكت وهو يتابع :
- عاوزة تموتي نفسك والنعمة اللي ربنا ادهالك.
أردفت قائلة بصوت متحشرج من البكاء :
- أها عاوزة أموت لازمتي ايه انا وجوزي مش معايا ايه هو انا بلونه هتجيبله هدية وبعدين يرميني .
ترك أنبوبة المحلول المغذي وأجابها قائلاً بسخط :
- يرميكي ايه انتي متخلفة اللي في بطنك دا اللي هيربطه بيكي .
وصل هيثم إلى البيت ترجل من سيارته ودلف البيت من ثم غرفة نومه الخاصة وجد أبيه يهدئها من نوبة البكاء فقال لها بغضب:
- سقطتي الواد ولا لسه ؟
نظرت له وعيناها تمتلىء بالدموع فأجابه أبيه قائلاً :
-لا ياهيثم الحمدلله الولد بخير حمدالله على سلامتك انت .
تقدم ناحيتها وامسك يديها ليستحث نبضها فأزاحت يديه عنها بغضب قائلة :
- اوعى ايديك متلمسنيش .
ابتعد عنها قليلاً ثم قال لوالديه :
- عاوز اتكلم معاها شوية بعد اذنكم .
صاحت بهم قائلة :
- متخرجوش أنا مش عاوزة أتكلم معاه مش طايقاه .
كور قبضة يديه وقد احمر وجهه من الغضب فأمسكه ابيه من ذراعه وأجبره على الخروج معه جلست بجوارها والدته واخذت تهدئها فقال له صبري مهدئاً :
- ممكن تهدى بقى أكيد هي متقصدش دي عيلة ومش فاهمه حاجة .
ظل صامت يحدق بنقطة ما أمامه حتى قطع شروده صبري قائلاً :
-هيثم أنا مش بكلمك .
أنتبه له هيثم وحينها أردف :
- خلاص يا بابا ربنا يسهل .
تابع أبيه قائلاً :
-خليك معها انهارده وحاول تصالحها هي معزورة برده .
نامت الصغيرة بعدما تناولت الطعام أدفئتها الاء جيداً واغلقت أنوار الغرفة وخرجت وقفت بالصالة راقبت ساعة الحائط وهي تشير نحو الحادية عشر تنهدت بضيق ودلفت الشرفة أمسكت هاتفها المحمول حاولت الاتصال به للمرة العشرون دون أن تجد منه إجابة نظرت إلى السماء وقالت مناجية ربها :
-يارب استرها .
دلف غرفته وهو يحمل حقنة طبية نظر إلى ملامح زوجته النائمة بثبات أقترب منها حتى جلس بجانبها امسك ذراعها وقام بغرز الابرة بوريدها جعلها تستيقظ متألمة صارخة :
-أنت بتعمل ايه ؟
وقف بجانب الفراش وهو يتخلص من تلك الحقنة قائلاً :
- أنا جاي أخلصك .
حاولت الأعتدال فأنتابها الدوار فقالت له صائحة :
- أنا دايخة اوي انت اديتني ايه؟
جلس على مقربة منها قبل أن يجيبها قائلاً ببرود مبالغ به :
- حقنة هتخليكي تسقطي مش دا اللي أنتي عاوزاه؟
أمتلىء عيناها بالدموع وقالت بترجي :
-هيثم أنا أسفة .
أجابها قائلاً بتضايق :
- اسفة على ايه مش أنتي كنتي هتموتي وتموتي أبني علشان تقهري قلبي عليه خلاص كلها شوية وهيجيلك نزيف وهينزل.
نظرت له وقد نزلت دموعها على خديها فهي لا تستطيع التحرك وكأنها مخدرة فتابع قائلاً :
- وانتي كمان جسمك مش هيستحمل اللي هتشوفيه وهتحصلي ابنك .
صرخت منادية أهله فهروله ناحية الغرفة في هلع ماذا يحدث ؟ طرق ابيه الباب بقوة وحاول فتحه ولكن هيثم لم ينسى إغلاقه من الداخل أزداد الدوار شدة فأمدت يديها له برجاء  :
- ابوس ايديك يا هيثم أعمل حاجة متموتش ابنك أنا مش هعمل كدا تاني والله ماهحاول اذيه تاني .
ابعد نظره عنها وزفر بشدة وأبيه يلعنه ويسبه حتى يفتح ذلك الباب ليقوم بإنقاذها ولكنه لم يعطيها تلك الفرصة وكأنها اعطته فرصة لكي يتخلص من تلك الزوجة وذلك الطفل أيضاً لم يمر سوى ثواني حتى فقدت وعيها ففتح باب الغرفة دفعه ابيه صائحاً :
-انت اتجننت ؟
اقترب منها وضع اصابعه على شريان رقبتها فوجد علبة عقار ميفيبريستون فاتسعت حدقة عيناه في دهشة من ثم نظر لأبنه فأردف بغضب :
-أنت عملت في مراتك ايه  ؟
ابتسم هيثم في لا مبالاة وكأنه لم يفعل شىء قائلاً بخبث :
- عملت ايه يعني كانت عاوزة تموت واديني ساعدتها ومن غير ما تتألم  .
يتبع ...
#الباشمدرسة_ايه
كل سنة وانتم طيبين ويارب يعود عليكم الايام بالخير ❤

رواية كيف لي ألا أحبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن