الفصل الرابع عشر ج٢

523 7 7
                                    

الفصل الرابع عشر:
عم الهدوء أرجاء البيت الجميع نائم عدى هي لم تذوق للنوم طعمٍ وكأن هناك من يمنعها بشدة ليست الكوابيس هي من فعلت فإن كانت هلاوس العقل تجبرنا على رؤية اشياء مزعجة بنوم متقلب ولكن احب أن أخبرك يا عزيزي بأنها لديها كوابيس الواقع وليست بعالم الأحلام،راقبت زوجها وهو مازال ناعسٍ بدى عليه الإرهاق والتعب من ذلك اليوم تركته وخرجت من الغرفة جلست على كرسي الصالة مجاورة للنافذة وهي بحيرة من أمرها ماذا تفعل ماذنبه بعلاقتها بمحمود لن يدعهم وشأنهم فإن حمم الغضب مازالت ثائرة بداخله أمتلىء عيناها بالدموع وهي تتخيل ما سوف يفعله بها الشيطان يوسوس لها بطرق شتى يمزق قلبها ارباً نظرت للسماء وهي تقول :
- يارب انت اللي عالم انا جوايا ايه دلني وارشدني للاختيار الصح اختر لي ولا تخيرني .
تحسس الفراش بجواره فلم يجدها فستيقظ باحثاً عنها فحينما سمعته مسحت دموعها حتى لا يراها تبكي وهرولت نحو المطبخ فخرج من الغرفة وبحث عنها وجدها واقفه أمام الثلاجة فقال لها بصوت ناعس :
-ايه يا حبيبتي اللي مصحيكي دلوقتي ؟
اجابته قائلة :
- مفيش يابابا انا جوعت قولت اقوم اكل اي حاجة .
أقترب منها وامسك زجاجة المياة المجاورة لها فقال :
- طيب كلي بسرعة علشان ندخل ننام قبل ما الاستاذ يصحى ويعكنن علينا .
راقبته وهو يرتشف المياة حتى ارتوى فجلست على كرسي المطبخ واردفت :
- هو انت ممكن تاخد اجازة بكرة ؟
نظر لها قبل أن يجيبها قائلاً :
-مانتي عارفة ان اجازاتي خلصت ليه بتقولي كدا ؟
ابتلعت ريقها وقالت بصوت هادىء :
-اصلك بتوحشني اوي وكنت عاوزاك تقضي معانا يوم .
أبتسم لها بحب وهو يردف :
-انتي بتوحشيني اكتر بكتير .
وقفت مقابله وضعت يديها على صدره وهي تردف بميوعة:
- بليز يا حبيبي علشاني خد اجازة متروحش .
حاوطها من خصرها وهو يجيبها :
- حبيبتي لازم اروح سامحيني يا حبيبتي هعوضهالك في يوم تاني .
تغيرت ملامح وجهها وأزاحت يديه عنها وقالت بتهكم :
- انا رايحة انام تصبح على خير .
دلفت غرفته وتسطحت على الفراش وادعت النوم لم يكن لديها خيار أخر لتنهى تلك المحادثة بدون فائدة فهو لن يستمع إليها وسيفعل ما يأمره به عقله .
في الصباح استيقظت باكراً وادت فريضتها واعدت له الفطور حتى يتناول القليل قبل ذهابه للعمل لم يستيقظ بعد تمنت لو أن هاتفه لا يصدر رنين ليوقظه ويتأخر قليلاً عن العمل ولكن طفله صرخ بشدة ليجبره على الاستيقاظ لبداية يوم جديد ،أمسكت علبة المنوم الخاص بها وأخذت تحدث نفسها :
- حطي حبة خليه ينام وميروحش الشغل .
أبتلعت ريقها وهي تقول بصوت مسموع لتجيب نفسها :
- بس هو كدا هيزعل مني وهيتقمص .
قطع شرودها حينما وقف خلفها ليقول :
- بتكلمي نفسك ؟
قبضت يديها على العلبة وألتفتت إليه لتبتسم إبتسامة باهته قائلة :
- صباح الخير اقعد يا حبيبي هتلاقي ثواني الفطار جاهز .
تركها وجلس على منضدة السفرة بجواره طفلته ينتظران قدومها بالطعام فتركت ذلك الدواء على رخام المطبخ واخذت الأطباق دون أن تضع القليل .
- لو عاوزة اوديكي عند اخوكي انا معنديش مانع .
قالها وهو يأكل قطعة جبن بالخبز فحينها أردفت :
- متتعبش نفسك يا هيثم انا كويسة .
وقف بعدما تناول القليل فشكرها على الفطور الشهي وخرج من الشقة هرولت نحو الشرفة لتراقبه وهو يركب مركبته فتنهد حينما ابتعد بسيارته عنها فشعرت بيد صغيرتها وهي تقول لها :
-مامي انس بيعيط .
كانت الساعة حوالي العاشرة صباحاً حينما وقفت أمام بوابة المشفى دلفت وجلست أمام باب عيادته الخاصة كان هناك الكثير من المرضى ينتظرونه فحينما رأتها الممرضة المساعدة له قالت لها بلهفة :
-خير يا مدام الاء انتي كويسة ؟
أبتسمت لها الاء وأجابتها :
- انا بخير يا عبير .
أردفت الأخرى :
-ثواني وهقول للدكتور انك هنا .
كادت أن تدلف عيادته لتخبره بأن زوجته تنتظر بالخارج ولكنها أمسكت يديها وقالت :
- متقولهوش انا هستناه يخلص حالات اللي عنده .
أبتسمت لها عبير وقالت متابعة :
-نورتي يا مدام .
جلس على كرسيه وهو يمسك ظهره متألماً من كثرة الوقوف فقال لعبير :
- دخلي الحالة .
دلفت الاء الغرفة فأعتدل واقفٍ حينما رأها وقال بلهفة :
- الاء ايه اللي جابك انتي كويسة انس وروىء كويسين؟
أبتسمت له قائلة :
-جرا ايه يا دكتور انا جاية اشوفك مش اكتر كلنا بخير .
عاود الجلوس على كرسيه بعدما أمرها بالجلوس فقال متنهداً :
- وقعتي قلبي .
جلست مقابله وقالت :
- باقي ربع ساعة ونروح سوا .
جلست بجواره في السيارة فقال لها بتساؤل :
- انتي ايه اللي جابك يا الاء غريبة مجيتك دي ؟
اردفت بتضايق :
- ايه اللي غريب لما اجيلك الشغل واعملك مفاجاة ايه مكنتيش حلوة ؟
أجابها قائلاً بتوجس :
-ابدا يا قلبي انتي نورتيني بس انا كنت مستغرب مش اكتر .
صمتت حتى عادوا للبيت لم تكن هذه المرة الأخيرة التي زارتها له بالمشفى بل أصبحت تذهب له كل يوم تنتظر خروجه من العمل ويذهبان معاً للبيت حتى مر أسبوعاً كاملاً على ذلك الوضع فغضب عليها قائلاً :
-مشوفكيش تجيلي المستشفى تاني اتكني واقعدي بالعيال دي .
أبتلعت ريقها وقالت له معتذرة :
-اسفة .
جلس على كرسي السفرة ينتظرها لتضع له الطعام فدلفت المطبخ وأمسكت أطباق الفطور وهي لا تعلم كيف توقفه على الذهاب للعمل فإنها ليست معه على كل حالاً تنهدت وهي تمسك رخام المطبخ فحينها تذكرت ذلك العقار المنوم أحضرته ووضعت منه القليل على فنجان القهوة من ثم عادت بوضعه على رخام المطبخ وذهبت له وهي تحمل صنية الطعام أخذ يأكل وهي تنظر له ازداد قلبها بالخفقان حينما ارتشف من قهوته الساخنه فقال لها بتهكم :
- بتمنى انك تسمعي كلامي ولو لمرة .
اردفت بنبرة هادئة :
- اللي تشوفه يا هيثم انا مش هفتح بوقي .
انهى فنجان قهوته وكاد أن يرحل ولكنه شعر بالدوار فأمسك بمنضدة السفرة وقال :
-هو فيه ايه انهارده ؟
امسكته من ذراعه وقالت بلهفة مصطنعة:
- مالك يا حبيبي ؟
أغمض عيناه وهو يقول :
- دوخة جامدة .
أسندته حتى جلس على الفراش فأجابته قائلة بخبث :
- متروحش الشغل .
امسك يديها وهو يحاول الوقوف قائلاً :
-لا انا عندي شغل وعمليات مينفعش تتأجل.
لم يعلم ماذا حدث بعد ذلك فهو قد فقد وعيه أثر ذلك المنوم إبتسمت بفرحة وهي تريح جسده على الفراش فقد نجحت خطتها هذا اليوم ولكن ماذا تفعل معه حينما يستيقظ ؟
استيقظ حينما سمع أذان العصر ظنه الفجر لم يعلم ماذا حدث له فكل ما يتذكره بأنه شعر بالدوار في الصباح خرج من غرفته وجد زوجته تطعم طفلته فقال لها وهو يمسك رأسه :
- ايه اللي حصل يا الاء ؟
وقفت وقالت له :
- الحمدلله انك كويس .
جلس بجوارها وتابع قائلاً :
- معرفش فيه ايه ؟
رتبت على كتفه بحنان وهي تردف :
- اتغدى يا حبيبي عقبال مادخل اخد شاور .
تركته ودلفت المرحاض فحدق قليلاً بالطعام حتى قطعت شروده رؤى وهي تقول :
- بابي هو انت تعبان ؟
أجابها قائلاً :
- لا يا قلبي انا كويس الحمدلله .
اردفت الصغيرة بإستغراب :
- اومال ليه مامي حطيت في القهوة بتاعتك دوا الصبح .
نظر لها من ثم تابع متسائلاً :
- حطيت ايه ؟
وقف بالمطبخ بجانب صغيرته وهي تخرج علبة الدواء المنوم التي تخبئها الاء بإحدى ادراج حتى لا يتخلص منها هيثم فحينما أعطته له قالت :
-دا الدوا يا بابي .
خرجت من المرحاض وهي تداري جسدها بمنشفة كبيرة ويتساقط من شعرها قطرات المياة وقفت أمام المرآة تجففه فوجدته دلف الغرفة وأغلق خلفه الباب فقالت له متسائلة :
- ايه يا حبيبي ؟
أقترب منها وأمسكها بقوة من ذراعها ليقول بغضب :
- حطيتيلي ليه منوم في الأكل ؟
ابتلعت ريقها ونظرت له ولم تستطيع أن تجيبه ولكنه صاح بها قائلاً :
- ماتنطقي .
نظرت له وقد أمتلىء عيناها بالدموع وأردفت بصوت ضعيف يكاد يكون مسموع :
- علشان خايفة عليك .
أراح قبضته عن ذراعيها وهي تتابع دامعة :
- انا عايشة في رعب كل لما تنزل الزفت الشغل .
وضعت يديها على قلبها وهي تكمل قائلة :
- بحط ايدي على قلبي وبقول يارب سلم لحد لما ترجع مقدرتيش استحمل انا بشر مش ملاك .
صاح بها قائلاً :
- قولتلك ميت مرة اني مش عيل صغير علشان تخافي عليا من واحد زي محمود دا .
أخذت أنفاسها وهي تدمع قائلة :
- لا يا هيثم هفضل خايفة عليك طول ما هو عايش هيفضل حطاطنا في دماغه طول العمر .
تركته وتقدمت نحو خزانة الملابس اخرجت مايكفيها وعباءة سوداء تستر جسدها وهي تقول :
- قولتلك نمشي من هنا بس انت مصمم تفضل قاعد فيها بس انا خلاص مش هستحمل عيش لوحدك يا هيثم وانا عن نفسي هاخد العيال وهمشي هروح اقعد في بيت ابويا لما تشتاق للعيال ابقى تعالى بص عليهم .
أقترب منها وامسكها من ذراعها فأعتدلت بوقفتها لتصبح مقابله من ثم اردف بنبرة هادئة :
- الاء متخليش الشيطان يدخل ما بينا يا حبيبتي .
ابتلعت ريقها وهي تجيبه قائلة :
- الشيطان مش هيسبنا يا هيثم طول ما هو بيبص علينا مش هيسبنا .
أجلسها على الفراش وجلس بجوارها وهو يرتب على يديها قائلاً :
-طيب اهدي كدا وصلي على النبي .
قالت مرددة :
-صلى الله عليه وسلم .
تابع قائلاً :
- انا هسمع كلامك وهجيبلك شقة ايجار بعيدة عن هنا وهقدم استقالتي .
مسحت دموعها واحتضنته بشدة وهي تقول :
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك ابدا.
مر يوم أخر على محمود وهو يعيش مع تلك الفتاة العاهرة لم يعلم بأنه سيرتاح بالعيش معها فهي تقوم بالأعمال المنزلية وتصنع له الطعام والشراب تساعده في الإعتناء بجرح رأسه حاولت شتى أن تمنعه من التفكير بإيذاء ذلك الطبيب ولكنه كان يغضب عليها ويخبرها بأنه سارق ولا يستحق سوى القتل أما عن الاء فهي زهرة جميلة تقع بأيدي طفل يمزقها كما يحلو له ،أخذت تكتب فهي ليس بيديها شىء تفعله سوى الكتابة لعلها تخرج من ذلك الكرب لا تريد أن تخبر إخواتها بتلك التهديدات فإنهم ليديهم ما يكفيهم من هموم الدنيا ولا تستطيع إضافة عبء أخر كانت تعلم بأنه يخدعها بشأن الرحيل لمنزل أخر وترك عيادته الخاصة فكيف له أن يصنع تلك الشهرة بمجاله ويلقي كل ذلك وراء ظهره من أجل أوهام بعقل زوجته الحمقاء هكذا كان يظن فما يستيطع زوجها السابق أن يفعل سوى التفوه بكلمات لا يفقهها كتبت بأسطر بسيطة :
- انا بقيت مشتتة مش عارفة أعمل ايه انا عارفة دماغ محمود مش هيسيبني انا وهيثم في حالنا هو حاسس اننا ظلمناه لما دخلناه السجن ميعرفش ازاي هو ظلمني قدام ربنا لما حرمني من أهم حاجة في الدنيا هي الأولاد أنا بحمد ربنا على رؤى وأنس ربنا يحميهملي بس انا برده خايفة عليهم بقيت اخاف الباب يخبط وهيثم مش هنا خايفة على هيثم طول ما هو برة مش عارفة انام حتى المنوم مبقاش يعمل معايا حاجة انا مستنية تيجي معجزة من عند ربنا قادر هو اللي يحلها .
قطع شرودها هيثم وهو يجلس بجوارها نظر فيما تكتب فأغلقت ذلك الدفتر حتى لا يستطيع القراءة فقالت له :
- مش قولنا مينفعش تقرا مذكراتي .
أردف بمزاح :
- مش عارف ليه شاكك فيكي يا بت لتكوني بتكتبي حاجة خليعة .
ضحكت وقالت :
-خليك في حالك وقوم من جمبي علشان اكمل كتابة .
أراح ظهره على الكنبة وهو يبتعد عنها قائلاً :
- انا مرتاح هنا اللي مش عجبه يشرب من الترعة.
ضمت مذكراتها من صدرها وزفرت بقوة فكادت أن ترحل مبتعدة عنه ولكنه جذبها من يديها لتسقط بحضنه فقال لها :
- رايحة فين يا نعناعة ؟
حاولت إبعاده عنها وهي تقول له :
- وسع عاوزة ادخل اوضتي .
تركها فضربته بالدفتر بصدره فجذبه بحركة سريعة منه وهرول مبتعد عنها فهرولت خلفه وهي تصيح :
-خد هنا متبقاش رخم .
وقف خلف كراسي السفرة وهو يقول :
- هقرأ فيه شوية صغيرة اشوف كاتبة عليا ايه ؟
أردفت بغضب :
-بطل رخامه يا هيثم مينفعش تقرأها دي أسراري .
أجابها بخبث :
-مفيش اسرار بين الواحدة وجوزها هتقوليلي ولا ارميه من البلكونة .
- طيب خليني انا اقرالك ماشي .
قالتها بنبرة باردة وهي تستحثه أن يعطيها دفترها وبالفعل عندما أمد لها يديه بدفترها فأخذته بقوة وهرولت نحو غرفتها مغلقة وراءها الباب ضحك قائلاً :
- كلبة بحر بصحيح .
كاد أن يلحقها ولكن أوقفه صوت طرقات الباب سمعتها الاء من الداخل فتقدم نحوه لفتحهِ فحينما فعل لم يجد هناك أحد غير صندوق حمله من الأرض ودلف به الشقة خرجت الاء من غرفتها وأقتربت منه قائلة بتساؤل :
- مين يا هيثم ؟
اردف موضحاً وهو مازال يحمل ذلك الصندوق :
-معرفش يا الاء حد ساب الصندوق دا ومشي .
جلست بجانبه على كرسي السفرة وهو يزعم فتحه وبالفعل قام بذلك فرأى شريحة تخزين ما تعرف ب(كارت ميموري )
تسائلت في فضول :
- هيثم هات نشوف فيه ايه الكارت دا ؟
أعاده في الصندوق وقال لها بعدم إهتمام :
- بكرة الوقت متأخر.
أجبرها على ترك ذلك الصندوق ولكن فضولها كان أكبر منه بالفعل أخبرها بأنه سيعرف ماذا يوجد به في الصباح الباكر حتى تتمكن من النوم اسندت رأسها على كتفه وهي تقول له :
-تصبح على خير .
امسك يديها وقبلها قائلاً :
- وانتي منه حبيبتي .
في وقت الفجر تحسس الفراش من جانبه باحثاً عنها ولكنه لم يجدها فنادى عليها ولكنه لم يتلقى إجابه ترك فراشه وهو يفرك بعيناه وطرق باب المرحاض مستأذنها بالدخول ولكنها لم تكن هناك أزال أثار النوم بالمياة وخرج من غرفته باحثاً عنها فوجدها بالأرض فاقدة الوعي بجوار السفرة هرول ناحيتها حرك وجهها بلهفة وهو يقول :
- الاء فوقي .
فتحت عيناها وهو يحملها على ذراعيه ودلف بها الغرفة حينما وجدها قد أستفاقت فأمسك يديها وهو يقول لها :
- ايه يا حبيبتي مالك ايه اللي بيوجعك؟
ظلت صامتة وعيناها تمتلىء بالدموع أبعدت عيناها عنه وحدقت بنقطة ما بسقف الغرفة فتابع قائلاً :
- الاء ردي عليا ايه اللي بيوجعك ؟
دمعت عيناها وهي تضع يديها على صدرها بشدة وهي مازالت تحدق بنقطة ما بسقف الغرفة وكأنها تحدث ربها بصوت مكتوم لم تشعر له وهو ينقلها للمشفى فإن جسدها وعقلها بمكان أخر .
أشتد المساء ظلامٍ كان نائمًا تركته مغادرة فراشه من ثم الغرفة بأكملها جلست على كرسي السفرة وأخذت ترى ماعلى البطاقة عبر جهاز الحاسوب المحمول كان عبارة عن مجموعة من الفيديوهات مختلفة المساحات قامت بفتح إحداهما حينما رأتها دمعت عيناها بصمت وهي تراها بعلاقتها الحميمة مع زوجها الأسبق
انهمرت دموعها دون أن تشعر بهما .
-ياليتني مت قبل هذا .
اخذت ترددها بعقلها وهي لا تستطيع ان تنطقها بلسانها ،جلس بجوارها وهو يقول لها :
-ايه اللي جرارك ياحبيبتي فهميني ؟
ضمت ساقيها من صدرها وهي تحاول أن تحتمي منه فكاد أن يمسك يدها ولكنها أنكمشت على جسدها أكثر وهي تحتويها فأبعد يديه عنها وتابع :
- انا هروح اودي رؤى وانس عند مصطفى .
لم تسمعه بل ظلت هائمة بما هي فيه ،جلس وعلى وجهه إبتسامة كبيرة حينما أخبره إحداهما بأن الاء مريضة بالمشفى علم بإنها قد تلقت تلك الفيديوهات ورأتها جلست بجانبه تلك الفتاة العاهرة وهي تقول له :
-ناوي على ايه ؟
أردف بخبث :
-هتقل على الرز لحد لما يستوي .
وقفت أمام النافذة نظرت لعلو الطابق المتواجدة به من ثم نظرت للسماء لثواني قبل أن تصعد على حافة النافذة فتذكرت منذ لحظات حينما قرأت أسمه على هاتفها فتحت المكالمة فأتاها صوته البغيض وهو يقول :
-ايه يا لولو سلامتك يا قلبي الف سلامه انا لو عليا اجي ازورك في المستشفى واطمن عليكي بنفسي .
أمتلىء عيناها بالدموع فلم تجيبه بل ظلت صامتة فتابع بخبث :
- انتي بتاعتي انا يا الاء وهتفضلي ملكي ومش هسيبك غير وانتي في حضني ونرجع ذكرياتنا الحلوة مع بعض .
نزلت دموعها وهي تغمض عيناها وتقدمت خطوة وهي الأخيرة ولكنها سيئة الحظ فإن هيثم أتى في لحظتها الأخيرة جذبها ناحيته لتبتعد عن تلك النافذة فسقطت بحضنه فسرعان ماحملها وهي تصرخ حتى اصبح كل شىء مظلم من حولها .
حينما أستيقظت في المساء وجدت هيثم نائم على الكنبة المقابلة لها حاولت الإعتدال ولكنها كانت مقيدة نظرت ليديها وهي معقودة بالفراش الطبي حاولت أن تحل تلك العقدة حتى استطاعت بعد فترة خرجت من الغرفة لم تجد أحد بالخارج هرولت على الدرج هاربة تأكدت من أن حارس المشفى قد أبتعد عن البوابة وركضت للشارع لم تشعر بقدميها العارية على تلك الأرض الصلبة المتسخة وهي ترتدي ملابس المرضى أوقفت أحدى سيارات الأجرة قبل أن تردف بصوت متحشرج :
-مدينة نصر.
وقف أمام عمارة التي يمكث فيها ذلك البغيض أمدت له يديها بالنقود التي أخذتها من جيب بنطال هيثم واتجهت نحو العمارة .
أبتعد عن تلك الفتاة حينما سمع صوت باب الشقة فقالت له متسائلة :
- مين اللي هيجي السعادي ؟
تركها وهو يرتدي ملابس تستره وخرج وهو يصيح بغضب :
- ايوة ياللي بتخبط جاي .
فتح باب الشقة وجد الاء تقف مقابله تداري يديها خلف ظهرها وعيناها حمراء كأكياس الدم فقال لها مبتسمٍ :
-كنت عارف انك هتيجي اتفضلي يا لولو البيت بيتك .
دلفت الشقة فتابع قائلاً :
- ثواني وجايلك اتفضلي .
تركها ودلف غرفة نومه فوجد تلك وفاء تنظر له بإستغراب وهي تتسائل:
- مين دي ؟
اجابها قائلاً بجمود :
-ملكيش فيه خليكي هنا واوعي تخرجي برة سامعة .
اومأت بإيجاب فتركها وغادر الغرفة فوجدها واقفة أمام غرفته وهي تحمل سكيناً
كادت أن تطعنه بصدره ولكنه أمسك يديها بقوة اوقع السكين وأمسكها من ذراعها بقوة وهو يقول بخبث :
-انتي فاكراني هموت بالسهولة دي .
اقترب منها هيثم وجدها متعرقة بشدة تخترف وهي ترتجف أمسك يديها وهو يقول لها :
-الاء اصحي يا الاء .
فتحت عيناها وهي تلتقط أنفاسها فوجدتها مازالت بالمشفى هيثم يقف بجوارها وقد بدى عليه القلق فقال :
- دا كابوس .
تنهدت أنها أستيقظت من ذلك الكابوس البغيض اجبرها على النوم مرة أخرى ليرتاح جسدها فنظرت ليديها وجدتها مقيدة بخيط معقود بالفراش الطبي فنظرت له وعيناها تحمل الكثير فتابع بتأسف:
- انا خايف عليكي تأذي نفسك .
ظنت بإنها لم تكن تحلم فكيف اصبح ذلك الحلم واقعياً بهذه الدرجة ،احضر كرسي وجلس بجوارها فقبل رأسها بحنو وقبل أن يردف :
- انتي اكيد زعلانه مني لاني مقصر في حقك ليكي عليا اول لما تشدي حيلك كدا هخرجك خروجة حلوة .
عندما اغلقت عيناها لتنال قسط من الراحة تركها وغادر الغرفة اخبر الممرضة المسؤلة عن حالتها بالإعتناء بها حتى يعود إليها فاومأت بإيجاب فشكرها وترك المشفى عائدً للبيت كان يريد أن يحضر لها ملابس يمكنها الجلوس بها فوضع إحداهم بحقيبة اليد وخرج من الغرفة وقعت عيناه على شاشة الحاسوب فتذكر بأنها فقدت الوعي حينما جلست أمام تلك الشاشة بالأمس غلبه فضوله ليعرف ماذا حدث وما رأته زوجته على تلك الشريحة جعلها بتلك الحالة فحينما فتح المستند الخاص ببطاقة الذاكرة اتسعت حدقة عيناه بدهشة ..
تحرك بخطوات ثابتة نحو غرفتها بالمشفى لم يكن هناك أحد من طاقم التمريض ظهرت إبتسامته الخبيثة حينما وقف أمام باب غرفتها قام بفتحه دون أن يشعر به أحد تقدم ناحيتها راقب ملامحها الهادئة تنفسها للهواء من حولها من ثم أخرج من جيب معطفه حقنة قام بتحضيرها مؤخراً من ثم غرسها بمحلولها الذي ينتقل لها عبر أنبوب متصل بوريدها ،أحتلت رائحته جيوبها الأنفية فتحت عيناها ببطء فلم تكن رؤيتها له واضحة ولكنها تستطيع معرفته من رائحته المميزة التي أعتادت عليها ولكنه لم ينتظرها طويلاً ليوضح رؤيتها فأردف بصوت مسموع :
-ايه رايك في المفاجاة دي ؟
يتبع ....
#الباشمدرسة_اية

رواية كيف لي ألا أحبك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن