الفصل الخامس ج٢

544 8 6
                                    

الفصل الخامس:
- أنا خايف عليها اوي مش عارف أتصرف أزاي برج من دماغي هيشيط .
قالها هيثم لأبيه بعدما سرد له ما حدث منذ ليلة واحدة فأجابه أبيه قائلاً :
- اعرضها على دكتور مخ واعصاب .
رن هاتفه المحمول فكانت أمه من تخاطبه لتخبره بأن يعود للبيت في أسرع وقت فزوجته ليست على ما يرام ،هب واقفٍ وترك أبيه دون أن يقول له شىء وأسرع بالعودة للبيت لم يكن يعلم بأنها تدعي التعب حتى تنول قدر من اهتمامه كما تأخذ الأخرى ،
نظر لجهاز الأشعة التلفزيونيه وهو يراقب  صغيره وهي ايضا بين الحين والأخر كان واقف عاقد ذراعيه أمام صدره فأمدت له يديها لتمسك يديه فرتب عليها بحنان قال والده :
-البيبي كويس  ساعدها ياهيثم .
تركها والده وعاود الجلوس على كرسي المكتب وهيثم يعدل لها ملابسها فقال له أبيه وهو ينظر له نظرة فهمها قائلاً :
-انا من رايي أنك تستنى أنهارده ومتسافرش .
لاحظ أبتسامتها التي أعتالت وجهها وهو يقول :
-علشان تديها انت الحقن لانها ياسيدي بتتكسف مني .
زفر بشدة وهو يقول له بتضايق :
-يابابا انت ناسي اني لازم ارجع علشان مراتي تعبانه .
اردفت قائلة بحنق :
- مانا كمان مراتك ومن حقي عليك انك تهتم بيا زي ما مهتم بيها  .
لم يعطيها أهتمام بل نظر لوالده ليكمل قائلاً : -انا عارف أنك هتخلي بالك منها بس هناك واحدة فاقدة الذاكرة يعني ممكن يحصلها حاجه في اي لحظة ومحديش جمبها .
دمعت وهي تستمع له وعن أهتمامه بزوجته أما هي فلا توجد للحظة بحياته فقالت لصبري بإستياء  :
- خلي يروح لست الهانم يا عمي أنا مش عاوزاه يقعد معايا أنا ماشية .
كادت أن تتحرك لتغادر الغرفة فقال لها وهو يعترض طريقها:
-رايحة فين انتي كمان ؟
أجابته قائلة :
- راجعة مترح مااخدتني عند بيت ابويا لما تبقى تعرف أمتي تبقى تجيلي .
قبض على رسخها وانصرف من عياده أبيه فتح لها باب سيارته ليقول لها :
-لو سمحت اركبي .
نظرت له وعيناها تمتلىء بالدموع فأجبرها على الركوب  وتولى هو قيادتها حتى وصل لمكان هادىء يمكنهم الكلام به أوقف السيارة وأردف :
-أنا عاوزك تهدي وتبطلي عياط وتفهميني انتي ايه مشكلتك ؟
مسحت دموعها براحة يديها وقالت  :
-أنت مشكلتي .
نظر لها فوجدها تتابع قائلة :
-أنا بحبك وشايلة ولد من صلبك وانت مش همك غير البنت المصروية .
زفر بشدة وقال لها بغضب :
- لو سمحت يا هبة متتكلميش عنها انتي السبب في كل اللي بيحصلها دا .
صاحت به قائلة :
-اعتذرت كتير كتير اوي ومفيش فايدة أنت ما صدقت انك تبعد عني ياخي ياريتني ماتجوزتك .
ابتسم نصف ابتسامة فلو كان يعود به الزمن ماكان فعلها قط ولكنها لم تتوقف عن الحديث قائلة :
-   أنا مش طلبة منك غير أنك تبقى معايا يومين بس والله مش هطلب منك حاجة تانية .
أشتد المساء ظلمة كلما أستيقظت وجدته بجانبها وكأنها بحلم جميل تخشى أن تستيقظ  فلا تجده بجانبها أحتضنته بشدة وأسندت رأسها على صدره حتى لا يمكنه الهرب كان يدعي النوم فهو لم يذق طعم النوم وهو بعيد عنها أنها ليست بحضنه لا يعلم عنها شىء أهي بخير أم لا ؟ كيف مر يومها بدونه أبعد يديها القابضة عليه وأولاها ظهره وهو يتنفس الصعداء .
نام الجميع وتركوها بمفردها أستغلت بأن مريم ومصطفى قد ناموا بغرفتهم حتى تركت فراشها  وتوجهت مسرعة نحو خزانه الملابس أخرجت عباءة سوداء وخمار نفس اللون أرتدته على عجلة من أمرها وأخذت هاتفها وخرجت كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة حينما وقفت بالشارع لا ترى أحدٍ  سوى القطط الضالة التي تحتمي خلف أشجار المنطقة تسمع صوت نباح الكلاب سارت وهي تتوجه نحو موقف الحافلات لعلها تجد سيارة يمكنها مساعدتها للعثور عليه أمسكت الهاتف وأختارت أسم حبيبي .
رن هاتفه المحمول كان فرصة لترك زوجته والخروج من الغرفة دق قلبه حينما رأها حبيبتي يظهر على شاشة الهاتف فتح المكالمة واجابها قائلاً :
-الاء .
سمعت صوته كان مألوف لها بأن تتوقع بأنه هيثم وليس محمود كيف يحدث لها ذلك كيف أستطاعت ان تمحو أسم محمود من قلبها وهاتفها بمجرد من أنه رحل وتركها بمفردها في بحر ذكرياتها الجميلة معه .
لم يستقبل منها رد فضاق صدره فقال مردداً :
-الاء حبيبتي انتي كويسة ؟
جلست بالأرض غير مبالية بأن ثيابها ستتسخ سمعته يقول :
- الاء بالله عليك ردي ومتقلقنيش عليكي كدا.
أمتلىء عيناها بالدموع وقالت له :
-أنا مش عارفة أروح .
أتسعت حدقه عيناها فأجابها بتساؤل :
-أنتي خرجتي قوليلي أنتي فين ؟
أجابته قائلة وهي تدمع:
-معرفش أنا في المنطقة مقطوعة ومفيش حد ماشي   .
قال لها مطمئناً :
-متخفيش يا حبيبتي انا جايلك حالاً متقفليش الخط .
لم ينتبه بأنه يرتدي ملابس النوم من بنطال قصير يكاد يلمس ركبته وقميص قطني دلف الغرفة ليأخذ مفاتيحه فستيقظت هبة وقالت له بصوت ناعس  :
-في ايه يا هيثم ؟
لم يجيبها بل تركها وغادر البيت وهي تندب حظها السيء لم يعلم كيف كان يقود وهو يحدثها قائلاً :
- الاء اوصفيلي المكان من حوليكي .
حاول تهدئتها ولكنها لم تكف عن البكاء الذي جعله كالمجنون فلم يعلم به سوى ربه كيف وصل أليها أقترب منها بسيارته وجدها جالسة على الرصيف مستندة رأسها على الشجرة وجدته يقترب منها بلهفة امسكها ليجعلها تقف على قدميها ضمها اليه فلم تقاومه وكأنه جعلها تعود للحياة مرة أخرى شعر بدقاتها المتسرعة وكأنها ستقتلع من صدرها هدئت قليلاً من نوبة البكاء فقالت بصوت ضعيف يكاد يكون مسموع:
-بردانة .
تحرك بها نحو السيارة وأركبها فتولى هو عجلة القيادة وصل بها لبيتهم فوجدها قد نامت بعمق نظر لملامحها الهادئة وحينها تذكر زوجته الأخرى كيف تركها تبكي في جوف الليل ولكنه لا يستطيع أن يقف عاقد ذراعيه وحبيبته تحتاج اليه فحبها يسري بقلبه كالدماء تحسس وجهها الناعس ببطء .
- أنا جبت اخري من أبنك خلاص زهقت هي عملاله ايه عملاله عمل .
قالتها هبة بغضب فحاولت امه تهدئتها ولكنها لم تتوقف عن ندب حظها وأن تدعو على درتها بأن ياخذها ربها حتى تحظي بأهتمامه .
فتحت عيناها وجدتها بغرفة ليست بغرفتها أنها شقة هيثم رائحة عطره تملىء الغرفة وكأنه ظل بجوارها لوقت طويل  أسرعت بالخروج فلم تجده نظرت على أثاث الشقة   .
-أتاخرت ليه يا هيثم ؟
وقف أمامها وهو يخبىء شيىء خلف ظهره فقال لها :
-اسف يا حبيبتي جت حالة طارئة وكنت قاعد معاها .
أقتربت منه وهب تحاول معرفة ما يخفيه وراء ظهره فقالت له :
- ايه اللي وراه ضهرك ؟
أمد لها احدى يديه فارغة ومازالت الأخرى خلف ظهره فقالت له بخبث  :
- التانيه يا قمور .
ضحك وقال لها مداعباً :
- طول عمرك ناصحة ياحبي .
أمدها اليها فارغة فهرولت ورائه وهو يحمل صندوق صغير فقالت صائحة :
-  استني يارخم متهزرش وهاتها .
حاصرته بجانب باب الشرفة فهَمت أن  تأخذها منه ولكنه وضعها فوق رأسه وهو يتابع مازحاً :
بعنيكي دي امانه مش بتاعتك .
أبتعدت عنه وهي تدعي الغضب قائلة :
- خلاص برحتك انا زعلانه .
أقترب منها وأختطف قبلة على وجنتيها قائلاً :
- متزعليش يا حب خدي .
أختطفت الصندوق وجدت به جميع انواع الشيكولاته المفضلة ودمية صغيرة فوقفت تحتضنه قائلة :
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك ابدا  .
عادت بذاكرتها فأمسكت بمقعد السفرة وهي تلتقط أنفاسها دلف الشقة وجدها يبدو عليها التعب ترك ما بيديه وهرول لعندها فتسائل بلهفة :
- الاء  مالك فيكي ايه ؟
دفعته فتذكرت حينما دفعها محمود وأوقعها على الأرض فحاولت الهرولة لتخرج من الشقة فوقعت بالأرض أقترب منها وجدها تفقد وعيها .
شعرت ببرودة الغرفة يديها المقيدة وكأنها مختطفة الظلام دامس من حولها صوت البكاء يجعلها ترتجف تخشى الظلام كما تخشاه صوت يقترب من الغرفة حتى فتح الباب رأته يقترب منها فتح النور الأصفر الذي جعلها تراه بوضوح قال لها  بصوت جهوري : -لحد أمتى هتفضلي تحاولي تهربي مني .
صفعها بقوة فأستفاقت تصرخ رأت هيثم بجانبها حاول تهدئتها:
-اهدي يا ماما أنتي بخير  .
قالت له وهي تزيحه من أمامها :
- انا عاوزة أمشي ساعدني أروح  .
حاول منعها ولكنها أخذت تبكي حتى عاد بها لشقتها رأها تلقي بجسدها على الفراش ضامة قدميها من صدرها في وضعية كئيبة ترتجف حتى دلف الغرفة جلس بجانبها ليمسك يديها فأنتبهت له باكية فقال لها بحزن على ما وصلت له :
-حقك عليا يا حبيبتي يارتني كنت انا وانتي لا  .
أزاحت يديه عنها واغمضت عيناها مداعية شعورها بالنوم حتى يتركها ويرحل بالفعل جلس قليلاً وهو يراقبها حتى غادر .
-أنا في شخص بيطاردني في أحلامي .
قالتها الاء لمريم فقالت لها الأخرى :
-مين ؟
أمتلىء عيناها بالدموع وهي تقول :
-مش عارفة شخص بيحبسني وبيضربني وانا بهرب منه جسمي بيوجعني لما بشوفه .
تابعت مريم قائلة :
- اكيد دا كابوس متحطهوش في دماغك .
-يعني هي دلوقتي كويسة ؟
قالها هيثم لمصطفى فأخبره بأنها بخير الأن تنهد بإرتياح وهو ينظر على شرفتها فأنهى مكالمته مع أخيها نظر إلى القمر المضيىء المتوسط في السماء فرأها تخرج من غرفتها الى الشرفة وقعت عيناهم على بعض فأبتسم لها بحب ولكنها تركت تلك الشرفة وعاودت لغرفتها ظل واقف بعض الوقت وهي تراقبه من خلف النافذة وهو ينظر لتلك الشرفة وكأنه يتمنى عاودتها لها مرة أخرى ولكنه أنتابه اليأس فدلف شقته حينها وقفت خلف باب الشرفة أمسكت صدرها وهي تتذكر لهفته عليها بليلة أمس .
مر حوالي أيام وهي تجلس بشقة ابيها يطمئن  عليها من اخيها دائما ما يتجاهل مكالمات ابيه وأمه فبالتأكيد يريدون أن يجعله بجانب زوجته الاخرى التي تشعر بالغيرة أما الصغيرة فلا يعلم عنها شىء كما تركها يقنع عقله بأن أهله سيعتنوا بها داىماً ما يجلس بالشرفة ليطل على غرفة حبيبته احيانا تقف بالشرفة فيستطيع ان يرى قمره واحيانا يغيب ذلك القمر خلف الغيوم أنها تشعر به تراقبه بين الحين والأخر قلبها يخفق كلما ذكر اسمه ولكنها مازالت تخشى الأقتراب ،ارتجف هاتفها المحمول وقد ظهر أسم حبيبي مرة اخرى فلم تمنع نفسها بالإجابة  :
-سلام عليكم .
رد تحية الأسلام من ثم أردف قائلاً :
-حبيت أطمن عليكي عاملة ايه دلوقتي ؟
أجابته قائلة :
-بخير يا دكتور شكرا على سؤالك .
أبتلع ريقه وكان يود ان يخبرها بأنه يشتاق لها لاحظت صمته فقالت له :
-كنت عاوز تقولي حاجة ؟
اجابها قائلاً :
- ممكن اشوفك ؟
صمتت قليلاً فعلم بأنها محرجة بأن تخبره برفضها فتابع قائلاً :
- خلاص يا الاء أنا مش هضغط عليكي .
قاطعت حديثه قائلة :
-هستناك انهارده بعد الشغل .
أبتسم بفرحة من ثم قال لها :
- مش هتاخر عليكي يا حبيبتي اشوفك على خير .
طرقت باب غرفة مصطفى فسمحت لها مريم بالدخول جلست معها قليلاً فحينها تساءلت قائلة :
- هي ازاي تطورت علاقتي بهيثم وازاي اتجوزته ؟
اجابتها مريم قائلة  :
- ما مصطفى قالك انه اتقدملك واتجوزتيه على طول .
تنهدت قائلة :
- هو انا حبيته ؟
أبتسمت لها مريم وهي تحدثها قائلة :
-اوي انتي نسيتي محمود واللي جابوا محمود .
أزاحت خصلة شعرها عن وجهها وهي تتابع :
- انتي عاوزاني اعمل ايه يعني ؟
طرق باب الشقة فقامت مريم بفتحه بعدما دارت شعرها بحجاب كانت تعلم بأن هيثم من يقف خلفه فقال لها بحرج :
- ازيك يا مدام مريم وازي عمار .
اجابته قائلة :
-بخير يا دكتور الاء خارجة حالا اتفضل انتظرها .
خرجت من غرفتها وهي ترتدي فستان جميل وخمار مناسب أبتسم بعفوية وهو يحدق بجمالها وكانها عادت لبضع سنين للخلف كما رأها أول مرة حينما سكن بالعقار المجاور لهم  أخفضت عيناها عنه وقالت :
- انا جاهزة بس انت استأذنت اخوتي .
ركزتها بيديها فقالت لها صائحة :
- فيه ايه مش هو لازم يقول لخواتي ؟
ضحك قائلاً :
-متقلقيش أنا استاذنت مصطفى يا ست البنات .
اخذها وخرجوا من جوف البيت اسرع بفتح باب السيارة قائلاً :
- اتفضلي ياحبيبتي .
ركبت السيارة فتولى هو قيادتها كانت ضامة قدميها وهي تفرك بأصابعها من حدة التوتر فحاول أن يكون لطيف معها قائلاً :
- تحبي نروح فين ؟
أجابته قائلة :
- اللي تشوفه .
وقف أمام أحدى المطاعم الفاخرة وهو يخبرها كم هو جائع فترجلوا من السيارة ودلفوا المكان جلسوا على أحدى الطاولات أردف قائلاً :
- المكان دا جميل جدا وهيعجبك .
أبتسمت له فقال لها متسائلاً:
- بيتزا مش كدا ؟
تناولت القليل فرأته ينظر لها وعيناه تلمع من الفرحة فجعلها تشعر بالحرج وتلونت وجنتيها كثمرة الرمان  وقال لها بصوت هادئة :
- أنتي جميلة اوي.
أبتسمت واخفضت عيناها عنه فأقرب اصابعه من يديها بحظر حتى أمسك يديها حينها
لمح  طيف ماهر وهو يدلف المكان نظر لهم ولأيدي هيثم الممسكة يديها ،أبتسم لهيثم قبل أن يجلس بمكان قريب منهم وكأنه اراد أن يراهم ترك هيثم الطعام وهو يخبرها بأنه يحتاج إلى مرحاض ،أقترب منه أمسكه من ذراعه وكأنه يجبره على الأعتدال فقال له هيثم :
-تعالى ورايا .
ذهب معه فأبتعدوا عنها ليقفوا في خارج المكان فقال له ماهر بخبث :
- فيه ايه يا دكتور جررني وراك ليه ؟
اردف هيثم قائلاً وهو يراقب زوجته من بعد :
- أنت قاصد أنك تيجي المكان اللي جايين فيه مش كدا ؟
أجابه ماهر قائلاً :
- لا انا كنت قريب وشوفت المكان بالصدفة .
تابع هيثم قائلاً بصوت منخفض :
- بعد اذنك امشي مش عاوز الاء تشوفك .
أبتسم الاخر بخبث وهو يقول :
- انا سمعت أنها فقدت ذاكرتها  .
أجابه هيثم بصرامة :
-حاجة متخصكش .
لاحظت تأخره فأخذت تبحث عنه بنظرها لمحته يقف مع شخص خارج المكان عندما لاحظ بأنها تنظر له أنهى تلك المناقشة وعاود المكان وضع النقود على الطاولة فقال لها :
- يلا .
اخذها ورحل في وسط إستغرابها لمحت ملامح ذلك الشخص الذي كان يقف معه زوجها شعرت بأنها رأته من قبل شخص يطاردها بأحلامها لم تمنع نفسها من السؤال :
- مين اللي كنت واقف معاه دا ؟
أبتلع ريقه من ثم قال لها :
- دا مريض عندي .
صمتت قليلاً وعقلها يحاول ربط ماهي به أنها تعلم بأن يكذب فكيف يكون مريض لديه وهو شخص يطاردها بكوابيس لم تنتهي منذ مدة لم تريد أن تخبره بها ولكنها استكفت بقولها :
- روحني لو سمحت .
أردف قائلاً :
- أنا ملحقتيش اتكلم معاكي يا الاء ومحتاج اتكلم معاكي .
صمتت فتابع :
- أنا عارف أنك بتحبي النيل هوديكي مكان على النيل نتكلم فيه شوية .
اومأت بإيجاب فتحرك مسرعاً لم يكف عقلها عن سرد تلك الكوابيس التي ظهر بها هذا الرجل لم تشعر بطول المسافة حتى وصلوا
جلسوا بإحدى الكافيهات نظرت للمياة المجاورها لها فحينها قال لها :
- الاء انا تعبان من غيرك حياتي متبهدلة .
نظرت له فوجدته يكمل قائلاً :
- انا مش عاوز اغصبك على حاجة انتي مش عوزاها بس انتي اكيد مش هترضيلي اللي انا فيه دا .
صمتت واخفضت عيناها عنه فوجدته يمسك يديها قائلاً :
- انا بحبك اقسم بربي ماعندي اغلى منك في حياتي .
أزاحت يديها عنها حينما شعرت بالخجل فقالت :
-انا أسفة اكيد أنت مقدر أني لسه تعبانة ومش هقدر اعيش معاك  .
نظر للمياة من ثم قال لها بنفاذ صبر :
- برحتك يا الاء مش هضغط عليكي لما تحسي من جواكي أنك عاوزة تعيشي معايا الباب دايماً مفتوحلك في اي وقت .
لم يمر كثيرا من الوقت حتى عادوا من حيث أتوا جلست مريم مقابلها وهي تحمل صغيرها على ذراعها فقالت لها بفضول :
-ها يا الاء احكيلي عملتوا ايه ووداكي فين ؟
أخذت تسرد لها ما حدث فتابعت الاخرى :
- ايوة بقى شكل الصنارة غمزت .
تنهدت قائلة :
- أنا شوفت اللي بيطاردني في احلامي .
أتسعت حدقة الأخرى وقد اتى بعقلها صورة ماهر فقالت لها بتلجلج :
- شو وفتيه فين دا ؟
ضمت قدميها من صدرها قائلة :
- في المطعم هيثم فضل يكلمه كتير وفي الاخر اخدني ومشينا .
أردفت مريم قائلة :
- أكيد بيتهيالك ولا حاجة .
صمتت الأخرى فوقفت مريم وهي تضم الصغير اليها قائلة :
-انا هروح اغير لعمار عقبال ما ترتاحي شوية .
غادرت الغرفة مريم الغرفة ومازالت تفكر لما أتى ماهر أليهم وماذا أراد منها بعد كل تلك السنين ،عندما حل المساء فتحت درج الكومود المجاور لها فرأت دفتر ذكرياتها قد دارته الاتربة نظفته أخذت تقرأ فيه لعلها تتذكر اي شيء يذكرها بالماضي .
-محمود مشي وسابني ساب ليا ذكريات جميلة ختمها بسفره وجوازه من اجنبية لو كان بايدي كنت دوست على قلبي اللي حبه .
أخذت تقرأ حتى وقعت عيناها على :
- شوفته عند مصطفى في الشركة عنيه منزلتيش من عليا عملت نفسي مش واخدة بالي منه جيه ابيه محمد أخر اليوم قالي أن ماهر بيه طالبك للجواز .
أتسعت حدقه عيناها وهي تكمل قرأت :
- أنا في الأول موفقتيش لانه لسه في قلبي بس لما فكرت قولت ليه محرقش قلبه زي ما حرق قلبي واتجوزه .
- شوفته فين دا ؟
قالها مصطفى لهيثم فأخبره الأخر قائلاً :
- في الريستوران .
تنهد مصطفى فتابع هيثم قائلاً :
- حاسس أنه كان قاصد دا وأنا هقفله بعد كدا .
سمع مصطفى صوت قوي بغرفة أخته فقال لزوجته :
- شوفي الاء .
كانت واقعة بالأرض حينما دلفت الغرفة أقتربت منها لتسندها حينما وجدتها تستعيد وعيها فصاحت مناديا زوجها فهرول ناحية غرفتها وساعدها بالتسطح على الفراش وجدها تبكي يديها ترتجف امسكها مهدئاً :
- اهدي يا ماما أنتي بخير .
أردف قائلاً لزوجته :
- هاتي موبايلي  أكلم هيثم .
ضغطت على يديه فأحتضنها وهو يرتب على ذراعها بحنو فحينما أخبر زوجها رأى دفتر مذكراتها واقع على الأرض تركها وتقدم نحو فقال لها بتضايق :
- أنتي طلعتي دا ليه ؟
تأكد من أنها قد نامت بعدما حقنها بذلك المسكن فأخبره اخيها بأنها كانت تقرأ بمذكراتها فحدث لها ذلك فقال له هيثم :
- بعد أذنك يا مصطفى أنا عاوز المذكرات دي .
أمد له اخيها بها فأخذها هيثم وتابع :
- ممكن أبات معاها انهارده علشان ابقى مطمن عليها .
تركه مصطفى ودلف غرفته ،نظر لملامح وجهها التي عادت هادئة من ثم نظر لدفترها بين يديه فتنهد بضيق .
الصوت صاخب جداً يكاد يخترق طبلة أذنها جعلها تتألم ولكنها سرعان ما ذهب كل تلك الالم حينما رأتها أجل كانت هي من تقف بفستان فرح بجانب ذلك الرجل المدعو ماهر
احداث الفرح تتوالى أمام عيناها وكأنها كانت هناك بالفعل قدميها أبت الوقوف كانت سريعة لدرجة لم تتخيلها تخترق كل الحواجز الأبواب المغلقة أجل يا عزيزي فالأحلام يمكنك فعل ذلك ،رأتها صرخاتها حينما قذف عليها كاسات الخمر بعدما رفضت تناوله أقتراب منها بسرعة  وأمسكها من رقبتها حاولت الصراخ فلم تجد صوت يخرج منها دفعها بالأرض الباردة فشعرت وكأن جلدها ينتزع عنها المكان بات مظلم شعرت بالألم يغزو جسدها وكأن هناك من يضربها في الظلام حاولت مرة اخرى الصراخ ولكن دون جدوى ركضت بكل قوتها وكأنها تطير من فوق الأرض حتى أصطدمت بجسد كان دافئ شعرت بروح تحتضنها وكأن
هناك من أضاء عتمت قلبها ولكنها وبلحظة لم تتوقعها غرس السكين بصدرها فشهقت بصوت مرتفع مستيقظة وجدت هيثم قد انتهى من اداء فرضه اقترب منها وقال لها بلهفة :
- أنتي كويسة ياحبيبتي ؟
ابتلعت ريقها من ثم قالت له :
- أنت بتعمل ايه هنا ؟
أردف قائلاً :
- كنت بطمن عليكي و.
قاطعت حديثه قائلة :
- أنا عاوزة اقعد لوحدي .
أقترب منها وهو يتابع قائلاً :
-أنا مش هسيبك وانتي في الحالة دي .
أمتلىء عيناها بالدموع وقالت له :
- أنت ضحكت عليا أنا مش مراتك مش كدا أنا مرات ماهر .
أتسعت حدقه عيناه وقال لها بتضايق من سماع اسمه:
- أنتي بتقولي ايه أنتي مراتي انا ماهر دا صفحة وقطعتيها في حياتك .
دمعت ونظرت ليديها التي ترتجف قائلة :
- كلكم خدعتوني دمرتوني .
جلس مقابلها على حافة الفراش فبكت بشدة وهي تتابع قائلة :
-أنا معرفش أنا مين أنا مش الاء بتاعت زمان أنا واحدة تانية واحدة مش عارفة مين جوزها ولا حتى عيلتها .
ارتجفت فضمها اليه وهو يرتب عليها محاولاً نزع ما في صدرها من حزن فأخذت تبكي بشدة حتى جفت دموعها فحينها قال لها :
- أنا بتمنى أن مترجعلكيش الذاكرة .
نظرت له فتابع قائلاً :
- متفهمنيش غلط أنا مش عاوزاكي تتألمي لما تفتكري السنين اللي فاتت يمكن ربنا لي حكمة من اللي حصل يا الاء ممكن ادانا فرصة أننا نقرب من بعض ونرجع زي الأول .
سمع صوت هاتفه فكان أبيه من يحدثه أجابه قائلاً :
- الو سلام عليكم .
اردف ابيه قائلاً بتضايق :
- أنت فين يا بيه مش بترد عليا ليه ؟
استأذنها بدخول الشرفة فأذنت له بذلك فقال لصبري :
- انا اسف يا بابا حصل ظروف كدا شغلتني عليكم طمني الاول أنتم كويسين ؟
أجابه صبري قائلاً :
- احنا بخير بس بنتك هي اللي مش عجباني .
سمعت صوته وهو يحدث ابيه بلهفة :
-رؤى مالها ؟
أقتربت منه بخطوات ثابتة حتى اصبحت بجانبه فحينها اخبره ابيه بأن الصغيرة ترفض الطعام لا تطيق محادثة أحد دائما تبكي طالبة رؤية أمها حتى تغرق بالنوم من كثرة البكاء رأت الحزن في عيونه حينما قال بتضايق :
- طيب والعمل يا بابا ؟
أجابه الأخر بنفاذ صبر :
- بقولك ايه أنا هضطر أعلقلها محاليل علشان يعوضها الأكل والشرب.
أنهى مكالمته وقلبها مازال يخفق بشدة لم تعلم لما كل ذلك التوتر لم يريد أن يخبرها بما قاله ابيه عن طفلتها ولكنها قرأت كل ذلك من عيناه فأردفت قائلة :
- خدني عند البنوتة الصغيرة لو سمحت يا دكتور  .
يتبع ....
#الباشمدرسة_ايه
بعتذر عن قصر الفصل بس باذن الله هعوضهالكم يارب يكون البارت عجبكم مستنية تعليقاتكم وبعتذر عن التاخير ❤

رواية كيف لي ألا أحبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن