الفصل السابع ج ٢

507 8 4
                                    

الفصل السابع :
أخذ الطبيب يشرح لصبري حالة هبة فلمح أبنه قد وصل للمشفى وقف على مقربة منه وهو يستمع لكلام الطبيب
- هي واخدة مسكن قوي مش اكتر .
قالها الطبيب لصبري فتنهد الأخر بإرتياح فقال له صبري :
- يعني دا مش خطر على البيبي ؟
أجابه الأخر :
- متقلقش يا دكتور هي على بكرة هتفوق وهتبقى كويسة .
تركه هيثم ودلف غرفة النائمة بها هبة تنهد حينما رأى وجهها مرة أخرى وجد أبيه يدلف الغرفة اقترب منه صبري وصفعه بشدة جعل شفتيه تنزف أبتسم له هيثم إبتسامة صفراء قبل أن يردف :
- أنت كدا استريحت ؟
أمسكه من ذراعه بقوة من ثم صاح به قائلاً :
- ليه تعمل كدا عملتلك ايه لكل دا ؟
ازال بقايا الدماء العالقة بشفتيه وأجابه :
- مش هي اللي عملت يا دكتور أنت اللي عملت .
أتسعت حدقه عيناه وقال له بعدم فهم :
- أنا عملتلك ايه ؟
أزاح وجهه بعيده عن أبيه قبل يتابع قائلاً :
- عملت اللي مفيش اب عمله في ابنه دمرتني ودمرت حياتي ودمرت مراتي حبيبتي وحتى بنتي مسلمتيش منك .
أجابه أبيه قائلاً بغضب :
- واد انت اتلم واعرف بتكلم مين ؟
أبتعد هيثم عنه بضع خطوات وأكمل :
- أنت اللي بيدبر وتخطط وتأمر وبس مش مشكلة تيجي عليا ولا لا مش بتشوف قدامك غير مصلحتك .
ألتفت إليها وهي نائمة على الفراش واستئنف حديثه :
- اهيه العيلة اللي اجبرتني على الجواز منها قدامك وابني اللي يهمك اكتر مني في بطنها أنا مش عاوزهم مش عاوزها ولا عاوز ابني اللي في بطنها .
نظر له بغضب وهو يتابع بسخط :
-انا مش عاوز اشوفهم ولا اشوفك كفاية بقى كفاية .
كاد ان يرحل ولكن والده أوقف قائلاً :
- ورحمة ابويا ياهيثم ماهسيبك وهربيك من اول وجديد .
لم يتردد لحظة للخروج من تلك الغرفة بل من المشفى بأكمله فإن شياطين العالم توثب أمامه الأن .
أشتد المساء ظلام كما كان بارداً شعرت ببرودته وهي تقاوم النوم فهو لم يأتي حتى الأن الساعة تشير للثالثة بعد منتصف الليل حاولت الإتصال به فسمعت تلك الفتاة الحمقاء وهي تكرر للمرة الثلاثون بأن الهاتف غير متاح والرجاء معاودة الإتصال مرة أخرى ،تركت الهاتف بجوارها فركت بأصابعها بتوتر حتى سمعت صوت سيارته ترصف بجانب العمارة هرولت وقد إنتاب قلبها الأمل وقفت تنظر له فلم ينظر للأعلى ليراها بل دلف مدخل العمارة بخطوات ثابتة .
فتحت باب الشقة فوجدته عيناه حمراوات كالدماء وقفت قائلة بلهفة :
-أنت كويس ؟
تركها ودلف غرفته دون أن ينطق بكلمة لحقته فوجدته يجلس على فراشه فجلست بجانبه ووضعت يديها على ذراعه وقالت :
- هيثم بالله عليك طمني أنت كويس ؟
أردف بصوت متحشرج :
- أنا تعبان اوي ومخنوق .
-ايه اللي حصل احكيلي ؟
قالتها بلهفة وهي تستحثه على الحديث معها أمتلىء عيناه بالدموع وهو يجيبها :
- انا محتاجك أوي .
وضعت يديها على يديه قائلة :
-انا جمبك ومش هسيبك متخفش .
نزلت دموعه فضمته إلى حضنها أخذت ترتب على كتفه حتى جفت دموعه فأبتعد عنها قليلاً وقال :
- من بكرة هدور على شقة بعيد عن هنا.
أردفت بإستغراب من قراره :
- ليه يا هيثم ؟
أجابها قائلاً بنبرة صارمة :
- متناقشنيش يا الاء لو سمحت .
أمسكت يديه وقالت بنبرة هادئه :
- خلاص اللي تشوفه بس اهدى .
لم يعلم كيف مر ذلك اليوم فهو لم يذوق طعم النوم حتى أتى نور الصباح أجبره على الخروج لعمله دون أن يخبرها بما حدث في ليلة أمس كان الفضول يكاد يقتلها فماذا حدث هناك حتى جعله بتلك الحالة ؟
فتحت عيناها ببطء رأت سقف غرفة المشفى سرعان ما أعتدلت فوجدت بجانبها أمه وضعت يديها على بطنها وقالت لها :
- الواد نزل مش كدا .
حاولت تهدئتها وإقناعها بإنها بخير وإن جنينها كذلك فهيثم لم يعطيها تلك الحقنة ولكنه أعطاها درس لن تنساه له بكت قائلة :
- أنا عاوزة أمشي من هنا .
انتظرته الاء في ذلك اليوم حتى يتناولوا الغداء معاً ولكنه لم يأتي فأصبح العشاء أيضا كما هو حاولت أن تظهر بخير أمام الصغيرة فكلما قالت لها بأنها تريد أن تنتظر أباها كما تنتظره الاء لتناول الطعام ولكنها رفضت واجبرتها على تناول القليل والنوم ،تنهدت بإرتياح حينما رأته يدلف باب العمارة اقبلت أليه بشوق قائلة :
-حمدالله على السلامة اتصلت بيك في العيادة قالولي انك مشيت من بدري .
أردف بتهكم :
-ايوة أنا مشيت بدري انهارده .
أردفت بتساؤل :
-ليه حصل حاجة ؟
وضع مفاتيح سيارته على المنضدة المجاورة للباب من ثم قال :
- كنت بدور على شقة كويسة .
تابعت قائلة بتضايق :
- انا مش عاوزة امشي من هنا .
تركها ودلف الغرفة ليبدل ملابسه فلحقته وقالت مكررة :
- بقولك انا مش عاوزة امشي انا هنا جمب اهلي .
نظر لها قبل أن يجيبها :
-احنا مش هنبعد اوي هنسكن في الحي التاني .
جلست على حافة الفراش من ثم أكملت :
-ولا تاني ولا تالت انا مش عاوزة امشي .
امسك منشفته وتابع :
-مش بمزاجك يا الاء انا مش عاوز اكمل هنا .
وقفت قائلة بتساؤل :
- ليه ايه اللي جرا في الشقة علشان تقرر انك عاوز تسبها ؟
طرق باب الشقة فتركته ودلفت غرفتها فتح الباب فإذا هي أمه تقف خلفه فأردف بإستغراب :
- ماما؟
وقفت الاء تعد لها العصير وهي تخاطب نفسها :
-لما أتت في ذلك الوقت المتأخر وكيف لم يأتي معها أبيه وتركها تسافر بمفردها ؟
لم تنتبه بأنها جرحت إصباعها وإنها تنزف،جلس بجوار أمِه قبل أن يحدثها قائلاً :
- خير ياماما ؟
أردفت بعتاب :
-أنا زعلانه منك تمشي وانت مزعل أبوك كدا .
أجابها مقاطعاً لحديثها :
- كفاية بقى لحد كدا لو بعتك علشان أروح اصالحه انا مش هصالح حد .
- بالنسبة للي هتموت بسببك دي ايه ظروفها معاك .
قالتها له وكأنها تحاول أن تضغط على قلبه ليرق لها فقال بإستنكار :
- تقصدي العيلة اللي اجبرتوني عليها ؟
أجابته قائلة :
- هي عيلة اها بس ملهاش ذنب في كل اللي بيحصل دا .
دلفت الاء لعندهم وهي تحمل الصنية متحملة ألم يديها فوضعتها أمامها قائلة :
-أتفضلي يا طنط نورتينا .
اردفت الاخرى مبتسمة لها :
-دا نورك يا لولو تسلمي .
حاولت أن تداري يديها عنه فوضعتها خلف ظهرها وقالت لوالدته :
- بعد اذنك يا طنط انا هسيبكم على راحتكم البيت بيتك طبعاً .
تركتهم وعادت لغرفتها فتابع هيثم حديثه :
- انتي جاية تدافعي عنها وهي كانت عاوزة تنزل ابني .
- هو انت سكت مانت ربيتها وعيشتها في رعب .
قالتها بعصبية فقال لها بنبرة باردة :
- اهي معاكم هتخلوا بالكم منها لحد لما تولد .
أجابته قائلة :
- هبة راحت عند اهلها وابوها اتخانق مع ابوك بسببك والدنيا مقلوبة هناك .
تنهد بتضايق فحينها قالت :
- تعالى معايا ياحبيبي واقصر الشر وصالحها والله دي ملهاش غيرك .
أردف بتهكم :
-مش هصالح حد .
دلف غرفته بعدما دلفت أمه غرفة الاخرى لتنام وجدها جالسة على كرسي الغرفة قد غلبها النوم أقترب منها فلاحظ جرح إصبعها فقال لها بصوت منخفض :
-حبيبتي .
أستيقظت فحينها قال بتساؤل :
- ايه الجرح دا ؟
اردفت موضحة :
- سرحت وانا بقطع الفاكهة فتعورت غصب عني .
مسك يديها وقال لها بتضايق :
- مش تخدي بالك يا ماما .
أسندها حتى جلست على الفراش وضع لها ضمادة طبية فقالت متسائلة :
- هو في مشكلة في البلد ؟
ترك يديها وأجابها :
- ولا مشكلة ولا حاجة ربنا ميجبش مشاكل .
تسطحت على الفراش بجانبه وهي تعلم بأن يخفي عليها سر كبير لا يعلمه سوى ربه أما هو فلم يذوق طعم النوم وضميره مستيقظ فما ذنب تلك الفتاة يما فعله والده ،الوقت يهرول وكأنه بسباق يوشك على الفوز أستيقظت عندما أيقظتها طفلتها الصغيرة الصائحة :
- مامي أصحي بابي نازل .
أعتدلت بجلستها وهي تحاول أن تمتلك القليل من التوازن وعقلها يخبرها :
- اليوم اجازته لما سيغادر في ذلك الصباح ؟
دلفت المرحاض لتزيل أثر النوم قبل أن تخرج إليه هو ووالدته كانوا قد استعدوا للخروج فقالت لهم متسائلة :
- رايحين فين يا جماعة دلوقتي ؟
أجابها قائلاً :
- هوصل أمي وراجع .
حينها أمسكته أمه من ذراعه لتوقفه قائلة :
- هيقضي معانا الأجازة يا حبيبتي .
نظرت لها الاء بإستغراب من رد فعلها فوجدتها تتابع :
- ابقي روحي عند اهلك .
لم تنطق بكلمة بل دلفت غرفتها والغضب يسيطر عليها فعلم بأن زوجته غاضبة ترك أُمه ليلحق الأخرى فحينها لوت العجوز شفتيها بإستنكار ،جلست على الفراش فجلس بجوارها بعدما أغلق الباب هبت واقفة كطفلة صغيرة غاضبة لا تتحمل الجلوس بجواره فقال لها بصوت هادىء :
- حبيبتي مفيش داعي للزعل.
أردفت بنبرة تحمل الكثير من الغضب :
-بلا حبيبتك بلا زفت أنت حتى يوم أجازتك مش هتقعد معانا فيه وتقولي مفيش داعي للزعل .
قاطع حديثها قائلاً بإستنكار :
-يرضيكي أمي ترجع البلد لوحدها .
عقدت ذراعيها امام صدرها قائلة :
- لا ميرضنيش .
أقترب منها وضع يديه على ذراعها وهو يقول :
- مش هتأخر عليكي .
أزاحت يديه بعيداً واردفت :
- خدنا معاك البلد .
أتسعت حدقه عيناه وقال لها :
- هتروحي ليه بس ياحبيبتي انا هاجي على طول اوعدك .
قرأت عيناه في لحظة تلك العين التي تخفي ورائهما سر في قريته الصغيرة لم تبالغ في مناقشته فهي لن تحصل على شىء في النهاية هو سيذهب لقريته أما هي فستجلس تنتظره كالعادة ،طبع قبلة على جبهتها قبل رحيله أخذاً أُمِه ،وقف بأسفل المنزل نظر على شرفته فلم يجدها واقفة كعادتها تطمئن عليه بالرحيل فركب مركبته وغادر .
صنعت الفطور فلم تتناول منه القليل رن هاتفها المحمول فإذا بأخيها يهاتفها أجابته قائلة :
- ايه يا حبيبي عامل ايه وازي مريم؟
قامت بتغير ملابس رؤى من ثم بدلت ملابسها هي الأخرى وأنتظرت قدوم أخيها فحينما وصل أخذهم وأركبهم سيارته أحتضنتها مريم وقبلت طفلتها فقالت لها الاء :
- وحشاني يا مريم .
راقبت الطريق عبر النافذة وهي تتذكر قول أخيها :
- هيثم بقاله يومين قافل موبايله قلقني .
ابتلعت ريقها قبل أن تخبره قائلة :
- مصطفى أنا مخنوقة ممكن تيجي تاخدني .
وصلوا إلى النادي فنظر مصطفى لمريم وقال لها :
-مريومة خدي البنات وروحي لعبيهم .
نظرت لصغيرها وقالت :
- بالنسبة للبيه .
أردفت الاء قائلة :
-هتيه يا مريم اشيله شوية .
أعطتها الصغير ورحلت تاركة لها فرصة بان تتحدث مع شقيقها بمفردهم حينها أردف مصطفى :
-قوليلي بقى يا ستي ايه اللي مضايقك ؟
أجابته بتضايق :
- هيثم .
ضم شفتيه بإستغراب قبل أن يتابع متسائلاً :
-عملك ايه ؟
- أموره غامضة أنا مبقتيش فاهماه هو فيه ايه في حياته .
قالتها بضيق فقال لها مدافعًا عن صديقه :
- هيثم بيحبك يا الاء ثقي في دا .
أزاحت وجهها بعيداً عنه وهي تتابع بإستنكار :
-بيحبني ؟
وصل لبيت هبة كانت نائمة حينما وصل ولكن صوته جعلها تستيقظ على الفور إبتسمت بعفوية وكادت أن تخرج من غرفتها لتلقي به تحتضنه شوق ولكنها تذكرت ما فعله بها وكيف لعب بأعصابها بسخرية منه أبعدت يديها عن مقبض الباب بينما وضعت أذنها ملاصقة له حتى تستمع ما يقوله له والدها :
- بقولك ايه يا ضاكتور أنا أتمانتك على بنتي على أساس انك هتصونها وتشيلها جوه حباب عنيك بس اللي حصل دا أسمه قلة تقدير ليا ولبنتي وأنا مش هسمحلك بدى كنت واخدة عامله عاملة ولا بتجر عيال وراها .
زفر بشدة وأزاح وجهه الناحية الأخرى وهو يحاول أن يمتلك أعصابه فعاود النظر له قائلاً :
-طالما بتتكلم عن الأدب والأخلاق فبنتك الصراحة مشوفتيش منها الوحش .
أردف الاخر بثقة :
-شوفت .
قاطعه هيثم قائلاً بصرامة :
- بس أنت شايف أن ابقى سيبلها أبني أمانه أنها تحافظ عليه في غيابي الاقي امي تقولي أنها حاولت تسقط نفسها ياللي بتتكلم عن الأصول .
قال له الأخر مدافعاً عن إبنته :
-عيلة وطهقت من العيشة لوحدها في دار ابوك هو دا الحق يا ضاكتور أنك تتجوزها وترميها زي الكلبة من غير ماتسأل عليها ؟
أجابه هيثم قائلاً :
-وانا جايلك أعتذرلك وارجعها معايا .
حينها خرجت لعندهم فنظر لها هيثم وهي تمسك بطنها قائلة بغضب :
- لا أنا مش هاجي معاك ولو دبحتني مش جاية معاك .
وقف هيثم وأقترب منها وقال :
- هبة لميها وتعالي معايا .
أردفت بصوت مرتفع :
- بقولك مش هاجي .
أمسكها من ذراعها أمام أبيها بغضب وتابع :
-اقسم بربي لو مخرجتيش معايا دلوقتي لأكون مطلقك .
وقفت أمه وأقتربت منهم قائلة :
- صلوا على النبي يا ولاد واغذوا الشيطان .
قال مردداً :
- عليه الصلاة والسلام .
نظر لأبيها موجهاً حديثه :
-انا اللي عندي قولته يا عمي بنتك عندك اهيه جيت اصالحها وهي اللي راكبة دماغها مش انا .
قال لها والدها بغضب :
-روحي مع جوزك يا بت بدل مقطع خبرك .
أمتلىء عيناها بالدموع ونظرت لأمه التي قالت :
-يلا يا حبيبتي الله يهديكي .
تركتها ودلفت غرفتها لتبدل ملابسهاودموعها على خديها جلس ينتظرها فخرجت له وقد أرتدت فستان به ظهور يظهر كبر بطنها أسفله فأقترب منها وأمسك يديها فخرجوا جميعاً ركبت بجانبه السيارة فأنزل أمه امام منزله وقال لها :
- اتفضلي انتي يا امي ولو سألك عليا قوليله رجع مصر .
أردفت أمه بتساؤل :
- رايح فين يا هيثم ؟
أجابها قائلاً :
- شوية كدا وهنرجع يا امي .
تحرك بسيارته بعدما دلفت والدته البيت فقال لهبة :
- مش عاوزك تزعلي مني .
تنهدت بضيق فأمسك يديها وتابع :
- أنتي اللي خلتيني أعمل كدا .
اردفت بصوت متحشرج :
-خليتك ايه يا دكتور خليتك أنك ترميني بالأيام عند امك وحتى التليفون مش بترضي تخليني اكلمك فيه .
أجابها قائلاً :
- أنتي عارفة الظروف اللي أنا فيها .
قاطعته قائلة بغضب :
-تقصد اللي الهانم فيها أنا نفسي أعرف فيها ايه زيادة عني ناقصني ايه علشان أعجبك ؟
صمت وأبعد يديه عنها فعرفت إجابته فهي تمتلك قلبه حينها أردفت بحنق :
- يارتني ما شوفتك ولا حبيتك يارتني اموت وأخلص من الهم للي انا فيه .
- ليه بتقولي كدا بعد الشر عليكي .
قالها فلم تشعر بلهفة في قولها وكأنه يقولها من جانب المجاملة،مسحت دموعها وقالت :
- وقف الزفتة دي متودنيش في حتى متعملش فيها انك زعلان على زعلي وعاوز تصالحني لان ماهما تقول مش هصدقك .
أوقف مركبته وقال لها بتضايق :
- هبة انا أها اتغصبت على الجواز منك بس اقسم بالله انا مش بكرهك زي مانتي فاكره انتي هتبقي أم ابني أن شاء الله اللي جاي يعني ليكي معزة كبيرة عندي .
بلعت ريقها قبل ان تقول له :
- يعني تقدر تسيبها وتعيش معايا هنا .
ازاح وجهه بعيداً عنها فإبتسمت بسخرية قائلة :
- إذا كنت حتى مش عاوز تديني جزء من حياتك معزة ايه اللي بتتكلم علبها يا دكتور ؟
- بلاش تحطي نفسك في مقارنة لاني مش حابب دا .
قالها في ضيق فأجابته بيأس:
- ولا أحط ولا محطيش أنا كل اللي يربطني بيك ابنك ينزل على خير وهتنزلك عن كل حاجة وتطلقني .
عاد بها للمنزل نظرت له وفتحت الباب المجاور لها مترجلةعائدة للمنزل واليأس يمتلكها أما هو فقد أشعلت نيران الضمير به لما يفعل بها كل ذلك ما ذنبها فيما فعله معه أبيه هي مازالت صغيرة حتى تتحمل فوق طاقتها وهي تحمل بأحشائها جنينه ،أدار المحرك وتحرك ليبتعد عن ذلك المنزل،راقبته حتى تأكدت من أنه ابتعد قدر كافي عن المكان خرجت من ساحة البيت ذاهبة لذلك الدجال وقلبها وصدرها يحترقان بنيران الحقد والغيرة من فتاة لا تتذكرها ولو للحظة .
في النادي كانت مريم جالسة تحمل الصغير بين ذراعيها لتقوم بإطعامه حاول مصطفى أن يداعب شقيقته حتى تخرج ذلك الضيق من صدرها ولكنها كانت تصطنع الإبتسامة حتى لا تشعرهم بالتعاسة رن هاتفها المحمول ظنت بأنه هو من يطلبها ولكنه كان رقم مجهول استأذنت اخيها بالإبتعاد وبالفعل أبتعدت بضع خطوات وردت عليه ولكنها لم تستمع لصوت بالناحية الأخرى أخذت تردد :
-الو الو .
ولكن بدون فائدة حتى أنقطع الإتصال كادت أن تتحرك لتعود إليهم مرة أخرى ولكن أنتابها دوار مفاجىء أستندت على شجرة بجوارها وأمسكت رأسها ولكن العالم كان يدور من حولها لم تستطيع أن تنطق منادية أخيها فسرعان ما سقطعت بالأرض الصلبة فاقدة الوعي .
رأقبتها في المرأه المقابلة له ابتسمت بفرحة عارمة وهي تراها تنهار أمام ناظرها فحينها أردف الأخر بخبث :
- مش أستاهل عليها باكو .
ابتسمت له فرحة قبل أن تجيبه :
-عنيا الاتنين ليك يا شيخنا بس كمل جميلك معايا .
يتبع ....
#الباشمدرسة_ايه
يارب الفصل يكون عجبكم واديني متأخرتيش اهو 😂
توقعتكم بقى ❤🙈

رواية كيف لي ألا أحبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن