الفصل الرابع

1.9K 20 0
                                    

الفصل الرابع
أستيقظ هيثم من نوماً عميق أثر صوت هاتف المنزل فأتجه بتثاقل ناحيه الهاتف رفعه علي أذنه وفرك بعينيه وقال بصوت ناعس  :
- الو .
قالت الاء بلهفة وهي تلتقط انفاسها فأستمع لصوتها تلهث :
-الو يا دكتور صبري فيه مريض عمال يخبط جامد باينه مش قادر يستحمل الالم  بالله عليك ممتتاخرش وتعالي بسرعه .
ولكن باب العيادة انكسر وتقدم ناحيتها ماهر ورجاله فوقف أمامها وهو يبتسم تلك  ابتسامة خبيثة التي لطالما ابتسم لها بها  :
- لولو وحشتيني.
كادت أن تهرب مبتعدة عنه ولكنه أمسكها من حجابها بغضب فصرخت بقوة وقالت :
-سيبني يا ماهر ابوس ايديك .
أتسعت حدقة عينيه وألقي الهاتف مهرول  لخارج شقته ليتجه ناحية عيادة أبيه
أمسكها ماهر من ذراعها وثناه خلف ظهرها فصرخت متألمة فأجبرها علي التحرك وأتجه بها للخارج أجلسها بالسيارة وجلس بجانبها وفي ثواني كان السائق يقود بسرعه كبيرة
أمسكت بطنها ونظرت لماهر وعينيها مليئه بالدموع من ثم نظرت أمامها أبتلعت ريقها عدة مرات وهي تتخيل ما ينوي فعله معها وسبقها دموعها التي بللت ملابسها وحجابها الممزق
دلف هيثم عيادة أبيه وهو يلهث  فلم يجد الاء وجد باب العيادة مكسور أشتد غضبه وقام بالصراخ ذاكراً أسم ماهر
دلف بها تلك الغرفة التي طالما أخذ يضربها فيها  فهرولت مبتعدة عنه بخوف لتلصق ظهرها بحائط بارد فأقترب منها وعينيه مليئة بالغضب توحي بما سيفعله قال بنبرة جامدة جعلتها ترتعد خوفاً :
- بقي تسيبني أنا وتهربي علشان الصعلوك دا .
دمعت عينيها وأمسكت بيديها بالحائط وكأنه يمكنه أن يحميها منه وقالت ببكاء :
- أقسم بالله ماخنتك أنت فاهم غلط
أقترب منها أكثر فزدادت دقات قلبها خفقان فوجدته يكمل وكأنه لم يستمع لحديثها وتبريرها :
- وانا اللي اديتك حب تعملي فيا كدا .
عندها صفعها بقوة فسقطت بالارض واخذت تصرخ متالمه فصاح بهاوهو يمسك شعرها بقوة كاد أن يقطع بيديه  :
- أقسم بالله لاندمك يا بنت.... ندم عمرك كله لهخليكي تتمني الموت
أمسك حزام بنطاله ونزعه في ثواني  فأخذ يضربها بقوة وهي تحمي بطنها بذراعيها كما أعتادت دائماً تفعل أخذت تصرخ متألمه وهو لم يرحمها فهي لم تعد  تتحمل ذلك العذاب وألم بطنها الذي شتد مع الالم جسدها  أخذت تصرخ به بأن يتركها قائلة :
- أنا بولد يا ماهر بولد .
عندها أعتقد أنها تقول ذلك حتي تتخلص من عقابه بها فأكمل ولم يبالي ولكنه وجدها تفقد وعيها فترك ما بيديه وأقترب منها متلهفاً :
- الاء حبيبتي فوقي.
عندها لاحظ مياة تخرج من بين رجليها ممتزجة بالدماء فخشي أن يكون قد أذي صغيره فحملها وأسرع بها علي أكبر مشفي فقامت الطبيبة النسا بتوليدها فقد أنجبت أبنه قالت له الطبيبة :
- أنا مضطرة أبلغ البوليس دا أعتداء بالضرب والحالة كانت بتموت.
عندها فرك بأطراف انامله  ذقنه وأقترب من الطبيبة وقال ببرود :
- تعرفي أنا مين.
نظرت له وجدته يكمل :
- ماهر العراقي يعني ميجرأش ظابط أنه يتكلم معايا أصلا أنا أدوس بجذمتي علي أي دكر.
أبتلعت ريقها فتابع :
- وانتي دكتورة فنظر علي هيئتها وجسدها الممشوق بنظرة ضايقتها قبل أن يردف :
- وجميلة أوي فخافي علي نفسك يا حلوة من اللي ممكن أعمله فيكي .
تركها وهي تحدق به ولم تفتح ثغرها فإن فعلت لأذاها حتماً فمن يقدر علي الوقوف بوجهه، فتحت عيونها ببطء وتثاقل فهي مازالت تحت تأثير المخدر الذي أخف عنها ألم جسدها وتورمه  وجدته يأخذ ابنها من جانبها ويتركها وحدها رفعت يديها بضعف وكانت عدم رؤية واضحة له فقالت بصوت أشبه الهمس  :
- سيبه .
أعتدلت بجلستها ووقفت وهي غير تبالي بالخراطيم الموصله بها فنزعتها عنها بقوة  وأسرعت خلفه وهي تشعر بالدوار يجتاح رأسها رؤيتها الضعيفة صرخت ولكنها لم تستطيع ذلك  :
-  سيب ابني.
ولكنه أبتعد عنها بما يكفي وهي لا تستطيع أن تلحقه فشعرت بجسدها وهو يهوي علي الأرض ورأسها تصطدم بالأرض الصلبة فاقداً  الوعي.
وصل هيثم لفيلا ماهر  وهو مازال يرتدي ملابس البيت   وقال له بنبرة صارمه :
- فين الاء .
ضحك ماهر بسخرية حتي أستفز هيثم وكور قبضة يديه وهو يحاول أن يمسك أعصابه  :
- والله عال جاي تسئل عن مراتي كدا عيني عينك .
أمسكه هيثم من ياقة قميصه بغضب وقال مكرراً سؤاله  :
-  بقولك وديتها فين .
أجابه ببرود  :
-معرفش راحت في اني داهية .
أكمل هيثم بغضب :
- انت بتستهبل انت خدتها من البلد .
نظر له ماهر وأبعد يدي هيثم عنه بغضب وأقترب من البار المتواجد بالفيلا ليحتسي كوباً من الخمر :
-  لو تهمك دور عليها يا حلو.
كاد أن يرحل فهو لم يحصل علي معلومة واحدة منه وأن وجوده ليس له أي أهمية ولكنه سمع صوت صراخ طفل ،
عندما فتحت عيونها هذه المرة أرتعش جسدها أثر برودة الغرفة  وجدت بجانبها عائلتها بأكملها وأمها تجلس بجانبها تبكي علي حال أبنتها ولما توصلت الياليه  فأمسكت الاء بيديها وقالت :
- أبني ماهر خد ابني هتولي أبنيي  .
أقترب مصطفي منها وأمسك يديها مهدئا ً لها فقالت له :
- مصطفي هات منه ابني منه
حاول أن يطمئنها أنه سيحصل عليه من ماهر
نظر محمد للاء بغضب قبل أن يردف  :
-  انتي كنتي فين الفترة دي كلها
صمتت الاء ولم تجيب بل أمتلئ عينيها بالدموع فماذا يمكن أن تقول له كيف عاشت تلك الشهور مع والد هيثم فأنه سوف يسيئون الفهم عنهم ولكن مصطفي قطع شرودها قائلاً :
- مش وقته يا محمد .
دمعت وقالت بإستعطاف   :
- عاوزة ابني هتهولي .
قال لهم مصطفى :
- انا هروح لماهر اكلمه .
- استني جاي معاك لحسن تتخانق معاه
قالها محمد لاخيه فأخذه وخرجوا فجلست فردوس  مع الاء وقالت :
-ليه يا بنتي تعملي في نفسك وفينا كدا .
نزلت دموعها وأردفت :
- لاني طهقت مش قادرة اعيش معاه محديش يعرفه زي استنجت بيكم محديش أهتم ورمتوني لي .
طرق باب الغرفة المتواجدة بها الاء  فدلف محمود ومعه مريم فأتجهت مريم لعندها وأحتضنتها بشدة قائلة :
- حمدالله علي سلامتك يا حبيبتي لسه مصطفي قايلي والله.
أمسكت الاء يد مريم وقالت :
- وحشتيني أوي يا مريم
نظرت له الاء بإستغراب فزدادت دقات قلبها عندما رأته واقف أمامها فقد تغير كثيراً بتلك السنوات القليلة وجدته يبتسم لها أبتسامة صافية فقال :
-حمدالله عالسلامتك يا الاء .
فقالت له :
- محمود.
أقترب منها ليقف بجانبها مباشرة فقال وهو مازال يبتسم لها:
- كدا تقلقينا عليكي انتي كنتي فين .
صمتت الاء ولم تجيب
فقط قالت بداخلها :
- بالتأكيد عُدت ومعك زوجتك
أبتلعت ريقها قبل أن تقول بتلعثم :
-  ازي مراتك ؟
تضايق قليلاً من ثم أردف  :
-  انا ونفين أنفصلنا .
نظرت له وأشاحت وجهها بعيداً عنه وكأنها لا تود أن يري عينيها  فقالت :
- ربنا يعوضك خير .
أبتسم وأكمل  :
- انا واثق من دا .
أزاحت وجهها وسئلت فردوس  :
- هو مصطفي وابيه محمد اتاخروا ليه ؟
اتصل هيثم بمحمود وقال له :
- محمود انت فين
أخبره محمود أنه لن يأتي للمشفي فإن الاء قد ولدت وسيظل بجانبها فعندها قال هيثم له :
-هي كويسة ؟
بعد قليل أغلق هيثم المكالمه ونظر علي باب فيلا ماهر قبل أن ينطلق بسيارته ليذهب لبيته ذهبت الاء لبيت فردوس وظلت مريم بجانبها أما عن ماهر فلم يعطيها الطفل فقد أسماه حمزة ، فأرسل أليها ورقة طلاقها فعندما استلمتها شعرت بالفرحة وكأنها أمتلكت الكون ولكنها تريد أيضا أبنها فهو جزء منها ولا تستطيع العيش بدونه.
فتحت زينب عينيها في الصباح لم تجد الاء ولكنها كانت تصر علي الذهاب اليه
وقفت أمامه وألتقطت أنفاسها قائلة :
- طلقتني وخدت مني كل اللي انت عاوزه عاوز مني ايه تاني .
ابتسم ماهر وقال بخبث :
- عاوزك انتي .
حاولت أن تتجاهل ما سمعته فقالت بنبرة صارمة  :
- عاوزة ابني يا ماهر.
نظر لها وقال ببرود :
-نايم .
أمتلئ عيونها بالدموع عندما سمعت صغيرها يصرخ  :
- بالله عليك عاوزة اشوفه .
أزاح وجهه عنها قائلاً  :
- سوري مش هينفع .
دمعت الاء وقالت بصراخ :
- الواد بيعيط سيبني أشيله أرضعه 
عندها دفعها بقوة فوقعت بالارض قائلاً :
-امشي غوري بقي  برة
تقدمت ناحيته مرة أخري وأمسكت قدمه وقالت بأستعطاف  :
- ماهر ابوس ايديك ابني عاوزة اشوفه علشان خاطري لو في يوم عزتني فيه سيبني اشوفه
عندها دفعها عنه ونَادي بغضب :
- عصاام .
اتي رجل من رجال الحراس فقال :
-  نعم يا ماهر بيه
أشار أليها وقال :
- أرموها برة.
أمسكوها رجال الحراسه واخرجوها بوسط صراخ وبكاء علي ولدها وهي تسمعه يصرخ من الجوع ألقوها بخارج الفيلا فجلست علي رصيفها تبكي وتصرخ تنادي طفلها كالمجنونه
مر ساعات وهي بذات الوضع تبكي وتصرخ دون توقف
حتي قال رجل من الرجال الحراسه لزميله :
-حرام عليه دي شكلها تعبان اوي يخليها تشوف ابنها دي بقالها ساعتين علي الحال دا
وضعت راسها علي الحائط واخذت تبكي وتنحب أتي لعندها مصطفى ومعه هيثم نزل هيثم سريعاً بوسط لهفة عليها وقلق مصطفى عليها فتقدم ناحيتها سريعاً حاول هيثم ان لا يظهر لهفته فأمسك مصطفي يديها وجدها بارده كالثلج فتحت عيونها المتورمه من كثرة البكاء وقالت له  :
-  أبني عاوزة ابني يا مصطفى
حملها مصطفي علي ذراعيه وأركبها السيارة وركب بجانبه هيثم 
ظل هيثم يتابعها عبر مرآه السيارة وهي تبكي وتسند رأسها علي المسند ، لم تكن لتعلم أن كل ذلك سيحدث لها فهي تحملت أربعة سنوات في العيش معه لم تكن لتهون عليها تلك السنوات غير عندما علمت أنها ستنجب فرحة أنه سيكون ولد فقد يسندها وقت الحاجة ويقف بصفها حتي تاخذ حقها من ماهر ،
مر ايام  ورفع مصطفي علي ماهر قضية بضم الطفل الرضيع ومؤخر  أما محمود فهو مازال عاشق ينتظر كل يوم علي ان تكلمه الاء ولكنها لا تفعل اما هيثم فمازال في شجار مع مي تطلب منه أن يهتم بها ولو بقليل ولكن قلبه يأبي ذلك الحب فليس لها مكان بقلبه الذي ملئته فتاة أخري
مر أربعة شهور  ومازالت الاء لم تيأس برؤية طفلها ولكن ماهر كان اكثر اصرار علي أنه لن يجعلها تراه حتي يراها ذليلة أمامه وكانت القضية ضم الطفل لم تحصل عليها الاء بل أخذ القاضي يؤجل القضية فهي لم تري صغيرها ولو مرة واحدة لا تعرف ملامحه بعد فهي تعلم نفوذ ماهر وانه قادر علي ضم الطفل به أمام الجميع والقانون حتي لو أستحقت هي ذلك فتقدمت للعمل بأحدي المجلات حتي تفرغ ما بداخلها
جلس أمامها محمود فهي لم تنتبه أنه أمامها لا يفصله عنها غير منضدة صغيرة فنادي عليها  :
-  الاء
أنتبهت له وقالت :
-ايوة يا محمود في حاجة.
قال بتضايق  :
- هكلمك ازاي وانتي مش مركزة معايا اصلا .
أردفت وهي تستحثه علي الكلام  :
- اتفضل يا محمود انا مركزة معاك .
أبتسم لها أبتسامة صغيرة قائلاً  :
- انا بحبك يا الاء وعاوز اتجوزك
عندها حدقت به وأمتلئ عيونها بالدموع :
- ايه
كرر كلمته :
- بقولك عاوزك ليا ونتجوز
وقفت وقالت له معتذرة :
- انا هدخل اوضتي انام تصبح علي خير
أمسك يديها وقال :
-  الاء
أزاحت يديه عنيها فقالت بغضب  :
- محمود لو سمحت انا تعبانه ومخنوقة اني مشوفتيش ابني اللي اتبهدلت فيه فياريت تشيل الموضوع دا من دماغك .
أستئنف بتضايق  :
-  ازاي اشيله يا الاء .
نظرت له وعينيها مليئة بالدموع وقالت  :
-  زي ما شلتني من دماغك ساعة ماكنت محتاجة ليك وسافرت واتجوزت وقهرتني .
حاول أن يبرر لها سبب تزوجه بأخري  :
- انتي فاهمه غلط انا محبتهاش انا لسه بحبك
نزلت دموعها فمسحتها سريعاً قبل أت تتركه قائلة :
- أسفة مش هقدر أعمل كدا  تصبح علي خير يا دكتور محمود
تركته ودلفت غرفتها واخذت تبكي بشدة فلماذا يحترق قلبها هكذا فكلما رأته أزداد قلبها ألماً ، فتح هيثم باب الشقة فوجد والده ووالدته واخته 
أستقبلهم هيثم بإبتسامة كبيرة  :
-  ايه المفاجأه الحلوة دي اتفضلوا .
دلفوا شقته فقبل يد والدته واحتضنها وفعل نفس الشئ مع صبري أما فاطمة فمازحها قائلة :
- مش عاوزين انهارده برة
فنكزته فاطمة هيثم بيديه وضحكوا فأحتضنها  بعدما جلسوا جلست بجانبه فاطمه وهمست له:
- تعالي عاوزاك .
نظر لها وقال :
-  استني يا هبابه تحبوا تشربوا ايه نشرب ايه بس انا هنزل اشتريلكم عشا
عندها وقف هيثم فأوقفه أباه قائلاً :
- متتعبش نفسك يا دكتور احنا شوية وهننام
فحاول هيثم أن يخبره أنه يحتاج لشراء بعض اشياء له  :
-يابابا انا كنت نازل كدا كدا
وقفت فاطمة وأمسكت ساعد هيثم قائلة :
- انا هاجي معاك
نظر لها صبري بغضب وأردف  :
-  اقعدي انتي .
نظر لها هيثم وقال لابيه  :
-  ايه يابابا سيبها تيجي معايا .
رد صبري عليه قائلاً  :
- متتاخرش .
نزلوا فراقبهم صبري من النافذة  الشرفة وهم يركبون سياره هيثم فأنطلق بها فعندها أردف
هيثم متسائلاً:
- فيه ايه يا فاطمه وايه اللي جابكم مرة واحدة من غير ما تقولولي غريبة يعني .
فركت بيديها بتوتر وقالت  :
- ابوك جاي علشان يحدد جوازك من مي
أوقف السيارة فقال لها بغضب  :
- ايه
أرجعت ظهرها للوراء وقالت  :
-  انا قولت اقولك علشان تاخد بالك أنهم هيجوزوك يا نجم
أردف بتضايق  :
- انا مش عاوز اتجوز اصلاً
سئلته فاطمة قائلة :
- أنت بتحب مي ؟
أجابها  :
-مي بنت كويسة جدا بس انا
أكملت  :
- بتحب الاء
اتسعت حدقة عينيه وقال ناكراً  :
-  ايه اللي انتي بتقولي دا لا طبعاً مستحيل
أبتسمت وقالت وهي تغمز له بلؤم :
-  علي طمطم  حبيبتك
أجابها  :
- يابنتي انتي اتجننتي لا طبعا ً
عندها ضربته بذراعه قائلة  :
- طيب يا هيثم اتجوز مي بقي انت حر أنا حبيت اساعدك
زفر هيثم بغضب من ثم صمت لا يعرف لما كل هذا التناقض بقلبه يحب فتاة يعلم انها ليست له بل لشخص اخر وقلبها مع ذلك الشخص وليس هذا فقط بل أن ذلك الشخص صديق عمره منذ أن كان بالمرحله الابتدائية قبل ان تتوفي والدته وأنتقل لعند خالته
أحضر عشاء وصعد لشقته مع فاطمه التي لاحظت انه مضطرب منذ أن اخبرته فوقف لهم صبري :
- اتاخرتوا ليه
-  اسف يا بابا الطريق كان واقف
قالها هيثم فصمت صبري ولم يتحدث فدلف هيثم مطبخه ووضع الاطباق الطعام فساعدته فاطمه بذلك فوجدته يملئ عينيه الحزن لم يمازحها كعادته ويلقي عليها الأكواب البلاستيك ويقول لها ان تحضر هي الطعام فكيف لا تستطيع أن تفعلها وهي عروس أطول منه قامة .
جلسوا يأكلون ولم يتحدث هيثم بشئ معهم بل ظل يحرك الطعام بمعلقته دون أن يتناوله  فقال له صبري :
- هيثم عاوز اتكلم معاك في موضوع
ابتلع هيثم ريقه وقال وهو يعلم بما سيخبره فيها أبيه ولكنه اصتنع عدم معرفته  :
-  اؤمرني يا بابا
أبتعد صبري عن الطاولة قبل أن يخبر اخيه :
   -تعالي نقعد في البلكونه عقبال ما فاطمه تعملنا شاي .
حملت فاطمة الاطباق للمطبخ فدلفت سامية أحدي الغرف لتنام به فدلفوا الشرفة فجلس هيثم بجانب والده وسئله :
-خير يا بابا
أردف صبري :
- مش ناوي تفرحنا بقي يا هيثم
قال بإستنكار :
- افرحكم ازاي
تابع قائلاً  :
-تتجوز انت خلاص مبقاش ناقصك حاجة شقة وماشاء الله واسعه ويجري فيها الخيل ومتوضبة وحالتك المادية نوعاً ما كويسة ومهنياً بقيت دكتور شاطر والناس بتجيلك من اخر الدنيا .
تنهد هيثم قبل أن يردف  :
- بس أنا مش مستعد نفسياً لي دا يا بابا
رد عليه صبري  :
- معليش انت مش هتتجوز بكره انا هتكلم مع عمك سعيد اننا بعد شهر كتب الكتاب والفرح
هيثم : وانا ايه مليش لزمه ما تخليها كتب كتاب ودخلة وخلفة مع بعض علشان نخلص 
صبري قال له :
- انت بتستهبل يا هيثم انت عارف انت عندك كام سنه
زفر هيثم بشدة فوجد أبيه يكلمه بغضب :
- يابني متتعبنيش معاك نفسي اشيل عيالك بقي
قال هيثم له بتضايق :
- كل حاجة بالخناق الا الجواز وانا كجواز مش عاوز دلوقتي لسه هخلص الماجستير هبقي اتجوز
قال له صبري بإستنكار من كلامه  :
- وهتفضل معلقها جمبك لحد لما تخلص يا روح امك .
أجابه بنفاذ صبر  :
-والله عجبها عجبها مش عجبها كل واحد يروح لحاله.
- أنت هتستهبل عاوز تقاطعني أخويا علشان عيل تافه زيك مش متحمل المسؤلية
قال له بغضب :
- أنا مش تافه ودا اللي عندي ولو علي الجوازة مش عاوزها بعد اذنك 
وقف وتقدم ناحية باب الشرفة فأوقفه صوت أبيه  :
- انت فاكر لما تسيب مي هوافق علي اللي في دماغك انسي.
ألتفت له هيثم ونظر له فوجده يكمل  :
- انت فاكر اني مختوم علي قفايا انا فاهم كل حاجة وعارف انك بتحب الاء
أتسع حدقة عينيه وقال  :
- بابا
قال له بنبرة صارمة  :
- شيلها من عقلك وقلبك لاني مستحيل اجوزهالك
أبتلع هيثم ريقه وقال وهو يحاول أن لا تلتقي عينيه بعين ابيه  :
- الاء دي مجرد حالة عندي وبنت خالة صحبي الانتيم .
قاله له صبري  :
-هيثم انت بتحبها نظراتك ليها بتفضح قلبك
تنهد هيثم بضيق وقال  :
- اطمن يا بابا الاء مش ليا دي لحد تاني
وقف صبري وأمسك كتف هيثم وقال :
- هيثم حبيبي عاوز افهمك إن مش شرط ناخد اللي بنحبه الدنيا مش بتقف علي حد بلعكس الدنيا بتمشي وهتمشي بيها او بغيرها وغصب عنك هتتجوز نصيبك اللي ربنا كاتبهولك
أمتلئ عيون هيثم بالدموع وقال :
- بعد اذنك يا بابا انا تعبان وعاوز انام
ترك والده وهرول الي غرفته اغلق الباب خلفه وجلس علي الأرض  خلفه يبكي بشدة حاول كثيراً ان يبقي اقوي ولكن حبها كسره نزع نظارته الطبية ووضعها علي المنضدة
فطرقت فاطمه بابه فحاول أن يمسح دموعه وفتح باب الغرفة قالت له :
- هيثم
أبتعد عنها وجلس علي فراشه وقال محاولاً أن يبدو طبيعياً :
- خير يا طمطم فيه حاجة
حاولت أن تواسيه :
- حبيبي انا حاسة بيك انت موجوع ومش عاوز تبين دا .
أقتربت منه وجدته يدمع فجلست بجانبه وأمسكت يديه وجدته يبكي بصوت عالٍ وكأنه لم يستطيع أن يتحمل المزيد  فضمته اليه كأم تحتضن طفلها فأخذ يبكي بشدة حتي هدئ ونام علي كتفها فأعدلته ورفعت رجليه وادفئته جيداً ظلت تنظر له قليلاً وهي تحدث نفسها :
- هل للحب أن يضعف الانسان هكذا ماذا فعلت الاء لك  لكي تعشقها هكذا.
تركته واغلقت نور الغرفة ونامت بغرفة الاخري ، في اليوم التالي أستيقظ هيثم باكراً حضر الفطور لعائلته وغادر لعمله ظل طوال الطريق يفكر بها وب مها أيضا وبكلام أبيه:
- شيلها من عقلك لاني مستحيل اجوزهالك
ظلت تترد الكلمات بعقله :
- مستحيل اجوزهالك 
كاد أن يصطدم بشخص ما ولكنه ضغط بقوة علي مكابح فتوقفت السيارة عند اخر لحظه ظل الرجل العجوز يسبه فوضع يديه علي قلبه الذي شعر بنخذة به قرر ان يتجاهلها ويكمل طريقه
وقفت علي باب الفيلا تترجي الأمن أن يجعلوها تدلف لكي تري صغيرها ولكنهم رفضوا ذلك حتي خرجت سيارة ماهر فوقفت أمامها لكي تجبره علي الوقوف
ففتح ماهر زجاج السيارة المجاورة له لكي يراها فعندها ترجته أن تري صغيرها
قال :
-  والمقابل ايه .
كادت أن تبكي وهي تقول  :
-ربنا يخليك سيبني اشوفه .
قال للحرس  :
- خلوها تشوف البيبي بس متشلهوش من بعيد سامعين
أبتسمت بفرحة أنها سوف تري أبنها فدلفت
دلفت لعند ابنها أمسكت يديه الصغيرة نظرت لملامحه فهو يشبهها كثيراً أبتسمت له بفرحه وكأنها قد امتلكت فرحه العالم فوجته يضحك لها فكادت ان تحمله فوجدت والدة ماهر تحمله وتحضنه كأم تحمي ابنها من وحش مفترس
نزلت دموع الاء وسعاد تقول  :
- اديكي شوفتيه أمشي اطلعي برة بدل ما اجيب الامن يرموكي في الشارع
خرجت الاء ودموعها تسبقها اخذت تهرول حتي خرجت من الفيلا فوجئت بوجود محمود أمامها
نظرت له وهي تمسح دموعها  :
-  انت ايه اللي جابك
تلجلج بكلمات  :
- طلبوني اني اجي اكشف علي طفل في الفيلا دي
أمتلئ عينيها بالدموع وقالت وهي تضع يديها علي صدرها  :
- ابني
نظر لها محمود وأدعي عدم معرفته بأن صاحب تلك الفيلا هو ماهر العراقي  فبكت وأستحثته أن يدلف لعند طفلها سريعاً لكي يطمئنها علي صحته فجعلها تجلس بسيارته تنتظره فنظر لها ماهر من الشرفة وجدها تدلف سيارة محمود ودلف الاخر الفيلا 
ا وغاب عنها حوالي نصف ساعه وكأنه الدهر بالنسبة لها فقد قلق قلبها علي صغيرها واخذت تناجي ربها أن يكون سليماً من ايه امراض فخرج محمود لها وركب السيارته فقالت له بقلق : :
- فيه ايه يا محمود طمني ؟
أجابها :
-  متقلقيش عليه هو كويس
نظرت له بإستغراب وقالت  :
- اومال جايبنك ليه
اجابها :
- ها أكيد خافوا ليكون عنده نفس مرضك
مسحت دموعها وقالت :
-  الحمدلله انه كويس طمنتني عليه 
وصل هيثم لعمله واخذ يبدأ يومه الروتيني تمني أن لا يعود لبيته في تلك الليله خوفاً من أن يأخذه ابيه لمقابلة سعيد لم ينتبه الي عمله فأخبره رئيس القسم بأن يذهب للبيت ويأخذ قسطاً من الراحة لعله يصبح بخير فترك المشفي ولكنه تجول بالشوارع وذهب للبيت متأخراً لم يجيب علي مكالمات مي في ذلك اليوم فشعرت بالقلق عليه .
نظر لعائلته والقي السلام عليهم
فقالت والدته  :
- ايه يا حبيبي اتاخرت ليه
أجابها هيثم  :
- كان فيه حالات وكان لازم اشوفها
فاتحه صبري بما أخبره به بالأمس  :
- فكرت في اللي قولتهولك امبارح يا هيثم
اردف بتضايق  :
-اسف يابابا انا تعبان ومش هقدر اتكلم انهارده في حاجة ممكن ناجل الكلام 
نظرله بقوة قائلاً :
-برحتك يا هيثم بس انا عاوز  اجابه محددة لا اه او لا
نظر لهم هيثم وقال مستئاذنٍ:
-بعد اذنكم
أسطاع ان يهرب من كلام أبيه مرة أخري بالدخول لغرفته ولكن الي متي ذلك
دلف غرفته والقي جسده علي الفراش
قال مصطفي بغضب متوعداً لماهر  :
-انا هجيبلك ابنك من حباب عنيه لو حتي هيموتني
أمسكت الاء يديه واخذت تبكي تترجاه  :
-ابوس ايديك يا مصطفي بلاش تروحله .
دفعها مصطفي وأخذ مسدسٍ من خزانه ملابسه 
صرخت الاء بقوة فدلفت والدتها عنده وأخذت تلطم علي وجهها  :
- مصطفي بالله عليك لا بلاش مشاكل انت متعرفوش ابوس ايديك ورجلك لا
دفعها مصطفي لتفسح الطريق فهو ينوي له أن يعطيه الطفل أو ليقتله  فأمسكت رأسها وقد بدأت تشعر بالدوار  فوقعت بالأرض بينما والدته تمسك به تمنه من الخروج  وهي تقول  :
- الحقني يا مصطفي
هرول ناحيتها وقال بلهفة  :
-  الاء
فتحت عيونها وجدت محمود يمسك معصمها وقيس نبضها نائمة بغرفة ما بالمشفي  وبجانبها مصطفي أحتضنته   
قالت بدموع :
- متروحلهوش يا مصطفي ابوس ايديك بلاش تعمل مشاكل هيموتك انت متعرفهوش زي
رتب عليها بحنان  
خرج محمود ففكرت الاء أن تعود مرة أخري لماهر حتي تظل بجانب صغيرها ولكن مصطفي رفض ذلك وقال لها أنه سوف يبذل قصاري جهده حتي يحصل علي الطفل
خرجت الاء من المشفي بعدما أخبرها هيثم انها أصبحت بخير ويممنها أن تعود للبيت ولكنها لا تضغط عليأعصابها وترمي همومها علي الله فتنهدت بعدما أستراحت لكلمات هيثم ،  فلحقها محمود :
- الاء استني لحظه
قالت له بإستغراب  :
- خير يا محمود
وجه محمود كلامه الي مصطفي :
- بعد اذنك يا مصطفي ممكن اتكلم مع الاء شوية
نظر له مصطفي وأردف  :
-  ماشي انا هستناكي في العربية
قال لا محمود بتضايق :
- انتي عاوزة ترجعي لماهر
فاجابته  :
- اه هرجعله مش علشانه انا مبحبهوش بس بحب ابني وقلبي متعلق به
تابع  :
- واللي يجبلك ابنك لحد عندك بردو ترجعيله
نظرت له الاء وقالت بعدم فهم  :
- تقصد ايه
قال لها  :
- الاء انا بحبك
أمتلي عيونها بالدموع وقالت :
-أحنا مش نهينا الموضوع دا أنا كبرت في السن وحياتي أدمرت 
أجابها :
- لسه العمر قدامنا
ضحكت بسخرية فنزلت دموعها فمسحتها  :
- عمر عمر ايه يا دكتور اللي بتتكلم عنه انا خلاص مبقتش عاوزة ادخل في علاقة تنتهي بالفشل لان قلبي مش هيستحمل جرح
قاطعها قائلاً  :
-  اوعدك اني هسعدك بس انتي وافقي
تركته وكادت ان ترحل فأمسك بيديها
فقالت له :
-  سيب ايدي
- والله بحبك حسي بيا بقي .
قالها محمود وهو مازال يمسك يديها
نظر لهم هيثم من بعيد وأمتلئ مقلتيه بالدموع خذلته واحده ولم تستطع ان تحمي دمعها فاطلقت سراحه وهربت الاخري اعطه لهم ظهره
فتركته وهرولت ناحيه مصطفي فوقف محمود امام سيارة مصطفي
قال له محمود بجرأة لم تراها من سنوات  :
- بقولك ايه يا بن خالتي انا طالب ايد اختك منك 
نظرت له الاء بخنق وامتلئ عيونها بالدموع
أبتسم مصطفي بفرحة  :
- بتتكلم بجد
قال بنبرة جادة  :
- عمري ماخدت قرار جد في حياتي قد دا
أخبره مصطفي أنه يجب ان يخبر اخيه الاخبر في ذلك الموضوع فأخبره محمود انه سيفعل
نزلت من السيارة وهرولت بعيداً عنهم  لم تعرف لما فعلت ذلك ولكنها شعرت بضيق بصدرها  هرول محمود خلفها ومصطفي بسيارته
حاولت الهرب من الجميع ولكن خذلها حظها هذه المرة وامسكها محمود وصاح بها بغضب :
-انتي مجنونه بتجري ليه
دفعته فنزل مصطفي وأمسكها من معصمها بقوة المتها :
- انتي ايه اللي عملتيه دا عاوزة تهربي منا تاني
صرخت بهم وهي تدفع يدي مصطفي التي مازالت تقبض علي يديها بقوة :
- مالكمش دعوة بيا سيبوني في حالي
ولكنه في هذه المرة لم يستطيع السيطرة علي نفسه وصفعها بقوة وأجبرها علي السير ناحية السيارة 
أردف محمود :
- براحه عليها يا مصطفي مش كدا
اخذت تبكي بشدة دون ان تتفوه بكلمه ركبت السيارة بالخلف وركب محمود بجانب مصطفي
نظر لها محمود وقلق عليها فقد بدي وجهها شاحباً كاد ان يمسك يديها ولكنها ازاحتها
اوصل محمود للمشفي وقال له مصطفي  :
-متنساش تفاتح محمد في الموضوع
فأجابه بالموافقة من ثم نظر للاء وجدها قد نعست علي زجاج السيارة قلق عليهافأنطلقت بها مصطفي
نزل مصطفي امام باب البيت حاول ان يوقظها ففتحت عينيها ونظرت له فقال بنبرة جامدة:
-  انزلي
عاندته بعدم النزول
وأشاحت وجهها الناحية الاخري فوجدته يتقدم اليها ويحملها علي ذراعيه رغماً عنها  فدلف بها بالشقة
وضعها علي سريرها وادفئها فقال لها :
- نامي بقي
الاء : ملكش دعوة بيا
تركها مصطفي وخرج من غرفتها
- قولتلها اني بحبها وعاوزها ليا
نظر له هيثم بإهتمام وقال :
- وقالتلك ايه ؟
أمسك محمود كوب القهوة وأحتسي القليل قبل أن يجيبه  :
-فرحت جداً وروحت قولت لمصطفي وهفاتح محمد في الموضوع
تضايق هيثم ولكنه حاول الابتسامة وقال :
-ربنا يكملكم علي خير
ابتسم محمود  وقال له :
-  يارب
جلس محمد معها بغرفتها فسئلها  :
- انتي رايك ايه يا الاء
دمعت الاء وقالت :
- هو انتم بتاخدوا راي في حاجة
قال لها مصطفي بغضب :
-  بت انتي ردي عدل علي أخوكي.
أمسكه محمد من ذراعه  لكي يهدئه
فوجدها تكمل   :
-  هو انا لدرجادي تقيلة عليكم عاوزين تجوزوني وترموني تاني أرحموني بقي .
أستئنف مصطفي قائلاً  :
-  نرحمك من ايه احنا بنعذبك مش دا حبيب القلب اللي كنتي هتموتي وتتجوزيه
قال له محمد  :
- خلاص يا مصطفي
دمعت وأكملت  :
- انا هسيبلكم البيت وهمشي
وقفت وكادت ان ترحل فامسكها مصطفي من ذراعها بشدة ألمتها  :
-  جرا ايه يا بت أنتي محديش مالي عينك ما تلمي نفسك رايحه فين .
صاحت لكي تركها  :
-سيبني بقي
قال محمد   :
-  سيبها يا مصطفي
بعد محمد يدي مصطفي من علي ذراع الاء
قالت الاء ببكاء ونحيب  :
- سيبني ملكش دعوة بيا محديش لي دعوة بيا محديش يدخل في حياتي انا مبدخلش في حياتكم
عندها أشتد غضب محمد فهو اعتقد انها تتحدث عن زوجته فقالت له :
- أبيه محمد انا مش عاوزة اتجوز انا عاوزة ابني ومش عاوزة حاجة تاني من الدنيا أنا هاخد أبني وهسافر في مكان بعيد محديش هيعرف عني حاجة
أردف مصطفي بسخرية  :
- مادي اللي ناقص
صرخت الاء به :
-  مكلش دعوة بيا سيبني في حالي
حاولت أمها أن تتدخل فأوقفها محمد وأخبرها أن لا تتدخل بينهم
فأمسكها مصطفي من يديها بقوة المتها وقال :
-بت انتي اتلمي لحسن أقسم بالله اكسرلك عضمك
أخذت تبكي بشدة فتركها فجلست علي السرير تبكي فتركها محمد أيضاً وخرج خلف اخيه
قال له مصطفي  :
- انت هتسمع كلامها
أمسك محمد كوب الشاي وقال  :
- مقدرش اغصبها علي جوازه هي مش عاوزاها
عندها وقف مصطفي وقال بغضب  :
- تغصبها علي مين  دي كانت بتحبه اوي دي تعبت لما عرفت انه خطب وسافر
أكمل محمد قائلاً  :
- نصبر عليها لحد لما تاخد ابنها
فتنهد مصطفي ونظر له ولوالدته 
هيثم وقد امتلئ عينيه بالدموع :
-  بابا انا عاوز اتجوز مي
أبتسم صبري بفرحه وقال :
- بجد
قامت سامية  بإطلاق الزغاريد
احتضنه سامية وابيه فتركهم ودلف غرفته
تضايقت والدته وقالت لصبري  :
- شكله مش مبسوط .
نظر لها صبري وأردف  :
- بكره يفرح بعروسته وهيعرف اننا كنا عاوزينله الخير
تذكر هيثم ان محمود قال له :
- قولتلها اني بحبها وعاوزها ليا وهي فرحت اوي
مسك كوب الزجاجي  وكسره بالارض فتحطم لشظايا زجاج جلس بالارض واخذ يلملم بقايا الزجاج فأنجرح كفه الأيمن فهرول لداخل حمام غرفته وضع يديه اسفل الصنبور وقال :
-بكره انسي حبها لما اتجوز واعيش حياتي زي ما هي هتعيش حياتها
دلفت فاطمه لعند هيثم الغرفة وجدته يضمد جرحه فهرولت لعنده بلهفة  :
- مالك يا هيثم
أبتسم لها وقال :
- انا بخير يا حبيبتي روحي نامي .
سئلته  :
- ايه اللي عورك
شعر بالحرج وقال :
-ايدي اتجرحت وانا بلم الكوباية
فسئلته مرة اخرى :
-  ايه اللي كسرها
أجابها  :
- اتزحلقت من ايدي يا فاطمة
قالت بخبث  :
-علي فاطومه
فعندها أخبرها انه بخير وأنه يريد ان تتركه لينام قليلاً حتي يستطيع ان يستيقظ لصلاة الفجر فتركته وخرجت فألقي بجسده علي الفراش ،حاول محمود ان يكلم الاء ولكنها أغلقت الهاتف وأكملت نومها حتي لا يزعجها
فتح هيثم الشرفة والقي نظرة علي شرفتها وجدها مغلقة تنهد بضيق ودلف غرفته
فتحت عيونها علي صوت والدتها وهي تستحثها بالاستيقاظ
- فيه ايه يا ماما
فأخبرتها والدتها  :
-اصحي محمود هنا وعاوز يشوفك
قالت بحنق  :
-  قوليله نايمة تعبانه
طرق باب الغرفة فسمحت له والدتها بدلف الغرفه فقال بلؤم :
-  لو تعبانه نعالجك
اعتدلت بجلستها وقالت له  :
-  امشي اطلع برة
قالت والدتها وهي متضايقة من رد فعل الاء العنيف مع محمود  :
- الاء مش كدا بعد اذنك يا حودة هروح اعملك فنجان قهوة
خرجت فقال لها :
- انا تقفلي السكه في وشي امبارح ومش عاوزة تردي
أردفت بغيظ  :
-علشان بتستهبل بتتصل بيا ليه في وقت متاخر زي دا
أجابها ساخراً من كلامها  :
-علي اساس زمان كنا بنتكلم بدري.
- لو سمحت يا محمود لم لسانك انا نسيت الايام دي فلو سمحت متفتحنيش فيها تاني .
جلس محمود بجانبها وقال :
-الاء انا بحبك وعارف انك بتحبيني .
زفرت وأكملت  :
-كنت والحمدلله ربنا تاب عليا .
مال برأسه قليلاً وقال  :
-  انا لسه بحبك
تابعت  بغضب :
-  بطل كدب بقي بطل كدب
مسك يديها وقال :
- ارجوك اسمعيني
ازاحت يديها سريعاً وهبت واقفه تقول :
-ابعد عني اياك تمسك ايدي مرة تان وامشي بقي يا إخي مش عاوزة أشوفك
قال بنبرة ثقة  :
- انا همشي يا الاء دلوقتي بس عاوز اعرفك انك ليا لو عملتي ايه انتي بتاعتي انا وبس
تركها وخرج من الغرفة فتنهدت بشدة لم يمر سوي يومين حتي سافر ماهر لاوروبا وأخذ معه طفلها فبم تستطيع أن ترفع عليه قضية فأخذت تلطم وجهها فهي لن تري طفبها مرة أخري وعندها علمت أنه فعل ذلك حتي لا تحصل علي طفلها 
في المساء ذهب هيثم مع عائلته لفيلا سعيد عرابي لكي يحددون موعد كتب الكتاب فسألته عن جرح يديه بقلق عليه  فقال لها أنه بسيط ولا داعي للقلق ،فحدد صبري كتب الكتاب بعد ثلاث شهور ففرحت مي وابتسمت له فحاول ان يبادلها تلك الابتسامة ولكن قلبه ابي ، في ذلك اليوم رحل والده وأمه وأخته من الشقة فأوصلهما للمحطة وعاد لبيته مرة اخري
ولكنه اصطدم عندما وجدها تجلس امام شقته علي الارض البارده
أعتدلت بوقفتها وقالت بحزن :
-انا اسفة يا دكتور اني جتلك في وقت متاخر كداومن غير ميعاد  بس انا مخنوقة اوي وقولت محديش هيقدر يساعدني غيرك
هيثم أبتسم لها بفرحه انها فكرة به ان تلجأ له وقال :
- اؤمريني بس احنا شكلنا مش لطيف واحنا واقفين هنا تعالي نروح اي كافيه
اؤمات بالايجاب فنزلت من ثم لحقها ركبت سيارته وانطلق بها فبعدما وصلوا وطلب لها عصير وهو قهوة
ذهب النادل فنظر لها هيثم وقال :
-ها يا ستي كنتي عاوزة ايه
أردفت بدون تردد  :
- عاوزاك تساعدني
أجابها بعدم فهم  :
-  اساعدك في ايه
قالت  :
- عاوزة ارجع ابني تقدر تساعدني وترجعهولي من ماهر
فعندها أردف :
- الاء انا مش هعرف اضحك عليكي واقولك اقدر بس هو مستحيل اننا نقف قدام القانون ونرجعه
دمعت وقالت بتضايق:
- انت طلعت زيهم انا اسفة اني عطلتك وجبتك هنا
وقفت فقال لها  :
- استني بس
أكملت كلامها  :
- لو سمحت يا دكتور انا عرضت عليك مساعدة وانت رفضت وانا بشكرك علي صراحتك وبعتذرلك علي ضياع وقتك بعد اذنك
وقفت واتجهت ناحيه باب الكافيه وقف وهرول ورائها ولكنها كانت اسرع وركبت السيارة الاجرة
اخذت تبكي طول الليل وهو وقف ينظر لشرفتها وقلبه يعتصر الماً فما يستطيع أن يفعل لها شئ
في اليوم التالي نزلت من بيتها واتجهت ناحية عملها لتباشر عملها وعندما عادت الي البيت وجدت محمود ينتظرها غضب انها تأخرت بعملها ولكنها لم تعطيه الفرصة ليتكلم فدلفت غرفتها
ظل طوال اليوم يفكر بطريقة ما لكي يساعدها ولكن تفكيره تشتت عندما اتت اليه مي والابتسامة تدب روح وجهها :
- ازيك يا حبيبي
قال بنبرة صارمة  :
- مي ايه اللي جابك
نظرت له بتضايق قبل ان يردف ويقول :
- اقصد ايه المفاجأه الحلوة دي
- اصلي كنت عاوزة اشتري هدوم وقولت اخدك معايا نشتري مع بعض ينفع
قالتها فأخبرها انه لديه عمل فقال له أنها ستنتظره حتي يتنهي وكذلك فعل 
لم يكن يهتم بما تشتريه فكل شئ تختاره يقول لها انه جميل وكانه ليس لديه كلمات اخري يقولها لها نظر لها ولطريقة ارتدائها فهي دائماً ما تلبس ما يعجبها ولا يعجبه فهو يحب الملابس الاكثر احتشاماً كما ترتدي الاء طريقة ارتدائها للحجاب ما يظهر من شعرها الناعم اسفله يضايقه ويتذكر كم لا يظهر من الاء شئ ولو شعره واحده
أمسكت يديه وقالت  :
-حبيبي سرحت في ايه
أجابها  :
-سلامتك
ظلت صامتة فأراد ان يلفت انتباها لشئ ما 
فأبتسم هيثم لها وقال :
- مي هو انتي ينفع تلبسي أوسع من لبسك دا وشعرك متبينهوش
قالت بغضب :
-  هيثم ايه اللي بتقوله دا
هيثم : انا مبحبيش حد يبص لحاجة تخصني وانتي تهميني وهتبقي مراتي يبقي مينفعش تلبسي دا وتلبسي فساتين
قالت بتضايق :
- لو سمحت يا هيثم البس دا استايلي انا بحب لبسي دا وعجبني
هيثم بغضب  :
- خلاص يا مي يالا علشان اوصلك
حاولت ان تلطف الموقف  :
-انت زعلت انا مقصدش
فلم يجيبها بل أخذها وأوصلها دون ان يتكلم 
بعد حوالي يومين كان هيثم متضايق من رد فعل مي ولم يجيبها علي الهاتف ينظر من نافذته علي نافذة الاء يجدها تجلس بالشرفة تنظر للسماء تطلب من ربها ان يرد لها ابنها ويغلبها النعاس في الشرفة يظل طوال الليل متضايق خائف ان يصيبها البرد حتي تفتح انوار النهار وداعب الشمس وجهها الناعس ففتحت عيونها واعتدلت بوقفتها تفرد ظهرها وتقول :
- انا ايه اللي نيمني هنا .
نظرت علي شرفة هيثم وجدته يجلس بالارض الشرفة نائم يسند رأسه علي حائط نظرت له لدقائق معدودة وعندما وجدته يحرك وجهه ويستيقظ دلفت غرفتها فتح عينيه لم يجدها بالشرفتها
ظلت طوال العمل تتذكر كيف ظل طوال الليل ينظر لها ونعس بشرفته هو الاخر فتنهدت بضيق
هل تستطيع اخباره بما تخطط له وما يمكن ان يكون رد فعله
نزل وذهب للمشفي ليباشر عمله وعندما انتهي من الكشوفات واخذ يتنهد بتعب اتت الممرضة وقالت :
- فيه لسه حاله يا دكتور
تابع :
-  دخليها
دلفت الاء لعنده وقالت مبتسمة :
- ازيك يا دكتور
أبتسم هيثم لها وقال مرحبا ً  :
- بخير ازيك انتي يا الاء اتفضلي اقعدي
جلست فنظر لها وسئلها :
-مالك انتي تعبانه .
اردفت  :
-لا لا ابدا انا كنت جاية اتكلم معاك شوية
أبتسم قبل أن يردف  :
- اؤمريني
فركت يديها بتوتر وقالت  :
-انا كنت جاية اعتذرلك عن اللي قولتهولك المرة اللي فاتت انا كنت سخيفة اوي
تابع لكي لا يحرجها :
-لا انا اللي اسف لاني كنت اجرسف معاكي
ابتسمت وقالت  :
-حصل خير الحمدلله علي كل شئ
قال لها  :
- الاء انا فكرت في الموضوع
قاطعته الاء قائلة :
- لو سمحت ممكن تسمعني ولو دقيقة وهوعدك انك لو رفضت اني هفضل احترمك واحترم رايك دا بس اقسملك اني مفكرتيش في الموضوع دا غير لما ضاقت بيا الدنيا
انتبه لها هيثم وقال بفضول  :
- اللي هو ايه
أبتلعت ريقها وقالت :
-اننا نتجوز
أتسعت حدقة هيثم وقال متفاجئاً  :
-ايه ؟!
فنظرت له مرة أخري بوسط ذهول منه لما تطلب.....
يتبع
#الباشمدرسة_أيه

رواية كيف لي ألا أحبك Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang